> أفلام عربية طموحة لم يتم تقديم الفيلم السعودي «المرشحة المثالية» لسباق الأوسكار لأنه لم يعرض بعد في السوق المحلية أو لم يلحق بالترشيحات قبل ختام أوان الانتساب، أو ربما للسببين معاً. لكنه موجود أمام أعضاء «جمعية هوليوود للصحافة الأجنبية» حيث عرض عليهم في حفلتين ويقف كأحد الأفلام التي، إذا ما نالت ما يكفي من الأصوات، تؤول إلى الترشيحات الرسمية الأخيرة. الأفلام العربية الأخرى الطموحة لتحقيق هذا الإنجاز هي «آدم» (المغرب) و«1982» (لبنان) و«بابيشا» (الجزائر).
> تغيير قواعد أبقى في نطاق نشاطات هذه الجمعية التي ستطلق جوائزها في شهر يناير (كانون الثاني) 2020، إذ إن هناك سعيا لمزيد من التمييز بين الممثل الأول والممثل المساند. في الكثير من الأحيان يقف الأعضاء حيارى في التفريق بين من ينضوي تحت أي مسابقة. وهذه السنة أثيرت مسألة ما إذا كان آل باتشينو يستحق أن يدخل سباق أفضل ممثل أول أو سباق أفضل ممثل مساند. لكن المسائل تزداد تعقيداً على صعيد العمل التلفزيوني. ففي المبدأ الممثل الذي يظهر في 50 في المائة من الحلقات في الدور الأول يحسب له الترشيح على هذا الأساس. لكن السؤال هو ماذا عن الممثلين والممثلات الذين يضطلعون ببطولة ثلاث أو أربع حلقات، ولماذا لا يحق لهم الترشح لسباق أفضل ممثل أول. المسألة ما زالت مثارة مع دخول الجمعية مرحلتها الأخيرة من التصويت.
> سباق الأفلام > بينما انزلق «دكتور سليب» سريعاً إلى الوراء من دون تحقيق حلم تبوأ مركز تجاري مرموق، وفي حين تراجع فيلم «مدواي» من المركز الأول إلى الثاني، اعتلى فيلم جيمس مانغولد الجيد «فورد ضد فيراري» المركز الأول بإيراد مفاجئ تجاوز من مطلع الأسبوع إلى اليوم 40 مليون دولار في الولايات المتحدة. الخسارة كذلك ذات طنين مزعج لصانعي فيلم «ملائكة تشارلي» بطولة كرستن ستيوارت وناوومي سكوت وإيلا بالنيسكا. هذا حط من أسبوعه الأول في المركز الرابع بإيراد ضعيف. أفلام الأسبوع المنطلق اليوم يضم فيلم أنيميشن هو الجزء الثاني من Frozen وفيلم درامي بعنوان Dark Waters إخراج تود هاينز وبطولة مارك روفالو وآن هاذاواي و«يوم جميل في الحارة» مع توم هانكس، إنما القليل من التفاؤل يحيط بهذا العمل.
8 أفلام عن أزمات الإنسان والوطن المُمزّقhttps://aawsat.com/%D8%AB%D9%82%D8%A7%D9%81%D8%A9-%D9%88%D9%81%D9%86%D9%88%D9%86/%D8%B3%D9%8A%D9%86%D9%85%D8%A7/5091102-8-%D8%A3%D9%81%D9%84%D8%A7%D9%85-%D8%B9%D9%86-%D8%A3%D8%B2%D9%85%D8%A7%D8%AA-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D9%86%D8%B3%D8%A7%D9%86-%D9%88%D8%A7%D9%84%D9%88%D8%B7%D9%86-%D8%A7%D9%84%D9%85%D9%8F%D9%85%D8%B2%D9%91%D9%82
تُحرّك جوائز «الأوسكار» آمال العاملين في جوانب العمل السينمائي المختلفة، وتجذبهم إلى أمنية واحدة هي، صعود منصّة حفل «الأوسكار» وتسلُّم الجائزة وإلقاء ما تيسَّر له من تعابير فرحٍ وثناء.
لا يختلف وضع العام الحالي عن الوضع في كل عام، فجميع آمال العاملين في هذه الصّناعة الفنية المبهرة يقفون على أطراف أصابعهم ينتظرون إعلان ترشيحات «الأوسكار» الأولى هذا الشهر. وحال إعلانها سيتراجع الأمل لدى من لا يجد اسمه في قائمة الترشيحات، وترتفع آمال أولئك الذين سترِد أسماؤهم فيها.
يتجلّى هذا الوضع في كل مسابقات «الأوسكار» من دون تمييز، لكنه أكثر تجلّياً في مجال الأفلام الأجنبية التي تتقدّم بها نحو 80 دولة كل سنة، تأمل كل واحدة منها أن يكون فيلمها أحد الأفلام الخمسة التي ستصل إلى الترشيحات النهائية ومنها إلى الفوز.
