«غوغل» تتخلى عن أحد ثوابتها لأول مرة منذ 20 عاماً

ألغت الاجتماع الأسبوعي الشامل بعد ارتفاع التوتر بين المديرين والموظفين

شعار «غوغل» على مبنى الشركة في كاليفورنيا (أ.ب)
شعار «غوغل» على مبنى الشركة في كاليفورنيا (أ.ب)
TT

«غوغل» تتخلى عن أحد ثوابتها لأول مرة منذ 20 عاماً

شعار «غوغل» على مبنى الشركة في كاليفورنيا (أ.ب)
شعار «غوغل» على مبنى الشركة في كاليفورنيا (أ.ب)

قالت شركة «غوغل» الأميركية إنها سوف تتخلى عن أحد أشهر ثوابت بيئة العمل لديها وهو «الاجتماع الأسبوعي الشامل».
وأكدت الشركة العملاقة في مجال التكنولوجيا لشبكة «سي إن بي سي» الأميركية أنها ستعقد بدلاً من ذلك اجتماعات شهرية شاملة تركز على الأعمال والاستراتيجيات، مع عقد مجالس منفصلة لمناقشة مشكلات العمل.
وبدأ مؤسسا «غوغل» لاري بيج وسيرجي برين نظام «الاجتماع الأسبوعي الشامل» منذ عام 1999 كمنتدى حيث يمكن للموظفين جميعهم التعبير بانتظام عن مخاوفهم ومناقشة كافة المواضيع بحرية مع الإدارة، وفي ذلك الوقت كانت الشركة صغيرة وعدد موظفيها يمكن أن تسعهم قاعة اجتماعات واحدة.
لكن مع نمو الشركة وتضخم قاعدة الموظفين، توقف بيج وبرين عن حضور الاجتماع الأسبوعي بانتظام خلال عام 2019، وقال متحدث باسم الشركة إن الاجتماعات أصبحت مؤخراً تتم كل أسبوعين.
ويأتي النموذج الجديد للاجتماعات في الوقت الذي تقوم فيه الشركة باتخاذ إجراءات صارمة بشأن ثقافة العمل المفتوحة التي كانت لفترة طويلة جزءاً من هويتها والمتمثلة في إجراء مناقشة حرة بين الإدارة والموظفين.
حيث أعرب الموظفون بشكل متزايد عن مخاوف كثيرة خلال الفترة الماضية تتعلق بالمضايقات الجنسية والعقود الحكومية وغيرها من الأمور، وقام الموظفون بتسريب ملاحظات الاجتماعات إلى وسائل الإعلام، مما أظهر توتراً متزايداً بين المديرين التنفيذيين والموظفين.
وخلال الصيف الماضي قالت «غوغل» إنها ستحظر المناقشات السياسية داخلياً. وفي أواخر شهر أكتوبر (تشرين الأول) الماضي صرح الرئيس التنفيذي ساندر بيتشاي، في مقطع فيديو تم تسريبه، بأن الشركة «تكافح حقاً» بخصوص مسألة ثقة الموظفين.
وقال بيتشاي في مذكرة للموظفين هذا الأسبوع: «يوفر الاجتماع الأسبوعي الشامل مكاناً للالتقاء ومشاركة التقدم وطرح الأسئلة، لكنه لا يعمل على ذلك في الوضع الحالي».
وأضاف: «نشهد لسوء الحظ جهداً منسقاً لتبادل محادثاتنا الداخلية خارج الشركة بعد كل اجتماع... أعرف أن هذه معلومات جديدة لكثير منكم، لكن ذلك قد أثر على قدرتنا في استخدام الاجتماع الأسبوعي كمنتدى لمحادثات صريحة حول مواضيع مهمة».
وحسب مذكرة بيتشاي فقد أصبح 25 في المائة فقط من الموظفين مهتمين بالاجتماع الأسبوعي، مقارنة بـ80 في المائة قبل عِقد من الزمن.


مقالات ذات صلة

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

تكنولوجيا صورة ملتقطة 12 مايو 2023 في الولايات المتحدة تظهر شعار «غوغل» على أحد المباني في المقر الرئيسي للشركة (د.ب.أ)

«غوغل» تطلق نظام «أندرويد إكس آر» المصمم لتعزيز تجارب الواقع المختلط

عرضت شركة «غوغل»، الخميس، تطوّراتها في تكنولوجيا الواقع المختلط، مع إطلاقها نظام تشغيل جديداً لنظارات وخِوَذ الواقعَيْن الافتراضي والمعزَّز.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
تكنولوجيا شعار «جيميناي» يظهر على شاشة هاتف جوال (رويترز)

«جيميناي 2.0»... «غوغل» بدأت إتاحة نموذجها الأحدث للذكاء الاصطناعي التوليدي

أعلنت «غوغل» اليوم (الأربعاء) بدء العمل بنموذجها الأكثر تطوراً إلى اليوم في مجال الذكاء الاصطناعي التوليدي «جيميناي 2.0» Gemini 2.0.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
تكنولوجيا الشريحة الجديدة «ويلّوو» (أ.ف.ب)

«غوغل» تطور شريحة للحوسبة الكمومية بسرعة فائقة «لا يمكن تصورها»

طوَّرت شركة «غوغل» شريحة حاسوبية كمومية تتمتع بسرعة فائقة لا يمكن تصورها، حيث تستغرق خمس دقائق فقط لإكمال المهام التي قد تتطلب نحو 10 سبتيليونات سنة.

«الشرق الأوسط» (نيويورك)
تكنولوجيا أعلنت «غوغل» الأميركية ابتكار أداة ذكاء اصطناعي «جين كاست» قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة (متداولة)

«غوغل» تبتكر وسيلة ذكاء اصطناعي توفر توقعات جوية بدقة غير مسبوقة

أعلنت شركة غوغل الأميركية، اليوم الأربعاء، ابتكار أداة ذكاء اصطناعي قادرة على توفير توقعات متعلقة بالطقس على مدى 15 يوماً بدقة غير مسبوقة.

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)
علوم نظّم بعض موظفي «غوغل» اعتصامات في مكتبين للشركة منتقدين مشروع «نيمبوس» في أبريل الماضي

«غوغل» قلقة من انتهاكات حقوق الإنسان بسبب عقدها التقني مع إسرائيل

ظلّت شركة التكنولوجيا العملاقة «غوغل» تدافع عن صفقتها مع إسرائيل أمام الموظفين الذين يعارضون تزويد الجيش الإسرائيلي بالتكنولوجيا، ولكنها كانت تخشى أن يضر…

«الشرق الأوسط» (سان فرنسيسكو)

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)
TT

قضية ابنة شيرين عبد الوهاب تجدد الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني»

شيرين وابنتها هنا (إكس)
شيرين وابنتها هنا (إكس)

جدد الحكم القضائي الصادر في مصر ضد شاب بتهمة ابتزاز وتهديد الطفلة «هنا»، ابنة الفنانة المصرية شيرين عبد الوهاب، الحديث عن «الابتزاز الإلكتروني» عبر مواقع التواصل الاجتماعي، وسبب انتشاره بكثافة، ومدى المخاطر التي يحملها، لا سيما ضد المراهقات.

وقضت محكمة جنايات المنصورة بالحبس المشدد 3 سنوات على المتهم، وهو طالب بكلية الهندسة، بعد ثبوت إدانته في ممارسة الابتزاز ضد ابنة شيرين، إثر نجاحه في الحصول على صور ومقاطع فيديو وتهديده لها بنشرها عبر موقع «تيك توك»، إذا لم تدفع له مبالغ مالية كبيرة.

وتصدرت الأزمة اهتمام مواقع «السوشيال ميديا»، وتصدر اسم شيرين «الترند» على «إكس» و«غوغل» في مصر، الجمعة، وأبرزت المواقع عدة عوامل جعلت القضية مصدر اهتمام ومؤشر خطر، أبرزها حداثة سن الضحية «هنا»، فهي لم تتجاوز 12 عاماً، فضلاً عن تفكيرها في الانتحار، وهو ما يظهر فداحة الأثر النفسي المدمر على ضحايا الابتزاز حين يجدون أنفسهم معرضين للفضيحة، ولا يمتلكون الخبرة الكافية في التعامل مع الموقف.

وعدّ الناقد الفني، طارق الشناوي، رد فعل الفنانة شيرين عبد الوهاب حين أصرت على مقاضاة المتهم باستهداف ابنتها بمثابة «موقف رائع تستحق التحية عليه؛ لأنه اتسم بالقوة وعدم الخوف مما يسمى نظرة المجتمع أو كلام الناس، وهو ما يعتمد عليه الجناة في مثل تلك الجرائم».

مشيراً لـ«الشرق الأوسط» إلى أن «أبناء المشاهير يدفعون أحياناً ثمن شهرة ومواقف ذويهم، مثلما حدث مع الفنانة منى زكي حين تلقت ابنتها حملة شتائم ضمن الهجوم على دورها في فيلم (أصحاب ولاّ أعز) الذي تسبب في موجة من الجدل».

وتعود بداية قضية ابنة شيرين عبد الوهاب إلى مايو (أيار) 2023، عقب استدعاء المسؤولين في مدرسة «هنا»، لولي أمرها وهو والدها الموزع الموسيقي محمد مصطفى، طليق شيرين، حيث أبلغته الاختصاصية الاجتماعية أن «ابنته تمر بظروف نفسية سيئة للغاية حتى أنها تفكر في الانتحار بسبب تعرضها للابتزاز على يد أحد الأشخاص».

ولم تتردد شيرين عبد الوهاب في إبلاغ السلطات المختصة، وتبين أن المتهم (19 عاماً) مقيم بمدينة المنصورة، وطالب بكلية الهندسة، ويستخدم حساباً مجهولاً على تطبيق «تيك توك».

شيرين وابنتيها هنا ومريم (إكس)

وأكد الدكتور سعيد صادق، أستاذ علم الاجتماع، أن «الوعي لدى الفتيات والنساء هو كلمة السر في التصدي لتلك الجرائم التي كثُرت مؤخراً؛ نتيجة الثقة الزائدة في أشخاص لا نعرفهم بالقدر الكافي، ونمنحهم صوراً ومقاطع فيديو خاصة أثناء فترات الارتباط العاطفي على سبيل المثال»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «كثيراً من الأشخاص لديهم وجه آخر صادم يتسم بالمرض النفسي أو الجشع والرغبة في الإيذاء ولا يتقبل تعرضه للرفض فينقلب إلى النقيض ويمارس الابتزاز بكل صفاقة مستخدماً ما سبق وحصل عليه».

فيما يعرّف أستاذ كشف الجريمة بالمركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية بمصر، الدكتور فتحي قناوي، الابتزاز الإلكتروني بوصفه «استخدام التكنولوجيا الحديثة لتهديد وترهيب ضحية ما، بنشر صور لها أو مواد مصورة تخصها أو تسريب معلومات سرية تنتهك خصوصيتها، مقابل دفع مبالغ مالية أو استغلال الضحية للقيام بأعمال غير مشروعة لصالح المبتزين».

ويضيف في تصريح لـ«الشرق الأوسط» أن «مرتكب الابتزاز الإلكتروني يعتمد على حسن نية الضحية وتساهلها في منح بياناتها الخاصة ومعلوماتها الشخصية للآخرين، كما أنه قد يعتمد على قلة وعيها، وعدم درايتها بالحد الأدنى من إجراءات الأمان والسلامة الإلكترونية مثل عدم إفشاء كلمة السر أو عدم جعل الهاتف الجوال متصلاً بالإنترنت 24 ساعة في كل الأماكن، وغيرها من إجراءات السلامة».

مشدداً على «أهمية دور الأسرة والمؤسسات الاجتماعية والتعليمية والإعلامية المختلفة في التنبيه إلى مخاطر الابتزاز، ومواجهة هذه الظاهرة بقوة لتفادي آثارها السلبية على المجتمع، سواء في أوساط المشاهير أو غيرهم».