واشنطن تدعو بيونغ يانغ إلى استئناف المفاوضات على أعلى مستوى

كوريا الشمالية: «لا جدوى» من حضور كيم قمة «آسيان»

مون وكيم خلال قمة عُقدت بينهما في المنطقة العسكرية الفاصلة بين الكوريتين في أبريل 2018 (أ.ب)
مون وكيم خلال قمة عُقدت بينهما في المنطقة العسكرية الفاصلة بين الكوريتين في أبريل 2018 (أ.ب)
TT

واشنطن تدعو بيونغ يانغ إلى استئناف المفاوضات على أعلى مستوى

مون وكيم خلال قمة عُقدت بينهما في المنطقة العسكرية الفاصلة بين الكوريتين في أبريل 2018 (أ.ب)
مون وكيم خلال قمة عُقدت بينهما في المنطقة العسكرية الفاصلة بين الكوريتين في أبريل 2018 (أ.ب)

كتب الرئيس الأميركي دونالد ترمب على «تويتر» مخاطباً زعيم كوريا الشمالية، كيم جونج أون: «يجب أن تتحرك سريعاً للتوصل إلى اتفاق... نراك قريباً»، إلا أن بيونغ يونغ قالت إنها لم تعد مهتمة بعقد قمم مع الولايات المتحدة، ما لم تقدم واشنطن تنازلات جديدة في مفاوضاتها النووية. كما أعلنت بيونغ يانغ، أمس، أنها لن تحضر قمة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) التي تستضيفها سيول، الأسبوع المقبل.
مبعوث ترمب الخاص لشؤون كوريا الشمالية ستيفن بيغون حذر، أول من أمس (الأربعاء)، بيونغ يانغ، بأنها قد تضيع فرصة ذهبية إذا لم تنخرط بشكل جدي في مفاوضات نزع سلاحها النووي، على مستوى أعلى مما هي عليه حالياً، محذراً إياها من أنها قد «تفوت الفرصة»، وذلك بعد ساعات من تلميح ترمب إلى إمكان عقد قمة. وحددت بيونغ يانغ لواشنطن موعداً نهائياً هو نهاية العام، للتقدم بعرض جديد. وقال مستشار وزارة الخارجية كيم كي غوان إن الولايات المتحدة تماطل، و«تتظاهر بأنها حققت تقدماً».
والتقى كيم وترمب ثلاث مرات، منذ يونيو (حزيران)، العام الماضي، لكن المحادثات توقفت منذ أن انتهت قمة هانوي في فبراير (شباط)، بخلاف حول تخفيف العقوبات، في حين انهارت محادثات جرت على مستوى فرق عمل في السويد، في أكتوبر (تشرين الأول).
وبالأمس، رفضت كوريا الشمالية دعوة لحضور زعيمها كيم جونج أون قمة مقرر عقدها في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل مع دول «آسيان»، قائلة إنه «لا جدوى» من الحضور بسبب توتر العلاقات مع سيول. وقالت «وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية» إن رئيس كوريا الجنوبية مون جيه - إن أرسل الدعوة لكيم، يوم الخامس من نوفمبر (تشرين الثاني)، مع عرض بأن يرسل مبعوثاً ينوب عنه، في حال عدم قدرته على المشاركة. وكان قد صرح مون بأن كيم قد يحضر عندما يستضيف زعماء رابطة دول جنوب شرقي آسيا (آسيان) في مدينة بوسان الساحلية في كوريا الجنوبية الأسبوع المقبل للاحتفال بمرور 30 عاماً على تأسيس الرابطة. وقال مكتب مون: «من المؤسف للغاية» ألا يحضر كيم الاجتماع، وإن الدعوة كانت تهدف إلى حشد التأييد الدولي لجهود الزعيمين من أجل تحقيق السلام. وقالت الوكالة إن كوريا الشمالية شكرت سيول على الدعوة، وطلبت منها «تفهم أننا لم نتمكن من إيجاد سبب وجيه» لمشاركة كيم. واتهم البيان كوريا الجنوبية بعدم تنفيذ اتفاقات تم التوصل إليها في القمم السابقة بين كيم ومون، باعتمادها على الولايات المتحدة. وبذلت الكوريتان جهوداً دبلوماسية شملت ثلاثة اجتماعات قمة، العام الماضي، اتفق خلالها مون وكيم على تحسين العلاقات واستئناف المبادرات التجارية. لكن لم يُحرز تقدم كبير وسط تشديد العقوبات على الشمال، بسبب برامجه النووية والصاروخية وتعثر محادثات نزع السلاح النووي مع الرئيس ترمب.
وقال بيغون الذي اختير لتولي منصب نائب وزير الخارجية الأميركي إنه «لا يوجد أي دليل ملموس أو يمكن التحقق منه على أن كوريا الشمالية قد اتخذت خيار نزع الأسلحة النووية». وأضاف الدبلوماسي أمام لجنة من الكونغرس يُفترض أن توافق على تعيينه في المنصب الجديد: «لكننا ما زلنا نعتقد أن بيونغ يانغ يُمكنها اتخاذ هذا الخيار». واعتبر بيغون أن المفاوضات يُمكن أن تحرز تقدماً إذا شاركت فيها بشكل مباشر نائبة وزير خارجية كوريا الشمالية تشوي سون هوي، موضحاً أنها «الوحيدة التي تحظى بثقة الزعيم» الكوري الشمالي كيم جونغ - أون. وأردف: «حتى الآن، هي لم تُشارك في هذه المفاوضات على نحو جاد». وأشار بيغون إلى أن نجاح المفاوضات لا يزال ممكناً لكن على كوريا الشمالية «انتهاز هذه الفرصة».
وكان الرئيس الأميركي دونالد ترمب اختار بيغون لمنصب نائب وزير الخارجية، على أن يحتفظ أيضاً بمهمته الشاقة المتمثلة بالعمل على إعادة إطلاق مفاوضات نزع سلاح بيونغ يانغ النووي.
وفي سياق متصل، نفت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أمس (الخميس) تقريراً إخبارياً ورد من كوريا الجنوبية عن أن الولايات المتحدة تدرس إحداث خفض كبير في عدد جنودها بكوريا الجنوبية، إذا لم تسهم سيول بالمزيد في تكاليف نشر القوات. وقال المتحدث باسم الوزارة جوناثان هوفمان في بيان: «لا صحة على الإطلاق لما ورد في تقرير (صحيفة تشوسون إيلبو) عن أن وزارة الدفاع الأميركية تدرس حالياً إبعاد أي قوات من شبه الجزيرة الكورية»، مشيراً إلى تصريح وزير الدفاع مارك إسبر بأنه لم يسمع بمثل هذه الخطط.
وأضاف: «كان الوزير إسبر في كوريا الجنوبية في الأسبوع الأخير، وأكد مجدداً التزامنا الراسخ تجاه (كوريا الجنوبية) وشعبها. تكشف مثل هذه الأنباء أوجه الخلل الخطيرة اللامسؤولة في النقل عن مصدر واحد مجهول. نطالب تشوسون إيلبو بسحب هذا الخبر على الفور».



هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
TT

هل يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة عن «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)
أبو محمد الجولاني يتحدث في الجامع الأموي بدمشق 8 ديسمبر 2024 (أ.ب)

تخضع «هيئة تحرير الشام»، التي قادت قوات المعارضة للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، لعقوبات من الأمم المتحدة منذ فترة طويلة، وهو ما وصفه المبعوث الخاص للمنظمة الدولية إلى سوريا غير بيدرسون، بأنه «عامل تعقيد لنا جميعاً».

كانت «هيئة تحرير الشام» تُعرف في السابق باسم «جبهة النصرة»، الجناح الرسمي لتنظيم «القاعدة» في سوريا، حتى قطعت العلاقات بالتنظيم في عام 2016. ومنذ مايو (أيار) 2014، أُدرجت الجماعة على قائمة مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة لعقوبات تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، كما فُرض عليها تجميد عالمي للأصول وحظر أسلحة.

ويخضع عدد من أعضاء «هيئة تحرير الشام» أيضاً لعقوبات الأمم المتحدة مثل حظر السفر، وتجميد الأصول، وحظر الأسلحة، ومنهم زعيمها وقائد إدارة العمليات العسكرية أحمد الشرع، المكنى «أبو محمد الجولاني»، المدرج على القائمة منذ يوليو (تموز) 2013.

