الهيئة السعودية للمقاولين تستهدف رفع تنظيم وكفاءة قطاع الإنشاءات

العفالق: عقود الصيانة والتشغيل ورقتنا الرابحة لتوطين الوظائف

يعاني قطاع المقاولات من غياب قرار يلزم المقاولين بالحصول على رخصة تؤكد أهليتهم لممارسة المهنة (تصوير: سعد العنزي)
يعاني قطاع المقاولات من غياب قرار يلزم المقاولين بالحصول على رخصة تؤكد أهليتهم لممارسة المهنة (تصوير: سعد العنزي)
TT

الهيئة السعودية للمقاولين تستهدف رفع تنظيم وكفاءة قطاع الإنشاءات

يعاني قطاع المقاولات من غياب قرار يلزم المقاولين بالحصول على رخصة تؤكد أهليتهم لممارسة المهنة (تصوير: سعد العنزي)
يعاني قطاع المقاولات من غياب قرار يلزم المقاولين بالحصول على رخصة تؤكد أهليتهم لممارسة المهنة (تصوير: سعد العنزي)

كشف المهندس أسامة العفالق رئيس مجلس إدارة الهيئة السعودية للمقاولين، أن نسبة المقاولين المنتسبين للهيئة لا يتجاوز الـ3 في المائة من إجمالي المنشآت العاملة في القطاع، مبرراً ذلك بغياب اشتراط حصول المنتسبين للقطاع على رخصة مؤهلة للعمل، وأكد العفالق أنهم يمتلكون رؤية واضحة وبرامج متكاملة لتطوير القطاع ورفع مستوى العاملين به، وسعيهم للتوافق مع الجهات ذات العلاقة لتنفيذها.
وقال العفالق في حوار مع «الشرق الأوسط» إن العشوائية تسيطر على القطاع في ظل غياب تصريح المهنة، ملوحاً بالعقد الموحد كطوق نجاة، يعيد به تنظيم هذا القطاع الاقتصادي الملياري على أيدي مديري المشاريع الذين قال إنهم نواة الهيئة في إعادة تهذيب مشاريع القطاع الخاص... كما تطرق للكثير من القضايا في الحوار التالي:

