جورجينيو وكوفاسيتش يجسدان ثورة فرانك لامبارد في تشيلسي

جماهير تشيلسي تتغنى الآن بنجمي الفريق بعد أن تعرضا لانتقادات شديدة الموسم الماضي

جورجينيو وكوفاسيتش وتألق لافت في فوز تشيلسي على أياكس في أمستردام
جورجينيو وكوفاسيتش وتألق لافت في فوز تشيلسي على أياكس في أمستردام
TT

جورجينيو وكوفاسيتش يجسدان ثورة فرانك لامبارد في تشيلسي

جورجينيو وكوفاسيتش وتألق لافت في فوز تشيلسي على أياكس في أمستردام
جورجينيو وكوفاسيتش وتألق لافت في فوز تشيلسي على أياكس في أمستردام

من المؤكد أن المدير الفني السابق لتشيلسي، ماوريسيو ساري، سوف يشعر بالدهشة عندما يعلم أن جمهور «البلوز» يتغنى الآن بنجمي الفريق جورجينيو وماتيو كوفاسيتش، وهو الأمر الذي لم يحدث مطلقا خلال الفترة التي كان يتولى فيها المدير الفني الإيطالي القيادة الفنية لتشيلسي. بل على العكس، كان جورجينيو يتعرض لانتقادات شديدة ويتم تصويره على أنه لا يناسب طريقة اللعب التي كان يطبقها ساري، وشعر الكثيرون بالدهشة عندما قرر تشيلسي الحصول على خدمات كوفاسيتش بشكل نهائي بعدما كان يلعب للفريق على سبيل الإعارة من ريال مدريد.
وكان كوفاسيتش يقدم مستويات متواضعة مع تشيلسي الموسم الماضي، وكان اللاعب متحفظا للغاية وتتسم تمريراته بأنها متوقعة وتقليدية وبعيدة كل البعد عن الابتكار، ولم يكن يقوم بأدواره الهجومية كما ينبغي وغالبا ما كان يلعب ناحية اليسار في خط وسط مكون من ثلاثة لاعبين ولا يجد الفرصة المناسبة لإظهار قدراته الحقيقية. لقد كان كل شيء متوقعا، وكان اللاعب الكرواتي يتبادل الأدوار مع روس باركلي. وكان التغيير الدائم الذي يقوم به ساري هو إخراج كوفاسيتش والدفع بباركلي بدلا منه، أو العكس.
لكن جورجينيو وكوفاسيتش تحررا بشكل كبير منذ تولي فرانك لامبارد القيادة الفنية لتشيلسي، الذي قطع خطوة كبيرة نحو التأهل لدور الستة عشر لدوري أبطال أوروبا رغم تعادله مع أياكس أمستردام الهولندي بأربعة أهداف لكل فريق على ملعب «ستامفورد بريدج» يوم الثلاثاء الماضي. وقد تألق اللاعبان بشكل لافت للأنظار في ظل غياب نغولو كانتي بداعي الإصابة، قبل أن يعود اللاعب الفرنسي ويقدم مستويات رائعة في المباراة التي فاز فيها تشيلسي على واتفورد بهدفين دون رد في الدوري الإنجليزي الممتاز.
لقد تغيرت الحالة المعنوية لجورجينيو وكوفاسيتش وأصبحا يقدمان مستويات استثنائية، ولا يوجد ما يلخص ذلك أكثر من تغني جمهور تشيلسي باسمهما في المباريات الأخيرة. ومن المؤكد أن لامبارد قد استغل هذا الأمر جيدا في مباراة الفريق أمام واتفورد على ملعب واتفورد. وقد طلب لامبارد من جورجينيو وكوفاسيتش أن يغامرا بشكل أكبر ويتقدما للأمام كثيرا، وكان سعيدا للغاية عندما مرر جورجينيو كرة سحرية إلى تامي أبراهام في الهدف الأول للفريق. وقال لامبارد بعد المباراة: «أنا سعيد للغاية لأنهما يلعبان بحرية وسلاسة، وأريد أن يلعبا بإيجابية أكبر وأن يمررا الكرة للأمام كثيرا، وأن يراوغا لاعبي الفريق المنافس إذا كان ذلك ممكننا، كما ينبغي على ماتيو أن ينطلق بالكرة في المساحات الخالية».
وفي الحقيقة، لعب جورجينيو وكوفاسيتش دورا كبيرا في حفاظ تشيلسي على توازنه في الفترة التي كان يتعرض فيها الفريق لضغط هائل في بداية المباراة التي فاز فيها الفريق على أياكس أمستردام في هولندا بهدف دون رد قبل نحو أسبوعين من الآن. وقال لامبارد: «إننا نحاول أن نلعب ونتحرك بسلاسة، ويعني هذا أن نتحرك كثيرا في عمق الملعب. يتعين عليك أن تكون قادرا على الاحتفاظ بالكرة في المساحات الضيقة». وأضاف «يجب أن تكون مستعدا لاستقبال الكرة والتعامل معها بأريحية في هذا المستوى. انظروا إلى المباراة الأولى أمام أياكس، وإلى سرعة المباراة. إذا لم تكن قادرا على التعامل مع مثل هذه المواقف، فستخرج من المنافسة سريعا».
وفي الحقيقة، تمكن تشيلسي من التعامل مع مثل هذه المواقف ببراعة، رغم مشاكل اللياقة التي يعاني منها كانتي هذا الموسم. وقد غاب اللاعب الفرنسي عن الملاعب لمدة شهر، لكن لامبارد كان حريصا على الدفع به في المباريات بشكل منتظم. وفي ظل غياب كانتي عن المباراة الأولى أمام أياكس، قدم جورجينيو وكوفاسيتش أداء رائعا يتسم بالانضباط الخططي والتكتيكي بالشكل الذي حد كثيرا من خطورة لاعب خط الوسط الهولندي الخطير دوني فان دي بيك. وهما لاعبان ذكيان للغاية ويتحركان بشكل رائع وواع داخل المستطيل الأخضر، كما لعبا دورا كبيرا في تحسن مستوى الفريق على الجانب الدفاعي.
وقد ظهر جورجينيو، الذي سيغيب عن مباراة الفريق أمام كريستال بالاس يوم السبت على ملعب «ستامفورد بريدج» بداعي الإيقاف، وكأنه قائد الفريق، كما يقدم كوفاسيتش مستويات جيدة للغاية بعدما شعر بالاستقرار ولم يعد ذلك اللاعب الذي يلعب على سبيل الإعارة.
في الواقع، لا يمكن لأي شخص أن يشكك في المستوى الرائع الذي يقدمه كوفاسيتش في الوقت الحالي. لقد أظهر كوفاسيتش الإمكانيات الكبيرة التي جعلته يلعب من قبل لأندية كبيرة مثل إنتر ميلان الإيطالي وريال مدريد الإسباني ويلعب دورا كبيرا في وصول منتخب كرواتيا للمباراة النهائية لكأس العالم 2018، ويعرف اللاعب البالغ من العمر 24 عاما ما يتعين عليه القيام به في خط وسط الفريق، كما أن تعاونه الرائع مع جورجينيو قد منح اللاعب الشاب ماسون ماونت الحرية للتقدم للأمام وتقديم الدعم اللازم للخط الأمامي.
وقال ماونت عن ذلك: «إنهما لاعبان رائعان، ويمكنك بسهولة أن ترى الأداء الرائع الذي يقدمانه في الآونة الأخيرة، حيث يساعدان الفريق على اللعب بجماعية ويساعدان على اللعب بحرية وسلاسة، وهذا هو ما نحتاجه. إن وجود لاعبين بهذه الكفاءة يجعلنا نستحوذ على الكرة، وعندما نتقدم للأمام فيتعين علينا أن نضع الكرة في الشباك. إنهما يمثلان إضافة كبيرة تجعلنا أكثر قوة وصلابة».
وقد تم اختبار هذه القوة مرة أخرى أمام أياكس أمستردام على ملعب «ستامفورد بريدج» في المباراة التي انتهت بالتعادل بأربعة أهداف لكل فريق، بعدما كان تشيلسي متأخرا بأربعة أهداف مقابل هدف وحيد. ويريد لامبارد أن يخلق منافسة شرسة في جميع المراكز، وبالتالي فإن المستويات الرائعة التي يقدمها جورجينيو وكوفاسيتش سوف تجعل لامبارد يواجه ما يسميه بـ«المشكلة الجميلة» لاختيار التشكيلة الأساسية من بين عدد كبير من اللاعبين الجيدين.


مقالات ذات صلة

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

رياضة عالمية إنزو ماريسكا (رويترز)

ماريسكا: سيتم التدوير بين اللاعبين في مواجهتي آستانة وبرينتفورد

يأمل إنزو ماريسكا، المدير الفني للفريق الأول لكرة القدم بنادي تشيلسي الإنجليزي، ألا يكون بحاجة لأي لاعب من اللاعبين الذين سيواجهون فريق آستانة، الخميس.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كول بالمر (أ.ف.ب)

بالمر: جماهير تشيلسي عاشت لحظات عصيبة قبل انضمامي

يمر فريق تشيلسي بلحظة مختلفة بعد فوزه الثامن في 12 مباراة تحت قيادة مدربه الإيطالي إنزو ماريسكا.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إنزو ماريسكا مدرب تشيلسي (إ.ب.أ)

ماريسكا بعد انتفاضة تشيلسي المذهلة: حققنا فوزا رائعا

أشاد المدرب إنزو ماريسكا بالفوز الرائع لفريقه تشيلسي، بعدما عوض تأخره بهدفين في أول 11 دقيقة ليفوز 4-3 على توتنهام هوتسبير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية كول بالمر تألق في فوز تشيلسي على توتنهام برباعية (إ.ب.أ)

«البريميرليغ»: في ليلة تألق بالمر... تشيلسي يعاقب توتنهام برباعية

سجل كول بالمر هدفين من ركلتي جزاء، ليعدل تشيلسي تأخره بهدفين في غضون أول 11 دقيقة إلى انتصار 4-3 خارج ملعبه على توتنهام هوتسبير.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية ماريسكا (د.ب.أ)

مدرب تشيلسي: لم أفكر بعدُ في خطط كأس العالم للأندية

اعترف إنزو ماريسكا بأن تشيلسي لم يتخذ قراراً بعدُ بشأن خططه للموسم الجديد حيث يشارك الفريق أيضاً في كأس العالم للأندية الصيف المقبل.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.