قتلى بغارات على شمال غربي سوريا

دمار بعد غارة يعتقد أنها روسية على البارة في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
دمار بعد غارة يعتقد أنها روسية على البارة في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

قتلى بغارات على شمال غربي سوريا

دمار بعد غارة يعتقد أنها روسية على البارة في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
دمار بعد غارة يعتقد أنها روسية على البارة في ريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

قتل وجرح مدنيون في غارات يعتقد أنها روسية على ريف إدلب في مناطق شمال غربي سوريا الخاضعة لاتفاق خفض التصعيد بين موسكو وأنقرة منذ سبتمبر (أيلول) العام الماضي.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأنه سجل سقوط المزيد من القتلى «جراء القصف الجوي الروسي على بلدة البارة بجبل الزاوية؛ حيث ارتفع إلى 5، بينهم 3 أطفال أشقاء، عدد المدنيين الذين قتلوا بمجزرة جديد لطائرات الضامن الروسي ضمن منطقة خفض التصعيد (شمال غربي سوريا)، وهي رابع مجزرة للروس منذ مطلع الشهر الجاري، فيما جاءت عملية الارتفاع بعد استخراج جثامين القتلى من تحت الأنقاض، ولا يزال عدد القتلى مرشحا للارتفاع لوجود جرحى بعضهم في حالات خطرة».
وتابع: «مع سقوط المزيد من الخسائر البشرية، يرتفع عدد من قتلوا منذُ بدء التصعيد الأعنف على الإطلاق ضمن منطقة (خفض التصعيد) في 30 أبريل (نيسان) إلى 4486 شخصا، منهم 1152 مدنيا، بينهم 289 طفلا و206 مواطنات، ممن قتلتهم طائرات النظام و(الضامن) الروسي».
كما وثَّق «المرصد السوري» منذ 15 فبراير (شباط) تاريخ انعقاد القمة الروسية - التركية - الإيرانية مقتل 5012 شخصاً في مناطق الهدنة الروسية - التركي في شمال غربي سوريا.
إلى ذلك، دعا وزراء خارجية «المجموعة الصغيرة» في ختام اجتماعهم في واشنطن أول من أمس إلى «وقف فوري وحقيقي للأعمال العدائية في إدلب، بما في ذلك الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين».
وأكد البيان أن وزراء خارجية مصر وفرنسا وألمانيا والأردن والمملكة العربية السعودية والمملكة المتحدة والولايات المتحدة الأميركية «يدعمون بقوة عمل الأمين العام للأمم المتحدة والمبعوث الخاص للأمم المتحدة غير بيدرسن لتنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254». وتابع: «فتحت الأمم المتحدة في الأسابيع الأخيرة الباب للتقدم في العملية السياسية من خلال إطلاق اللجنة الدستورية، والتي يمكن أن تكون خطوة أولى نحو حل سياسي. وبعد أكثر من ثماني سنوات من العنف، ما من حل عسكري قادر على تحقيق الاستقرار في سوريا والسماح بعودة النازحين السوريين بأمان وطواعية إلى ديارهم وهزيمة الإرهاب».
ومضى: «ما زلنا ملتزمين بالتمسك بسيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها ونعارض التغيير الديموغرافي القسري. وندعو كافة الأطراف في شمال شرقي البلاد بشكل خاص إلى التنفيذ الفوري لوقف إطلاق النار ووقف كافة العمليات العسكرية الهجومية. ونلتزم بعدم دفع أي مساعدة لإعادة توطين اللاجئين السوريين في شمال شرقي سوريا إذا لم يكن ذلك ضمن عودة آمنة وكريمة وطوعية لهؤلاء اللاجئين إلى ديارهم».
كما دعا الوزراء إلى «وقف فوري وحقيقي للأعمال العدائية في إدلب، بما في ذلك الوقف الفوري للهجمات ضد المدنيين. وبالإضافة إلى ذلك، نؤكد على الحاجة إلى التعامل بفعالية مع التهديد الإرهابي الناشئ من إدلب وشمال غربي سوريا». وطلبوا «من المجتمع الدولي الالتزام بدعم الأمم المتحدة لتنفيذ كافة جوانب قرار مجلس الأمن رقم 2254. لا سيما وقف إطلاق النار على الصعيد الوطني، ووضع دستور سوري حقيقي وتمثيلي، والإفراج الجماعي عن السجناء السياسيين، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة وذات مصداقية تحت إشراف الأمم المتحدة».
وقال البيان: «يجب أن يكون النازحون داخليا واللاجئون والمهاجرون قادرين على المشاركة في هذه الانتخابات في بيئة آمنة ومحايدة. ونواصل دعم الجهود المبذولة لضمان تحديد كافة مرتكبي انتهاكات القانون الإنساني الدولي وحقوق الإنسان في مختلف أنحاء سوريا ومحاسبتهم».



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.