التراسل النصّي أو البريد الإلكتروني: أيهما أكثر أماناً؟

رسائل إلكترونية يمكن اعتراضها وتطبيقات هاتفية مشفرة

التراسل النصّي أو البريد الإلكتروني: أيهما أكثر أماناً؟
TT

التراسل النصّي أو البريد الإلكتروني: أيهما أكثر أماناً؟

التراسل النصّي أو البريد الإلكتروني: أيهما أكثر أماناً؟

«واتساب»، رسالة نصيّة، أو بريد إلكتروني... أي من هذه الوسائل هي الخيار الأكثر أمانا للمحادثات الحسّاسة؟
تختلف درجات الخصوصية أو الحماية بين منصّات المحادثة والتواصل، وهناك بعض الإجراءات الوقائية التي يمكنكم تطبيقها. وتقول أبل مثلا على موقعها الإلكتروني إنّ التشفير يستخدم لحماية تريليونات التحويلات الإلكترونية يومياً للتبضّع، وتسديد الفواتير، والتواصل عبر برامج كخاصّتها «آي مسج» أو «فيس تايم»، أو «واتساب» الذي تملكه «فيسبوك». وتضيف أبل أنّ التشفير «يحوّل بياناتكم إلى نصوص غير مفهومة».
- البريد الإلكتروني
كيف تشفّرون اتصالاتكم؟ في البداية لندقق في البريد الإلكتروني.
> مراسلات مكشوفة. إنّ الرسائل التي تُكتب بواسطة برامج إلكترونية شعبية كـ«جي ميل» من غوغل والنسخة المجّانية من «آوتلوك» أو «ياهو ميل» لا تتعرّض للتشفير غيابياً، والأمر نفسه يسري على الرسائل الحكومية وتلك المنصوصة في الشركات. لإرسال بريد إلكتروني مشفّر عبر «جي ميل»، توجد وسيلتان ولكنهما تتيحان لكم التواصل مع مستخدمي «جي ميل» أو برنامج مساعد يتبع لطرف ثالث فقط.
يقول ميكا لي، مدير أمن المعلومات في موقع «إنترسبت» إنّ «برنامجي التراسل الإلكتروني المجّانيين يتسمان بسهولة التعقّب من قبل الأجهزة القضائية أو الشركات التي توفّر هذه الأدوات، لا سيما أن وسيلة البريد الإلكتروني هي الأسهل للتجسّس».
يقول لي إنّ «على الناس ألّا يستخدموا جهازاً يعود إلى شركة، لأنّ الكثير منها يملك برامج تجسس قادرة على التقاط صور لما تقومون به على شاشة جهازكم. يجب استخدام الهاتف الشخصي فقط».
> مراسلات مشفرة. لهذا السبب، تعمد شركات ناشئة كثيرة اليوم إلى تقديم خدمات بريد إلكتروني مشفّرة، ومنها «بروتون» Proton في سويسرا، بينما تتيح شركة مايكروسوفت إمكانية تشفير «آوتلوك» (مقابل خدمة اشتراك)، ولكنّ الأمر معقّد، إذ يتطلّب منكم تحويل الرسالة إلى كلام غير مفهوم ومن ثم إن ترسلوا «مفتاحاً رقمياً» للمتلقّي لفكّ قفل الرسالة وجعلها مقروءة، أي أنّكم يجب أن تعودوا إلى الهاتف وتؤمّنوا نصوص الرسائل المتبادلة.
- تشفير هاتفي
> جوالات سامسونغ. في حال كنتم تستخدمون هاتفا من سامسونغ، تقدّم لكم الشركة ميزة لتشفير البيانات بعد إنتاجها وتخزينها على بطاقة SD خارجية تستخدم مع هواتف غالاكسي. لاستخدام هذه الميزة في الرسائل النصية، حمّلوا تطبيق «الرسائل» Messages app من آندرويد وانقلوها إليه. ولكن يجب أن تعلموا أنّكم وفور تشفير هذه البيانات، ستكونون قادرين على فكّ تشفير البيانات على الجهاز نفسه فقط، وأنّكم، بحسب سامسونغ، لن تستطيعوا قراءتها على جهاز آخر.
> آيفون يحتوي أيضاً على ميزة تمنع القوى الخارجية كجهات إنفاذ القانون أو الحكومة من استخدام أدوات USB للوصول إلى محتوى هاتفكم ووضع يدها على بياناتكم غير المشفّرة. لاستخدامها، اذهبوا إلى «إعدادات»، انقروا على «هويّة اللمس ورمز المرور» وابحثوا عن «إكسسوارات USB A» في أسفل اللائحة، لتعطيلها ومنع إكسسوارات USB من الاتصال بالآيفون عندما يكون مقفلاً لأكثر من ساعة.
