مقتل 21 وإصابة 60 بمواجهات قبلية في ليبيا

بان كي مون يدعو خلال زيارة لطرابلس لوقف المعارك وتعزيز شرعية البرلمان المنتخب

مقتل 21 وإصابة 60 بمواجهات قبلية في ليبيا
TT

مقتل 21 وإصابة 60 بمواجهات قبلية في ليبيا

مقتل 21 وإصابة 60 بمواجهات قبلية في ليبيا

استمرت حالة الفوضى ودوامة العنف في غرب ليبيا وشرقها حاصدة المزيد من الارواح اليوم (الاحد)، غداة زيارة خاطفة للامين العام للامم المتحدة بان كي مون لطرابلس، دعا فيها الجميع الى وقف القتال.
وقتل 21 شخصا على الاقل واصيب اكثر من 60 آخرين بجروح منذ السبت، في مواجهات قبلية غرب طرابلس، كما قال مصدر في مستشفى غريان الذي نقل اليه الضحايا.
ولم يحدد المصدر الذي نقلت عنه وكالة الانباء الليبية هل الضحايا مدنيون ام عناصر ميليشيات.
وقال شهود ان كتائب منطقة الزنتان (على بعد 170 كلم جنوب غربي طرابلس) هاجموا السبت مدينة ككلة التي يساند اهلها ميليشيات "فجر ليبيا".
كانت ميليشيات فجر ليبيا التي تشكل تحالفا غير متجانس يضم عناصر ميليشيات اسلامية من مدينة مصراتة (200 كلم شرق طرابلس) طردت كتائب الزنتان من طرابلس في اغسطس (آب) بعد اسابيع من المعارك الدامية.
وكانت كتائب الزنتان تسيطر آنذاك على قسم كبير من العاصمة بما في ذلك المطار الدولي.
وبعد طرابلس، وسعت ميليشيات فجر ليبيا عملياتها العسكرية الى غرب العاصمة بمنطقة ورشفانة المتحالفة مع الزنتان والمتهمة بايواء انصار للنظام السابق.
وتدور معارك شبه يومية بين الطرفين المتنافسين رغم دعوة الامم المتحدة الى وقف اطلاق النار.
وخلال زيارة غير معلنة السبت الى طرابلس، دعا الامين العام للامم المتحدة، الى وقف المعارك في ليبيا لبدء حوار سياسي لانهاء الفوضى الدستورية واعمال العنف الذي تجتاح البلاد منذ ثلاث سنوات.
وقال بان "نطلب من جميع المجموعات وقف القتال"، داعيا ايضا كافة الميليشيات الى "الانسحاب من المدن والمباني الرسمية".
وشدد الامين العام للامم المتحدة "فلنكن واضحين: من دون وقف فوري للمواجهات العنيفة ومن دون ارساء سلام دائم، سيكون الازدهار والحياة الفضلى حلما بعيد المنال".
ومنذ سقوط العقيد معمر القذافي في 2011 بعد نزاع استمر ثمانية اشهر، تفرض الميليشيات التي حاربته القانون في بلد غارق في الفوضى مع برلمانين وحكومتين تتنازعان الشرعية.
وجاءت تصريحات بان في افتتاح جولة جديدة من الحوار بين نواب متنافسين في البرلمان الجديد بحضور وزيرة الخارجية الايطالية فيديريكا موغيريني، اضافة الى مبعوثي فرنسا وبريطانيا ومالطا وايطاليا الى ليبيا.
ويقاطع العديد من النواب اجتماعات البرلمان المعترف به دوليا، لكنه يلقى معارضة مجموعة "فجر ليبيا"؛ وهي عبارة عن تحالف ميليشيات سيطر على العاصمة طرابلس وميليشيات اسلامية سيطرت على ثاني المدن الليبية بنغازي (شرق).
وتمكن المبعوث الخاص للامم المتحدة لليبيا برناردينو ليون في 29 سبتمبر (ايلول) من ان يجمع للمرة الاولى نوابا متنافسين في البرلمان في مدينة غدامس جنوب غربي ليبيا.
وقال بان "كانت تلك مرحلة اولى شجاعة سنبني عليها. وانا هنا لدعم العملية التي اطلقت في غدامس". واضاف "لا بديل عن الحوار" مع اقراره بان "الطريق سيكون طويلا وصعبا". موضحا ان هدف الحوار هو في مرحلة اولى انهاء ازمة المؤسسات "فالبلد ليس بوسعه ان يستمر منقسما سياسيا لفترة بهذا الطول. ليبيا بحاجة الى برلمان يمثل الليبيين كافة".
ودعا بان كي مون الى تعزيز شرعية البرلمان المنتخب في 25 يونيو (حزيران)، الذي اضطر لعقد جلساته في طبرق على بعد 1600 كلم شرق العاصمة للافلات من ضغط الميليشيات. كما أبدى تأييده لتشكيل حكومة وحدة وطنية "حكومة قوية تكون قادرة على تنفيذ قراراتها".
لكن السبت وبالتوازي مع زيارة بان ، قتل سبعة عسكريين في الجيش الليبي وأصيب أكثر من عشرة آخرين بجروح متفاوتة الخطورة في اشتباكات مع مسلحين اسلاميين في محيط مطار مدينة بنغازي شرق ليبيا، بحسب ما أفاد اليوم مصدر عسكري وكالة "فرانس برس".
وقال متحدث باسم القوات الخاصة للجيش الليبي إن "الجيش خسر في معارك السبت سبعة جنود قتلوا في اشتباكات عنيفة دارت طوال يوم السبت في محيط مطار بنغازي ضد مسلحين إسلاميين". موضحا أن "مساء السبت شهد اشتباكات عنيفة بالقرب من مطار بنغازي (بنينا الدولي) بعد تقدم للمجموعات المسلحه الإسلامية وتحصنها داخل منطقة بنينا السكنية الواقعة في الضاحية الجنوبية الشرقية لمدينة بنغازي، والتي يقع في نطاقها المطار".
واضاف المتحدث لت"فرانس برس" أن "الجيش تبادل إطلاق النار مع المسلحين الإسلاميين بعد دخولهم منطقة بنينا السكنية وتحصنهم داخل مساكن المواطنين الذين نزحوا من المنطقة"، مؤكدا "كبدنا الإسلاميين خسائر فادحة فى الارواح والعتاد وتم دحرهم وطردهم من منطقة بنينا بالكامل"، على حد قوله.
وتابع قائلا إن "المطار والقاعده الجوية والمنطقة السكنية في بنينا تحت سيطرة الجيش والشرطة".
وتتقدم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه المطار ومنطقة بنينا التي تعتبر خط الدفاع الأول للجيش، ودارت معارك عنيفة في مختلف أحياء منطقة بنينا وفي محيط المطار مع الجيش.
وتسعى هذه المجموعات الإسلامية منذ مطلع سبتمبر للسيطرة على المطار الذي يضم مدرجا للطائرات المدنية وقاعدة جوية.
ومنذ يوليو (تموز)، تدور معارك يومية بين الإسلاميين الذين باتوا يسيطرون على القسم الأكبر من مدينة بنغازي والقوات الامنية الموالية للواء المتقاعد من الجيش خليفة حفتر.



تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.