«حزب الله» يرفض «إخراجه وحلفائه من المعادلة الداخلية»

TT

«حزب الله» يرفض «إخراجه وحلفائه من المعادلة الداخلية»

أعاد التأزم الحكومي مشاورات الاتفاق على تسمية رئيس جديد للحكومة إلى نقطة الصفر، وسط رفض «حزب الله» في المقابل «لإخراجه وحلفائه من المعادلة الداخلية»، وتمسك رئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري بتشكيل حكومة غير حزبية من الاختصاصيين، في ظل تأزم انسحب على علاقة «تيار المستقبل» بـ«التيار الوطني الحر».
وفي ظل انغلاق سياسي وتفاقم الأزمات الناتجة عن استمرار موظفي المصارف بالإضراب المقرر اليوم، لم تُسجل أي مبادرة جديدة لإنقاذ الوضع من التعقيدات التي طرأت.
وبدا لافتاً أمس تصعيد «حزب الله» على أطراف سياسية لم يسمها، اتهمها بأنها «تريد الانقلاب على التوازنات السياسية الداخلية»، بحسب ما قال نائب رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش، مضيفاً في كلمة له خلال مناسبة في الجنوب أن «هناك من يريد الانقلاب... وعندما تعذر عليه ذلك من خلال المؤسسات الدستورية، عمل على استغلال الحراك وبدأ يضغط من خلال الشارع واستقالة الحكومة وقطع الطرق والتلاعب بسعر الليرة وإضراب المصارف وتعطيل البلد لتحقيق هذا الهدف، وكسر المعادلة السياسية القائمة لمصلحة معادلة سياسية جديدة تتمثل بتشكيل حكومة اختصاصيين تتجاوز نتائج الانتخابات وموازين القوى والأغلبية النيابية في البرلمان».
واعتبر أنه «إذا كان هناك من يتوهم أنه بهذه الأساليب وباستغلاله لوجع الناس ومطالبهم يمكنه أن يفرض ما يريد فهو مخطئ، والرهان على إمكان تعديل موازين القوى بالاستناد إلى مثل هذه الأساليب هو رهان خاسر». وأكد أن «حزب الله لن يسمح بإضعاف المقاومة وحلفائها وإخراجهم من المعادلة الداخلية، فهذا لن يحصل أبداً».
وفي السياق نفسه، رأى عضو المجلس المركزي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق أن «هناك من يتعمد زرع الألغام في طريق تشكيل الحكومة، وهدفه تغيير المعادلات السياسية بين القوى الأساسية في البلد»، مضيفاً أنه «مهما كان شكل الحكومة وأياً كان رئيسها، لبنان لن تكون فيه حكومة بإملاءات أميركية تعمل على تنفيذ الرغبات الأميركية على حساب المصالح اللبنانية، وبالتحديد على حساب قوة لبنان في المقاومة». وأشار إلى أن «هناك اتصالات ومشاورات حصلت من أجل التسريع في التكليف والتأليف، ولكن حصل أن قوى حزبية تصر وتتعمد افتعال الأزمات لزيادة محنة الوطن وأوجاع الناس من أجل أن تحقق مكاسب سياسية».



اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
TT

اليمن يستبعد تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم

الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)
الحوثيون وجدوا في حرب غزة وسيلة للهروب من استحقاق السلام (أ.ف.ب)

استبعدت الحكومة اليمنية تحقيق السلام مع الحوثيين لعدم جديتهم، داعية إيران إلى رفع يدها عن البلاد ووقف تسليح الجماعة، كما حمّلت المجتمع الدولي مسؤولية التهاون مع الانقلابيين، وعدم تنفيذ اتفاق «استوكهولم» بما فيه اتفاق «الحديدة».

التصريحات اليمنية جاءت في بيان الحكومة خلال أحدث اجتماع لمجلس الأمن في شأن اليمن؛ إذ أكد المندوب الدائم لدى الأمم المتحدة، عبد الله السعدي، أن السلام في بلاده «لا يمكن أن يتحقق دون وجود شريك حقيقي يتخلّى عن خيار الحرب، ويؤمن بالحقوق والمواطنة المتساوية، ويتخلّى عن العنف بوصفه وسيلة لفرض أجنداته السياسية، ويضع مصالح الشعب اليمني فوق كل اعتبار».

