مصر تتطلع لتعزيز التعاون والتنسيق السياسي مع ألمانيا

السيسي بحث مع ميركل مكافحة الإرهاب والهجرة غير الشرعية

الرئيس السيسي خلال لقائه المستشارة الألمانية  أنجيلا ميركل في برلين (رويترز)
الرئيس السيسي خلال لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين (رويترز)
TT

مصر تتطلع لتعزيز التعاون والتنسيق السياسي مع ألمانيا

الرئيس السيسي خلال لقائه المستشارة الألمانية  أنجيلا ميركل في برلين (رويترز)
الرئيس السيسي خلال لقائه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل في برلين (رويترز)

أبدى الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تطلّع بلاده لتعظيم التعاون الثنائي مع ألمانيا، خلال الفترة المقبلة، وتعزيز التنسيق السياسي، وتبادل الرؤى، بشأن مختلف الملفات ذات الاهتمام المشترك.
وأكد الرئيس السيسي، خلال لقائه، أمس، مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بدار المستشارية في العاصمة الألمانية، برلين، اهتمام مصر بانخراط ألمانيا عبر آليات مؤسساتها التنموية المختلفة في أولويات خطط التنمية المصرية بمختلف المجالات، فضلاً عن العمل على مضاعفة حجم الاستثمارات الألمانية في مصر، ودفع عجلة التعاون الاقتصادي بين الجانبين، خصوصاً في ضوء الإصلاحات التي دشنتها الحكومة المصرية لتحسين البيئة التشريعية، المتعلقة بمناخ الاستثمار والأعمال في مصر، وكذلك الفرص الواعدة المتاحة بالمشروعات القومية الكبرى.
ويأتي اللقاء على هامش مشاركة الرئيس السيسي في فعاليات قمة «مجموعة العشرين» وأفريقيا، بحضور ميركل ورؤساء دول وحكومات أفريقيا، علماً بأن مصر تترأس الاتحاد الأفريقي - عام 2019.
وقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، السفير بسام راضي، إن اللقاء شهد إجراء مباحثات موسعة بين وفدي البلدين، رحبت في مستهلها المستشارة الألمانية بزيارة الرئيس السيسي لبرلين، مثمنة الروابط الوثيقة بين مصر وألمانيا، والزخم غير المسبوق الذي تشهده العلاقات بين البلدين بشكل ملحوظ مؤخراً، لا سيما على صعيد العلاقات الاقتصادية والتجارية، وأكدت أن مصر تُعدّ أحد أهم شركاء ألمانيا بالشرق الأوسط، في ظل ما تمثله من ركيزة أساسية للاستقرار والأمن بالمنطقة.
وأضاف المتحدث أن اللقاء تطرق أيضاً إلى استعراض سبل تنسيق الجهود مع مصر كشريك رائد للاتحاد الأوروبي، في مجال مكافحة ظاهرتي الإرهاب والهجرة غير الشرعية، فضلاً عن آخر تطورات عدد من الموضوعات الإقليمية والدولية، ذات الاهتمام المشترك، وفي مقدمتها الأزمة في ليبيا، التي تلقي بتداعياتها الأمنية علي محيطها الإقليمي في أفريقيا، خصوصاً في منطقة دول الساحل، حيث تم التوافق حول تضافر الجهود المشتركة بين مصر وألمانيا، سعياً لتسوية الأوضاع في ليبيا على نحو شامل ومتكامل، يتناول جميع مسارات وجوانب الأزمة الليبية، وليس أجزاء منها، وبما يسهم في القضاء على الإرهاب، ويحافظ على موارد الدولة، ومؤسساتها الوطنية، ويحد من التدخلات الخارجية.
في السياق ذاته، التقى الرئيس السيسي، في مقر إقامته ببرلين، وزير الداخلية الألماني هورست سيهوفر. وقال السفير راضي إن الرئيس المصري أكد، خلال اللقاء، أهمية تعزيز التشاور والتعاون المشترك بين البلدين، لا سيما في ظل الظروف والتحديات التي تمر بها منطقة الشرق الأوسط، وتنامي خطر الإرهاب والفكر المتطرف.
وأكد السيسي أن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف من أجل تحقيق الأمن والاستقرار حق أصيل من حقوق الإنسان، يستوجب من الدول ضمانه لشعوبها، من خلال ممارسات فعلية على أرض الواقع، داعياً إلى ضرورة تكثيف جهود المجتمع الدولي لتجفيف منابع الإرهاب، والقضاء على مصادر تمويله وإمداده بالسلاح والمقاتلين.
وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد كذلك تباحثاً حول سبل تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا، في المجال الأمني، بما فيها مجالات التدريب، وبناء القدرات، وتوفير المعدات الأمنية، وإتمام مشروعات التعاون المشتركة، بالإضافة إلى بحث آخر مستجدات عدد من الملفات الإقليمية.
وكانت مصر وألمانيا قد وقعتا، أول من أمس، خمس اتفاقيات للتعاون المشترك بقيمة 330 مليون يورو، تضمنت إنشاء مركز لتنمية مهارات الشباب، واتفاقية حول الأمن الغذائي، ومنح تمويل ميسر لمشروعات تُعدّ من أولويات الحكومة المصرية في مجالات التعليم، وتنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة والإسكان الاجتماعي، والمياه والصرف الصحي والطاقة المتجددة.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.