ما الإرث الذي تركه إبراهيموفيتش للدوري الأميركي؟

المهاجم السويدي حظي باهتمام إعلامي هو الأكبر منذ فترة الأسطورة البرازيلية بيليه

مهارات إبراهيموفيتش وأهدافه القياسية مع غلاكسي كان لها تأثير كبير على الدوري الأميركي
مهارات إبراهيموفيتش وأهدافه القياسية مع غلاكسي كان لها تأثير كبير على الدوري الأميركي
TT

ما الإرث الذي تركه إبراهيموفيتش للدوري الأميركي؟

مهارات إبراهيموفيتش وأهدافه القياسية مع غلاكسي كان لها تأثير كبير على الدوري الأميركي
مهارات إبراهيموفيتش وأهدافه القياسية مع غلاكسي كان لها تأثير كبير على الدوري الأميركي

أعلن النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش رحيله عن نادي لوس أنجليس غالاكسي الأميركي، عبر رسالة على موقع التواصل الاجتماعي، قال فيها بغروره المعتاد: «الآن يمكنكم العودة لمشاهدة البيسبول، لأن الدوري الأميركي الممتاز من دون زلاتان لا يستحق المشاهدة!».
لقد قوبل قرار إبراهيموفيتش باهتمام كبير من المتابعين على وسائل التواصل الاجتماعي، لأن اللاعب السويدي البالغ من العمر ما زال يحلم باستمرار مسيرته على أعلى المستويات، وبعد انتهاء العرض الذي كان يقدمه على الأراضي الأميركية بات الجميع ينتظر القبلة التي سيتجه إليها خلال شهر ديسمبر (كانون الأول) المقبل.
ومن المتوقع أن يعود إبراهيموفيتش إلى أوروبا، وإيطاليا على وجه التحديد، حيث تشير تقارير صحافية إلى أن أندية ميلان وبولونيا ونابولي مهتمة بضم المهاجم العملاق. لكن السؤال الذي يطرح نفسه الآن هو: ما الإرث الذي تركه إبراهيموفيتش وراءه في الدوري الأميركي الممتاز؟ ونظراً لأن اللاعب السويدي كان الأكثر شهرة وجذباً لعناوين الصحف والأخبار في قارة أميركا الشمالية منذ الأسطورة البرازيلية بيليه، باتت التحليلات تتوالى: هل كان لإبراهيموفيتش تأثير جيد أو سيئ على الدوري الأميركي الممتاز؟
من المؤكد أن سجله التهديفي الذي وصل إلى 52 هدفاً في 53 مباراة يضعه ضمن أفضل اللاعبين في تاريخ الدوري الأميركي الممتاز منذ انطلاقه بشكله الجديد قبل 24 عاماً، لكن في بلد لا تزال كرة القدم تتطور فيه، فسيتم الحكم على إبراهيموفيتش بأثر رجعي من خلال كثير من المعايير التي تتجاوز مجرد أدائه داخل المستطيل الأخضر.
وخلال الفترة التي قضاها في الولايات المتحدة، وجه إبراهيموفيتش انتقادات عنيفة لنظام الملحق المطبق في الدوري الأميركي الممتاز، ووصفه بأنه «هراء»، كما انتقد مستوى زملائه عندما وصف نفسه بأنه «سيارة (فيراري) بين عدد من سيارات (الفيات)»، كما انتقد الملاعب الصناعية التي تقام عليها المسابقة. ودائما ما كان إبراهيموفيتش يمارس الضغوط على مسؤولي الدوري الأميركي الممتاز، ويجعلهم يشعرون بعدم الارتياح نتيجة تصريحاته وانتقاداته اللاذعة. لكن هل كانت هذه الانتقادات نابعة من رغبة حقيقية في تطوير المسابقة أم من شعور بالتعالي والنرجسية؟ وهل كان إبراهيموفيتش يهتم حقّاً بمصالح زملائه والدوري الأميركي ككل أم كان يهتم بمصلحته الشخصية فقط؟!
يكمن جزء من المشكلة في الفصل بين إبراهيموفيتش من جهة، والرسوم الكاريكاتيرية التي يرسمها خلال الجزء الأخير من حياته الكروية. فعلى سبيل المثال، عندما زعم إبراهيموفيتش أنه «لا أحد سيتذكر الدوري الأميركي الممتاز بعد رحيله»، هل كان يعني ذلك حقاً، أم أن هذا كان هذا مجرد «فن استعراضي» من قبل اللاعب؟
ورغم السجل الاستثنائي لإبراهيموفيتش فيما يتعلق بتسجيل الأهداف، فإن منتقديه يقولون إنه «غزا» الدوري الأميركي الممتاز بالطريقة نفسها التي غزا بها الدوري الإنجليزي الممتاز، في الفترة التي لعب خلالها مع مانشستر يونايتد، حيث سجل أهدافاً مهمة في مناسبات مهمة، لكنه فشل في الحصول على بطولة الدوري. وعلى الأقل، فقد حصل إبراهيموفيتش على كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة وعلى الدوري الأوروبي مع مانشستر يونايتد، لكنه مع لوس أنجليس غالاكسي خرج خالي الوفاض، ولم يحصل على أي بطولة.
