الحراك اللبناني يحتفل بشهره الأول

إسقاط الحكومة وانتخابات نقابة المحامين أبرز نتائجه

صورة مأخوذة عبر «درون» لمتظاهرين بالآلاف في ساحة الشهداء وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)
صورة مأخوذة عبر «درون» لمتظاهرين بالآلاف في ساحة الشهداء وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)
TT

الحراك اللبناني يحتفل بشهره الأول

صورة مأخوذة عبر «درون» لمتظاهرين بالآلاف في ساحة الشهداء وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)
صورة مأخوذة عبر «درون» لمتظاهرين بالآلاف في ساحة الشهداء وسط بيروت أمس (إ.ب.أ)

أتمّت الاحتجاجات اللبنانية التي اندلعت في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي رفضاً للأوضاع الاقتصادية المتردية شهرها الأول أمس. وأحيا المحتجون المناسبة بسلسلة تحركات وتجمعات في المناطق اللبنانية كافة، وتوزعت التسميات بين «أحد الشهداء» و«أحد التحدي السلمي» و«أحد الغضب».
وسرقت نتائج انتخابات نقابة المحامين التي أدت إلى فوز المرشح المستقل ملحم خلف الأضواء أمس، فيما خرج متظاهرون إلى الشوارع، وبالتحديد إلى ساحة الشهداء وساحة رياض الصلح، في وسط بيروت، للاحتفال. وتواصل التنسيق بين مجموعات الحراك لضمان استمرار التحركات السلمية، والتعاون مع عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي، والأهم توحيد الأهداف والنظرة المستقبلية، تجنباً لتشتت الجهود، ووضع حد لمحاولة بعض القوى السياسية استغلال الانتفاضة لصالحها.
وأحصى ممثل العسكريين المتقاعدين في «هيئة تنسيق الثورة»، العميد المتقاعد جورج نادر، 6 «انتصارات» تحققت منذ اندلاع الانتفاضة قبل شهر، فأشار إلى أن أبرز ما يمكن الحديث عنه هو توحيد الخطاب السياسي عند أغلبية اللبنانيين من الشمال إلى الجنوب، لافتاً إلى أنه تم أيضاً إسقاط حاجز الخوف من السلطة وميليشيات الأحزاب. وأضاف لـ«الشرق الأوسط» أن «الانتصار الثالث هو إسقاط الحكومة، وصولاً لتأجيل انعقاد جلسة مجلس النواب بسبب ما قالوا إنها أسباب أمنية، وهذه المرة الأولى التي يحصل فيها شيء مماثل، بحيث كان قد تم انتخاب الرئيس إلياس سركيس تحت القصف».
وأوضح نادر أن «الانتصار الخامس هو ردة الفعل الشعبية العفوية على تسمية محمد الصفدي رئيساً للحكومة، مما أدى لسقوط ترشيحه، وصولاً إلى الانتصار الأبرز بانتخاب ملحم خلف نقيباً للمحامين» أمس.
ورأى نادر أن السلطة حالياً في وضع مأزوم، وهو ما يتجلى بطريقة تعاطيها مع الملف الحكومي، لافتاً إلى أن الهدف الأبرز للثوار في المرحلة المقبلة هو ضمان تشكيل حكومة حيادية من المستقلين المشهود لهم بالكفاءة والنزاهة من خارج المنظومة الحاكمة، مضيفاً: «أما قطع الطرق فسيف ذو حدين يجرح الثورة، لذلك كان هناك تمنٍ على كل المجموعات بوقف هذه الحركة التي يحاول من خلالها المصطادون بالماء العكر أن يشوهوا صورة الثورة».
ونبه الأحزاب التي حاولت أخيراً «ركوب الموجة» إلى أنه «سيتم التصدي لها، لأنها بالنسبة للثوار المستهدفة الأولى، من منطلق أنها أبرز الفاسدين».
وعدت النائبة المستقلة بولا يعقوبيان أن «الثورة المستمرة منذ شهر لم تكتفِ بهز عروش من هم في السلطة، بل أظهرت عن وعي غير مسبوق على وجود مصلحة مشتركة بأن نكون شعباً واحداً موحداً»، لافتة في تصريح لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «ما تحقق في نقابة المحامين سينسحب أينما كان، بحيث سيعمد الناس لانتخاب المستقلين أينما وجدوا».
وتوزع مشهد التحركات والمظاهرات على أكثر من منطقة أمس، ففيما بقي التجمع المركزي في وسط بيروت، وبالتحديد في ساحتي الشهداء ورياض الصلح اللتين عجتا بالآلاف، أشارت «الوكالة الوطنية للإعلام» إلى تجمع من المحتجين في خليج «الزيتونة باي»، وقيامهم بنشاطات عدة. أما مدينة طرابلس، شمال لبنان، فشهدت مسيرات شعبية وطلابية، تخللها إقفال بعض الطرق التي عمل عناصر الجيش على فتحها.
وفي منطقة بسري، حيث انطلقت أعمال إقامة سد للمياه يعارضه بشدة الحراك الشعبي، أفيد أمس بإزالة المحتجين البوابة الحديدية الرئيسية التي تفضي إلى مكان وجود المعدات المخصصة للأشغال، للانطلاق نحوها في محاولة لإزالتها.
أما في جنوب البلاد، فنظم حراك كفررمان، في منطقة النبطية، مسيرة نسائية انطلقت من خيمة الاعتصام، تقدمها عدد من النسوة اللواتي طالبن بضمانات اجتماعية وصحية، وضمان الأمومة والطفولة والشيخوخة، وحملن شعارات الثورة، ورفعن العلم اللبناني، بحسب «الوكالة الوطنية للإعلام».



نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
TT

نيجيريا تقترب من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية لتعزيز الأمن ومكافحة الإرهاب

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)
وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

كشف وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري، الدكتور بلو محمد متولي، لـ«الشرق الأوسط»، عن اقتراب بلاده من توقيع اتفاقيات عسكرية مع السعودية، بشأن برامج التدريب المشتركة، ومبادرات بناء القدرات، لتعزيز قدرات القوات المسلحة، فضلاً عن التعاون الأمني ​​الثنائي، بمجال التدريب على مكافحة الإرهاب، بجانب تبادل المعلومات الاستخبارية.

وقال الوزير إن بلاده تعمل بقوة لترسيخ الشراكة الاستراتيجية بين البلدين، «حيث ركزت زيارته إلى السعودية بشكل أساسي، في بحث سبل التعاون العسكري، والتعاون بين نيجيريا والجيش السعودي، مع وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان».

الدكتور بلو محمد متولي وزير الدولة لشؤون الدفاع النيجيري (فيسبوك)

وأضاف قائلاً: «نيجيريا تؤمن، عن قناعة، بقدرة السعودية في تعزيز الاستقرار الإقليمي والتزامها بالأمن العالمي. وبالتالي فإن الغرض الرئيسي من زيارتي هو استكشاف فرص جديدة وتبادل الأفكار، وسبل التعاون وتعزيز قدرتنا الجماعية على معالجة التهديدات الأمنية المشتركة».

وعن النتائج المتوقعة للمباحثات على الصعيد العسكري، قال متولي: «ركزت مناقشاتنا بشكل مباشر على تعزيز التعاون الأمني ​​الثنائي، لا سيما في مجال التدريب على مكافحة الإرهاب وتبادل المعلومات الاستخبارية»، وتابع: «على المستوى السياسي، نهدف إلى ترسيخ الشراكة الاستراتيجية لنيجيريا مع السعودية. وعلى الجبهة العسكرية، نتوقع إبرام اتفاقيات بشأن برامج التدريب المشتركة ومبادرات بناء القدرات التي من شأنها أن تزيد من تعزيز قدرات قواتنا المسلحة».

وتابع متولي: «أتيحت لي الفرصة لزيارة مقر التحالف الإسلامي العسكري لمحاربة الإرهاب في الرياض أيضاً، حيث التقيت بالأمين العام للتحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب، اللواء محمد بن سعيد المغيدي، لبحث سبل تعزيز أواصر التعاون بين البلدين، بالتعاون مع الدول الأعضاء الأخرى، خصوصاً في مجالات الأمن ومكافحة الإرهاب».

مكافحة الإرهاب

في سبيل قمع الإرهاب وتأمين البلاد، قال متولي: «حققنا الكثير في هذا المجال، ونجاحنا يكمن في اعتماد مقاربات متعددة الأبعاد، حيث أطلقنا أخيراً عمليات منسقة جديدة، مثل عملية (FANSAN YAMMA) التي أدت إلى تقليص أنشطة اللصوصية بشكل كبير في شمال غربي نيجيريا».

