سوزان مبارك في العناية المركّزة

سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (تويتر)
سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (تويتر)
TT

سوزان مبارك في العناية المركّزة

سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (تويتر)
سوزان مبارك قرينة الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك (تويتر)

كشف علاء مبارك نجل الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك، أن والدته سوزان مبارك تعاني من وضع صحي صعب، وذلك خلال رده على أحد متابعيه على موقع التغريدات «تويتر».
وقال علاء أمس (الأربعاء) إن والدته ما زالت في العناية المركزة بعد خضوعها لجراحة خلال الشهر الجاري، ولم يكشف تفاصيل أخرى.
وامتنعت سيدة مصر الأولى السابقة سوزان ثابت مبارك عن الظهور الإعلامي منذ خروج زوجها من سدة الحكم عقب «ثورة 25 يناير 2011»، في حين أن نجليها وأحفادها يظهرون عبر وسائل التواصل الاجتماعي وفي المناسبات الاجتماعية والرياضية خاصة. وكان آخر ظهور لها في أبريل (نيسان) الماضي، في مسجد عمر مكرم بوسط القاهرة، وكانت بصحبة ابنها جمال في عزاء زوجة رئيس مجلس الشعب الأسبق أحمد فتحي سرور.
وعقب ثورة يناير 2011 قرر جهاز الكسب غير المشروع حبس سوزان مبارك لمدة 15 يوما على ذمة التحقيقات التي أجريت معها بمعرفة الجهاز، لاتهامها بتحقيق ثراء غير مشروع مستغلة في ذلك الصفة الوظيفية لحسني مبارك كرئيس سابق للبلاد. وأخلي سبيلها بعد إلغاء القرار بحبسها احتياطيا، مقابل تنازلها عن كل أموالها وحساباتها المصرفية لصالح الدولة، وبعدما أثبتت عدم ملكيتها دارة فخمة، كما ورد في تحريات الجهات الرقابية حينها.
ولدت سوزان في مدينة مطاي بمحافظة المنيا (صعيد مصر) عام 1941، وكان والدها الطبيب صالح ثابت يدرس في بريطانيا وتعرف على والدتها الممرضة البريطانية ليلى ماي بالمز وتزوجا.
تخرجت سوزان في الجامعة الأميركية بالقاهرة حيث درست علم الاجتماع، وعندما تم تعيين زوجها نائباً للرئيس عام 1977 حصلت على درجة الماجستير من الجامعة نفسها.
تزوجت من حسني مبارك عام 1959، وفي 1961 أنجبت ابنها الأول علاء، وبعد عام ونصف أنجبت الابن الثاني جمال.
وخلال الولاية الرئاسية لزوجها، تفرغت للعمل الاجتماعي في مجال حقوق المرأة والطفل ومجال تعزيز القراءة ومحو الأمية. وترأست المركز القومي للطفولة والأمومة، كما ترأست اللجنة القومية للمرأة المصرية، وتولت منصب رئيس المؤتمر القومي للمرأة، وتعد المؤسس والرئيس لجمعية الرعاية المتكاملة التي أُسست عام 1977 بهدف تقديم خدمات متنوعة ومختلفة في المجالات الاجتماعية والثقافية والصحية لأطفال المدارس.
مرت سوزان بأزمات صحية متعددة منذ أن كانت سيدة مصر الأولى، وسط تكتم دائم عن تفاصيل حالتها الصحية. وكان نجلها علاء قد نشر صورة لها برفقة الرئيس الأسبق حسني مبارك في أغسطس (آب) الماضي، يشكر فيها لمتابعيه السؤال عن صحة والدته التي خضعت لجراحة في الظهر.



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.