رودجرز ولامبارد يثبتان أهميتهما بين الكبار في الدوري الإنجليزي

ليستر سيتي وتشيلسي يقفان بين النادي المتصدر للبطولة والبطل المدافع عن اللقب

ليستر سيتي يحتل وصافة الدوري الإنجليزي بجدارة (رويترز)
ليستر سيتي يحتل وصافة الدوري الإنجليزي بجدارة (رويترز)
TT

رودجرز ولامبارد يثبتان أهميتهما بين الكبار في الدوري الإنجليزي

ليستر سيتي يحتل وصافة الدوري الإنجليزي بجدارة (رويترز)
ليستر سيتي يحتل وصافة الدوري الإنجليزي بجدارة (رويترز)

حظي مدربا ليستر سيتي وتشيلسي بريندان رودجرز وفرانك لامبارد بكرة قدم متميزة داخل فريقيهما بفضل لاعبين أمثال ماديسون وبوليسيتش. وربما كان مدرب المنتخب الإنجليزي غاريث ساوثغيت محقاً في تعمده التقليل من أهمية المواجهة التي شهدتها المرحلة الثانية عشرة من الدوري الإنجليزي بين ليفربول ومانشستر سيتي. والملاحظ أن ثلاثة أعضاء فقط في فريقه الحالي شاركوا في المباراة التي أقيمت على أرض استاد أنفيلد وشاركوا كذلك في التشكيل الأساسي أمام مونتينيغرو، وإن كان لاعب آخر شارك كبديل. ومثلما أوضح مدرب المنتخب الإنجليزي، فإنه ربما مرت أوقات كان يشارك ضعف هذا العدد من لاعبي المنتخب.
ومع هذا وعلى العكس من غالبية التوقعات التي أعلنت في هذا الشأن، لا تبدو بطولة الدوري الممتاز اليوم منافسة بين طرفين فقط، ذلك أن ليستر سيتي وتشيلسي يقفان بين النادي المتصدر للبطولة اليوم والبطل المتوج الذي يدافع عن اللقب. وفي دليل يؤكد على أن هذه ليست محض مصادفة، فإن هذين الناديين يسهمان بستة لاعبين في المنتخب الإنجليزي. وأياً ما كانت الزاوية التي تنظر منها إلى الأمر، فإنه يثبت أن هناك مستوى رفيعا من الجودة متوافر في كل من تشيلسي وليستر سيتي، وبالنظر إلى البداية التي قدمها كلا الفريقين لا يبدو الوقت مبكراً للغاية للقول بأنه ما يزال بمقدور كل منهما احتلال مركز بجدول ترتيب أندية الدوري الممتاز يؤهله للمشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا نهاية الموسم.
من جهته، تصرف بريندان رودجرز بعقلانية برفضه الحديث عن المنافسة على اللقب بعدما انتقل إلى المركز الثاني بفوزه أمام آرسنال، وذلك لأنه حتى يبدأ ليفربول في إظهار مؤشرات على الإنهاك والتعب، يمكن لباقي أندية البطولة البدء في الحلم باقتناص اللقب. ويأتي هذا رغم أن ليستر سيتي وتشيلسي تمكنا بالفعل من تحقيق ما بدا في وقت مضى في حكم المستحيل بتقدمهما على مانشستر سيتي. واليوم، أصبحت مهمة بيب غوارديولا ولاعبيه محاولة اللحاق بهما.
جدير بالذكر أن المواجهة التالية لمانشستر سيتي على أرض استاد الاتحاد ستكون أمام تشيلسي، وبالتالي سيحظى مانشستر سيتي بفرصة اللحاق بركب المنافسة على اللقب سريعاً. ومن المؤكد أن قليلين للغاية كانوا ليتخيلوا أن غوارديولا سيجابه صعوبة أمام ناد يتولى تدريبه مدرب مبتدئ ويخضع لحظر فيما يخص إبرام صفقات جديدة، خاصة عندما بدأ تشيلسي الموسم بهزيمة مدوية بنتيجة 4 - 0 على أرض مانشستر يونايتد. ومع هذا، ثمة تغييرات كبرى طرأت على المشهد العام للبطولة منذ ذلك الحين.
وقد اتضح أن تشيلسي لديه كثير من اللاعبين الناشئين الموهوبين تحت تصرفه، الأمر الذي يمنحه فرصة الصمود دونما الحاجة للجوء إلى السوق واستقدام لاعبين جدد، خاصة أن كريستيان بوليسيتش، اللاعب المؤثر، موجود بالفعل لديه كبديل متاح لإيدن هازارد. كما يبدو أن تسليم زمام الأمور إلى فرانك لامبارد لم يكن مجازفة كبرى كما بدا الأمر في البداية. وبالتأكيد كان لامبارد محظوظاً بتوليه تدريب فريق ناجح بالفعل خلفاً لماوريسيو ساري، وبالتأكيد ليس الكثير من المدربين الجدد بالدوري الممتاز يتولون تدريب فرق تضمن لنفسها بالفعل مكاناً ببطولة دوري أبطال أوروبا.
وحتى الآن، أثبت لامبارد أنه رهان آمن، لكنه في الوقت ذاته يملك حس المغامرة الذي كان يحتاج إليه تشيلسي. وإذا استمر الحال على الوضع الراهن، ربما يجد تشيلسي نفسه متشبثاً بالمدرب لأكثر عن موسم واحد، الأمر الذي سيشكل صدمة كبيرة لأولئك الذين اعتقدوا أن لامبارد مجرد بديل زهيد التكلفة ومتاح لسد الفراغ حتى ينتهي سريان الحظر المفروض على النادي.
داخل ليستر سيتي، ربما قدم رودجرز أداءً أفضل عن نظيره في تشيلسي. وبالتأكيد كان هناك الكثيرون من متابعي آرسنال في المرحلة السابقة يتساءلون فيما بينهم في حيرة حول لماذا لم يستعن النادي برودجرز، بدلاً عن التحول إلى الخارج سعياً وراء أوناي إيمري. الواضح أن الأخير يواجه مشكلات كبيرة. وإذا كان آرسنال قد استعان به لأنهم رأوا فيه الصورة الأقرب إلى آرسين فينغر في مرحلة أصغر من حياته، فمن الواضح أنه جاء ليواجه جميع الصعوبات والمشكلات التي واجهت آرسين فينغر الكبير، بينما وقف رودجرز في هدوء في انتظار الفرصة المناسبة. وبالنظر إلى أن الأندية الأربعة الكبرى التي لا تخضع لحظر صفقات جديدة لا تستعين في العادة بمدربين من أبنائها، ربما شكل ليستر سيتي الوجهة الأمثل أمام رودجرز.
جدير بالذكر أن ليستر سيتي أنجز الموسم الماضي في النصف الأعلى من جدول ترتيب الأندية، ويتميز حالياً بمستوى جيد من الإدارة والموارد. وعلى خلاف الحال مع الأندية ذات المكانة المشابهة مثل إيفرتون أو وستهام يونايتد، فإنه يحمل في ذاكرته الحديثة صور الفوز باللقب. عملياً، لم يتبق فاعلاً من هذا الفريق الذي سبق له الفوز باللقب سوى جيمي فاردي وكاسبر شمايكل. وكل منهما لاعب ممتاز يجسد حالة الثقة التي تعم أرجاء الفريق والشعور بأن كل شيء ممكن تحقيقه. وكل أسبوع، يبدأ رودجرز برنامج عمله بروح مشابهة لأن الجميع داخل ليستر سيتي يعلم أن هذا حقيقة. وفي ظل وجود لاعبين مثل جيمس ماديسون ويوري تيليمانز وبين تشيلويل وآخرين انضموا للنادي منذ عام 2016، تبدو العودة إلى دوري أبطال أوروبا في متناول النادي.
الملاحظ أن فجوة النقاط الثماني لا توجد في قمة جدول أندية الدوري الممتاز فحسب، وإنما كذلك بين المركزين الرابع والخامس، ما يوحي بأن الأندية الأربعة الكبرى الحالية ربما بدأت في التحليق بعيداً عن باقي المشاركين بالبطولة بالفعل. أيضاً تحمل هوية النادي الذي يحتل المركز الخامس - شيفيلد يونايتد - الكثير من الدلالات المهمة.
الواقع القائم أمام آرسنال وتوتنهام ومانشستر يونايتد وأي ناد آخر يحمل طموحات للمشاركة ببطولة دوري أبطال أوروبا، يشير إلى النادي الصاعد حديثاً إلى الدوري الممتاز حقق أداءً أفضل في ملاحقته للأبطال. وإذا استمر الوضع كذلك خلال المرحلة القادمة، عندما يصبح مانشستر يونايتد الزائر داخل استاد شيفيلد يونايتد، فإن كريس وايلدر سيصبح في طريقه نحو الفوز بجائزة بمجال التدريب، بينما سيعاني بعض أقرانه من المدربين من أصحاب الشهرة الأكبر من مشكلات حقيقية.


مقالات ذات صلة

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

رياضة عالمية  توماس بارتي لاعب أرسنال محتفلا بهدفه في مرمى نوتنغهام فورست (رويترز)

آرسنال يستعيد ذاكرة الانتصارات... وتشيلسي «ثالثاً» بثنائية في ليستر

بعد تعثره بتعادلين أمام تشيلسي وليفربول وخسارتين أمام بورنموث ونيوكاسل يونايتد في الجولات الأربع الماضية، وضع فريق آرسنال حداً لنتائجه السلبية في الدوري

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بيدرو لاعب توتنهام محتفلاً بهدفه في السيتي (رويترز)

الدوري الإنجليزي: رباعية توتنهام تحطم سلسلة مان سيتي القياسية على أرضه

استمرت معاناة مانشستر سيتي بخسارة مفاجئة 4 - صفر أمام ضيفه توتنهام هوتسبير في الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم اليوم السبت.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية صلاح سجل هدفه الشخصي رقم 165 في الدوري الإنجليزي (د.ب.أ)

صلاح يحطم الأرقام وتجديد عقده «ضرورة حتمية» في ليفربول

أصبحت جملة «محمد صلاح هو الوحيد الذي...» شائعةً للغاية خلال السنوات الأخيرة عند الحديث عن أي بيانات أو إحصاءات هجومية في عالم كرة القدم. ويقدم النجم المصري

ديفيد سيغال (لندن)
رياضة عالمية بوستيكوغلو مدرب توتنهام (رويترز)

بوستيكوغلو: غوارديولا في طريقه لأن يصبح أحد عظماء التدريب

قال أنجي بوستيكوغلو مدرب توتنهام هوتسبير إن بيب غوارديولا رفع سقف المنافسة مع مدربي الدوري الإنجليزي الممتاز.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية غوارديولا (أ.ف.ب)

غوارديولا بعد تجديد عقده: لم يحن وقت الرحيل

قال المدرب الإسباني بيب غوارديولا الخميس عقب تمديد عقده مع مانشستر سيتي بطل إنجلترا لعامين اضافيين حتى العام 2027 إنّه «لم يستطع الرحيل الآن».

«الشرق الأوسط» (مانشستر)

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
TT

بعد مئويته الأولى... هالاند يتطلع إلى المزيد في مسيرته الحالمة مع مانشستر سيتي

هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)
هالاند يفتتح التسجيل في شباك تشيلسي (أ.ب)

وصل النجم النرويجي الدولي إيرلينغ هالاند إلى 100 مباراة في مسيرته مع فريق مانشستر سيتي، حيث احتفل بمباراته المئوية خلال فوز الفريق السماوي 2 - صفر على مضيفه تشيلسي، الأحد، في المرحلة الافتتاحية لبطولة الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.

وكان المهاجم النرويجي بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى ملعب «الاتحاد» قادماً من بوروسيا دورتموند الألماني في صيف عام 2022، حيث حصل على الحذاء الذهبي للدوري الإنجليزي الممتاز كأفضل هداف بالبطولة العريقة في موسميه حتى الآن. واحتفل هالاند بمباراته الـ100 مع كتيبة المدرب الإسباني جوسيب غوارديولا على أفضل وجه، عقب تسجيله أول أهداف مانشستر سيتي في الموسم الجديد بالدوري الإنجليزي في شباك تشيلسي على ملعب «ستامفورد بريدج»، ليصل إلى 91 هدفاً مع فريقه حتى الآن بمختلف المسابقات. هذا يعني أنه في بداية موسمه الثالث مع سيتي، سجل 21 لاعباً فقط أهدافاً للنادي أكثر من اللاعب البالغ من العمر 24 عاماً، حسبما أفاد الموقع الإلكتروني الرسمي لمانشستر سيتي.

