مصر: مقتل 3 من قوات الأمن في تفجير بشمال سيناء

نظر طعون الإعدام والمؤبد في «اقتحام قسم حلوان» فبراير المقبل

TT

مصر: مقتل 3 من قوات الأمن في تفجير بشمال سيناء

أفادت مصادر أمنية وطبية وشهود عيان مصريين، أمس، بأن «جنديين وضابطا من قوات الأمن»، سقطوا ضحايا تفجير استهدف مدرعة أمنية خلال سيرها، مساء أول من أمس، قرب منطقة جرادة غربي مدينة الشيخ زويد، في شمال سيناء، كما أسفر الانفجار عن «إصابة أربعة آخرين من أفراد القوة».
وقال الدكتور طارق كامل، وكيل وزارة الصحة بشمال سيناء، لـ«الشرق الأوسط» إنه «تلقى إخطاراً من مرفق إسعاف العريش بنقل 3 جثث و4 مصابين تابعين لقوات الجيش من موقع انفجار مدرعة أمنية على طريق العريش الشيخ زويد إلى مستشفى العريش العسكري دون ذكر أي تفاصيل عن إصاباتهم».
ورجح مصدر أمني رفيع، طلب عدم ذكر اسمه، أن «(تكفيريين) يعتقد انتماؤهم لـ(تنظيم داعش)، زرعوا عبوة ناسفة على جانب الطريق، وفجروها عن بعد أثناء مرور مدرعة أمنية تابعة لقوات الجيش». وكذلك نقلت، وكالة الأنباء الألمانية، عن مصدر، لم تسمه، أن «جماعات (إرهابية) مسلحة قامت بتفجير عبوة ناسفة عن بعد لاستهداف المدرعة».
وتشن قوات الجيش والشرطة المصرية عملية أمنية كبيرة في شمال ووسط سيناء، منذ عام ونصف العام تقريباً، لتطهير تلك المنطقة من عناصر متطرفة تابعة في أغلبها لتنظيم «ولاية سيناء» (أنصار بيت المقدس سابقاً) والموالي لـ«داعش». وتعرف العملية باسم «المجابهة الشاملة (سيناء 2018)».
وقال سليم سواركة، وهو شاهد عيان من سكان الشيخ زويد، لـ«الشرق الأوسط» إنه «كان يستقل سيارة أجرة من مدينة العريش باتجاه مدينة الشيخ زويد، مساء الأحد، عندما سمع دوي انفجار ضخم قبل وصول السيارة التي تقله إلى منطقة جرادة، وتصاعدت سحب الدخان من موقع الانفجار».
وأكد سواركة، أن «قوات الجيش أغلقت الطريق الدولي فور وقوع الانفجار من الاتجاهين، ووصلت إلى هناك تعزيزات عسكرية وعدد من سيارات الإسعاف». وقال أحمد سامي من سكان قرية السكاسكة القريبة من موقع الانفجار، إن «قوات الأمن مشطت المنطقة بحثاً عن مرتكبي واقعة تفجير المدرعة». وعلى صعيد آخر، أرجأت محكمة «جنايات القاهرة» برئاسة المستشار محمد شيرين فهمي، محاكمة 11 متهماً من بينهم بعض قيادات تنظيم «الإخوان» الذي تصنفه السلطات «إرهابياً» في القضية المعروفة إعلاميا بـ«محاولة اغتيال مدير أمن الإسكندرية»، وقتل اثنين من أفراد قوة تأمين موكبه وشروعهم في قتل آخرين، إلى مطلع الشهر المقبل لاستكمال مرافعة النيابة.
وكان النائب العام السابق المستشار نبيل أحمد صادق، أحال 11 متهما (بينهم اثنان بالحبس) إلى محكمة «جنايات أمن الدولة طوارئ» في القضية التي تعود إلى العام الماضي. وتضمنت الاتهامات التي تنسبها النيابة ارتكاب جرائم «الشروع في قتل مدير أمن الإسكندرية السابق، وتخريب أملاك عامة وإتلاف مركبات ووحدات سكنية وتصنيع وحيازة أسلحة تقليدية، والتسلل من الحدود الجنوبية للبلاد بطريق غير مشروع». وبحسب ما جاء في تحقيقات نيابة «أمن الدولة العليا»، فإن المتهمين «اعترفوا بالأساليب التي يتبعها تنظيم جماعة الإخوان الإرهابية في إصدار التكليفات من الخارج وتشكيل مجموعات وتنظيمات داخل البلاد، وتوفير الموارد المالية لأعضائها وتكليفهم بتنفيذ أعمال عدائية وصولاً لإسقاط نظام الحكم القائم بالبلاد». وفي سياق آخر، حددت محكمة النقض المصرية جلسة، فبراير (شباط) المقبل، لنظر أولى جلسات نظر طعن المتهمين على أحكام الإعدام والمؤبد والمشدد في القضية المعروفة إعلامياً بـ«اقتحام قسم شرطة حلوان».
وكانت محكمة «جنايات القاهرة» قضت في عام 2017 بإعدام ثمانية متهمين، والمؤبد لـ50 آخرين في القضية، فضلاً عن معاقبة سبعة متهمين بالمشدد 10 سنوات، وثلاثة متهمين بالسجن خمس سنوات.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.