موسكو «تستغرب» تلويح أنقرة بعملية عسكرية شرق الفرات

محادثات روسية ـ إسرائيلية حول الملف السوري

صورة أرشيفية لدورية روسية - تركية شرق الفرات (رويترز)
صورة أرشيفية لدورية روسية - تركية شرق الفرات (رويترز)
TT

موسكو «تستغرب» تلويح أنقرة بعملية عسكرية شرق الفرات

صورة أرشيفية لدورية روسية - تركية شرق الفرات (رويترز)
صورة أرشيفية لدورية روسية - تركية شرق الفرات (رويترز)

أثارت تصريحات تركية حول عدم تنفيذ موسكو التزاماتها بموجب اتفاق سوتشي الموقّع الشهر الماضي، موجة استياء لدى الأوساط الدبلوماسية والعسكرية الروسية، وبرزت دعوات في البرلمان الروسي لأنقرة إلى عدم تصعيد الموقف في المنطقة الحدودية، ورأت أن أي استئناف للنشاط العسكري يجب أن يكون «موضع تفاوض بين الطرفين التركي والروسي، فيما أعربت وزارة الدفاع عن «استغراب» بسبب الحديث التركي عن عدم وفاء موسكو بالتزاماتها.
وبرزت لهجة غاضبة في البيان الذي أصدره الناطق باسم وزارة الدفاع إيغور كوناشينكوف، الذي وجه انتقادات مباشرة إلى حديث وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو، عن أن موسكو «لم تفِ بتعهداتها» بشأن إخلاء المنطقة المتفق عليها في الشمال السوري من المسلحين الأكراد. ورأى الناطق أن «هذه التصريحات والتهديدات المتواصلة باستئناف العملية العسكرية في شمال سوريا، يمكن أن تؤدي إلى تفاقم الوضع» لافتاً إلى «استغراب» وزارة الدفاع الروسية من التصرف التركي.
ورفض كوناشينكوف «المزاعم بشأن عدم تنفيذ روسيا تعهداتها»، لافتاً إلى أن موسكو أعلنت أكثر من مرة عن تنفيذ البنود المتفق عليها بموجب اتفاق سوتشي، وأشارت أوساط عسكرية إلى تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قبل يومين، عندما أشار إلى أنه «تم تنفيذ الاتفاقات، وإذا برزت لدى الجانب التركي مخاوف معينة فيجب التعامل معها من خلال تقديم معلومات محددة حول (أين؟) في أي منطقة تحديداً وقعت انتهاكات تستدعي القلق وما طبيعة هذه الانتهاكات؟».
وشدد المتحدث العسكري الروسي أمس، على أن تصريح وزير الخارجية التركي بالدعوة إلى استئناف العمليات العسكرية «يمكن أن يؤدي فقط إلى تفاقم الوضع في شمال سوريا، لا إلى تسويته، كما نص على ذلك في المذكرة المشتركة التي وقّع عليها رئيسا روسيا وتركيا».
في الأثناء، رأى نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير جاباروف، أن استئناف تركيا المحتمل للعمليات في سوريا «يجب أن يكون موضوع مفاوضات بين موسكو وأنقرة»، معولاً على أنه «يمكن من خلال المفاوضات إقناع أنقرة بأن التكوينات الكردية سيتم سحبها من المنطقة الأمنية»، مؤكداً أنه «يجب إنهاء كل شكوك تركيا في أنه سيتم سحب القوات الكردية من المنطقة المتفق عليها. وإذا كانت هناك شكوك، فيجب حلها من خلال المفاوضات».
وأشار إلى أن هذه المفاوضات ضرورية لتجنب الاشتباكات بين الجيشين السوري والتركي. ورفض جاباروف الاتهامات لبلاده بعدم الوفاء بتعهداتها، وشدد على أنه «إذا وعدت روسيا بشيء ما، بما في ذلك ضمان انسحاب الوحدات الكردية، فستفي بذلك، أما بالنسبة للولايات المتحدة الأميركية، فلا أستطيع أن أتنبأ بقدرتها على القيام بالتزاماتها».
على صعيد آخر، أُعلن في موسكو أن سكرتير مجلس الأمن الروسي نيكولاي باتروشيف، أجرى مباحثات مع نظيره الإسرائيلي مئير بن شبات، ركزت على الوضع في سوريا ومسألة تعزيز التعاون بين المؤسسات العسكرية الروسية والإسرائيلية في سوريا.
ونقلت وكالة «نوفوستي» الحكومية الروسية أن الطرفين أشادا بمستوى التعاون القائم حالياً، وأكدا ضرورة مواصلة الحوارات على هذا المستوى. ووفقاً لبيان صدر بعد المباحثات ونقلت الوكالة بعض ما جاء فيه فقد أشاد نيكولاي باتروشيف ومائير بن شبات بـ«العلاقات القائمة ومستوى التعاون بين مجلسي الأمن في روسيا وإسرائيل، وأكدا أن هذا التعاون يسهم في توسيع التفاهم المتبادل بين البلدين بشأن أكثر القضايا إلحاحاً في جدول الأعمال الإقليمي والعالمي». وذكر البيان أن الطرفين أوليا اهتماماً خاصاً لـ«التسوية السورية، وكذلك للتعاون الروسي الإسرائيلي في المجال العسكري».
وذكرت «نوفوستي» أن جولة المباحثات تشكّل استمراراً للحوارات التي جرت في وقت سابق على مستوى رؤساء مجالس الأمن القومي في روسيا وإسرائيل والولايات المتحدة خلال الاجتماع الذي عُقد في نهاية يونيو (حزيران) الماضي، في القدس الشرقية، بمشاركة جون بولتون الذي كان في حينها مستشاراً للرئيس الأميركي لشؤون الأمن القومي. وتم التركيز في المحادثات على الوجود الإيراني في سوريا لكن الأطراف فشلت في التوصل إلى تفاهمات أو تضييق مساحة الخلاف حول الملف. ولم تستبعد مصادر روسية أخيراً أن تبدأ الأطراف تحضيرات لعقد جولة جديدة من المفاوضات الثلاثية على هذا المستوى.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.