ولفت الوزير إلى أنه تم بالفعل القضاء على الجماعات الإرهابية مثل «بوكو حرام» و«ISWAP» من خلال عملية عسكرية سميت «HADIN KAI» في الجزء الشمالي الشرقي من نيجيريا، مشيراً إلى حجم التعاون مع عدد من الشركاء الدوليين، مثل السعودية، لتعزيز جمع المعلومات الاستخبارية والتدريب.

وحول تقييمه لمخرجات مؤتمر الإرهاب الذي استضافته نيجيريا أخيراً، وتأثيره على أمن المنطقة بشكل عام، قال متولي: «كان المؤتمر مبادرة مهمة وحيوية، حيث سلّط الضوء على أهمية الجهود الجماعية في التصدي للإرهاب».

وزير الدولة النيجيري ونائب وزير الدفاع السعودي في الرياض (واس)

وتابع الوزير: «المؤتمر وفر منصة للدول لتبادل الاستراتيجيات والمعلومات الاستخبارية وأفضل الممارسات، مع التأكيد على الحاجة إلى جبهة موحدة ضد شبكات الإرهاب، حيث كان للمؤتمر أيضاً تأثير إيجابي من خلال تعزيز التعاون الأعمق بين الدول الأفريقية وشركائنا الدوليين».

ويعتقد متولي أن إحدى ثمرات المؤتمر تعزيز الدور القيادي لبلاده في تعزيز الأمن الإقليمي، مشيراً إلى أن المؤتمر شدد على أهمية الشراكات الاستراتيجية الحيوية، مثل الشراكات المبرمة مع التحالف الإسلامي العسكري لمكافحة الإرهاب (IMCTC).

الدور العربي ـ الأفريقي والأزمات

شدد متولي على أهمية تعظيم الدور العربي الأفريقي المطلوب لوقف الحرب الإسرائيلية على فلسطين ولبنان، متطلعاً إلى دور أكبر للعرب الأفارقة، في معالجة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، على العرب الأفارقة أن يعملوا بشكل جماعي للدعوة إلى وقف إطلاق النار، وتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية للمواطنين المتضررين.

وأكد متولي على أهمية استغلال الدول العربية الأفريقية أدواتها في أن تستخدم نفوذها داخل المنظمات الدولية، مثل «الأمم المتحدة» و«الاتحاد الأفريقي»؛ للدفع بالجهود المتصلة من أجل التوصل إلى حل عادل.

وحول رؤية الحكومة النيجيرية لحل الأزمة السودانية الحالية، قال متولي: «تدعو نيجيريا دائماً إلى التوصل إلى حل سلمي، من خلال الحوار والمفاوضات الشاملة التي تشمل جميع أصحاب المصلحة في السودان»، مقراً بأن الدروس المستفادة من المبادرات السابقة، تظهر أن التفويضات الواضحة، والدعم اللوجيستي، والتعاون مع أصحاب المصلحة المحليين أمر بالغ الأهمية.

وأضاف متولي: «حكومتنا مستعدة للعمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين، لضمان نجاح أي مبادرات سلام بشأن الأزمة السودانية، وبوصفها رئيسة للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والاتحاد الأفريقي، تدعم نيجيريا نشر الوسطاء لتسهيل اتفاقات وقف إطلاق النار والسماح بوصول المساعدات الإنسانية».

وفيما يتعلق بفشل المبادرات المماثلة السابقة، وفرص نجاح نشر قوات أفريقية في السودان؛ للقيام بحماية المدنيين، قال متولي: «نجاح نشر القوات الأفريقية مثل القوة الأفريقية الجاهزة (ASF) التابعة للاتحاد الأفريقي في السودان، يعتمد على ضمان أن تكون هذه الجهود منسقة بشكل جيد، وممولة بشكل كافٍ، ومدعومة من قِبَل المجتمع الدولي».

ولفت متولي إلى تفاؤل نيجيريا بشأن هذه المبادرة بسبب الإجماع المتزايد بين الدول الأفريقية على الحاجة إلى حلول بقيادة أفريقية للمشاكل الأفريقية، مبيناً أنه بدعم من الاتحاد الأفريقي والشركاء العالميين، فإن هذه المبادرة لديها القدرة على توفير الحماية التي تشتد الحاجة إليها للمدنيين السودانيين، وتمهيد الطريق للاستقرار على المدى الطويل.