السيسي يبحث تعزيز مجالات التعاون مع ألمانيا

رئيس البوندستاغ اعتبر مصر ركيزة لاستقرار المنطقة وأمنها

TT

السيسي يبحث تعزيز مجالات التعاون مع ألمانيا

أجرى الرئيس المصري الرئيس عبد الفتاح السيسي، أمس، محادثات واسعة في ألمانيا، تتعلق بتعزيز وتنويع التعاون بين البلدين في جميع المجالات. ويزور السيسي برلين للمشاركة في فعاليات مجموعة العشرين وأفريقيا، التي أطلقتها الرئاسة الألمانية عام 2017، وتستهدف دعم التنمية في الدول الأفريقية وجذب الاستثمارات لدول القارة. وضمن زيارته التقى السيسي أمس فولفجانغ شويبله رئيس البرلمان الألماني «البوندستاغ»، في مبنى الرايخستاج (المقر التاريخي للبرلمان الألماني). وتطرق السفير بسام راضي، المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية إلى تأكيد رئيس البرلمان الألماني، على حرص بلاده على دعم مصر في جهودها لتحقيق التنمية الشاملة، وتعزيز الشراكة بين البلدين في مختلف المجالات، لا سيما على الصعيد البرلماني.
بدوره، أعرب الرئيس السيسي عن تقديره لزيارة البرلمان الألماني وتطلعه لتطوير علاقات الصداقة المتميزة التي تربط بين مصر وألمانيا على مختلف الأصعدة، خاصة في شقها البرلماني من خلال تبادل الخبرات والزيارات البرلمانية بين البلدين، بما يساهم في تعزيز أواصر التواصل. وأضاف المتحدث الرسمي أن اللقاء شهد تبادل وجهات النظر حول آخر مستجدات الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، والرؤية المصرية الشاملة بشأن مكافحة الإرهاب والفكر المتطرف والهجرة غير الشرعية، وكذلك ترسيخ مبدأ المواطنة ونشر ثقافة التسامح وقبول الآخر وحرية العقيدة. وقال المتحدث، في بيان، إن رئيس البرلمان الألماني ثمن جهود مصر في هذا الصدد، واعتبرها «ركيزة الاستقرار والأمن في المنطقة».
وفي السياق ذاته، بحث الرئيس السيسي بمقر إقامته في برلين مع وفد من الاتحاد الفيدرالي الألماني للصناعات الأمنية والدفاعية، آفاق تنويع مجالات التعاون العسكري بين الجانبين بما في ذلك تدشين مشروعات تصنيع مشترك.
وأشاد السيسي بالتطور الكبير الذي تشهده العلاقات الثنائية بين مصر وألمانيا خلال الأعوام الأخيرة، مؤكداً على اهتمام مصر بمزيد من تعميق آفاق التعاون في مختلف المجالات على نحو يواكب الشراكة المتنامية بين الجانبين، ولاستثمار الفرص المتاحة لتحقيق المصلحة المشتركة بما في ذلك التعاون في المجالات الأمنية والعسكرية في ظل ما تتمتع الشركات الألمانية في هذا المجال من خبرات عريقة.
وشدد السيسي على ضرورة الأخذ في الاعتبار التحديات الكبيرة التي تشهدها المنطقة من جراء انتشار الإرهاب والتنظيمات المسلحة وما تمثله من خطورة حالية ومستقبلية على أمن المنطقة لسعيها للنيل من المؤسسات الوطنية للدول ولنشر العنف والفوضى، وأكد أنه «يتطلب بالمقابل أعلى درجات الجاهزية من حيث استخدام أحدث النظم التكنولوجية في مجال التجهيزات الأمنية والدفاعية».
وأوضح السفير راضي أن أعضاء الوفد الصناعي الألماني أكدوا أهمية دور مصر في تدعيم أسس الاستقرار والأمن في المنطقة، فضلاً عن دورها البارز في إطار الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب مع الإعراب في هذا الصدد عن الاعتزاز بمسيرة التعاون مع مصر في مجال الصناعات الأمنية والدفاعية.
وأكد وزير الخارجية المصري سامح شكري على أهمية القمة المصغرة للشراكة بين مجموعة العشرين مع أفريقيا، مشيرا في تصريحات له، إلى أن هذه المبادرة التي تعقد اليوم (الثلاثاء) في برلين في دورتها الثالثة، بدأت تؤتي ثمارها، حيث تم اتخاذ خطوات إيجابية خلال الدورتين السابقتين أدت إلى زيادة استثمارات دول مجموعة العشرين في عدد من البلدان الأفريقية في مقدمتها مصر التي كانت الجاذب الأول لهذه الاستثمارات، تقديرا للجهود التي بذلتها في إطار خططها للإصلاح ونجاحها والعوائد الاستثمارية التي كانت أيضا محفزة لهذه الاستثمارات.



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.