قال مصرفيون روس إن تقلبات الروبل تراجعت خلال شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، إلى أدنى مستويات منذ مرحلة ما قبل الأزمة الاقتصادية عام 2014، لكنهم حذروا في الوقت ذاته من أن استقرار العملة الروسية قد لا يستمر فترة طويلة، ويبقى عُرضة للتأثر بعوامل خارجية.
وفي حديثها حول وضع العملة في السوق، قالت تتيانا يفدوكيموفا، كبيرة الاقتصاديين في «نورديا بنك»، إن تقلبات الروبل المفترضة، بناءً على مراجعة المؤشرات خلال ثلاثة أشهر، تراجعت خلال شهر نوفمبر حتى أدنى مستوى منذ مطلع عام 2014. وخلال الفترة منذ ديسمبر (كانون الأول) 2014 حتى يناير (كانون الثاني) 2015، بلغت تقلبات الروبل المفترضة نسبة ما بين 56 و57%... إلا أنه ورغم ذلك، لا تزال العملة الروسية ضمن قائمة العملات الأكثر تقلباً للدول الناشئة، وتشغل المرتبة السابعة من أصل 10 بلدان بالعملات الأكثر تقلباً.
ويساعد مؤشر «تقلبات العملة» على تحديد مدى استقرار أو عدم استقرار السوق. وبالنسبة إلى العوامل التي أسهمت في استقرار الروبل الروسي حالياً، يشير مصرفيون إلى أن العملة الروسية وتقلباتها جزء من الاقتصاد العالمي وتوجهاته، حيث يُلاحظ تراجع تقلبات الكثير من العملات حتى أدنى مستويات، بما في ذلك عملات الدول الناشئة، هذا فضلاً عن تراجع «مؤشر الخوف» في السوق الأميركية. وترى يفدوكيموفا، أن هذا الوضع بالنسبة للعملات وتقلباتها، يعود إلى الاستقرار النسبي في الأسواق العالمية، بالتزامن مع غياب تطورات جديدة في سياق «الحروب التجارية»، وتراجع مخاطر «بريكست قاسٍ»، أي خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي دون اتفاق، ويُضاف إلى العوامل السابقة تخفيض معظم البنوك المركزية في دول العالم سعر الفائدة الأساسي.
ورغم استقراره في المرحلة الحالية، يحذّر خبراء ماليون من أن الروبل قد يعود إلى التقلبات، في حال تغيرت الظروف، لا سيما الخارجية. وتقول ناتاليا أورلوفا، كبيرة الاقتصاديين في «ألفا بنك»، إن السنوات الماضية كانت صعبة للغاية بالنسبة إلى سوق العملة، ومنذ عام 2014 اجتاز الروبل الروسي ثلاث مراحل «تقلبات حادة»، في مطلع عام 2015، وفي 2016 عندما تراجع سعر الصرف حتى أكثر من 70 روبلاً للدولار الواحد، وفي صيف عام 2018، حين وجهت العقوبات الأميركية ضد عدد من كبار الأغنياء الروس ضربة موجعة للسوق. وأضافت أن سعر الصرف بعد التعويم يتراوح بين 50 و70 روبلاً للدولار، لافتة إلى أن سعر صرف العملة الروسية حالياً يبقى في النصف الثاني «السلبي» من هذا المجال (63 - 65 روبلاً للدولار)، وعليه ترى أن تقلبات سعر صرف الروبل الروسي قد تتفجر مجدداً.
من جانبها، حذّرت الخبيرة يفدوكيموفا من أن تدهور العوامل الخارجية التي تؤثر على الأسواق، ومنها على سبيل المثال، فشل المحادثات بين الصين والولايات المتحدة، ستؤدي إلى عودة سريعة للتقلبات إلى السوق. ويتفق معها في وجهة النظر هذه الخبير الاقتصادي فلاديسلاف كوتشيتكوف، الذي يرى أن أي مظاهر سلبية خارجية ستكون كافية لزعزعة استقرار الروبل. ويأمل مراقبون أن يسهم الاستقرار المرحلي للروبل في جذب المستثمرين، ويشيرون إلى أن مرحلة التقلبات المنخفضة جيدة بالنسبة إلى استراتيجيات التجارة المحمولة، وتحقيق مكاسب باللعب على فروق أسعار الفائدة من بلد لآخر، هذا فضلاً عن أن تراجع التقلبات يزيد من جاذبية الاستثمارات الخارجية في الأصول الروسية، ويسمح للمستثمرين بالتنبؤ بدقة أكبر بالعائدات متوسطة وطويلة الأجل.
تراجع تقلبات الروبل الروسي لأدنى مستوى في 5 سنوات
خبراء يعوّلون على أن يسهم استقراره في جذب استثمارات أجنبية
تراجع تقلبات الروبل الروسي لأدنى مستوى في 5 سنوات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة