«منتدى مسك العالمي» يناقش تحديات أعمال المستقبل ومحفزاتها

بحضور 5 آلاف مشارك من 120 دولة

المهن والمستقبل... عناوين منتدى مسك العالمي
المهن والمستقبل... عناوين منتدى مسك العالمي
TT

«منتدى مسك العالمي» يناقش تحديات أعمال المستقبل ومحفزاتها

المهن والمستقبل... عناوين منتدى مسك العالمي
المهن والمستقبل... عناوين منتدى مسك العالمي

يستمر منتدى مسك العالمي في إبراز مفاهيم المستقبل وعالم الأعمال، لإعادة صياغة وتعريف مهن المستقبل، عبر منتدى يجمع قيادات عالمية ورواد أعمال من مختلف الصناعات حول العالم، ناقشوا خلاله عدداً من المحاور المتعلقة بالمهن المستقبلية. وافتتح منتدى مسك العالمي، في يومه الثاني من نسخته الرابعة؛ التي تضم 15 جلسة عامة، إضافة إلى ورش عمل أخرى، وغير ذلك من البرامج على هامش المنتدى، بحضور نحو 5 آلاف مشارك، من 120 دولة. وفي أولى جلسات المنتدى في يومه الثاني، كان الحديث يأخذ أبعاده في إبراز مفاهيم متنوعة؛ حيث قال برنس إي إيه، الفنان صانع الأفلام الأميركي، إن «بناء شخصية الفرد وصحة نفسيته يسبق النجاح المهني، ويعد ركيزة مهمة للطموح والاستمرار».
وفي جلسة المهن في عصر ما بعد الوظيفة، التي بدأت بتساؤل «أسير الماضي أم مستعد للمستقبل» وجمعت بدر البدر الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك الخيرية، والأميرة الجوهرة آل سعود «شريك هينينغ لارسن»، وإيفينوا أوجوتشوكو الرئيس التنفيذي لـ«توني إيلوميلو الخيرية»، وإيزيكيل فيدانا روزا من قادة الأمم المتحدة الشباب لأهداف التنمية المستدامة، وبإدارة رياض حمادة مدير تحرير بلومبرغ الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. قال بدر البدر، من منصة منتدى مسك العالمي، إن «مهن الأبناء ستختلف بشكل كبير، فقد كانت في السابق التعليم، ثم الانتقال إلى عدة وظائف، ثم التقاعد، لكنها اختلفت الآن؛ حيث ما يحصل الآن هو الحصول على بعض التعليم وبعض العمل في الوقت نفسه، وبينما تقوم بالعمل أيضاً تقوم بالتعلم، ثم تذهب إلى وظيفة أخرى، ثم تعود إلى الدراسة، إضافة إلى الأعمال المتفرقة الأخرى»، مؤكداً أن هذا يتطلب عقلية مختلفة ونظام تعليم مختلفاً يناسب بيئة العمل الجديدة. وأكد الرئيس التنفيذي لمؤسسة مسك الخيرية أن «المهارات الشخصية التي تنمي القوى العاملة، من أهم القواعد الأساسية التي ينبغي تطويرها وتنميتها بشكل ممنهج ومنظم في جامعاتنا»، مشيراً إلى أن المهارات الشخصية كانت في السابق ثانوية؛ حيث تتطلب الآن مهارات، مثل مجموعات العمل والحديث والتقديم والذكاء العاطفي وغيرها من المهارات التي بدأ بعض الجامعات تدريسها.
وأشار البدر إلى أن كثيراً من المنظمات، بما فيه مؤسسة «مسك الخيرية»، تركز على إعادة تعليم المهارات وإعادة منح الأدوات، وأن وزارة التعليم تعمل على إعادة إطلاق مناهج جديدة، آخذة في الاعتبار أماكن ومساحات العمل، إضافة إلى الشراكة بين الجامعات والشركات الكبرى، لصياغة المساقات الدراسية، لتناسب أكثر، سوق العمل ومكان العمل. فيما أكدت الأميرة الجوهرة آل سعود على تطوير المهارات، كذلك الدور الكبير الذي تلعبه المهارات الشخصية، في عالم تطوير الأعمال، ووظائف اليوم. وقالت إيفينوا أوجوتشوكو، في حديثها، إن «لدينا ميزانية ضخمة لتدريب القوى العاملة في أفريقيا، ونطمح باستمرار لزيادة العدد، نظراً للحاجة الماسة»، فيما يضيف إيزيكيل فيدانا حول أهمية تحلي الإدارة بروح فريق العمل لتحقيق الريادة، قائلاً: «في رحلة ريادة العمل، معرفة كيفية إدارة فريق العمال تعد من أهم الصفات الذي يجب أن تتحلى بها». وفي إحدى