بدء مؤتمر إعادة إعمار غزة بمشاركة السعودية في القاهرة

الرئيس المصري دعا في كلمته الافتتاحية إلى إنهاء الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي * الولايات المتحدة تساهم بـ212 مليون دولار

بدء مؤتمر إعادة إعمار غزة بمشاركة السعودية في القاهرة
TT

بدء مؤتمر إعادة إعمار غزة بمشاركة السعودية في القاهرة

بدء مؤتمر إعادة إعمار غزة بمشاركة السعودية في القاهرة

شاركت السعودية اليوم (الأحد) في المؤتمر الدولي لإعادة إعمار قطاع غزة، والمنعقد في العاصمة المصرية القاهرة، والذي بدأت أعماله اليوم بمشاركة دولية واسعة.
وأكد الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية رئيس الوفد السعودي للمؤتمر، أهمية انعقاد مؤتمر إعادة إعمار غزة بالقاهرة في هذا التوقيت، معرباً عن شكره وتقديره لحكومة وشعب مصر على استضافة هذا المؤتمر الدولي.
وقال نائب وزير الخارجية: إن "مشاركة السعودية في هذا المؤتمر تأتي في إطار حرصها على دولة فلسطين وشعبها والأراضي الفلسطينية "، معبراً عن أمله في نجاح المؤتمر، وأن يؤتي ثماره المتوقعه.
وأوضح نائب وزير الخارجية أن افتتاح الرئيس عبد الفتاح السيسي رئيس جمهورية مصر العربية للمؤتمر يعطيه دعماً قوياً بما ينعكس ايجابياً على فلسطين وشعبها.
والتقى الأمير عبد العزيز على هامش أعمال المؤتمر، وزير الخارجية النرويجي بورج برينده، وجرى خلال اللقاء بحث سبل تعزيز علاقات التعاون المشترك بين المملكة والنرويج في المجالات كافة، إضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها الأوضاع في قطاع غزة.
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قال في كلمته التي افتتح بها المؤتمر بمشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، إن "مؤتمر إعادة إعمار قطاع غزة الذي يعقد برعاية مشتركة بين مصر والنرويج، يؤكد تضامن الجميع مع شعب فلسطين في محنته وتقديم الدعم الأفضل واللازم لقيادته الشرعية ولحكومته الوطنية في جهودهم لإعادة إعمار قطاع غزة، الذي كان وسيظل جزءا أصيلا من دولة فلسطين التي تتطلع إلى استقلالها".
وعدّ الرئيس السيسي المؤتمر خطوة مهمة لدعم الجهود المصرية، التي انطلقت منذ اندلاع الأزمة الأخيرة في غزة، لافتا الانتباه إلى أن بلاده حملت على عاتقها مسؤولية حقن الدماء، والحفاظ على أرواح الفلسطينيين الأبرياء وصيانة مقدرات الشعب الفلسطيني.
من جانبه، أعلن الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون عن خطة الأمم المتحدة بشأن دعم إعادة الإعمار في قطاع غزة تصل قيمتها إلى 2.1 مليار دولار من إجمالي جهود الإعمار. وأكد بان كي مون في كلمته أمام مؤتمر إعادة إعمار غزة المنعقد بالقاهرة، اليوم، أن نجاح إعادة إعمار غزة يتطلب توافر أسس سياسية قوية، مفيداً بمواصلة الأمم المتحدة لدعمها لحكومة الوفاق الوطني الفلسطينية وهي تقوم بمباشرة عملها أيضا في قطاع غزة. وشدد على ضرورة أن يشمل الدعم الدولي كل السكان سواء كانوا من اللاجئين أو من غيرهم.
ويلتقي في القاهرة موفدون من نحو خمسين بلدا بينهم وزراء خارجية حوالى ثلاثين بلدا والامين العام للأمم المتحدة بان كي مون وممثلو عدة هيئات اغاثية ومنظمات دولية وسياسية مثل صندوق النقد الدولي و جامعة الدول العربية.
ووصل وزير الخارجية الاميركي جون كيري الى القاهرة لحضور مؤتمر المانحين هذا؛ الذي تنظمه مصر والنروج، وستحدد الاسرة الدولية فيه ما اذا كانت مستعدة لتمويل اعادة اعمار قطاع غزة؛ الذي دمرته ثالث حرب تشنها اسرائيل خلال ست سنوات.