> الرسائل النصيّة التقليدية. تفيد أبل بأنّ الرسائل النصيّة التي ترسل من هاتف آيفون (الأكثر استخداماً في الولايات المتحدة)، إلى آيفون آخر تخضع للتشفير، أي أنّها غير قابلة للقراءة دون فكّ رموزها. وتضيف الشركة أنّ الرسائل النصية المخزّنة في خدماتها السحابية ستكون مشفّرة أيضاً طالما أنّ المستخدم اعتمد على المصادقة الثنائية العوامل في تسجيل دخوله. ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ عدم امتلاك الطرف الآخر لهاتف آيفون يعني أنّ الرسالة لم تعد مشفّرة. (يلفت لي إلى أنّ هواتف آندرويد لا تشفّر الرسائل النصيّة بشكل غيابي، ولكنّها كما سبق وقال، تدعمها عبر نسخها في بطاقة خارجية وتعمل على تشفير البيانات يدوياً).
- تطبيقات مشفرة
تطبيقات المحادثة المشفّرة. «سيغنال Signal»: «واير Wire»: «راكوتن فايبر Rakuten Viber»، وواتساب هي تطبيقات شعبية يمكنكم استخدامها في حال كنتم تبحثون عن محادثات مكتوبة ومحكية آمنة. ونعم،. واتساب نفسه المملوك من شركة «فيسبوك» التي اعتذرت مرات كثيرة عن اختراقات أمنية متكرّرة.
> واتساب هو برنامج المحادثة الأكثر شعبية في العالم، حيث إنه مستخدم من قبل أكثر من مليار شخص، فإن احتمال استعماله من قبل الطرف الآخر سيكون مرتفعا جداً. ويعتبر لي هذا الأمر بمثابة المكافأة الكبيرة كونكم ستتمكنون من التواصل بحريّة وخصوصية، مما يدفع الشركة إلى التباهي على موقعها بكيفية تشفير الرسائل على هذا التطبيق وعدم قدرة موظّفي الشركة على قراءتها.
ولكنّ الخبير لي يؤكّد أنّ شركة «فيسبوك» تصل فعلاً إلى بياناتكم الوصفية وتستطيع تحديد هوية الأشخاص الذين تتواصلون معهم، ووقت المحادثات.
> إما «سيغنال»، فإنه لا يعاني من مشاكل ملكيّة «فيسبوك» ويعتبر التطبيق الأمثل لمن يبحثون عن أكثر أشكال الاتصال أماناً. هذا الأمر دفع بإدوارد سنودن، كاشف الفساد الأميركي السابق والذي يختبئ في روسيا منذ عام 2013 يقدّم توصية على الصفحة الأساسية لـ«سيغنال».
تقول الشركة المالكة للتطبيق إنّ «رسائل سيغنال واتصالاته مشفّرة دائماً ومهندَسة بدقّة للحفاظ على أمن اتصالاته. لا يمكننا الاطلاع على رسائلكم أو اتصالاتكم، ولا أحد يقدر». وتقول الشركة أيضاً إنّها لا تقبل الإعلانات وإنّها مدعومة بمنح وتبرّعات.
> «واير». من جهتها، تقول الشركة الألمانية المطوّرة لـ«واير» إنّها تؤمّن «الأمن الأقوى» لكياناتها وموظفيها، ولكنّ تطبيقها ليس مجّانياً، ويبدأ اشتراكه من 6.50 دولار في الشهر. وتضيف أنّ «التشفير الكامل يمنح المستخدم الثقة ليتكلّم، ويرسل الرسائل، ويشارك المحتوى ضمن فريق ومع عملاء، عبر تطبيق واحد متوفّر لجميع الأجهزة».
> فايبر. وأخيراً، تشير الشركة المطوّرة لتطبيق «راكوتن فايبر» على موقعها إلى أنّها تقدّم ميزة «المحادثة السرية» التي تزوّد المستخدمين بمؤقّت للتدمير الذاتي، أي أنّه كما في فيلم «مهمّة مستحيلة» وتطبيق سنابتشات، يعمد إلى حذف الرسائل منه أوتوماتيكياً بعد قراءتها.
> «مسنجر» من «فيسبوك». لا تتعرّض الرسائل في هذا التطبيق للتشفير الغيابي، ولكنّها يمكن أن تصبح كذلك. تقدّم شركة «فيسبوك» ميزة اسمها «محادثة سريّة» للتراسل السرّي، ولكنّ فعاليتها تتطلّب تشغيلها من قبل أطراف الحديث. (انقروا على كلمة «سرّ» في أعلى يمين الشاشة في هاتف آيفون أو على رمز القفل في آندرويد).
يمكن لطرفي الحديث أن يتحقّقا من موثوقية التطبيق خلال المحادثة من خلال مفاتيح الهويّة الرقمية (المخزّنة باسم الشخص) والتأكّد من أنّها متطابقة.
ولكن تبقى الخصوصية خاضعة لمستخدم الهاتف، حيث إن الطرف الآخر للمحادثة المشفّرة يستطيع بسهولة تصوير الرسائل ونشرها. من جهتها، تؤكّد شركة «فيسبوك» أنّ الرسائل خاصّة «بكم وبالشخص الآخر، وليس بأي طرف ثالث، والأمر يشمل الشركة وموظفيها».
في الوقت الحالي، يكشف الخبير لي أنّه يتفهّم السبب الكامن خلف استخدام الدبلوماسيين للتراسل النصي «لأنّه أسرع وأكثر فعالية. فمن قد يودّ انتظار وصول البريد الإلكتروني؟»
- خدمة «يو إس إيه توداي».


