حفتر يتجاهل دعوة واشنطن لوقف القتال في طرابلس

العملية السياسية في ليبيا تتلقى دعماً «خجولاً» قُبيل «محطة برلين»

المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر
TT

حفتر يتجاهل دعوة واشنطن لوقف القتال في طرابلس

المشير خليفة حفتر
المشير خليفة حفتر

تجاهل المشير خليفة حفتر القائد العام لـ«الجيش الوطني» الليبي، مطالبة وزارة الخارجية الأميركية له أول من أمس، بوقف القتال في العاصمة طرابلس، لتشن قواته سلسلة عمليات واسعة النطاق برا وجوا ضد القوات الموالية لحكومة «الوفاق» برئاسة فائز السراج.
وأعلن الجيش في بيان لشعبة إعلامه الحربي، أمس، أن وحداته العسكرية دمرت الخطوط الدفاعية للعدو في نقاط متقدمة بمحور السبيعة، مشيرا إلى أنه «وبعد الاشتباكات العنيفة التي أدت إلى تراجع مجموعات الحشد الميليشياوي قامت وحداتنا بأسر عدد تسعة مرتزقة يحملون الجنسيات الأفريقية، وسيتم تسليمهم إلى الشرطة العسكرية حتى يتم نقلهم إلى مدينة بنغازي»، شرق البلاد.
وناشد الجيش في بيان مساء أول من أمس، جميع السكان في منطقة صلاح الدين بجنوب طرابلس، بعدم الاقتراب من مناطق الاشتباكات والابتعاد عن مواقع العدو وتجمعاتهم ومخازن الذخائر والمعدات والآليات المُسلحة، حفاظاً على سلامة أرواحهم.
بدورها، جددت الولايات المتحدة لليوم الثاني على التوالي، مطالبتها لحفتر بوقف المعارك في العاصمة طرابلس، حيث أوضح بيان للسفارة الأميركية أمس، أن القائم بأعمالها بالنيابة جوشوا هاريس، جدد خلال اجتماعه الخميس الماضي، بالنائب الأول لرئيس مجلس النواب الليبي فوزي النويري لمناقشة الجهود المبذولة لإنهاء الصراع في طرابلس، «دعوة الولايات المتحدة للقوات المسلحة العربية الليبية لإنهاء هجومها على طرابلس».
كما أكّد هاريس «دعم الولايات المتحدة لسيادة ليبيا وسلامة أراضيها في مواجهة محاولات روسيا لاستغلال الصراع ضدّ إرادة الشعب الليبي».
وكان وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو قد دعا في السابع من أبريل (نيسان) الماضي، بعد أيام من شن الهجوم، إلى وقفه فورا لكن الرئيس الأميركي دونالد ترمب اتصل بحفتر لاحقا، وأقر بدوره «في محاربة الإرهاب وتأمين موارد ليبيا النفطية وبحث الاثنان رؤية مشتركة لانتقال ليبيا إلى نظام سياسي ديمقراطي مستقر»، في خطوة رأى فيها دبلوماسيون علامة على أن واشنطن ربما تدعم حفتر.
من جانبه، أكد أحمد عمر معيتيق نائب السراج، الذي بدأ زيارة رسمية لفرنسا، «قدرة حكومته على الدفاع على العاصمة طرابلس، وحماية المدنيين».
على صعيد آخر، يسابق المبعوث الأممي لدى ليبيا الدكتور غسان سلامة، ومسؤولون ألمان، الزمن لحشد القوى الدولية لحضور مؤتمر مرتقب في العاصمة برلين يتعلق بالأزمة في البلاد، وسط تأزم الموقفين الأميركي والروسي، في ظل اتهام واشنطن موسكو بـ«تأجيج الصراع في البلاد لتحقيق مصالح شخصية» في وقت تتمسك فيه «دول الجوار» وسياسيون ليبيون بالحضور.
وسبق وأعلن سلامة استبعاد الأطراف الليبية من التمثيل في المؤتمر، الذي تحضّر له ألمانيا منذ 3 أشهر، بهدف التوصل إلى حل ينهي الأزمة في البلد الغني بالنفط، وبرر ذلك بأن الهدف من لقاء برلين هو «ترميم موقف الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن من الأزمة».
وأبدت بعض دول الجوار انزعاجها مما سمته «إقصاءً»، بعد تداول تقارير إعلامية تشير إلى أن حضور المؤتمر سيقتصر على الولايات المتحدة وبريطانيا وإيطاليا وفرنسا والصين وروسيا وتركيا ومصر والإمارات، لكن أمام هذا الانزعاج برر المبعوث الأممي موقفه، وأرجع ذلك إلى أن «الشريك الألماني يصر على الاكتفاء بدعوة عدد قليل من الحضور، وأن يقتصر الأمر على دعوة المنظمات الإقليمية فقط رغم الضغط الكبير على برلين لحضور الجزائر وتونس».
من جهته قال محمد إبراهيم تامر عضو مجلس النواب الليبي، في حديث إلى «الشرق الأوسط» أمس: «إنه في حال عدم تمثيل مجلس النواب، فسيكون لدينا موقف» لم يحدده، مستكملاً: «لا بد أن مخرجات مؤتمر برلين تحصل على الشرعية من مجلسنا، وإلاّ ستتفاقم الأزمة... الدول العظمى تعي ذلك، وأظنها حريصة على أخذ الشرعية، ولا تقع في الخطأ الذي وقعت فيه أثناء تشكيل المجلس الرئاسي بعد مؤتمر الصخيرات».
إلى ذلك قالت وزارة الخارجية التابعة لحكومة «الوفاق» المدعومة دولياً، في بيان، أمس، إن وفد الحكومة إلى واشنطن الذي يترأسه الوزير محمد سيالة اجتمع مع فيكتوريا كوتس مساعد مستشار الأمن القومي لشؤون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتناول، «تطورات الوضع الأمني، واستئناف العملية السياسية».
وكانت الخارجية الأميركية اتهمت روسيا بـ«استغلال الصراع الدائر في ليبيا لمصالحها»، لكن الرد الروسي جاء سريعاً على لسان نائب رئيس اللجنة الدولية في مجلس الفيدرالية الروسي فلاديمير جباروف، الذي قال إن هذه الاتهامات «ليس لها أساس من الصحة».
وتدافع كل من الجزائر وتونس عن ضرورة حضورهما المؤتمر، وهو ما أبلغ به وزير الشؤون الخارجية التونسي خميس الجهيناوي (الذي خرج الآن من الوزارة)، نظيره الألماني هايكو ماس، خلال زيارته إلى البلاد، وشدد على أن تمثيله «ضرورة تحتّمها أشياء كثيرة، من بينها البعد الأمني المشترك».
الموقف ذاته تبنته الجزائر، التي رأت على لسان الدبلوماسي السابق عبد العزيز رحابي، أن «عدم دعوة الجزائر أمر غير مقبول، وأن أي حل دولي للأزمة يعد منقوصاً} في حال استبعاد بلاده أو دول الجوار الليبي.



الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
TT

الحوثيون يتبنّون هجمات بالمسيّرات ضد أهداف إسرائيلية

صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)
صورة وزّعها الإعلام الحوثي تظهر صواريخ وطائرات من دون طيار (رويترز)

تبنت الجماعة الحوثية المدعومة من إيران هجمات جديدة بالطائرات المسيّرة ضد أهداف إسرائيلية، الجمعة، إلى جانب تبنّى هجمات بالاشتراك مع فصائل عراقية موالية لطهران، دون أن يعلق الجيش الإسرائيلي على الفور بخصوص آثار هذه العمليات.

وتشن الجماعة المدعومة من إيران منذ أكثر من عام هجمات ضد السفن في البحر الأحمر وخليج عدن، فضلاً عن إطلاق الصواريخ والمسيّرات باتجاه إسرائيل تحت مزاعم نصرة الفلسطينيين في غزة.

صاروخ أطلقه الحوثيون باتجاه إسرائيل من نوع «فلسطين 2» (إعلام حوثي)

وخلال حشد حوثي في ميدان السبعين بصنعاء، الجمعة، ادعى المتحدث العسكري باسم الجماعة يحيى سريع أن قوات جماعته نفذت عمليتين عسكريتين استهدفت الأولى هدفاً عسكرياً في عسقلان، فيما استهدفت الثانية هدفاً في تل أبيب.

وزعم المتحدث الحوثي أن العمليتين تم تنفيذهما بطائرتين مسيّرتين تمكنتا من تجاوز المنظومات الاعتراضية والوصول إلى هدفيهما.

إلى ذلك، قال سريع إن قوات جماعته نفذت بالاشتراك مع ما وصفها بـ«المقاومة الإسلامية في العراق» عمليةً عسكريةً ضد أهداف حيوية جنوب إسرائيل، وذلك بعدد من الطائرات المسيّرة، زاعماً أن العملية حققت أهدافها بنجاح.

