نهائي أمم أفريقيا تحت 23 عاماً... مصر وكوت ديفوار تبحثان عن اللقب الأول

«الفراعنة» الصغار أمل مصر بعد توالي كبوات الكبار... و«الأفيال جاهزون»

لاعبو مصر وفرحة التأهل للنهائي (رويترز)  -  الإيفواري يوسف داو هز شباك غانا مرتين (رويترز)
لاعبو مصر وفرحة التأهل للنهائي (رويترز) - الإيفواري يوسف داو هز شباك غانا مرتين (رويترز)
TT

نهائي أمم أفريقيا تحت 23 عاماً... مصر وكوت ديفوار تبحثان عن اللقب الأول

لاعبو مصر وفرحة التأهل للنهائي (رويترز)  -  الإيفواري يوسف داو هز شباك غانا مرتين (رويترز)
لاعبو مصر وفرحة التأهل للنهائي (رويترز) - الإيفواري يوسف داو هز شباك غانا مرتين (رويترز)

يبحث المنتخبان المصري المضيف والإيفواري عن اللقب الأول في بطولة كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم تحت 23 عاما عندما يلتقيان اليوم الجمعة على ملعب القاهرة الدولي في المباراة النهائية للنسخة الثالثة التي تستضيفها مصر.
وأصبح المنتخب الأولمبي المصري يمثل عنصر الأمل لدى الجماهير، وذلك بعد الكبوات الكثيرة التي مر بها المنتخب الأول على مدار الأعوام الماضية. وبات الجيل الحالي من اللاعبين الشباب بمنتخب الفراعنة بمثابة مصدر الفرحة في الوسط الكروي بعد مسيرة رائعة قدمها الفريق في النسخة الثالثة من البطولة.
وخرج المنتخب المصري الأول بشكل محبط من كأس العالم 2018 في روسيا عقب تعرضه لثلاث هزائم متتالية في دور المجموعات، وهو ما جاء بعد فترة من الإحباطات والانكسارات شهدت إخفاق الفريق في التأهل لثلاث نسخ متتالية لكأس أمم أفريقيا قبل الخسارة أمام الكاميرون في نهائي نسخة 2017، كما استمرت أزمة الفراعنة الكبار بعد الفشل في تحقيق الفوز في أول مباراتين له في التصفيات المؤهلة لكأس أمم أفريقيا 2021 بالكاميرون حيث تعادل الفريق مع كينيا 1 - 1 ثم تعادل مع جزر القمر سلبيا.
وبالتالي أصبحت الآمال معلقة على المنتخب الأولمبي أملا في نشأة جيل جديد يكون قادرا على رفع الراية المصرية عاليا في سماء كرة القدم. ويسدل الستار اليوم الجمعة على كأس الأمم الأفريقية لكرة القدم للشباب تحت 23 عاما بمواجهة مثيرة في النهائي بين الدولة المضيفة مصر ومنتخب كوت ديفوار العنيد.
وتأهل منتخبا مصر وكوت ديفوار إلى أولمبياد طوكيو 2020 لكن يبقى حلم التتويج باللقب القاري للمرة الأولى الهدف الأول للمنتخبين. وحجزت مصر مقعدها في الأولمبياد للمرة 12 وهو رقم قياسي أفريقي وكان أفضل إنجازاتها تحقيق المركز الرابع مرتين في 1928 و1964.
ويدخل الفريقان المباراة بمعنويات مرتفعة بعد مسيرة حافلة في البطولة التي استضافتها مصر، لكن الحافز ربما يكون أكبر لدى الفراعنة بالنظر إلى عاملي الأرض والجمهور. منتخب مصر هو الوحيد من بين جميع الفرق الذي حقق العلامة الكاملة في البطولة حتى الآن، حيث استهل مشواره بالفوز على مالي 1 - صفر ثم عبر غانا 3 - 2 قبل أن يطيح بالكاميرون 2 - 1 وفي المربع الذهبي نجح في إسقاط منتخب جنوب أفريقيا بثلاثية نظيفة.
مشوار منتخب كوت ديفوار (الأفيال) جاء جيدا أيضا، حيث بدأ الفريق مشواره بالفوز على نيجيريا بهدف، لكنه سقط في المباراة الثانية أمام جنوب أفريقيا بهدف أيضا، قبل أن ينهي مشواره في دور المجموعات بالفوز على
