بعد المباراة رقم 1000 للمنتخب الإنجليزي... قصة أول مواجهة دولية كاملة

أقيمت عام 1872 بين أسكوتلندا وإنجلترا وكتبت عنها «الغارديان» تقريراً من 124 كلمة فقط

مشاهد مرسومة من أول مباراة دولية لمنتخب إنجلترا  -  تذكرة أول مباراة دولية... كانت بشلن للرجال ومجاناً للنساء
مشاهد مرسومة من أول مباراة دولية لمنتخب إنجلترا - تذكرة أول مباراة دولية... كانت بشلن للرجال ومجاناً للنساء
TT

بعد المباراة رقم 1000 للمنتخب الإنجليزي... قصة أول مواجهة دولية كاملة

مشاهد مرسومة من أول مباراة دولية لمنتخب إنجلترا  -  تذكرة أول مباراة دولية... كانت بشلن للرجال ومجاناً للنساء
مشاهد مرسومة من أول مباراة دولية لمنتخب إنجلترا - تذكرة أول مباراة دولية... كانت بشلن للرجال ومجاناً للنساء

كتبت صحيفة «ذا سكوتسمان» الاسكوتلندية في عام 1872، في تغطيتها لأول مباراة دولية بين منتخب إنجلترا واسكوتلندا: «قوانين لعبة كرة القدم بسيطة للغاية، حيث يشارك فيها 12 لاعباً، مقابل نحو 40 لاعباً في لعبة الرغبي. وتتمثل أحد الاختلافات الرئيسية في الحظر الكامل لاستخدام الأيدي في اللعب، باستثناء حارس المرمى، لحماية مرمى فريقه، وهو ما يجعل المهارة والمراوغات إحدى أهم وأفضل نقاط القوة في هذه اللعبة. ويتم احتساب الهدف عندما تتجاوز الكرة خط المرمى، ولا يُسمح بحمل الكرة أو إلقاؤها باليد. وتعد العرقلة أو المسك بالخصم من الخلف من الأشياء المحظورة. هذه بعض الاختلافات في طريقتي اللعب بين كرة القدم والرغبي، وسيُعترف بسهولة بأن كرة القدم ستجذب اللاعبين الذين يخشون التدخلات العنيفة في لعبة الرغبي».