> ما دور الهيئة بالتحديد لكل الأطراف المتعاملة في القطاع من مقاولين أو مستفيدين؟
- يتلخص دور الهيئة في تنظيم قطاع المقاولات السعودي ورفع كفاءة العاملين فيه، ويقصد بتنظيم القطاع حوكمته وحفظ حقوق الأطراف والخروج بأفضل النتائج أيا كان المستفيد من المشروع، حيث يضمن للجميع الحصول على منتج متميز في نهاية المطاف، كما نهتم بشكل رئيسي بتأهيل العاملين فيه، ورفع مستوى كفاءة المقاول وأي من له صلة بالقطاع، ودور الهيئة يشمل أبعادا متعددة تختص بالإنشاءات وتحويلها كمنتج واحد متكامل، وستعمل الهيئة أيضاً على إيجاد الحلول الملائمة للمشاكل والأزمات التي تواجه المقاولين بشكل عام، وستشجع الابتكار وتعزز عملية التواصل بين جميع الأطراف ذات العلاقة في القطاع.
> هل هناك تعارض في الصلاحيات أو المهام بينكم وبين وزارة الإسكان؟ وما هي أوجه التعامل بينكم؟
- تعتبر وزارة الإسكان واحدة من أكثر الجهات الحكومية المستفيدة مما تقدمه الهيئة كونها من أكبر الفاعلين في القطاع نظراً لحجم المشاريع، ونجاحنا ينصب عليها انعكاساً لرغبتها في توفير جودة وكفاءة عالية لمشاريعها التي يعتبر المقاول المؤهل أهم أركانها، وهو ما يتقاطع مع رؤية الهيئة ومخرجاتها في تأهيل المقاولين المحترفين، كما نتقاسم معاً دور تطوير تكنولوجيا البناء والاستفادة منها، لذا نرى أن أدوارنا تكاملية في المقام الأول.
> ما دوركم في حفظ حقوق المتعاملين في قطاع المقاولات في وجود نماذج غير مرضية بالنسبة لأعمال وجودة المقاولين؟
- هناك متطلبات متعددة للحصول على منتج متميز يحقق أهدافه، تبدأ بشكل تصاعدي منذ الرغبة في البناء كفكرة وحتى تسليم المشروع للمستفيد، ومثال ذلك عند بناء منزل خاص، يجب أولاً تحديد الاحتياجات والميزانية المتاحة وبناء عليها يتم التصميم، يلي ذلك إيجاد المقاول الملائم للمخطط المحدد، وجميعها خطوات مترابطة لإنجاز البناء بالشكل المطلوب، وهذا حقيقة ما نرغب فيه ونعمل عليه عبر تنظيم القطاع وحوكمته، وبدأنا في سبيل ذلك العمل على ابتكار مبادرات وبرامج خاصة لتطبيقها على أرض الواقع، وبدأنا أولاً باختلاق وظائف مختصة بإدارة المشاريع سنتكفل بتأهيل العاملين ومن ثم تصريحهم، والعمل على تقديم المشورة والمساعدة للراغبين في عمل أي مشروع إنشائي لتحديد الاحتياجات وتقدير الميزانية المتوقعة لهذا التصميم وطريقة تنفيذها، واقتراح المكاتب الهندسية المناسبة للمخطط، وستقضي في حال تنفيذها على جزء كبير من مشاكل توقف المشاعر أو الهدر أو حتى التلاعب بتفعيل الوعي، وستشتمل هذه المبادرة أيضاً على كيفية اختيار المقاول المناسب وتعميد العقود الموحدة وتحويل المشاريع إلى منتج واحد متكامل، وقطعنا شوطا في استكمال المتطلبات وتجاوز العقبات لإطلاقها رسميا، ورغم ضخامتها وتشعب متطلباتها وتعدد الجهات الحكومية التي نحتاج تعاونها لإنجاح المبادرة، فإننا قادرون على تنفيذها ونمتلك رؤية واضحة لذلك.
> ما صحة ما يتم تداوله عن نقص في الأيدي العاملة أو عدم أهليتها؟