مقالات ذات صلة

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

المشرق العربي أطفال انفصلوا عن شقيقهم بعد فراره من شمال غزة ينظرون إلى صورته على هاتف جوال (رويترز)

انقطاع كامل للإنترنت في شمال غزة

أعلنت شركة الاتصالات الفلسطينية (بالتل)، اليوم (السبت)، عن انقطاع كامل لخدمات الإنترنت في محافظة شمال قطاع غزة، بسبب «عدوان الاحتلال المتواصل».

«الشرق الأوسط» (غزة)
يوميات الشرق حبُّ براد بيت سهَّل الوقوع في الفخ (رويترز)

«براد بيت زائف» يحتال بـ325 ألف يورو على امرأتين «مكتئبتين»

أوقفت الشرطة الإسبانية 5 أشخاص لاستحصالهم على 325 ألف يورو من امرأتين «ضعيفتين ومكتئبتين»... إليكم التفاصيل.

«الشرق الأوسط» (مدريد)
أوروبا سانيا أميتي المسؤولة في حزب الخضر الليبرالي (أ.ب)

مسؤولة محلية سويسرية تعتذر بعد إطلاق النار على ملصق ديني

قدمت عضوة في مجلس مدينة سويسرية اعتذارها، وطلبت الحماية من الشرطة بعد أن أطلقت النار على ملصق يُظهِر لوحة تعود إلى القرن الرابع عشر لمريم العذراء والسيد المسيح.

