مقتل وإصابة 19 انقلابياً بكمين شرق تعز... واتهام للحوثيين بتجنيد 12 ألف طفل

تقرير: الانقلابيون ارتكبوا 66 ألف انتهاك ضد الطفولة

TT

مقتل وإصابة 19 انقلابياً بكمين شرق تعز... واتهام للحوثيين بتجنيد 12 ألف طفل

أكد نائب ركن التوجيه في «اللواء 22 ميكا» في تعز، عبد الله الشرعبي، لـ«الشرق الأوسط»؛ «مقتل 8 انقلابيين وإصابة 11 آخرين في معارك، أمس الأربعاء، إثر كمين نصبته قوات الجيش الوطني من (اللواء 22 ميكا) للميليشيات الانقلابية في جبهة العريش، شرق المدينة». وقال إن «عناصر (اللواء) تمكنوا من إيقاع الميليشيات الحوثية في كمين كبدها خسائر بشرية، علاوة على الخسائر في المعدات؛ حيث أعطبت قوات (اللواء) مدرعة للميليشيات الانقلابية وأجبرتها على التراجع والفرار بعد تكبيدها خسائر بشرية ومادية».
وأضاف أن «قوات (اللواء 22 ميكا) أجبرت ميليشيات الحوثي على الانسحاب من المواقع التي استحدثتها وكانت في المصانع ومدرسة الرفاعي والمنفر وعبدان».
وأوضح أن «ميليشيات الحوثي كانت قد أرسلت تعزيزات إلى (مدرسة الصديق عبدان) مكونة من طاقم عسكري وعلى متنه 23 (فرداً)، وطاقم محمل بالأفراد، ومدرعة، وسيارة نوع (حبة) فيها عناصر حوثية، إلا إن قوات الجيش الوطني باغتت الجماعة وأجبرتها على التراجع»، لافتاً إلى أن «ميليشيا الانقلاب تعمل منذ أسابيع على تكثيف تحشيداتها إلى جبهات تعز، وتكرار هجماتها بين فترة وأخرى على مواقع الجيش الوطني، وسط قصف على الأحياء السكنية بمدينة تعز».
من جهته، حثّ نائب الرئيس الفريق الركن علي محسن الأحمر، على «مضاعفة الجهود ورص الصفوف بما يعزز من جهود الشرعية والجيش الوطني، ويُعيد لتعز مكانتها التاريخية والثقافية، ويحقق طموحات وأحلام أبنائها، وما قدموه من تضحيات جليلة في مواجهة الميليشيات الكهنوتية».
جاء ذلك خلال اتصال هاتفي أجراه الأحمر، أمس الأربعاء، بمحافظ محافظة تعز، نبيل شمسان للاطلاع على المستجدات وجهود تثبيت الأوضاع وتلبية متطلبات المواطنين.
ووفقاً لوكالة الأنباء الحكومية «سبأ»، استمع الأحمر، خلال الاتصال، إلى «التطورات في المحافظة، وما يعانيه المواطنون جراء استمرار اعتداءات ميليشيا الانقلاب الحوثية»، مؤكداً «استمرار جهود التحرير والعمل على تخفيف معاناة أبناء المحافظة تنفيذاً لتوجيهات الرئيس هادي».
في هذه الأثناء، كشفت منظمة يمنية عن ارتكاب ميليشيات الحوثي الانقلابية نحو 66 ألف انتهاك ضد الطفولة في اليمن حيث يعيش الأطفال في اليمن أوضاعاً مأساوية وغاية الصعوبة جراء الحرب التي افتعلتها ميليشيات الحوثي منذ سبتمبر (أيلول) 2014.
وقالت «الشبكة اليمنية للحقوق والحريات»، وهي منظمة مجتمع مدني غير حكومية، في بيان لها بمناسبة «اليوم العالمي للطفولة» الذي يصادف 20 نوفمبر (تشرين الثاني)، إن «الميليشيات لا ترى في الأطفال سوى وقود للحرب التي تخوضها يومياً ضد الأرض والإنسان».
وأضافت الشبكة في بيان، حصلت «الشرق الأوسط» على نسخة منه، أنها استطاعت بالتعاون مع 13 منظمة دولية «رصد وتوثيق (65971) واقعة انتهاك ارتكبتها ميليشيا الحوثي الانقلابية ضد الطفولة في 17 محافظة يمنية منذ 1 يناير (كانون الثاني) 2015 وحتى 30 أغسطس (آب) 2019م. حيث قتلت الميليشيات بشكل مباشر (3888) طفلاً، وأصابت (5357)، وتسببت الميليشيا بإعاقة (164) طفلاً إعاقة دائمة جراء المقذوفات العشوائية على الأحياء السكنية المكتظة بالأطفال».
وذكر البيان أن «ميليشيا الحوثي قامت باختطاف (456) طفلاً ما زالوا في سجون الميليشيا حتى اللحظة، وتهجير (43608) أطفال آخرين، وتجنيد (12341) طفلاً لتزج بهم في جبهاتها القتالية المختلفة».
وطالبت الشبكة «المجتمع الدولي بالخروج عن صمته المخزي والتحرك الجاد لوقف تلك الانتهاكات بحق الطفولة. وتنفيذ القرارات الصادرة عن مجلسي الأمن وحقوق الإنسان. وتحمل المسؤولية القانونية والأخلاقية تجاه ما يتعرض له الأطفال في اليمن من استهداف مباشر لكل حقوقهم المعترف بها دولياً وفق (القانون العالمي لحقوق الطفل)؛ وعلى رأسها حق الحياة والتعليم... وغيرهما».
ودعت «منظمات المجتمع الدولي إلى استخدام الوسائل كافة بما فيها القرارات الأممية لمنع ميليشيا الحوثي من مواصلة ارتكابها لمثل هذه الجرائم بحق الطفولة، وإلزامها باحترام القوانين المحلية والاتفاقات الدولية».


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.