- يؤسفنا عدم قدرتنا حصر العاملين في قطاع المقاولات لغياب قرار يلزم المقاولين الحصول على رخصة تؤكد أهليته لممارسة المهنة، هناك أرقام متداولة لعددهم تصل إلى 3 ملايين موظف تم استقاء الرقم استناداً لسجلات وزارة العمل، لكنها تفتقد إلى الدقة عند فرز الممارسين فعلياً للنشاط، لذا نحرص أولاً من أجل تحقيق أهداف إنشاء الهيئة اعتماد ترخيص الهيئة لكل منشأة تزاول أي نشاط من أنشطة المقاولات، وذلك لترتيب الفوضى وتوفير أرض خصبة لفرض الحوكمة، ونتيجة ذلك نرى تعثرات المشاريع والشكاوى المتعلقة بأهلية المقاولين أو التلاعب بالعقود، ورغم ضخامة الأرقام المتداولة لعدد العاملين تطفو المشكلات والتعثرات لغياب الآلية الواضحة والتنظيم الدقيق وتصنيف العاملين وأهليتهم، مما ينعكس سلباً على تزايد الهدر وتحديد احتياجات السوق الفعلية للعمالة، التي يجب اعتمادها بناء على مهارتها وقدرتها وليس بعددها، معتمدين بذلك على تكنولوجيا البناء الحديثة التي ستدفع بتوطين الوظائف وتصريح المؤهلين فقط، وفرض نظام موحد لإدارة وبناء المشاريع، وتوجه الدولة لفرض الترخيص الفني سيساعدنا في فرز عمالة ماهرة تعمل بحسب حاجة المشروع وإمكانية القيام به بناء على التخصص، مما سيقضي على مشاكل التكدس والأعباء والتعثرات المالية للمقاولين.
> فيما يخص توطين وظائف العاملين بالقطاع وتأهيلهم بالنسبة إلى المقاولين والأيدي العاملة أين وصلتم في ذلك؟
- نعمل مع وزارة العمل على هذا المحور وتحديداً تأهيلهم للوظائف المصنعية، التي تخدم رؤيتنا في البناء من تحويل موقع البناء من ورشة عمل يتم فيها معظم أجزاء بناء المشروع، إلى تنفيذ معظمها في مصانع مؤهلة مرخصة ذات كفاءة، ويتعلق توطين الوظائف بحسب السوق لقسمين، الأول يختص بالإنشاءات ويعيب عليه فقدانه الاستمرارية، والثاني يتعلق بالتشغيل والصيانة ويمتاز بالاستدامة بسبب احتياج المنشآت لخدماتهم، وهنا كانت نقطة انطلاق الدولة لتوطين القطاع عبر إلزام شركات التشغيل والصيانة بنسب توطين إلزامية ستصل إلى 36 في المائة خلال 3 سنوات، حيث تم رفع نسب التوطين السابقة من 11 في المائة إلى ما تم ذكره، وفرض توظيف سعوديين في مناصب وظيفية محددة في عقد التشغيل والصيانة لتلافي التوطين الوهمي والتلاعب فيه، ونحن بدورنا نعمل على ربط عقود الإنشاءات مع عقود التشغيل والصيانة ضمن عقد موحد لضمان التوطين.
> ما هو معدل استحواذ المقاولين في السعودية على النسبة الإجمالية من المقاولين العاملين بالقطاع، ودوركم في تطويرهم وتأهيلهم؟
- ذكرت سابقاً غياب الإحصاءات الدقيقة للأرقام بسبب غياب إلزامية تصاريح ممارسة العمل، بعكس بعض القطاعات الأخرى الذي يوضع فيها شرط حصول العاملين على رخصة الهيئة للتمكن من ممارسة العمل، لذا نعتمد على التقديرات بوجود 166 ألف مقاول يعملون في القطاع، يمثل السعوديون نحو 13 في المائة، ولكن السؤال الأهم حقيقة هو من يعمل فعلياً في القطاع وأهليته، ونقطة ارتكازنا في الهيئة هو حصر الأعمال ومراقبتها وتقييمها وتطويرها وما يعيق ذلك غياب وضعهم ضمن صلاحيتنا المباشرة باشتراط الرخصة.
> قطاع المقاولات متشعب لا قاع له، لماذا يغيب شرط حصول المقاولين على رخصة مهنية معتمدة لممارسة المقاولة؟