وتقول السطور السابقة الكثير عن الحالة التي كانت عليها كرة القدم في اسكوتلندا في السبعينات من القرن التاسع عشر، وهو الأمر الذي جعل أكبر صحيفة يومية في اسكوتلندا تنضم إلى كثير من الصحف والمجلات التي شعرت بالحاجة إلى شرح قواعد اللعبة في تقريرها عما بات ينظر إليه حالياً على أنه أول مباراة دولية كاملة. وبعدما لعب المنتخب الإنجليزي المباراة رقم 1000 في تاريخه، التي سحق فيها منتخب الجبل الأسود بسباعية نظيفة وحجز مقعده في نهائيات كأس الأمم الأوروبية، فقد تغيرت معظم القواعد المنظمة للعبة منذ ذلك اليوم في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 1872 عندما لعبت إنجلترا أمام اسكوتلندا على ملعب الكريكيت بغرب اسكوتلندا في غلاسكو.
وفي ذلك الوقت، لم يكن الاتحاد الاسكوتلندي لكرة القدم قد تشكل بعد، حيث تم تأسيسه بعد ذلك بأربعة أشهر، لذا - وكما قالت صحيفة «ذا سكوتسمان» آنذاك - فإن «مهمة اختيار منتخب اسكوتلندا ستكون مهمة سهلة، نظراً لأنه لا يوجد سوى نحو 10 أندية فقط تمارس هذه اللعبة في اسكوتلندا». وبالتالي، شكل لاعبو نادي كوينز بارك معظم لاعبي منتخب اسكوتلندا، مع انضمام لاعبين اثنين فقط من فريق أصغر في غلاسكو يحمل اسم «غرانفيل»، ولاعبين آخرين قادمين من ساوث نوروود شمالاً. وكان نادي «غلاسكو رينجرز» قد تم تأسيسه في وقت سابق من ذلك العام، لكن لم يكن نادي سيلتك قد تم تأسيسه بعد، والأمر ذاته ينطبق على ناديي «هارتس» و«هيبس»، كما لعب نادي أبردين أول مباراة له بعد ذلك بثلاثة عقود كاملة.
وقد ساهمت الإثارة التي شهدتها هذه المباريات الدولية في زيادة شعبية اللعبة. وقد جذبت المباراة الأولى ما وصفته صحيفة «ذا سكوتسمان» بـ«أكبر تجمُّع شوهد في أي مباراة لكرة القدم في اسكوتلندا». وقدرت الصحيفة عدد الجمهور الذي حضر لمشاهدة هذه المباراة بـ4000 متفرج «بما في ذلك عدد كبير من السيدات» (كانت تكلفة دخول الشخص هي شلن، لكن دخول النساء كان مجانياً). ولم تكن هناك أرقام رسمية للحضور، لكن صحيفة «غرينوك تليغراف» قدرت أعداد الحاضرين بـ2500 شخص، بينما قالت صحيفة «ذا فيلد» إن «حشداً من المتفرجين يزيد بكثير من أي شيء نشاهده في العادة قد حضر المباراة، كما بدأت الأعداد تزداد تدريجياً إلى أن وصلت إلى أكثر من خمسة آلاف متفرج». لكن التذاكر التي كانت تُقطع عند البوابة تشير إلى أن أقل تقدير كان هو الأقرب إلى الحقيقة.
ولم يكن الاهتمام باللعبة عالمياً كما هو الحال الآن. ولعل الشيء الذي يعكس حالة كرة القدم في إنجلترا في السبعينات من القرن التاسع عشر يتمثل في أن التقرير الذي كتبته صحيفة «الغارديان» عن المباراة كان مكوناً من 124 كلمة. وبعدما تحدثت الصحيفة عن تشكيلة الفريقين، جاءت تغطيتها للمباراة على النحو التالي: «كانت المباراة، التي استمرت لمدة ساعة ونصف، قوية وتتسم بالندية الشديدة، وعندما انتهى وقت المباراة، أعلن حكم اللقاء عن نهايتها بالتعادل بين الفريقين». ونشرت الصحيفة نفسها تقريراً أطول بكثير عن معرض برمنغهام للماشية («المعرض السنوي الرابع والعشرون للماشية والأغنام والخنازير والجذور والذرة والأدوات»). أما صحيفة التايمز فخصصت معظم صفحاتها للحديث عن الماشية، وتجاهلت مباراة كرة القدم بين إنجلترا واسكوتلندا تماماً.
ولعل أكثر شيء مثير للانتباه فيما يتعلق بأول مباراة دولية على الإطلاق أن هذه المباراة لم تكن الأولى، لكنها كانت «السادسة» في حقيقة الأمر، حيث سبقتها خمس مباريات أُقيمَت جميعاً على ملعب «كينينغتون أوفال» للكريكيت في العاصمة البريطانية لندن.
ورغم أن الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم قد حاول إغراء أفضل اللاعبين من اسكوتلندا، كتب تشارلز ألكوك، السكرتير الفخري للاتحاد وقائد المنتخب الإنجليزي في هذه المباريات المبكرة، سلسلةً من الرسائل إلى الصحف الاسكوتلندية يدعو فيها «أي لاعب اسكوتلندي يرغب في التنافس»، فإن الأشخاص الذين انتهى بهم الأمر بتمثيل المنتخب الاسكوتلندي كانوا يقيمون إلى حد كبير في لندن. وضم الجانب الاسكوتلندي في هذه المباريات، التي لعبت في شهر مارس (آذار) من عام 1870 عضوين برلمانيين، يمثل كل منهما دوائر انتخابية إنجليزية. وانتقدت صحيفة «ذا سكوتسمان» افتراض أن «عدداً قليلاً من الرجال في لندن هم من يرغبون في تمثيل اسكوتلندا».