الجلسات، التي جاءت ضمن المنتدى العالمي تحت عنوان «سياحة مستدامة وسريعة التطور»، والتي جمعت جيري إنزريلو الرئيس التنفيذي لهيئة تطوير بوابة الدرعية، وجون باغانو الرئيس التنفيذي لشركة البحر الأحمر للتطوير، وجيرارد ميستراليت الرئيس التنفيذي للوكالة الفرنسية لتطوير محافظة العلا، بإدارة نورة اليوسف. أكد جيرارد ميستراليت على أهمية الاستدامة في قطاع السياحة، مشيراً إلى بعض الأمثلة في أنحاء العالم للسياحة غير المستدامة، التي أدت إلى أزمات؛ حيث ينبغي في السياحة الجديدة أن تكون مستدامة، بأن تكون شاملة للسكان المحليين، واحترام التراث والعادات والتقاليد والبيئة، وغيرها من المبادئ الأخرى للسياحة الجديدة. وأضاف أن السعودية دخلت هذه السوق حيث أعلنت عن التأشيرة السياحية، قائلاً إن «هذه فرصة جميلة جداً للشباب السعودي. بالنسبة للعلا، سيتم خلق 35 ألف وظيفة حتى العام 2035»، معبراً عن فخره لاختيار فرنسا شريكاً للسعودية لتطوير العلا.
وأشار جون باقانو إلى أن واحداً من كل 5 وظائف تدعمها السياحة، وفقاً لـ«دبليو سي سي»، مشيراً إلى أن هناك فرصة كبيرة لخلق وظائف في السعودية في مجال السياحة.
وأكد الحاجة إلى أكثر من مليون شخص يعملون في مجال السياحة، لتحقيق 100 مليون سائح بحلول 2030. قائلاً إن «هذه الأمور غير موجودة حالياً»، لكن هناك حماساً ملحوظاً من الشباب السعودي في مهن الضيافة، وإن مستقبل قطاع السياحة في السعودية ذهبي. وأشار إلى المشروع الذي يديره «البحر الأحمر»؛ حيث يسهم بـ70 ألف وظيفة جديدة. 35 ألف وظيفة مباشرة في المشروع، إضافة إلى 35 ألف وظيفة غير مباشرة.
فيما أكد جيري إنزريلو أنه في منظومة السياحة يتم تعيين الجميع، بعكس المجالات الأخرى؛ حيث تتطلب الرغبة في الضيافة والوجود بين الناس، مشيراً إلى أن «الجوهرة» في السعودية هي خصائص شعبية، مثل أنهم شعب «مضياف». وأكد ماريوس سنترولا نائب رئيس تطوير الأعمال والعمليات الدولية في «سيكس فلاقز»، أن الدعم الحكومي لـ«القدية» مذهل، موضحاً أن المدينة ستكون الكبرى من نوعها في العالم حيث الترفيه والألعاب، وأنها ستحطم مجموعة من الأرقام العالمية. وأوضح خلال مشاركته في جلسة حوارية في منتدى مسك العالمي، بعنوان «حان الوقت أن نأخذ مجال الترفيه بجدية»، أن الجهود التي تبذل في «القدية» تهدف إلى جعلها مدينة المستقبل، مشيراً إلى أن أحدث التكنولوجيا ستكون في كل جزء من المدينة، لذلك لا يتوقع أحد أن تكون هناك تذاكر للدخول، بل أجهزة متحركة وأشياء من هذا القبيل. وقال إن الابتكار في المملكة مذهل، في كل مكان، سواء في الرياض وغيرها، وسينعكس ذلك على القدية بالطبع، لافتاً إلى وجود فرص عمل رائعة وكبيرة في المملكة، ولا سيما مجال الترفيه، داعياً السعوديين إلى الترويج لمنتجاتهم.
بدوره، أشار المنتج الإسباني، أندريس غوميز، الحاصل على جائزة الأوسكار وصاحب فكرة إنتاج فيلم «ولد ملكاً»، إلى أن علاقته مع السعودية بدأت قبل 10 سنوات؛ حيث تمت دعوته لإنتاج مسرحية موسيقية، والقصة كانت معقدة، بحسب وصفه، إذ كانت تستعرض أحداث 200 سنة من تاريخ البلد، وتشتمل على كثير من الأحداث والشخصيات. وفيما يتعلق بفيلم الملك فيصل الأخير، أوضح أن قصة الملك فيصل كانت الأكثر ملاءمة للترويج للمملكة خارجياً؛ حيث 70 في المائة من أحداث العمل تدور في بريطانيا، مشيراً إلى قدرة الملك فيصل على الترويج لوالده ولبلاده في حينها. وأكد على ضرورة صناعة الأفلام التي يحبها الناس، داعياً السعودية إلى الانتباه لغزو الثقافات الأجنبية، وإعطاء الأولوية للصناعة المحلية، مضيفاً: «اصنعوا أفلامكم محلياً».