زامبيا بهدف دون رد، وفي المربع الذهبي نجح بصعوبة شديدة في الفوز على غانا 3 - 2 بركلات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الأصلي والإضافي بالتعادل بهدفين لمثلهما.
ويمتلك منتخب مصر أقوى خط هجوم في البطولة بتسجيله تسعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف سكنت شباكه، بينما سجل منتخب الأفيال أربعة أهداف مقابل ثلاثة أهداف سكنت شباكه. ولم يسبق للمنتخبين الفوز بلقب البطولة حيث أحرز منتخب الغابون لقب النسخة الأولى في 2011 ثم نالت نيجيريا لقب نسخة 2015.
ويعول منتخب مصر بقيادة مدربه شوقي غريب على عنصر الدعم الجماهيري بعد أن سجلت المباراة الماضية أمام جنوب أفريقيا حضورا جماهيريا قياسيا تمثل في حضور أكثر من 75 ألف مشجع في ظاهرة تحدث للمرة الأولى في البطولة. ويضم منتخب الفراعنة مجموعة من اللاعبين من أصحاب الخبرة وفي مقدمتهم رمضان صبحي جناح الأهلي والذي سجل هدفين ومصطفى محمد مهاجم الزمالك الذي يتصدر قائمة الهدافين برصيد أربعة أهداف وعبد الرحمن مجدي لاعب الإسماعيلي والذي سجل هدفين.
وأكد شوقي أن الهدف الرئيسي من مواجهة كوت ديفوار هو الفوز باللقب القاري وإسعاد الجماهير بعد ضمان التأهل لأولمبياد طوكيو. وقال غريب إن فريقه فاز بمبارياته الأربع السابقة في البطولة، وهو أكثر فريق سجل أهدافا في البطولة، مؤكدا أنه يتمنى التتويج باللقب. وأوضح شوقي غريب: «سنحافظ على نفس الأداء الذي قدمناه في المباريات الماضية، وسنقدم تاريخا جديدا ومشرفا للفراعنة، خاصة أننا منذ 4 أشهر كنا نبكي بعد توديع بطولة أمم أفريقيا للكبار».
من جانبه، أبدي رمضان صبحي قائد المنتخب الأولمبي المصري ثقته في زملائه والفريق ككل في التتويج بالبطولة. وقال صبحي: «سعداء بالوجود في النهائي والتأهل لأولمبياد طوكيو وتحقيق الأهداف التي وضعناها في البداية، وأشكر الله على أننا كنا سببا في إسعاد الشعب المصري وسنحاول المواصلة بالتتويج».
وأضاف «حققنا الهدف الأول بالوصول للأولمبياد والآن طموحنا زاد ونتمسك بالتتويج باللقب خاصة أنه على ملعبنا ووسط جماهيرنا». وأوضح: «الجماهير حافز قوي لإعطاء كل ما لدينا».
منتخب كوت ديفوار أيضا عامر بالمواهب والمهارة من خلال مجموعة اللاعبين التي يمتلكها الفريق ولعل أبرزهم يوسف داو الذي سجل هدفين في شباك غانا. وأبدى سواليهو حايدرا المدير الفني لمنتخب كوت ديفوار الأولمبي ثقته في لاعبيه قبل مواجهة مصر. وقال في مؤتمر صحافي: «الدوافع قوية لخوض مباراة كبيرة في النهائي أمام مصر، ونريد ختام البطولة بشكل جيد ونحن جاهزون على المستويين البدني والذهني».
وأضاف «الغيابات تمثل دوافع كبيرة بالنسبة للمجموعة الموجودة، ولن يشعر أحد بأن منتخبنا غير مكتمل، اللاعبون الموجودون يمتلكون خبرات كبيرة، ستكون مواجهة بين 11 لاعبا من مصر ومثلهم من كوت ديفوار على أرض الملعب».
وأوضح: «خوض خمس مباريات في أسبوعين هو مجهود بدني جبار، ولكننا مستعدون للمباراة ذهنيا ونفسيا بشكل أكبر من التجهيز البدني، وحضور الجماهير سيكون إيجابيا بالنسبة لنا لأننا نحب اللعب أمام الجماهير». وقال: «لا يمكن تجاهل قوة منتخب مصر دفاعيا وهجوميا وقدرتهم على صناعة الفارق ونحن نحترمهم بشكل كبير، لكننا أيضا سنكون مصدر قلق بالنسبة لهم». وتابع: «نحن فريق جماعي وسنكون متحفزين لتقديم أداء يفوق كل التوقعات، وسنبذل مجهودا مضاعفا أمام أصحاب الملعب للفوز بالبطولة».



وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
TT

وفاة زعيم محلي في مالي اختطفه تنظيم «القاعدة»

تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)
تييرنو أمادو تال اختطفه تنظيم «القاعدة» وتوفي في ظروف غامضة (صحافة محلية)

أعلن تنظيم «القاعدة» أن زعيم مجموعة محلية يتمتع بنفوذ واسع في مالي ومنطقة غرب أفريقيا توفي حين كان رهينة بحوزة مجموعة تابعة للتنظيم، في حادثة أثارت ردود فعل غاضبة، ومطالب شعبية في مالي والسنغال بالانتقام من التنظيم الإرهابي.

وكانت «جبهة تحرير ماسينا» التي تتبع تنظيم «القاعدة» وتنشط في وسط دولة مالي قد اختطفت الزعيم تييرنو أمادو تال، قبل أكثر من أسبوع حين كان يتحرك في موكب من أتباعه على متن عدة سيارات، على الحدود مع موريتانيا.

ويعد تال زعيم طريقة صوفية لها امتداد واسع في مالي والسنغال وموريتانيا، وعدة دول أخرى في غرب أفريقيا، ويتحدر من قبائل «الفلاني» ذات الحضور الواسع في الدول الأفريقية.

أمادو كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» الذي خطف أمادو تال... وأعلن عن وفاته (متداول- موقع «القاعدة»)

واشتهر تال بمواقفه المعتدلة والرافضة للتطرف العنيف واستخدام القوة لتطبيق الشريعة، كما كان يركز في خطبه وأنشطته على ثني شباب قبائل «الفلاني» عن الانخراط في صفوف تنظيم «القاعدة».

تال يتحدر من عائلة عريقة سبق أن أسست إمارة حكمت مناطق من مالي والسنغال وغينيا، خلال القرن التاسع عشر، وانهارت على يد الفرنسيين، ولكن العائلة ظلت حاضرة بنفوذها التقليدي.

تشير مصادر محلية إلى أن تال ظهر مؤخراً في موقف داعم للمجلس العسكري الحاكم في مالي، وخاصة رئيسه آسيمي غويتا، وكان ذلك السبب الذي دفع تنظيم «القاعدة» إلى استهدافه.

ولكن مصادر أخرى تشير إلى أن التنظيم الإرهابي كان ينوي اختطاف تال واستجوابه من أجل الحصول على معلومات تتعلق بالحرب الدائرة ضد الجيش المالي المدعوم من «فاغنر»، ولكن الأمور سلكت مساراً آخر.

ونشر أمادو كوفا، زعيم «جبهة تحرير ماسينا»، مقطعاً صوتياً جرى تداوله على وسائل التواصل الاجتماعي، أعلن فيه وفاة تال بعد عملية الاختطاف «أثناء نقله إلى موقع كان من المقرر استجوابه فيه».

وأشار زعيم الجماعة الإرهابية إلى أنهم كانوا ينوون تقديم تال للمثول أمام «محكمة» بخصوص تهمة «العمالة» لصالح السلطات المالية، مؤكداً أنه أثناء نقله نحو مكان المحاكمة «فارق الحياة»، وذلك بعد أن تعرض للإصابة خلال محاولة الاختطاف، وتسببت هذه الإصابة في وفاته بعد ذلك.

وكان التنظيم ينفي بشكل ضمني أن يكون قد «أعدم» زعيم طريقة صوفية لها انتشار واسع في دول غرب أفريقيا، ولكن الظروف التي توفي فيها لا تزالُ غامضة، وتثير غضب كثير من أتباعه الذين يقدرون بالملايين.

وقال أحد أفراد عائلة تال إنهم تأكدوا من صحة خبر وفاته، دون أن يكشف أي تفاصيل بخصوص الظروف التي توفي فيها، وما إن كانوا على تواصل بتنظيم «القاعدة» من أجل الحصول على جثمانه.

وتثير وفاة تال والظروف التي اكتنفتها مخاوف كثير من المراقبين، خاصة أنه أحد أبرز الشخصيات النافذة في قبائل «الفلاني»، وتوفي حين كان بحوزة أمادو كوفا الذي يتحدر من نفس القبائل، ويعد أحد أكبر مكتتبي شباب «الفلاني» في صفوف «جبهة تحرير ماسينا»، مستغلاً إحساس هذه القبائل بالغبن والتهميش.

ويزيد البعد القبلي من تعقيد تداعيات الحادثة، وسط مخاوف من اندلاع اقتتال عرقي في منطقة تنتشر فيها العصبية القبلية.

في هذه الأثناء لم يصدر أي تعليق رسمي من الحكومة المالية حول الحادثة التي أسالت الكثير من الحبر في الصحافة المحلية، كما حظيت باهتمام واسع في السنغال المجاورة.