وتوعد المتحدث الحوثي بالاستمرار في تنفيذ الهجمات ضد إسرائيل حتى توقف الحرب على غزة ورفع الحصار عنها.

19 صاروخاً ومسيّرة

في أحدث خطبة لزعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، الخميس، قال إن جماعته أطلقت باتجاه إسرائيل خلال أسبوع 19 صاروخاً باليستياً ومجنحاً وطائرة مسيّرة، زاعماً أنها استهدفت تل أبيب وأسدود وعسقلان.

كما ادعى الحوثي استهداف خمس سفن أميركية في خليج عدن، منها: بارجتان حربيتان، وهدد بالاستمرار في الهجمات، وقال إن جماعته نجحت في تدريب وتعبئة أكثر من 600 ألف شخص للقتال خلال أكثر من عام.

من آثار مسيّرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في جنوب تل أبيب الاثنين الماضي (أ.ف.ب)

وتبنّى الحوثيون على امتداد أكثر من عام إطلاق مئات الصواريخ والطائرات المسيّرة باتجاه إسرائيل، لكن لم يكن لها أي تأثير هجومي، باستثناء مسيّرة قتلت شخصاً بعد انفجارها بشقة في تل أبيب يوم 19 يوليو (تموز) الماضي.

واستدعت هذه الهجمات من إسرائيل الرد في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، وهو ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وتكرّرت الضربات الإسرائيلية في 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، ضد مستودعات للوقود في كل من الحديدة ورأس عيسى. كما استهدفت محطتي توليد كهرباء في الحديدة، بالإضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات. وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً، وفق ما أقر به الحوثيون.

أحدث الهجمات

أعلن الجيش الإسرائيلي، الاثنين الماضي، أن طائرة مسيّرة، يعتقد أنها انطلقت من اليمن، أصابت مبنى في جنوب تل أبيب، وفق ما نقلته وسائل إعلام غربية.

وقالت القناة «13» الإسرائيلية: «ضربت طائرة مسيّرة الطابق الـ15 من مبنى سكني في يفنه، ولحق دمار كبير بشقتين»، مشيرة إلى وصول قوات كبيرة إلى المكان.

وأفاد الجيش الإسرائيلي بورود «تقارير عن سقوط هدف جوي مشبوه في منطقة مدينة يفنه. ولم يتم تفعيل أي تحذير». وقالت نجمة داود الحمراء إنه لم تقع إصابات.

وأشارت قوات الإطفاء والإنقاذ، التي وصلت إلى مكان الحادث، إلى وقوع أضرار جسيمة في شقتين. كما نقل موقع «0404» الإسرائيلي اليوم عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله: «يبدو أن الطائرة المسيّرة التي أصابت مبنى في يفنه قد انطلقت من اليمن»، مشيراً إلى أنه يجري التحقيق في الحادث.

مدمرة أميركية في البحر الأحمر تطلق صاروخاً ضد أهداف حوثية (رويترز)

وعلى صعيد الهجمات البحرية، كانت القيادة المركزية الأميركية أعلنت في بيان، الثلاثاء، الماضي، أنّ سفينتين عسكريّتين أميركيّتين صدّتا هجوماً شنّه الحوثيون بواسطة طائرات من دون طيّار وصاروخ كروز، وذلك في أثناء حراستهما ثلاث سفن تجارية في خليج عدن.

وقال البيان إن «المدمّرتين أحبطتا هجمات شُنّت بطائرات من دون طيار وبصاروخ كروز مضاد للسفن، لتضمنا بذلك سلامتهما وأفرادهما، وكذلك سلامة السفن المدنية وأطقمها».

وأوضح البيان أنّ «المدمرتين كانتا ترافقان ثلاث سفن تجارية تابعة للولايات المتحدة»، مشيراً إلى عدم وقوع إصابات أو إلحاق أضرار بأيّ سفن.

يشار إلى أن الهجمات الحوثية في البحر الأحمر أدت منذ 19 نوفمبر (تشرين الثاني) 2023 إلى غرق سفينتين وقرصنة ثالثة، كما أدت إلى مقتل 3 بحارة وإصابة آخرين في هجوم ضد سفينة ليبيرية.

وفي حين تبنى زعيم الحوثيين مهاجمة أكثر من 211 سفينة منذ بدء التصعيد، كانت الولايات المتحدة ومعها بريطانيا في أربع مرات على الأقل، نفذت منذ 12 يناير (كانون الثاني) الماضي أكثر من 800 غارة على أهداف للجماعة أملاً في الحد من قدرتها على تنفيذ الهجمات البحرية.