مقالات ذات صلة

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

يوميات الشرق تأتي مشاركة «مسك» في «دافوس» لتوفير منصة عالمية للحوار بين القادة والشباب (مسك)

«مسك» تفتح نافذة على المستقبل في دافوس

تشارك مؤسسة «مسك» في المنتدى الاقتصادي العالمي المنعقد في مدينة دافوس السويسرية خلال الفترة من 15 إلى 19 يناير، تحت شعار «فكّر وأثّر: ضاعف أثرك».

محمد هلال (دافوس)
يوميات الشرق يعدّ المنتدى فرصة فريدة للالتقاء بالشباب والقادة وصناع القرار

منتدى مسك العالمي... ملتقى الشباب العالمي لمناقشة القضايا المهمة وتحقيق التغيير

شهد اليوم الثاني من منتدى مسك العالمي، التقاء مجموعة متنوعة من الرواد الشباب، وامتلأت القاعات بالحوارات والأفكار الملهمة، التي تناقش قضايا متنوعة.

محمد هلال (الرياض)
يوميات الشرق يقدم المسرح التجارب الملهمة للمتحدثين (مسك)

«منتدى مسك» يجمع القادة بالشباب لمناقشة المستقبل

انطلقت، الأربعاء، النسخة السابعة لمنتدى مسك العالمي تحت شعار «فكّر وأثّر».

محمد هلال (الرياض)
رياضة سعودية «غريندايزر» أشهر الرسوم المتحركة في الوطن العربي (مانجا)

«مانجا للإنتاج» تطلق لعبة «غريندايزر... وليمة الذئاب»

أعلنت شركة «مانجا للإنتاج» التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان (مسك) بالتعاون مع شركة «مايكرويدز» الفرنسية، موعد إطلاق لعبتها الجديدة مغامرات الفضاء «غريندايزر... وليم

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق يتمتع مركز «عِلمي» بتصاميم عمرانية فريدة ومُستدامة ومستوحاة من بيئة وطبيعة السعودية (واس)

سارة بنت مشهور تُطلق مركزاً لاكتشاف العلوم والابتكار بالرياض

أعلنت حرم ولي العهد السعودي، الأميرة سارة بنت مشهور بن عبد العزيز، رئيسة مجلس إدارة «عِلمي»، عن خُطط إطلاق مركز «عِلمي» لاكتشاف العلوم والابتكار، في الرياض.

«الشرق الأوسط» (الرياض)

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».