وقال دبلوماسيون إنه لا يوجد حالياً أي مناقشات عن رفع العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة على الجماعة. ولا تمنع العقوبات التواصل مع «هيئة تحرير الشام».

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟ (رويترز)

لماذا تفرض الأمم المتحدة عقوبات على «هيئة تحرير الشام» والجولاني؟

فرضت الأمم المتحدة عقوبات على «جبهة النصرة»، لأن الجماعة مرتبطة بتنظيم «القاعدة»، ولأنها كانت «تشارك في تمويل أو تخطيط أو تسهيل أو إعداد أو ارتكاب أعمال أو أنشطة» مع «القاعدة» أو دعماً لها وتستقطب أفراداً وتدعم أنشطة «القاعدة».

وجاء في قائمة العقوبات التي فرضتها الأمم المتحدة: «في يناير (كانون الثاني) 2017، أنشأت جبهة النصرة (هيئة تحرير الشام)، وسيلة لتعزيز موقعها في التمرد السوري وتعزيز أهدافها باعتبارها فرعاً لتنظيم (القاعدة) في سوريا»... ورغم وصف ظهور «هيئة تحرير الشام» بطرق مختلفة (على سبيل المثال كاندماج أو تغيير في الاسم)، فإن جبهة «النصرة» استمرت في الهيمنة والعمل من خلال «هيئة تحرير الشام» في السعي لتحقيق أهدافها.

وفُرضت عقوبات على الجولاني بسبب ارتباطه بتنظيم «القاعدة» وعمله معه.

كيف يمكن رفع عقوبات الأمم المتحدة؟

تستطيع أي دولة عضو في الأمم المتحدة في أي وقت تقديم طلب لرفع العقوبات عن كيان أو شخص إلى لجنة عقوبات تنظيمي «داعش» و«القاعدة» التابعة لمجلس الأمن الدولي المؤلف من 15 دولة.

وإذا جاء الطلب من دولة لم تقترح في البداية فرض عقوبات الأمم المتحدة، فإن اللجنة تتخذ القرار بالإجماع.

وإذا تقدمت الدولة التي اقترحت في البداية فرض العقوبات بطلب الشطب من القائمة، فسيمحى الاسم من القائمة بعد 60 يوماً، ما لم توافق اللجنة بالإجماع على بقاء التدابير.

لكن إذا لم يتم التوصل إلى إجماع، يستطيع أحد الأعضاء أن يطلب إحالة الطلب إلى مجلس الأمن للتصويت عليه في غضون 60 يوماً.

ولم تتضح بعد الدول التي اقترحت فرض عقوبات على جبهة «النصرة» والجولاني.

ويستطيع أيضاً الشخص أو الكيان الخاضع للعقوبات أن يطلب إزالة التدابير عن طريق الاتصال بأمين عام المظالم، وهو منصب أنشأه المجلس في عام 2009، ليقوم بمراجعة الطلب.

وإذا أوصى أمين عام المظالم بإبقاء اسم ما على القائمة، فسيظل مدرجاً على القائمة. وإذا أوصى أمين عام المظالم بإزالة اسم ما، فسترفع العقوبات بعد عملية قد تستغرق ما يصل إلى 9 أشهر، ما لم توافق اللجنة في وقت أسبق بالإجماع على اتخاذ إجراء أو الإحالة إلى المجلس لتصويت محتمل.

هل هناك استثناءات من العقوبات؟

يستطيع الأشخاص الخاضعون لعقوبات الأمم المتحدة التقدم بطلب للحصول على إعفاءات فيما يتعلق بالسفر، وهو ما تقرره اللجنة بالإجماع.

ويقول المجلس إن عقوباته «لا تستهدف إحداث عواقب إنسانية تضر بالسكان المدنيين».

وهناك استثناء إنساني للأمم المتحدة ومنظمات الإغاثة يسمح «بتوفير أو معالجة أو دفع الأموال أو الأصول المالية الأخرى أو الموارد الاقتصادية، أو توفير السلع والخدمات اللازمة لضمان تقديم المساعدات الإنسانية في الوقت المناسب، أو لمساندة الأنشطة الأخرى التي تدعم الاحتياجات الإنسانية الأساسية».