أعلنت وزارة الآثار المصرية عن إعادة افتتاح مقبرتين أثريتين للزيارة في منطقة آثار الهرم، بالجيزة (غرب القاهرة)، بعد الانتهاء من أعمال ترميمهما التي استغرقت نحو عامين، في الوقت الذي أغلقت فيه الوزارة مقبرتين أخريين لترميمهما.
وذكرت وزارة الآثار، في بيان صحافي أمس، أنّه «تم افتتاح مقبرتي إيدو وقار بالجبانة الشرقية في منطقة آثار الهرم للزيارة، بعد الانتهاء من أعمال الترميم بهما، بينما أُغلقت مقبرتي (سشم نفر IV) و(خوفو خع إف) للبدء في أعمال ترميمهما، وذلك في إطار سياسة وزارة الآثار لفتح المقابر الأثرية في المنطقة للزيارة، عن طريق فتح بعضها بعد الترميم، وغلق البعض الآخر للترميم».
وقال أشرف محيي الدين، مدير عام منطقة آثار الهرم، لـ«الشرق الأوسط»، إنّ «الوزارة تتبع سياسة التدوير، بمعنى فتح مقابر للزيارة، وإغلاق أخرى للترميم»، موضحاً أنّ «مقبرتي إيدو وقار، اللتان كانتا مغلقتان للترميم، أعيد افتتاحهما اليوم، في حين أغلقت مقبرتان أخريان للترميم أيضاً».
وأوضح الدكتور الحسين عبد البصير، مدير متحف الآثار في مكتبة الإسكندرية، الذي عمل عدة سنوات بمنطقة آثار الأهرامات، لـ«الشرق الأوسط»، أن «جبانة الهرم بها عدد كبير من المقابر التي لا يمكن فتحها جميعاً للزيارة، خصوصاً أن السياح عادة ما يقبلون على أجزاء معينة منها، على رأسها الهرم الأكبر خوفو، وأبو الهول، ومراكب الشمس، لذلك يتم اتباع سياسة التناوب التي تتيح الفرصة لترميم وصيانة المقابر، وتجدد المقابر المفتوحة».
وقال عبد البصير: «من أشهر مقابر الجبانة الشرقية مقبرة مريت عنخ، ابنة خوفو، وهي مفتوحة للزيارة برسوم، ومقبرتي قار وإيدو اللتان تفتحان للزيارة مجاناً. أما الجبانة الغربية، فتضم مقبرتي إمري ونفر باو بتاح، وهما مفتوحتان للزيارة».
وكانت وزارة الآثار قد أعلنت، في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2017، عن إغلاق مقبرتي قار وإيدو بالجبانة الشرقية للترميم، وافتتاح مقبرتي «خوفو خع إف» و«سشم نفر IV»، بعد انتهاء أعمال الصيانة والترميم الخاصة بهما، إضافة إلى افتتاح مقابر العمال بناة الأهرام للزيارة للمرة الأولى منذ اكتشافها عام 1990. و«خوفو خع إف» هو ابن الملك خوفو، وقد حمل عدة ألقاب، من بينها الأمير الوراثي، وكاهن خوفو، وأمين خزانة مصر السفلى. أمّا مقبرة «سشم نفر IV»، فترجع لنهاية الأسرة الخامسة وبداية الأسرة السادسة، وقد حمل صاحبها لقب كاتم أسرار الملك.
ووفقاً لمحيي، فإن «أعمال ترميم مقبرة قار شملت تنظيف المقبرة بالكامل تنظيفاً ميكانيكياً، وتدعيم سقفها عند المدخل، وملء الفجوات الموجودة بالجزء العلوي من جدران الصالة الرئيسية. كما شملت أعمال الترميم في مقبرة إيدو تقوية بعض الأجزاء في السقف، وتدعيم وتقوية الأجزاء الضعيفة والمتهالكة لقوالب الطوب اللبن بالصالة الخارجية للمقبرة، إضافة إلى التنظيف الميكانيكي».
وتقع المقبرتان في الجبانة الشرقية، شرق الهرم الأكبر، وهما منحوتتان في الصخر، وترجعان لعصر الأسرة السادسة من الدولة القديمة، وعصر الملك ببي الأول، وتخص المقبرة الأولى قار الذي حمل عدة ألقاب، من بينها «المشرف على مدينتي خوفو ومنكاورع الهرميتين»، و«مفتش الكهنة المطهرين لهرم خفرع»، و«المشرف على هرم ببي الأول». أمّا المقبرة الثانية، فهي لإيدو ابن قار. وقد شغل صاحبها عدة وظائف، من بينها «الكاهن بهرم بيبي الأول»، و«المشرف على الكتبة»، و«مفتش الكهنة المطهرين لهرمي خوفو وخفرع».
وقال محيي الدين إنّ «منطقة آثار الهرم بها 10 مقابر معدة للزيارة، يتم فتح بعضها وإغلاق البعض الآخر بنظام المناوبة، ونعمل على إعداد مقابر أخرى للزيارة»، مشيراً إلى أنّ «هناك خمس مقابر مفتوحة للزيارة حالياً من بين العشر مقابر المعدة للزيارة، وهم 3 في الجبانة الشرقية: مريت عنخ، وإيد وقار اللتان افتُتحتا اليوم، إضافة إلى أهرامات الملكات، واثنان في الجبانة الغربية، وهما: إمري ونفر باو بتاح».
وتضم جبانة الهرم أهرامات الملكات الثلاث زوجات الملك خوفو، ومصاطب لأمراء الأسرة الرابعة، وكبار رجال الدولة من الأسرتين الرابعة والخامسة، وبجوارها تقع مقبرتي قار وإيدو، وتتكون مقبرة قار من درج يؤدي إلى مدخل صغير، يقود إلى الغرفة الرئيسية، وغرفة تقديم القرابين، وقد نقشت على جدرانها ألقاب صاحب المقبرة، ومناظر من حياته، وبعض الطقوس الجنائزية التي تظهر قار وهو جالس أمام مائدة القرابين. أمّا مقبرة إيدو، فتغطي جدرانها مناظر الحياة اليومية، والطقوس الجنائزية، وتظهر إيدو وزوجته أمام مائدة القرابين.
إعادة افتتاح مقبرتي «مفتش الكهنة» و«مشرف الكتبة» في أهرامات الجيزة
خضعتا لعملية تنظيف وتقوية للأجزاء الضعيفة
إعادة افتتاح مقبرتي «مفتش الكهنة» و«مشرف الكتبة» في أهرامات الجيزة
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة