نوعان من بكتيريا البحر الأحمر يحويان كنزاً ثميناً

باحثو «كاوست» يكشفون عن مركبات مفيدة فيها لصنع مضادات حيوية جديدة

شكل مصمم باستخدام برنامج للتجسيد البصري للبيانات لتوضيح التشابه بين جينومات «باك 48» و«باك 84»
شكل مصمم باستخدام برنامج للتجسيد البصري للبيانات لتوضيح التشابه بين جينومات «باك 48» و«باك 84»
TT

نوعان من بكتيريا البحر الأحمر يحويان كنزاً ثميناً

شكل مصمم باستخدام برنامج للتجسيد البصري للبيانات لتوضيح التشابه بين جينومات «باك 48» و«باك 84»
شكل مصمم باستخدام برنامج للتجسيد البصري للبيانات لتوضيح التشابه بين جينومات «باك 48» و«باك 84»

كشفت تحليلات سلالتين من بكتيريا البحر الأحمر، غناهما بعناقيد جينية قادرة على تنشيط تخليق مجموعة كبيرة من المُركَّبات المفيدة على النطاق الصناعي، بدءاً من المضادات الحيوية الجديدة والمواد المكافحة للسرطان والأصباغ، وحتى المركَّبات المفيدة في حماية المحاصيل وصناعة الأغذية.
إن البكتيريا مورد غني بالمركَّبات الكيميائية النشطة حيوياً. وتقول محجوبة إيسّاك، الباحثة بمركز العلوم الحيوية الحاسوبية، بجامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية (كاوست)، إنه كان من المتوقع أن تنتج السلالات البكتيرية القادرة على احتمال المعيشة في مياه البحر الأحمر الدافئة عالية الملوحة، إنزيمات قوية ملائمة للاستخدامات الصناعية.
ووضع الفريق البحثي التسلسل الجينومي لنوعين من البكتيريا العصوية (Bacillus)، وهما «Bac 48» (باك 48) المستخلصة من طين المانجروف، و«Bac 84» (باك 84) المستخلصة من بساط ميكروبي في البحيرة الشاطئية لميناء رابغ، على الساحل الغربي للمملكة العربية السعودية. ثم أُجريت مقارنة بين جينومات هذين النوعين، وجينومات موثَّقة لسلالات أخرى، وكانت النتيجة أن حملت سلالات بكتيريا البحر الأحمر عدداً أكبر من العناقيد الجينية المرتبطة بتخليق المركَّبات النشطة حيوياً، مقارنة بسلالات البكتيريا العصوية الأخرى.
تقول غفران عثوم، خبيرة العلوم الحيوية الحاسوبية والباحثة الأولى في الدراسة: «نتائج الدراسة أكدت الفرضية القائلة إن البحر الأحمر بيئة فريدة، من حيث ما تحتويه من كائنات حية أحادية الخلية، وجديرة بالاستكشاف بحثاً عن ميكروبات فعالة، يمكن استخدامها كعائل مضيف في بحوث التقنية الحيوية. كما أن نهجنا الاستكشافي الحاسوبي كشف عن نقاط قوة وسائل النمذجة الحاسوبية، في التطبيقات التي تستلزم تصنيف الأنظمة الحيوية لاستخدامات التكنولوجيا الحيوية».
ومن المتوقع أن تركِّز الأبحاث المستقبلية على معرفة المركَّبات النشطة حيوياً التي تنتجها سلالتا البكتيريا «Bac 48» و«Bac 84» في البحر الأحمر.



علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
TT

علماء يرصدون نجماً يبتلع كوكباً

نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)
نجم يلتهم أحد كواكبه (أ.ف.ب)

شهد نجم، يقع بالقرب من كوكبة العقاب، تضخّماً طبيعياً غير متناسق؛ نظراً إلى كونه قديماً، جعله يبتلع الكوكب، الذي كان قريباً منه، وفقاً لـ«وكالة الصحافة الفرنسية».
وسبق لعلماء فلك أن رصدوا مؤشرات لمثل هذا الحدث، ولمسوا تبِعاته. وقال الباحث في «معهد كافلي» بـ«معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (إم آي تي)»، والمُعِدّ الرئيسي للدراسة، التي نُشرت، الأربعاء، في مجلة «نيتشر»، كيشالاي دي، إن ما كان ينقصهم هو «ضبط النجم في هذه اللحظة خاصة، عندما يشهد كوكبٌ ما مصيراً مماثلاً». وهذا ما ينتظر الأرض، ولكن بعد نحو 5 مليارات سنة، عندما تقترب الشمس من نهاية وجودها بصفتها قزماً أصفر وتنتفخ لتصبح عملاقاً أحمر. في أحسن الأحوال، سيؤدي حجمها ودرجة حرارتها إلى تحويل الأرض إلى مجرّد صخرة كبيرة منصهرة. وفي أسوأ الأحوال، ستختفي بالكامل.
بدأ كل شيء، في مايو (أيار) 2020، عندما راقب كيشالاي دي، بكاميرا خاصة من «مرصد كالتك»، نجماً بدأ يلمع أكثر من المعتاد بمائة مرة، لمدة 10 أيام تقريباً، وكان يقع في المجرّة، على بُعد نحو 12 ألف سنة ضوئية من الأرض.
وكان يتوقع أن يقع على ما كان يبحث عنه، وهو أن يرصد نظاماً نجمياً ثنائياً يضم نجمين؛ أحدهما في المدار المحيط بالآخر. ويمزق النجم الأكبر غلاف الأصغر، ومع كل «قضمة» ينبعث نور.
وقال عالِم الفلك، خلال عرض للدراسة شارك فيها مُعِدّوها الآخرون، التابعون لمعهديْ «هارفارد سميثسونيان»، و«كالتك» الأميركيين للأبحاث، إن «الأمر بدا كأنه اندماج نجوم»، لكن تحليل الضوء، المنبعث من النجم، سيكشف عن وجود سُحب من الجزيئات شديدة البرودة، بحيث لا يمكن أن تأتي من اندماج النجوم.
وتبيَّن للفريق خصوصاً أن النجم «المشابه للشمس» أطلق كمية من الطاقة أقلّ بألف مرة مما كان سيُطلق لو اندمج مع نجم آخر. وهذه الكمية من الطاقة المكتشَفة تساوي تلك الخاصة بكوكب مثل المشتري.
وعلى النطاق الكوني، الذي يُحسب ببلايين السنين، كانت نهايته سريعة جداً، وخصوصاً أنه كان «قريباً جداً من النجم، فقد دار حوله في أقل من يوم»، على ما قال دي.
وبيّنت عملية الرصد أن غلاف الكوكب تمزّق بفعل قوى جاذبية النجم، لبضعة أشهر على الأكثر، قبل امتصاصه. وهذه المرحلة الأخيرة هي التي أنتجت وهجاً مضيئاً لمدة 10 أيام تقريباً.