- نعتبر غياب ذلك أول عائق في تحقيق رؤيتنا وأهدافنا ونسعى جاهدين لاعتمادنا ولا نزال نطالب بذلك، لدينا منشآت مسجلة، ولكن نسبتهم معدومة لا تتجاوز الـ3 في المائة من إجمالي 166 ألفا يعملون في القطاع نسبة مخجلة، وهذه النسبة المنتسبة ممن اشترط عليهم الحصول على العضوية والرخصة كشرط للمشاركة في وقت سابق للمنافسة على المناقصات الحكومية، لكن الجانب الإيجابي في ذلك، هو حصولنا على ثقة شريحة المشتركين إلزامياً في وقت سابق، عبر تجديدهم العضوية برغبة منهم بعد أن لمسوا الاستفادة الكبيرة من الهيئة، وما يحفز هو انخفاض قيمة العضوية السنوية حيث تبدأ بـ750 ريالا (200 دولار) في العام، مقابل الحصول على خصومات كبيرة ومجانية على عدد من الخدمات والدورات التأهيلية، ومن المبشرات أيضاً تزايد عدد الراغبين بالالتحاق في الدورات والبرامج التي نقدمها، مما شجعنا على تكثيفها وتنوعها.
> بمناسبة ما ذكرته فيما يخص دخل الهيئة وعائداتها على ماذا ترتكزون في هذا الصدد؟
- جاء قرار تأسيس الهيئة الصادر من مجلس الوزراء بالنص على أن يكون دخل الهيئة من تسجيل العضويات أو الهبات الممنوحة، وواقعياً نسب التسجيل محدودة كما ذكرت لك والهبات لم نحصل عليها حتى الآن، وبدأنا التحرك لإيجاد مصادر أخرى لتعويض ذلك، ونجحنا في استقطاب الرعايات ورسوم الدورات التأهيلية، ورغم كونها مداخيل محدودة تعيق تنفيذ رؤيتنا وطموحنا، لتحويل قطاع الإنشاءات من قطاع عشوائي إلى قطاع محترف يعمل وفق عقود ويكون منتجا واحدا.
> بالحديث عن مجهوداتكم، تعملون الآن على تنظيم مؤتمر المشاريع المستقبلية الثاني بداية 2020 حدثني عنه؟
- نظمنا في فبراير (شباط) المنصرم أول مؤتمر من نوعه متخصص للمشاريع المستقبلية في السعودية، وعمدنا في ذلك أن نكون نقطة التقاء يجمع صاحب المشروع بالمقاول وفق بيئة استثمارية محفزة، وسجل المؤتمر نجاحاً كبيراً بعد هندسته لعرض عدة مشاريع ضخمة تتجاوز قيمتها الـ450 مليار ريال (120 مليار دولار) بوجود 1000 مقاول، وهو ما شجعنا على اعتماده سنويا، سنعيد التجربة في الدورة المقبلة بتوسع وطموح أكبر باستيعاب 2000 مقاول ومهتم يتوقع تسجيلهم، متحفزين بتحقيق جزء من رؤيتنا في إيجاد أرضية استثمارية موائمة تجمع الراغبين في إنشاء المشاريع بالمقاولين المؤهلين ضمن إطار احترافي وفق شروط وعقود انضباطية، وفي المنتدى السابق تمت دعوة 23 جهة حكومية وشركة قيادية لعرض مشاريعها المتوقع تنفيذها في السنوات الثلاث القادمة مما أفرز هذا الرقم الضخم، وسيشهد المؤتمر الثاني توسعاً إقليمياً بدعوات لعدد من الجهات الدولية للمشاركة، ورفع عدد المشاركات الداخلية إلى 35 بقيمة مشاريع يعتقد بأنها ستلامس 600 مليار ريال (160 مليار دولار)، ورفعنا هذه المرة سقف توقعاتنا نحو التوسع في مشاريع الدول الإقليمية أو استقطابها محلياً لتكون الرياض عاصمة الفرص المستقبلية، مستبشرين بنجاحه بعد أن تم حجز أكثر من 30 في المائة من المقاعد عند الإعلان عن التسجيل، وما زال التسجيل مستمرا لخلق سوق مفتوحة تتمتع باستثمارات واعدة تنعكس إيجاباً على زيادة الفرص وكفاءتها.


