ارتفاع ضحايا غارات إسرائيل على غزة إلى 30... و«الجهاد» تعلن شروطها لهدنة

ارتفاع ضحايا غارات إسرائيل على غزة إلى 30... و«الجهاد» تعلن شروطها لهدنة
TT

ارتفاع ضحايا غارات إسرائيل على غزة إلى 30... و«الجهاد» تعلن شروطها لهدنة

ارتفاع ضحايا غارات إسرائيل على غزة إلى 30... و«الجهاد» تعلن شروطها لهدنة

أسفرت الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة عن سقوط 30 قتيلا منذ الثلاثاء في القطاع الذي ما زالت صواريخ تطلق منه باتجاه الدولة العبرية، في تصعيد متواصل بدون أي مؤشرات إلى تهدئة قريبة، حيث قُتل أربعة فلسطينيين وأصيب 10 آخرون في غارات امتدت إلى وقت مبكر من اليوم (الخميس)  على منطقة دير البلح وسط قطاع غزة.
وفي أوج هذا التصعيد، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو إن حركة الجهاد الاسلامي لديها أحد خيارين "إما الكف عن شن الهجمات أو تكبد المزيد من الضربات"، مؤكدا أنه قرر "تعزيز قوة الردع الخاصة بنا بوسائل جديدة لم يتخيلها العدو".
ومن ناحية أخرى، نقلت حركة الجهاد الإسلامي الفلسطينية اليوم الأربعاء لإسرائيل شروطا لهدنة في قطاع غزة بوساطة مصرية، قائلة إنه إذا لم تلب هذه الشروط فإنها ستواصل الهجمات عبر الحدود إلى ما لا نهاية.
وشملت الشروط التي حددها القيادي بالحركة زياد النخالة في مقابلة مع قناة "الميادين" وقف اغتيال النشطاء والمتظاهرين على حدود غزة واتخاذ إجراءات لرفع الحصار عن غزة.
وقال النخالة "نحن نطلب طلبات محدودة، لا عودة لاتفاقات سابقة، نحن نحل مشاكل اليوم ... يوجد تفاهمات في القاهرة حول كسر الحصار عن قطاع غزة هذه التفاهمات نحن أدرجناها لتلزم إسرائيل من ضمنها عدم استخدام الرصاص الحي ضد مسيرات العودة".
وأطلقت دفعة جديدة من الصواريخ من غزة الأربعاء على إسرائيل التي ردت بضربات جديدة أدت الى ارتفاع حصيلة قتلى الغارات وبينهم القيادي في حركة الجهاد الاسلامي بهاء أبو العطا وزوجته اللذان قتلا في عملية محددة الهدف الثلاثاء.
وأعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة أن الحصيلة الإجمالية ارتفعت إلى "26 شهيدا من بينهم ثلاثة أطفال وسيدة"، و"85 إصابة بجراح مختلفة من بينهم 31 طفلا و14 سيدة".
وفي إسرائيل، ذكرت هيئة الإسعاف أن عناصرها عالجوا منذ صباح الثلاثاء وحتى اليوم 48 شخصا، أصيبوا جميعهم بجروح طفيفة.
وأضافت الهيئة أنها عالجت "23 آخرين أصيبوا في طريقهم إلى الملاجئ و23 من حالات هلع".
واستيقظ سكان مدينتي نتيفوت وعسقلان الاسرائيليتين على أصوات صفارات الإنذار التي أطلقت لتحذير السكان من الصواريخ ومن أجل النزول الى الملاجىء، بحسب ما أعلن الجيش الاسرائيلي.
أما في غزة فكان السكان يعاينون الأضرار ويشيعون القتلى.
وأعلن نتانياهو في مستهل جلسة الحكومة الأربعاء "نواصل ضرب الجهاد الإسلامي بعدما قضينا على قائده الكبير في قطاع غزة". وأضاف "أمامهم خيار واحد إما الكف عن شن الهجمات أو تكبد المزيد من الضربات. هذا هو الخيار أمامهم".
وتابع "أعتقد أنهم (الجهاد الإسلامي) يدركون أننا سنستمر في ضربهم بلا رحمة وبأن قوة إسرائيل كبيرة وبأن إرادتنا كبيرة جدا".
وأكد نتانياهو "دمرنا خلال الساعات الـ24 الماضية أهدافا مهمة تابعة للجهاد الإسلامي واستهدفنا خلايا إرهابية خططت لإطلاق صواريخ على دولة إسرائيل وبعضها كان على وشك إطلاقها"، مشيرا إلى أن نظام القبة الحديدية "نجح في اعتراض أكثر من %90 من الصواريخ التي أطلقت علينا".
صرح مصدر دبلوماسي أن مبعوث الامم المتحدة الخاص نيكولاي ملادينوف سيصل الى القاهرة لاجراء محادثات من أجل وقف التصعيد، لكن مصدرا مقربا من المحادثات حذر من أن مخاطر حصول تصعيد إضافي لا تزال عالية.
وقال مصعب البريم المتحدث باسم حركة الجهاد الإسلامي "لا حديث عن وساطات وليس من المناسب الحديث عنها مع احترامنا لأي جهد عربي وعند استكمال رسالة الرد يمكن الحديث عن الهدوء".
وأعلنت سرايا القدس مسؤوليتها عن إطلاق صواريخ قائلة إنها "رد طبيعي على جرائم الاحتلال الصهيوني".
من جهته أكد الناطق الرسمي باسم الرئاسة نبيل أبو ردينة ضرورة الوقف الفوري للتصعيد الإسرائيلي ضد أبناء شعبنا. وقال الأربعاء إن الرئيس محمود عباس "يبذل جهوداً مكثفة لمنع التصعيد الإسرائيلي الخطير وتجنب تداعياته".
وطالب أبو ردينة، المجتمع الدولي وفي مقدمته الأمم المتحدة، بـ"التدخل الفوري للضغط على إسرائيل لوقف عدوانها المتواصل ضد شعبنا، واحترام القانون والشرعية الدولية، اللذين يؤكدان ضرورة توفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
أما المتحدث باسم حركة حماس فوزي برهوم، فقد صرح "نقول للاحتلال لن تستفرد بالجهاد الإسلامي"، موضحا أن كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس تقف "جنبا إلى جنب مع سرايا القدس (الجناح العسكري للجهاد الإسلامي) في القتال".
وفي إشارة غير معتادة، كانت الأهداف الاسرائيلية محصورة بمواقع الجهاد الاسلامي وليس حماس في ما يبدو إنه تجنب لتصعيد كبير.
وسارع المعلقون الإسرائيليون إلى التركيز على هذا الأمر.
وكتب المعلق بن كاسبيت في صحيفة معاريف اليمنية "لأول مرة في العصر الحالي تميز إسرائيل بين حماس والجهاد الإسلامي". وأضاف "بذلك تكون إسرائيل قد حادت عن مبدأها (...) أن حماس، بصفتها القوة الحاكمة في غزة يجب أن تدفع ثمن أي إجراء يقوم به أي شخص في قطاع غزة. لم يعد الأمر كذلك الآن".
من جهتها كتبت صحيفة "هآرتس" انه "في أعقاب التصعيد عملت مصر وجهات دولية أخرى على التهدئة في المنطقة، وتمت ممارسة الضغط الرئيسي على حركة حماس، المسيطرة على القطاع، في محاولة لمنعها من الانضمام إلى الجهاد الإسلامي في الهجمات على إسرائيل".



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.