من المسافة صفر
لا يختلف العام الحالي في شكل التنافس وقيمته بل بأفلامه. لدينا للمناسبة الـ97 من «الأوسكار» 89 دولة، كلّ واحدة منها سبق أن تنافست سابقاً في هذا المضمار. لكن المختلف هو بالطبع الأفلام نفسها. بعض ما شُوهد منها يستحق التقدير، والفرق شاسع بين ما يستحق التقدير وبين ما يستحق الترشيح والوصول إلى التّصفية.
الحلمُ في تحقيق هذه النقلة يسيطر على المخرجين والمنتجين العرب الذين نفّذوا أعمالهم الجديدة خلال هذه السنة وسارعوا لتقديمها.
من بينهم المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، الذي وفّر خلال العام الحالي فيلمين، واحدٌ من إخراجه بعنوان «أحلام عابرة»، والثاني بتوقيع 22 مخرجاً ومخرجة أشرف مشهراوي على جمع أفلامهم في فيلم طويل واحد بعنوان «من المسافة صفر»، وجميعها تتحدّث عن غزة، وما حدث فيها في الأسابيع الأولى لما يُعرف بـ«طوفان الأقصى». بعض تلك الحكايا مؤثرٌ وبعضها الآخر توليفٌ روائي على تسجيلي متوقع، لكنها جميعها تكشف عن مواهب لو قُدِّر لها أن تعيش في حاضنة طبيعية لكان بعضها أنجز ما يستحق عروضاً عالمية.
لا ينحصر الوضع المؤلم في الأحداث الفلسطينية بل نجده في فيلم دانيس تانوفيتش الجديد (My Late Summer) «صيفي المتأخر». يقدم تانوفيتش فيلمه باسم البوسنة والهرسك، كما كان فعل سنة 2002 عندما فاز بـ«الأوسكار» بصفته أفضل فيلم أجنبي عن «الأرض المحايدة» (No Man’s Land). يفتح الفيلم الجديد صفحات من تاريخ الحرب التي دارت هناك وتأثيرها على شخصية بطلته.
مجازر كمبودية
تختلف المسألة بالنسبة للاشتراك الصّربي المتمثّل في «قنصل روسي» (Russian Consul) للمخرج ميروسلاڤ ليكيتش. في عام 1973 عندما كانت يوغوسلاڤيا ما زالت بلداً واحداً، عاقبت السلطات الشيوعية هناك طبيباً إثر موت مريض كان يعالجه، وأرسلته إلى كوسوڤو حيث وجد نفسه وسط تيارات انفصالية مبكرة ونزاع حول الهوية الفعلية للصرب. حسب الفيلم (الاشتراك الثاني لمخرجه للأوسكار) تنبأت الأحداث حينها بانهيار الاتحاد السوفياتي و«عودة روسيا كروسيا» وفق قول الفيلم.
التاريخ يعود مجدداً في فيلم البرازيلي والتر ساليس المعنون «ما زلت هنا» (I’m Still Here) وبطلته، أيضاً، ما زالت تحمل آلاماً مبرحة منذ أن اختفى زوجها في سجون الحقبة الدكتاتورية في برازيل السبعينات.
في الإطار نفسه يعود بنا الاشتراك الكمبودي (التمويل بغالبيته فرنسي) «اجتماع مع بُل بوت» (Meeting with Pol Pot) إلى حقبة السبعينات التي شهدت مجازرعلى يد الشيوعيين الحاكمين في البلاد، ذهب ضحيتها ما بين مليون ونصف ومليوني إنسان.
وفي «أمواج» (Waves) للتشيكي ييري مادل، حكاية أخرى عن كيف ترك حكمٌ سابقٌ آثاره على ضحاياه ومن خلفهم. يدور حول دور الإعلام في الكشف عن الحقائق التي تنوي السلطة (في السبعينات كذلك) طمسها.
تبعات الحرب الأهلية في لبنان ليست خافية في فيلم ميرا شعيب «أرزة»، الذي يدور حول أم وابنها يبحثان عن سارق دراجة نارية ويتقمصان، في سبيل ذلك، شخصيات تنتمي إلى الطائفة التي قد تكون مسؤولة عن السرقة. هما سنّيان هنا وشيعيان هناك ومسيحيان أو درزيان في مواقع أخرى وذلك للتأكيد على أن التربة الطائفية ما زالت تنبض حية.
حتى كوريا الجنوبية ما زالت تحوم حول الانقلاب (وهي تعيش اليوم حالة مشابهة) الذي وقع في مثل هذا الشهر من سنة 1979 عندما اغتيل الرئيس بارك على يد رئيس شعبة الدفاع لي تايدو-غوانغ (أُلقي القبض عليه لاحقاً وأُعدم). هذا هو ثالث فيلم شاهده الناقد كاتب هذه الكلمات حول الموضوع نفسه.