مقالات ذات صلة

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

الاقتصاد ولي العهد مترئساً جلسة مجلس الوزراء المخصصة لإقرار ميزانية عام 2025 (واس) play-circle 00:51

الميزانية السعودية 2025... نمو مستدام مدعوم بالإصلاحات الاقتصادية

جاء إعلان السعودية عن ميزانية العام المالي 2025 التي أقرّها مجلس الوزراء السعودي ليظهر مدى توسع الاقتصاد السعودي.

مساعد الزياني (الرياض) عبير حمدي (الرياض)
الاقتصاد ولي العهد يوقِّع على الميزانية العامة للعام المالي 2025 (واس) play-circle 00:51

محمد بن سلمان: ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد السعودية

قال ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، إن ميزانية 2025 تؤكد العزم على تعزيز قوة ومتانة ومرونة اقتصاد المملكة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد وزير الاستثمار متحدثاً إلى الحضور خلال «المبادرة العالمية لمرونة سلسلة التوريد» (الشرق الأوسط)

السعودية توسّع صفقاتها للمشاركة في سلاسل التوريد العالمية

تتجه السعودية إلى زيادة الوصول للمواد الأساسية، وتوفير التصنيع المحلي، وتعزيز الاستدامة، والمشاركة في سلاسل التوريد العالمية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
خاص الأمير سعود ووزير الصناعة خلال حفل الهيئة (إمارة منطقة مكة المكرمة)

خاص وزير الصناعة السعودي: هيئة المساحة ستلعب دوراً محورياً في السنوات الـ25 المقبلة في التعدين

تلعب هيئة المساحة الجيولوجية في السعودية دوراً حيوياً في الكشف عن مخزونات الأرض من الفلزات، التي تشمل الذهب والزنك والنحاس.

سعيد الأبيض (جدة)
الاقتصاد جانب من العاصمة السعودية الرياض (واس)

صفقات «جسري» السعودية تتخطى 9.3 مليار دولار

أعلنت السعودية توقيع 9 صفقات استثمارية بقيمة تزيد على 35 مليار ريال (9.3 مليار دولار)، ضمن «المبادرة الوطنية لسلاسل الإمداد العالمية (جسري)».