وحمّلت الحكومة اليمنية الحوثيين المسؤولية عن عدم تحقيق السلام، واتهمتهم برفض كل الجهود الإقليمية والدولية الرامية إلى إنهاء الأزمة اليمنية، وعدم رغبتهم في السلام وانخراطهم بجدية مع هذه الجهود، مع الاستمرار في تعنتهم وتصعيدهم العسكري في مختلف الجبهات وحربهم الاقتصادية الممنهجة ضد الشعب.

وأكد السعدي، في البيان اليمني، التزام الحكومة بمسار السلام الشامل والعادل والمستدام المبني على مرجعيات الحل السياسي المتفق عليها، وهي المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني الشامل، وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، وفي مقدمتها القرار «2216».

عنصر حوثي يحمل صاروخاً وهمياً خلال حشد في صنعاء (رويترز)

وجدّد المندوب اليمني دعم الحكومة لجهود المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة، هانس غروندبرغ، وكل المبادرات والمقترحات الهادفة لتسوية الأزمة، وثمّن عالياً الجهود التي تبذلها السعودية وسلطنة عمان لإحياء العملية السياسية، بما يؤدي إلى تحقيق الحل السياسي، وإنهاء الصراع، واستعادة الأمن والاستقرار.

تهديد الملاحة

وفيما يتعلق بالهجمات الحوثية في البحر الأحمر وخليج عدن، أشار المندوب اليمني لدى الأمم المتحدة إلى أن ذلك لم يعدّ يشكّل تهديداً لليمن واستقراره فحسب، بل يُمثّل تهديداً خطراً على الأمن والسلم الإقليميين والدوليين، وحرية الملاحة البحرية والتجارة الدولية، وهروباً من استحقاقات السلام.

وقال السعدي إن هذا التهديد ليس بالأمر الجديد، ولم يأتِ من فراغ، وإنما جاء نتيجة تجاهل المجتمع الدولي لتحذيرات الحكومة اليمنية منذ سنوات من خطر تقويض الميليشيات الحوثية لاتفاق «استوكهولم»، بما في ذلك اتفاق الحديدة، واستمرار سيطرتها على المدينة وموانيها، واستخدامها منصةً لاستهداف طرق الملاحة الدولية والسفن التجارية، وإطلاق الصواريخ والمسيرات والألغام البحرية، وتهريب الأسلحة في انتهاك لتدابير الجزاءات المنشأة بموجب قرار مجلس الأمن «2140»، والقرارات اللاحقة ذات الصلة.

حرائق على متن ناقلة النفط اليونانية «سونيون» جراء هجمات حوثية (رويترز)

واتهم البيان اليمني الجماعة الحوثية، ومن خلفها النظام الإيراني، بالسعي لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة، وتهديد خطوط الملاحة الدولية، وعصب الاقتصاد العالمي، وتقويض مبادرات وجهود التهدئة، وإفشال الحلول السلمية للأزمة اليمنية، وتدمير مقدرات الشعب اليمني، وإطالة أمد الحرب، ومفاقمة الأزمة الإنسانية، وعرقلة إحراز أي تقدم في عملية السلام التي تقودها الأمم المتحدة.

وقال السعدي: «على إيران رفع يدها عن اليمن، واحترام سيادته وهويته، وتمكين أبنائه من بناء دولتهم وصنع مستقبلهم الأفضل الذي يستحقونه جميعاً»، ووصف استمرار طهران في إمداد الميليشيات الحوثية بالخبراء والتدريب والأسلحة، بما في ذلك، الصواريخ الباليستية والطائرات المسيّرة، بأنه «يمثل انتهاكاً صريحاً لقرارات مجلس الأمن ذات الصلة، لا سيما القرارين (2216) و(2140)، واستخفافاً بجهود المجتمع الدولي».