«الشرق الأوسط» (زيوريخ)
شؤون إقليمية كنعاني خلال مؤتمر صحافي في طهران (الخارجية الإيرانية)

إيران ترد على «مزاعم» اختراقها الانتخابات الأميركية

رفضت طهران ما وصفتها بـ«المزاعم المتكررة» بشأن التدخل في الانتخابات الأميركية، في حين دعت واشنطن شركات تكنولوجيا مساعدة الإيرانيين في التهرب من رقابة الإنترنت.

يوميات الشرق الملياردير الأميركي بيل غيتس (رويترز)

بيل غيتس يقرّ بأن لا حل لمشكلة المعلومات المضلِّلة

يقول غيتس لشبكة «سي إن بي سي» إن «المعلومات المضللة هي المشكلة التي تم تسليمها إلى الجيل الأصغر سناً».

«الشرق الأوسط» (واشنطن)

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
TT

دراسة: الذكاء الاصطناعي يخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة

أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)
أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة (رويترز)

قالت دراسة علمية جديدة، إن أنظمة الذكاء الاصطناعي تخلق انبعاثات هائلة تضر بالبيئة بشكل كبير.

ووفقاً لصحيفة «الإندبندنت» البريطانية، فقد حذرت الدراسة من أن الطاقة المتزايدة المطلوبة لتدريب وتشغيل نماذج ذكاء اصطناعي أكثر تعقيداً، فضلاً عن الاهتمام الأوسع باستخدامها، تجلب عواقب بيئية خطيرة.

ولفت الباحثون إلى أنه مع تطور هذه الأنظمة، فإنها تتطلب مزيداً من قوة الحوسبة، وبالتالي تتطلب مزيداً من الطاقة للتشغيل. فعلى سبيل المثال، يستخدم «شات جي بي تي 4» الحالي التابع لشركة «أوبن إيه آي» ضعف الطاقة، مقارنة بالنسخ السابقة منه.

وأكد الفريق أيضاً أن تدريب نموذج الذكاء الاصطناعي ينبعث منه 5 أضعاف ثاني أكسيد الكربون الذي ينبعث من تشغيل وتصنيع السيارات الأميركية، لافتين إلى أن تأثير هذه الانبعاثات على البيئة قد يكون هائلاً.

وقد لفتت الدراسة إلى أن الانبعاثات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي قد تتسبب في خسائر بأكثر من 10 مليارات دولار سنوياً، ودعت الحكومات والهيئات التنظيمية إلى توحيد طرق قياس هذه الانبعاثات، بالإضافة إلى قواعد جديدة لضمان الحفاظ عليها عند حد معين.

وقال منغ تشانغ، الباحث الرئيسي في الدراسة، والتابع لجامعة تشجيانغ الصينية: «إن النمو الهائل في قدرات الذكاء الاصطناعي يثير كثيراً من القلق بشأن تأثيره البيئي».

وأضاف: «تؤكد هذه الدراسة على الحاجة الملحة لتبني المسؤولين عن تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي ممارسات أكثر خضرة ومعايير مستدامة، تقلل من الانبعاثات المضرة بالبيئة. وهدفنا هو تزويد صناع السياسات بالبيانات اللازمة لمعالجة البصمة الكربونية للذكاء الاصطناعي من خلال اللوائح الاستباقية».

وعلى النقيض من ذلك، يرى بعض العلماء أن الذكاء الاصطناعي يساهم في دراسة الظواهر البيئية، وتطوير حلول لمشكلاتها المختلفة، لافتين إلى أن إحدى الطرق الواعدة التي يمكن من خلالها استخدام الذكاء الاصطناعي لحماية البيئة، هي من خلال تحليل كميات هائلة من البيانات، مثل صور الأقمار الاصطناعية وأنماط الطقس، لتحديد الاتجاهات والأنماط التي قد يكون من الصعب أو المستحيل اكتشافها بالعين المجردة. ويمكن بعد ذلك استخدام هذه المعلومات لتطوير استراتيجيات أكثر فعالية لإدارة الموارد والحدّ من التأثير البيئي السلبي.