وبعد المباراة الثانية في نوفمبر (تشرين الثاني) 1870، نُشر خطاب في صحيفة «ذا سكوتسمان» يدعو الأندية الاسكوتلندية للبدء في توفير الاختيارات المناسبة للمنتخب الاسكوتلندي، قائلاً: «لا يمكننا أن نغمض أعيننا عن حقيقة أن المباراة كانت في أحسن الأحوال بين أحد عشر لاعباً تم انتقاؤهم من كل أندية إنجلترا، وأفضل 11 لاعباً اسكوتلندياً صادف أنهم يقيمون في المدينة». ورد ألكوك قائلاً إن «الحق في اللعب متاح لكل اسكوتلندي»، وإنه إذا لم يكن ذلك كافياً «فالخطأ يقع على اللاعبين المقيمين في الشمال».
وبغضّ النظر عن المسؤول عن ذلك، فإن عدم توافر عدد كبير من اللاعبين الاسكوتلنديين الحقيقيين قد ألقى بظلاله على هذه المباريات، وأدى إلى تدوين هذه المباريات بأثر رجعي على أنها مباريات ودية.
وفي وقت لاحق، وصفت صحيفة «ذا سكوتسمان» هذه المباريات بأنها «المشاركة إلى حد ما في منافسات ذات طابع دولي».
وفي مارس (آذار) عام 1872، سافر فريق كوينز بارك إلى لندن لخوض مباراة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم ضد نادي واندررز، وهي المباراة التي أثبتت أنه يمكن اختيار عدد من اللاعبين الدوليين المناسبين في كلا الجانبين، وحظيت هذه المباراة باهتمام إعلامي كبير (رغم أن الفريق الاسكوتلندي، الذي تعادل في تلك المباراة من دون أهداف، لم يتمكن من البقاء في لندن لخوض مباراة الإعادة وانسحب من المنافسة).
وتخلف اثنان من لاعبي الفريق الاسكوتلندي عن السفر بعد نهاية تلك المباراة لإجراء مناقشات حول إمكانية إقامة مباراة محتملة في غلاسكو، وفي أكتوبر (تشرين الأول) 1872، قرر الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم رسمياً إلغاء المباريات التي كانت تُقام كل ستة أشهر في لندن على أن تقيم بدلاً من ذلك مباريات كل عام في أماكن يتم اختيارها بالتناوب، على أن تستضيف اسكوتلندا المباراة الأولى.
وانتهت المباراة نفسها بالتعادل السلبي، على الرغم من الإشادة على نطاق واسع بمستوى المباراة. وقالت صحيفة «أبيردين بريس آند جورنال»: «لقد كانت هذه هي أفضل مباراة أُقيمت على الإطلاق في اسكوتلندا». وكانت اسكوتلندا هي الأكثر خطورة في الشوط الأول، في حين سنحت بعض الفرص للمنتخب الإنجليزي في الشوط الثاني، لكن المباراة انتهت بالتعادل السلبي، وكان المنتخب الاسكوتلندي الأقرب للتسجيل عندما سدد روبرت ليكي كرة قوية فوق الشريط (لم تكن العارضة موجودة آنذاك)، في ظل هتافات صاخبة من الجمهور الاسكتلندي الذي اعتقد أن الكرة احتُسِبت هدفاً (لم تكن الشباك تُستخدم في ذلك الوقت).
وسيطر المنتخب الإنجليزي على مجريات الشوط الثاني، وسدد كل من تشارلز تشينيري وأرنولد كيرك سميث العارضة. وأذهل قائد المنتخب الإنجليزي، كوثبيرت أوتاواي، المشجعين بعدد من المراوغات الرائعة، ويبدو أنه لم يهتم أحد بانتهاء المباراة من دون أهداف.
وكتبت صحيفة «ذا فيلد» تقول: «لقد قوبلت النتيجة بترحيب حار من قبل المتفرجين، الذين ظلوا يشجعون اللاعبين حتى الرمق الآخر من المباراة. لقد نجحت هذه المباراة نجاحاً ساحقاً بكل ما تحمله الكلمى من معنى، حيث كانت مليئة بالحيوية والمتعة بشكل أكبر مما كنا نتخيله».
والآن، وصل عدد المباريات الدولية بين إنجلترا واسكوتلندا إلى 114 مباراة، لم يكن من بينها سوى مباراتين فقط انتهتا بالتعادل من دون أهداف، وكانت المباراة التالية التي انتهت بالتعادل السلبي بين المنتخبين في عام 1970. وسرعان ما انتشرت فكرة إقامة المباريات الدولية - في غضون ست سنوات، وجذبت المباريات 15 ألف شخص إلى ملعب «هامبدن بارك»، وبحلول منتصف التسعينات من القرن التاسع عشر وصل عدد الجمهور إلى 57 ألف متفرج في باركهيد. ومنذ ذلك الحين، شارك ما مجموعه 1.244 شخصاً - أو ما يقرب من 50 في المائة تقريباً من الجمهور الذي حضر لمشاهدة المباراة الأولى بين المنتخبين - مع منتخب إنجلترا.