«الشرق الأوسط» (الرياض)

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
TT

سوق الإسكان في الصين تواصل الاستقرار خلال فبراير الماضي

رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد
رغم تفشي كورونا الجديد فإن التوقعات تستبعد تأثيره على سوق العقارات في البلاد

واصلت سوق الإسكان في الصين الاستقرار بشكل عام خلال شهر فبراير (شباط) الماضي، حيث سجلت 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً طفيفاً في أسعار المساكن على أساس شهري، حسب بيانات رسمية صدرت أول من أمس. وأظهرت الإحصاءات أن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن على المستوى الأول، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ظلت دون تغيير على أساس شهري خلال فبراير (شباط) الماضي، مقارنة بنمو نسبته 0.4 في المائة سجل في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وشهدت المدن على المستوى الثاني ارتفاعاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، بانخفاض 0.1 نقطة مئوية عن الشهر السابق، بينما شهدت المدن على المستوى الثالث أيضاً ارتفاعاً طفيفاً نسبته 0.1 في المائة على أساس شهري في أسعار المساكن الجديدة، مقارنة بزيادة نسبتها 0.4 في المائة سجلت في يناير (كانون الثاني) الماضي.
وازدادت أسعار المساكن المعاد بيعها في المدن على المستوى الأول على أساس شهري، إلا أنها كانت بوتيرة أبطأ، في حين ظلت الأسعار دون تغيير في المدن على المستوى الثاني، وانخفضت بشكل طفيف في مدن المستوى الثالث على أساس شهري.
وقال كونغ بنغ، الإحصائي في المصلحة، إنه رغم أن تفشي فيروس كورونا الجديد غير المتوقع جلب تأثيراً ملحوظاً على سوق العقارات في البلاد، فقد اتخذت السلطات عدداً كبيراً من السياسات والإجراءات للحفاظ على استقرار سوق العقارات بشكل عام.
وأظهرت بيانات المصلحة أيضاً أن الاستثمارات في التطوير العقاري بالبلاد انخفضت بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي خلال أول شهرين من العام الحالي. كما انخفضت الاستثمارات في المباني السكنية بنسبة 16 في المائة عن العام الذي سبقه. وذكرت مصلحة الدولة للإحصاء أن الاستثمار في التطوير العقاري بالصين انخفض بنسبة 16.3 في المائة على أساس سنوي في الشهرين الأولين من عام 2020.
إلى ذلك، أفادت صحيفة «تشاينا سيكيوريتيز جورنال» بأن كبار مطوري العقارات في الصين أعلنوا عن ربحية أفضل خلال العام الماضي، وأصدرت 56 شركة عقارات صينية مدرجة في سوق الأسهم «إيه» وسوق هونغ كونغ للأوراق المالية تقاريرها السنوية لعام 2019. وسجلت 29 شركة زيادة في صافي الأرباح. ومن بينها، سجلت الشركات العقارية المدرجة في سوق الأسهم «إيه» أداء أفضل بشكل عام من نظيراتها المدرجة في سوق هونغ كونغ، حسبما ذكرت الصحيفة.
وانخفض متوسط صافي الأرباح العائد لمساهمي 38 مطوراً عقارياً مدرجاً في بورصة هونغ كونغ بنسبة 27.58 في المائة إلى 3.25 مليار يوان (466.3 مليون دولار)، في حين ارتفع صافي أرباح الشركات المدرجة في بورصة «إيه»، البالغ عددها 18 شركة، بنسبة 22.67 في المائة إلى 3.59 مليار يوان.وقالت الصحيفة إن معظم الشركات التي شهدت نتائج مالية محسنة سجلت توسعًا في أصولها وديونها. ومع ذلك، فإن نسبة الأصول إلى الديون التي تخصم من الإيرادات غير المكتسبة، والتي ترتبط بالنتائج المستقبلية لمطور العقارات، انخفضت بسبب المحاسبة المالية المثلى، مما يشير إلى ظروف مالية أفضل.
وقالت الصحيفة إن قطاع العقارات شهد مزيداً من عمليات الدمج والاستحواذ في 2019. وذكرت الصحيفة، نقلاً عن بيانات من معهد الأبحاث العقارية «تشاينا إنديكس أكاديمي»، أنه بصفتها وسيلة فعالة لشراء الأراضي وتوسيع الأعمال التجارية، أبرم مطورو العقارات الصينيون 333 صفقة دمج واستحواذ بقيمة 296.1 مليار يوان في العام الماضي، بزيادة 14.7 في المائة و31.6 في المائة على التوالي على أساس سنوي.
إلى ذلك، كشف بيانات رسمية أن أسعار العقارات الصينية سجلت معدلات نمو أقل في نهاية عام 2019، مقارنة مع العام السابق. وذكر بنك الشعب الصيني (البنك المركزي)، في أحدث تقرير فصلي له حول تطبيق السياسة النقدية، أن أسعار المساكن التجارية حديثة البناء في 70 مدينة كبرى ومتوسطة في أنحاء البلاد ارتفعت بواقع 6.8 في المائة على أساس سنوي بنهاية عام 2019، بانخفاض 3.7 نقطة مئوية مقارنة مع عام 2018.
وارتفعت أسعار المساكن المستعملة بنسبة 3.7 في المائة على أساس سنوي، بانخفاض 4 نقاط مئوية مقارنة مع عام 2018. وكانت المساحة الأرضية للمساكن التجارية المبيعة على مستوى البلاد هي ذاتها لعام 2018. مع ارتفاع المبيعات بنسبة 6.5 في المائة على أساس سنوي، بينما انخفض معدل نمو المبيعات بمعدل 5.7 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018. وواصل معدل النمو للقروض العقارية الانخفاض على نحو مطرد.
وبنهاية عام 2019، بلغ حجم القروض العقارية من كبرى المؤسسات المالية -بما في ذلك المؤسسات المالية ذات الاستثمار الأجنبي- 44.41 تريليون يوان (6.34 تريليون دولار)، بارتفاع 14.8 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو بواقع 5.2 نقطة مئوية، مقارنة مع نهاية عام 2018.
ومثل حجم القروض العقارية 29 في المائة من إجمالي القروض. ومن بين القروض العقارية، بلغ حجم قروض الإسكان الشخصي 30.2 تريليون يوان، بزيادة 16.7 في المائة على أساس سنوي. وانخفض معدل النمو 1.1 نقطة مئوية مقارنة مع نهاية عام 2018.
وأظهرت بيانات رسمية أن سوق المساكن في الصين واصلت الحفاظ على الاستقرار بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث سجلت أسعار المساكن في 70 مدينة رئيسية ارتفاعاً معتدلاً بشكل عام على أساس شهري. وأظهرت البيانات الصادرة عن مصلحة الدولة للإحصاء أن 47 من أصل 70 مدينة سجلت ارتفاعاً في أسعار المساكن الجديدة على أساس شهري، بتراجع من 50 مدينة في ديسمبر (كانون الأول) من العام الماضي.
وبحسب البيانات، فإن أسعار المساكن الجديدة في 4 مدن من الدرجة الأولى، وهي بكين وشانغهاي وشنتشن وقوانغتشو، ازدادت 0.4 في المائة على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، حيث شهد معدل النمو زيادة 0.2 نقطة مئوية عن الشهر الأسبق. كما شهدت مدن الدرجتين الثانية والثالثة في البلاد التي شملها مسح المصلحة ارتفاعاً معتدلاً على أساس شهري في يناير (كانون الثاني)، ولكن بوتيرة أبطأ من الشهر الأسبق.
وارتفعت أسعار المساكن المعاد بيعها في مدن الدرجة الأولى ومدن الدرجة الثالثة على أساس شهري، في حين ظلت الأسعار في مدن الدرجة الثانية ثابتة. وقال كونغ بنغ، الإحصائي الكبير في مصلحة الدولة للإحصاء، إن سوق العقارات ظلت مستقرة بشكل عام في يناير (كانون الثاني) الماضي، حيث تؤكد الحكومات المحلية على مبدأ أن «المساكن للعيش وليس للمضاربة»، إلى جانب تنفيذ آلية إدارة طويلة الأجل للسوق.