يذكر ان خسائر الحرب بين اسرائيل من جهة وحركة حماس والفصائل الفلسطينية من جهة ثانية، أسفرت عن مقتل اكثر من 2100 فلسطيني معظمهم من المدنيين و73 اسرائيليا معظمهم عسكريون.
واصبح حوالى مائة ألف فلسطيني بلا مأوى في القطاع الصغير والمكتظ بالسكان. وقبل الحرب، كان 45% من القوة العاملة و63% من الشباب يعانون من البطالة.
ووضعت حكومة التوافق الوطني الفلسطينية خطة تفصيلية لاعادة الاعمار بقيمة اربعة مليارات دولار، وان كان الخبراء يرون ان القطاع بحاجة الى مبالغ اكبر من ذلك، وان العملية ستستمر عدة سنوات.
وستطلب الاونروا وحدها من مؤتمر القاهرة 1.6 مليار دولار لتغطية احتياجاتها القصيرة المدى.
وقد يفضي المؤتمر الى الاعلان عن وعود بمساعدات كبيرة. لكن دبلوماسيا طلب عدم الكشف عن هويته، قال ان "بعض التشاؤم يخيم على الأجواء، اذ ان الناس تعبوا من دفع المال في غياب حل سياسي في الأفق".
وسيطلق كيري دعوة الى استئناف الحوار خلال المؤتمر الذي سيلتقي على هامشه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، كما قال دبلوماسيون اميركيون.
وقال احد الدبلوماسيين "نحن مهتمون بكسر دوامة الحروب واعادة الاعمار الجارية منذ ست سنوات". واضاف "ستسمعون وزير الخارجية يؤكد مجددا التزام الولايات المتحدة مساعدة الطرفين على التوصل الى حل الدولتين عبر التفاوض، ورغبتنا في اطلاق المفاوضات مجددا والمساعدة على تسهيل انجاحها".
من جانبه، خاطب الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي اسرائيل، اليوم، بالقول ان "الوقت حان لإنهاء النزاع مع الفلسطينيين"، وذلك لدى افتتاح المؤتمر.
وقال الرئيس المصري الذي كان يجلس على المنصة الى جانب الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الخارجية الاميركي جون كيري والامين العام للامم المتحدة بان كي مون "اقول للشعب والحكومة في اسرائيل ان الوقت قد حان لإنهاء النزاع".
من جهته، دعا عباس في كلمته امام المؤتمر الى "مقاربة دولية جديدة" لتسوية النزاع وانهاء الاحتلال. وقال "لا بد هنا من إيجاد مقاربة دولية جديدة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، تنهي الاحتلال الإسرائيلي، وتفضي إلى إقامة دولة فلسطينية والقدس الشرقية عاصمتها على حدود العام 1967، لتعيش إلى جانب دولة إسرائيل في أمن وحسن جوار، تطبيقاً لرؤية حل الدولتين، ومبادرة السلام العربية".
وشدد الرئيس الفلسطيني على ان "شعبنا الفلسطيني ومنطقتنا بأسرها لا يحتملون المزيد، والوضع في المنطقة على حافة الهاوية".
بدورها، كشفت الولايات المتحدة انها ستقدم مساعدات جديدة قيمتها 212 مليون دولار للمساهمة في اعادة اعمار قطاع غزة. وأكد وزير خارجيتها جون كيري امام مؤتمر المانحين في القاهرة ان الفلسطينيين بحاجة الى مساعدة فورية.
وقال كيري في كلمته امام الجلسة الافتتاحية للمؤتمر، ان التحديات الانسانية "هائلة"، مضيفا ان "شعب غزة بحاجة ماسة الى مساعدة ليس غدا وليس الاسبوع المقبل وانما الآن".
وتابع كيري "يسعدني اليوم ان أعلن مساعدة اضافية فورية قيمتها 212 مليون دولار الى الشعب الفلسطيني".
وأكد انه "بهذه المساعدات الجديدة تكون الولايات المتحدة قدمت اكثر من 400 مليون دولار للفلسطينيين عل مدى العام المنصرم بينها 330 مليون دولار منذ بدء النزاع في الصيف".



تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
TT

تنديد يمني بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين في تعز

مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)
مسلحون حوثيون خلال تجمع في صنعاء دعا إليه زعيمهم (رويترز)

نددت الحكومة اليمنية بتصفية الحوثيين أحد المعتقلين المدنيين في أحد السجون الواقعة شرق مدينة تعز، واتهمت الجماعة بالتورط في قتل 350 معتقلاً تحت التعذيب خلال السنوات الماضية.

التصريحات اليمنية التي جاءت على لسان وزير الإعلام، معمر الإرياني، كانت بعد أيام من فرض الولايات المتحدة عقوبات على قيادي حوثي يدير المؤسسة الخاصة بملف الأسرى في مناطق سيطرة الجماعة.

معمر الإرياني وزير الإعلام والثقافة والسياحة في الحكومة اليمنية (سبأ)

ووصف الإرياني إقدام الحوثيين على تصفية المواطن أحمد طاهر أحمد جميل الشرعبي، في أحد معتقلاتهم السرية في منطقة الحوبان شرق تعز، بأنها «جريمة بشعة» تُضاف إلى سجل الجماعة الحافل بالانتهاكات والجرائم ضد الإنسانية، وتعكس طبيعتها الوحشية وعدم التزامها بأي قانون أو معايير إنسانية، وفق تعبيره.

وأوضح الوزير اليمني في تصريح رسمي أن الحوثيين اختطفوا الضحية أحمد الشرعبي، واحتجزوه قسرياً في ظروف غير إنسانية، قبل أن يطلبوا من أسرته، في 11 ديسمبر (كانون الأول) الحالي، الحضور لاستلام جثته بعد وفاته تحت التعذيب.

وقال إن هذا العمل الوحشي من قِبَل الحوثيين يظهر اللامبالاة بأرواح اليمنيين، ويعيد التذكير باستمرار مأساة الآلاف من المحتجزين والمخفيين قسراً في معتقلات الجماعة بما في ذلك النساء والأطفال.

وأشار وزير الإعلام اليمني إلى تقارير حكومية وثقت أكثر من 350 حالة قتل تحت التعذيب في سجون الحوثيين من بين 1635 حالة تعذيب، كما وثقت المنظمات الحقوقية -بحسب الوزير- تعرض 32 مختطفاً للتصفية الجسدية، بينما لقي آخرون حتفهم نتيجة الانتحار هرباً من قسوة التعذيب، و31 حالة وفاة بسبب الإهمال الطبي، وقال إن هذه الإحصاءات تعكس العنف الممنهج الذي تمارسه الميليشيا بحق المعتقلين وحجم المعاناة التي يعيشونها.

ترهيب المجتمع

اتهم الإرياني الحوثيين باستخدام المعتقلات أداة لترهيب المجتمع المدني وإسكات الأصوات المناهضة لهم، حيث يتم تعذيب المعتقلين بشكل جماعي وتعريضهم لأساليب قاسية تهدف إلى تدمير إرادتهم، ونشر حالة من الخوف والذعر بين المدنيين.

وطالب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومنظمات حقوق الإنسان بمغادرة ما وصفه بـ«مربع الصمت المخزي»، وإدانة الجرائم الوحشية الحوثية التي تمثل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني.

الحوثيون يتعمدون ترهيب المجتمع بالاعتقالات والتعذيب في السجون (رويترز)

ودعا الوزير إلى «ممارسة ضغط حقيقي على ميليشيا الحوثي» لإطلاق صراح كل المحتجزين والمخفيين قسرياً دون قيد أو شرط، وفرض عقوبات صارمة على قيادات الجماعة وتصنيفها «منظمة إرهابية عالمية».

وكانت الولايات المتحدة فرضت قبل أيام عقوبات على ما تسمى «لجنة شؤون الأسرى» التابعة للحوثيين، ورئيسها القيادي عبد القادر حسن يحيى المرتضى، بسبب الارتباط بانتهاكات جسيمة لحقوق الإنسان في اليمن.

وتقول الحكومة اليمنية إن هذه المؤسسة الحوثية من أكبر منتهكي حقوق الإنسان وخصوصاً رئيسها المرتضى الذي مارس خلال السنوات الماضية جرائم الإخفاء القسري بحق آلاف من المدنيين المحميين بموجب القوانين المحلية والقانون الدولي الإنساني.