مقالات ذات صلة

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

رياضة عالمية لاعبو راسينغ كلوب خلال التتويج باللقب (أ.ف.ب)

راسينغ الأرجنتيني بطلاً لأميركا الجنوبية للمرة الأولى في تاريخه

توج فريق راسينغ كلوب الأرجنتيني بلقب كوبا سود أمريكانا لأول مرة في تاريخه بعد الفوز على كروزيرو البرازيلي بنتيجة 3 / 1 في المباراة النهائية مساء السبت.

«الشرق الأوسط» (أسينسيون )
رياضة عالمية منتخب النجوم السوداء قدم مستويات سيئة للغاية في التصفيات الأفريقية (منتخب غانا)

المشاكل الإدارية تعصف بجيل رائع من المواهب الغانية

لم تحقق غانا الفوز الذي كانت تحتاج إليه أمام أنغولا، يوم الجمعة قبل الماضية، وبالتالي لن يشارك محمد قدوس وتوماس بارتي وأنطوان سيمينيو في كأس الأمم الأفريقية

جوناثان ويلسون (لندن)
رياضة عالمية لاعبو فالنسيا يحتفلون بأحد الأهداف الأربعة في مرمى بيتيس (إ.ب.أ)

«لا ليغا»: فالنسيا يغادر مؤخرة الترتيب بنقاط بيتيس

كلّل فريق فالنسيا عودته إلى المنافسة عقب الفيضانات المدمرة في شرق البلاد، بفوز كبير على ضيفه ريال بيتيس 4-2.

«الشرق الأوسط» (فالنسيا)
رياضة عالمية ليفركوزن اكتسح ضيفه هايدنهايم بخماسية (أ.ف.ب)

«البوندسليغا»: ليفركوزن ودورتموند يستعيدان ذاكرة الانتصارات

استعاد فريقا باير ليفركوزن، حامل اللقب، وبوروسيا دورتموند نغمة الانتصارات في دوري الدرجة الأولى الألماني لكرة القدم (البوندسليغا).

«الشرق الأوسط» (ليفركوزن)
رياضة عالمية الإنجليزي هاري كين مهاجم بايرن ميونيخ الألماني (د.ب.أ)

كين: سأواجه الانتقادات «في أرض الملعب»

ردّ الإنجليزي هاري كين، مهاجم بايرن ميونيخ الألماني، على الانتقادات الموجَّهة إليه، قائلاً إنه سيتحدَّث «في أرض الملعب».

«الشرق الأوسط» (ميونيخ)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».