وبعد رحيل إبراهيموفيتش عن لوس أنجليس غالاكسي، محطماً كثيراً من الأرقام القياسية لتسجيل الأهداف خلال فترة الموسم ونصف الموسم التي قضاها في الدوري الأميركي الممتاز، فإن ناديه السابق الآن لديه فرصة أفضل لبناء فريق أكثر توازناً.
وكان إبراهيموفيتش يحصل على أعلى أجر في الدوري الأميركي الممتاز (7.2 مليون دولار)، وهو ما يعني أن رحيله سوف يجعل لوس أنجليس غالاكسي لديه كثير من الأموال التي يمكن أن ينفقها على تدعيم صفوف الفريق.
واعترف كريس كلاين رئيس غالاكسي بالدور الذي قدمه إبراهيموفيتش وقال: «نود توجيه الشكر إلى زلاتان على ما قدمه إلى لوس أنجليس غالاكسي والدوري الأميركي».
منذ قدومه في 2018. كان تأثيره إيجابياً على النادي. نحن ممتنون لعمله وطموحه. نشكر زلاتان على احترافيته وتأثيره على مجتمع لوس أنجليس وكرة القدم في أميركا الشمالية بشكل عام.
ويمكن القول إن رحيل إبراهيموفيتش يمثل نهاية حقبة في الدوري الأميركي الممتاز، لا سيما بعدما رحل عدد كبير من أبرز النجوم العالميين عن الولايات المتحدة خلال السنوات الأخيرة، مثل النجم الإنجليزي واين روني الذي ترك نادي دي سي يونايتد في نهاية الموسم، كما رحل سيباستيان جيوفينكو عن نادي تورونتو في بداية العام. وقد شهد عام 2018 أيضاً رحيل ديفيد فيا عن نادي نيويورك سيتي.
والآن، يبدو أن الدوري الأميركي الممتاز قد بدأ ينتقل من مرحلة إغراء النجوم الأوروبيين المتقدمين في العمر إلى مرحلة صناعة النجوم، سواء كان ذلك يحدث عن طريق التخطيط أم لا. وقد اتخذت أندية، مثل أتلانتا يونايتد ولوس أنجلوس، خطوات غير مسبوقة من خلال استهداف اللاعبين الشباب الواعدين من أميركا الجنوبية، وتفضيلهم على الأسماء الكبيرة واللامعة التي كانت تذهب إلى الولايات المتحدة لكي تحصل على أكبر قدر ممكن من الأموال قبل نهاية مسيرتها الكروية. فعلى سبيل المثال، ربما تكون البصمة التي تركها لاعب خط الوسط الأوروغواياني ميغيل ألميرون في الدوري الأميركي الممتاز أكبر من تلك التي تركها إبراهيموفيتش، لأنه برحيله من نادي أتلانتا يونايتد إلى نيوكاسل يونايتد الإنجليزي في فترة الانتقالات الشتوية الماضية مقابل 21 مليون جنيه إسترليني قد أنشأ طريقاً تجارياً بين الدوري الأميركي والدوري الإنجليزي الممتاز، لقد جعلت هذه الصفقة الدوري الأميركي نقطة انطلاق جديدة نحو الدوريات الأوروبية.
ومن المحتمل أن يكون كل ما تركه إبراهيموفيتش في الدوري الأميركي الممتاز عبارة عن مجموعة من الذكريات، مثل البداية المذهلة له عندما شارك مع فريقه لوس أنجليس غالاكسي لأول مرة في ديربي الترافيكو أمام نادي لوس أنجليس، حيث كان فريقه متأخراً بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد، قبل أن يشارك العملاق السويدي ويحرز ثلاثة أهداف، ويقلب نتيجة المباراة تماماً، ليفوز فريقه بأربعة أهداف مقابل ثلاثة. كما كانت الثلاثية التي سجلها أمام لوس أنجليس في المباراة التي انتهت بفوز فريقه بثلاثة أهداف مقابل هدفين في يوليو (تموز) الماضي ذكرى رائعة أيضاً. ولا ننسى أيضاً الهدف الرائع الذي أحرزه بطريقة لاعبي الكاراتيه في مرمى نادي تورونتو، الذي كان الهدف رقم 500 في مسيرته الكروية.
في الحقيقة، لا يمكن لأي شخص أن يدعي أن إبراهيموفيتش لم يقدم للدوري الأميركي الممتاز ما يتناسب مع الأموال التي كان يحصل عليها. ربما يكون العملاق السويدي قد فقد بعضاً من قوته وسرعته ولم يعد قادراً على خوض مباراتين في أسبوع واحد، لكن ما قدمه خلال الموسم ونصف الماضيين كان شيئا مثالياً، وربما رأى السلطان السويدي أن ما قدمه في الولايات المتحدة كافياً، وأنه يجب البحث عن تحدّ جديد. في بعض الأحيان، لا يجب عليك سوى أن تستمتع بالعرض المقدم، ومن المؤكد أن العملاق السويدي بارع تماماً في تقديم مثل هذه العروض الممتعة!



«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.