السعودية تنتقد نوايا إسرائيل في ملف أسلحة الدمار الشامل

اعتبر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن المناقشات لجعل الشرق الأوسط منطقة خالية من الأسلحة النووية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل تمثل «فرصة لإجراء حوار مباشر بين دول المنطقة حيال الترتيبات التي يمكن أن تلبي تطلعاتها الأمنية»، بينما انتقدت السعودية ودول أخرى إسرائيل لغيابها المتواصل عن أي حوار جدي لتحقيق هذه الغاية.
وجاءت هذه التصريحات في افتتاح مؤتمر خاص يستمر حتى 22 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي حول إنشاء منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط، طبقاً لقرار اتخذته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1995. وقاطعت إسرائيل، التي تعد القوة النووية الوحيدة إقليمياً، رغم عدم اعترافها بامتلاك هذه الأسلحة، هذا المؤتمر. وتضامنت معها الولايات المتحدة.
وأمل غوتيريش أن يكون هذا المؤتمر «بمثابة بداية لعملية شاملة يمكن لكل دول المنطقة المشاركة فيها»، مضيفاً أن إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية والكيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط «ستحتاج إلى أن تكون نتاجاً للظروف المحددة في المنطقة وتعزز أمن كل الدول». وذكر أن «الكثير من القرارات التي اتخذتها الجمعية العامة بتوافق الآراء بشأن هذه المسألة دعت كل الأطراف إلى النظر في الوسائل المناسبة التي قد تساهم في تحقيق هدف نزع السلاح العام الكامل وإنشاء منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في منطقة الشرق الأوسط».
وأمل المندوب السعودي الدائم لدى الأمم المتحدة عبد الله بن يحيى المعلمي أن تستجيب كل دول المنطقة للمشاركة في المؤتمر، مضيفاً: «كنا نأمل ألا نرى أماكن فارغة في القاعة، ومع ذلك هذا يحصل الآن، لأن عدم وجود الدولة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط يعني أنها لا تتمتع بحسن النية»، في إشارة إلى إسرائيل. وأوضح أن «السعودية ترى أنه من الضروري إنشاء مناطق خالية من أسلحة الدمار الشامل في كل مناطق العالم؛ خصوصاً في الشرق الأوسط التي تتميز الأوضاع فيها بعدم الاستقرار».
وشدد رئيس الجمعية العامة تيجاني محمد باندي على أهمية الحوار عندما يتعلق الأمر بالتهديدات الأمنية العالمية، مشيراً إلى أن «خطر الحرب النووية لا يزال قائماً». وأضاف أن «هناك نحو 15 ألف سلاح نووي حالياً مخزّنة في 9 دول، مع وجود مئات في حالة تأهب قصوى وقدرة على الانطلاق في غضون دقائق». واعتبر أن «عالماً خالياً من الأسلحة النووية هو الضمان الحقيقي الوحيد لحماية الحضارة»، علماً بأن «المناطق الخالية من الأسلحة النووية يمكن أن تساعد في توحيد الجهود نحو السلام والأمن وتقوية نظام نزع السلاح وعدم الانتشار النووي، على النحو المنصوص عليه في المادة السابعة من معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية».
أما المندوبة الأردنية الدائمة لدى الأمم المتحدة، سيما بحوث، التي انتخبت بلادها لرئاسة المؤتمر، فقالت إن «منطقة الشرق الأوسط الخالية من الأسلحة النووية والكيماوية وغيرها من أسلحة الدمار الشامل هدف طويل الأمد طال انتظاره، بالنظر إلى تاريخ المنطقة الطويل في عدم الاستقرار والحرب والظلم والمعاناة الإنسانية». ودعت الدول المعنية إلى «العمل بصورة جماعية وشاملة لتهيئة أفضل بيئة للتغلب على التحديات الإقليمية، بما فيها الإرهاب، بهدف صياغة معاهدة توافقية ملزمة قانوناً تسترشد بالشمولية والمساءلة».