وعلى طول الطريق، حطم هالاند كثيراً من الأرقام القياسية للنادي والدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وضع نفسه أحد أعظم الهدافين الذين شهدتهم هذه البطولة العريقة على الإطلاق. ونتيجة لذلك، توج هالاند بكثير من الألقاب خلال مشواره القصير مع سيتي، حيث حصل على جائزة لاعب الموسم في الدوري الإنجليزي الممتاز، ولاعب العام من رابطة كتاب كرة القدم، ولاعب العام من رابطة اللاعبين المحترفين، ووصيف الكرة الذهبية، وأفضل لاعب في جوائز «غلوب سوكر».

كان هالاند بمثابة اكتشاف مذهل منذ وصوله إلى مانشستر (أ.ف.ب)

وخلال موسمه الأول مع سيتي، أحرز هالاند 52 هدفاً في 53 مباراة في عام 2022 - 2023، وهو أكبر عدد من الأهداف سجله لاعب بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال موسم واحد بجميع البطولات. ومع إحرازه 36 هدفاً، حطم هالاند الرقم القياسي المشترك للأسطورتين آلان شيرر وآندي كول، البالغ 34 هدفاً لكل منهما كأكبر عدد من الأهداف المسجلة في موسم واحد بالدوري الإنجليزي الممتاز. وفي طريقه لتحقيق هذا العدد من الأهداف في البطولة، سجل النجم النرويجي الشاب 6 ثلاثيات - مثل كل اللاعبين الآخرين في الدوري الإنجليزي الممتاز مجتمعين آنذاك. وخلال موسمه الأول مع الفريق، كان هالاند أيضاً أول لاعب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز يسجل «هاتريك» في 3 مباريات متتالية على ملعبه، وأول لاعب في تاريخ المسابقة أيضاً يسجل في كل من مبارياته الأربع الأولى خارج قواعده. وكان تسجيله 22 هدفاً على أرضه رقماً قياسياً لأكبر عدد من الأهداف المسجلة في ملعب «الاتحاد» خلال موسم واحد، كما أن أهدافه الـ12 ب دوري أبطال أوروبا هي أكبر عدد يحرزه لاعب في سيتي خلال موسم واحد من المسابقة.

أما في موسمه الثاني بالملاعب البريطانية (2023 - 2024)، فرغم غيابه نحو شهرين من الموسم بسبب الإصابة، فإن هالاند سجل 38 هدفاً في 45 مباراة، بمعدل هدف واحد كل 98.55 دقيقة بكل المنافسات، وفقاً لموقع مانشستر سيتي الإلكتروني الرسمي. واحتفظ هالاند بلقب هداف الدوري الإنجليزي للموسم الثاني على التوالي، عقب إحرازه 27 هدفاً في 31 مباراة... وفي نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، عندما سجل هدفاً في تعادل مانشستر سيتي 1 - 1 مع ليفربول، حطم هالاند رقماً قياسياً آخر في الدوري الإنجليزي الممتاز، بعدما أصبح أسرع لاعب في تاريخ المسابقة يسجل 50 هدفاً، بعد خوضه 48 مباراة فقط بالبطولة.

وتفوق هالاند على النجم المعتزل آندي كول، صاحب الرقم القياسي السابق، الذي احتاج لخوض 65 لقاء لتسجيل هذا العدد من الأهداف في البطولة. وفي وقت لاحق من ذلك الشهر، وخلال فوز سيتي على لايبزيغ، أصبح اللاعب البالغ من العمر 23 عاماً في ذلك الوقت أسرع وأصغر لاعب على الإطلاق يسجل 40 هدفاً في دوري أبطال أوروبا، حيث انتقل إلى قائمة أفضل 20 هدافاً على الإطلاق بالمسابقة.

كما سجل هالاند 5 أهداف في مباراة واحدة للمرة الثانية في مسيرته مع سيتي في موسم 2023 - 2024، وذلك خلال الفوز على لوتون تاون في كأس الاتحاد الإنجليزي. ومع انطلاق الموسم الجديد الآن، من يدري ما المستويات التي يمكن أن يصل إليها هالاند خلال الأشهر الـ12 المقبلة؟