محامٍ مستقل يهزم تكتل الأحزاب في انتخابات النقيب ببيروت

TT

محامٍ مستقل يهزم تكتل الأحزاب في انتخابات النقيب ببيروت

حقق المحامون المستقلون في لبنان فوزاً استثنائياً في الانتخابات التي جرت أمس، بوصول خلف المستقل إلى منصب نقيب المحامين في بيروت، رغم تكتل أحزاب السلطة ضده. وفور إعلان النتائج التي بثتها شاشات التلفزة المحلية مباشرة على الهواء، ردد المحامون: «ثورة، ثورة»، ابتهاجاً بفوز خلف، قبل أن يؤدوا معاً النشيد الوطني.
وقال خلف (56 عاماً) فور إعلان فوزه: «نأمل أن يمتد مشهد العرس الذي عشناه هذا اليوم على الوطن بكامله لتدخل الديمقراطية وتجدّد نفَس المؤسسات التي نريدها أن تكون حماية للمواطن». وأكد أن نقابة المحامين ستكون «الحصن المنيع للحريات العامة ولحقوق الإنسان، وبموازاة ذلك ستكون الضنينة على قيام الدولة التي نريدها دولة عادلة... ولا تخشى تداول السلطة».
وانطلقت عملية الانتخاب في نقابة المحامين في بيروت، أمس، لاختيار 5 أعضاء في مرحلة أولى، على أن يشغل آخر الفائزين مركز العضوية لسنة واحدة فقط، ثم يتم من بعدها انتخاب نقيب للمحامين من الأعضاء الفائزين.
وقرابة الواحدة والنصف بعد الظهر، أقفلت صناديق الاقتراع لانتخاب أعضاء مجلس النقابة، وبدأت عملية فرز الأصوات، ليفوز كل من ملحم خلف وبيار حنا وسعد الدين الخطيب وناضر كسبار وإبراهيم مسلم بعضوية مجلس نقابة المحامين في بيروت.
وبعد إعلان نتائج المجلس، بدأت عملية الاقتراع لانتخاب نقيب المحامين. وتنافس خلف وحنا وكسبار. وأعلن كل من «تيار المستقبل» و«التيار الوطني الحر» دعم كسبار، فيما انسحب حنا لمصلحته. لكن خلف نال 2341 صوتاً مقابل 1532 لمنافسه.
وتعليقاً على انتخاب خلف، قال الوزير السابق بطرس حرب إن «انتخابات نقيب المحامين شكلت أكبر صفعة لأهل السلطة وأحزابها لأنها أثبتت أن الأكثرية الساحقة من شعبنا ترفض حكم المافيات رغم المحاولة الفاشلة لتحالف السلطة والأحزاب لاستغلال مرشح محترم مستقل لضرب الأحرار. إنها النصر الديمقراطي الأول على طريق الانتصارات».
وقال وزير العدل الأسبق اللواء أشرف ريفي إن «ثورة نقابة المحامين تختار النقيب ملحم خلف لقيادة التغيير وملاقاة ثورة الشعب اللبناني. هنيئاً للبنانيين بنقابة الدفاع عن الحريات والدستور والعدالة والدولة السيدة المستقلة. جولة جديدة تكسبها الثورة».
واعتبر رئيس حزب «الكتائب» النائب سامي الجميل أن «المحامين قالوا كلمتهم. قطار التغيير على السكة وقد انطلق من نقابة المحامين اليوم في وجه منطق المحاصصة والتبعية ولن يتوقف. مبروك للزميل النقيب ملحم خلف وعلى أمل استعادة الوطن».
وبارك النائب شامل روكز لنقيب المحامين الجديد على انتخابه، «على أمل أن تؤدي النقابة دوراً في هذه المرحلة للدفاع عن الحق وتحقيق العدالة وندعو الجميع لمراجعة النتائج واستخلاص العبر، لاعتماد النهج الصحيح، والتمسك بالمبادئ، وعدم الرهان على تحالفات تتبدل مصلحياً من أجل موازنة صوت الشعب».



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.