حملة عراقية على مواقع التواصل الاجتماعي لتكذيب مسؤول عسكري

«غرد مثل خلف» يرد على تصريحات لمتحدث باسم عبد المهدي حول «المطعم التركي»

طالبتان تلتقطان صور سيلفي مع جندي في الديوانية أمس (أ.ف.ب)
طالبتان تلتقطان صور سيلفي مع جندي في الديوانية أمس (أ.ف.ب)
TT

حملة عراقية على مواقع التواصل الاجتماعي لتكذيب مسؤول عسكري

طالبتان تلتقطان صور سيلفي مع جندي في الديوانية أمس (أ.ف.ب)
طالبتان تلتقطان صور سيلفي مع جندي في الديوانية أمس (أ.ف.ب)

قام مئات وربما آلاف المدونين والمغردين في شبكتي التواصل الاجتماعي «فيسبوك» و«تويتر» أمس، بإطلاق وسم «غرد مثل خلف» رداً على تصريحات وصفوها بـ«الكاذبة» أطلقها، في مؤتمر صحافي المتحدث باسم القائد العام للقوات المسلحة، اللواء عبد الكريم خلف، حول ما يحدث في بناية «المطعم التركي» أو ما بات يعرف بـ«جبل أحد» الذي يتخذ منه المتظاهرون مقراً دائماً في ساحة التحرير للحيلولة دون السيطرة عليه من قبل عناصر قوات الأمن العراقية، وبالتالي تفريق المعتصمين والمتظاهرين في ساحة التحرير.
وكان اللواء المتقاعد خلف عين قبل نحو أسبوعين متحدثاً باسم القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء عادل عبد المهدي، واتهم خلال مؤتمر صحافي، أول من أمس: «مجاميع لم يسمها بتصنيع مواد متفجرة في مبنى المطعم التركي»؛ الأمر الذي عرّضه إلى حملة تكذيب وانتقادات واسعة انتهت بإطلاق «هاشتاك» للرد عليه بطريقة ساخرة.
وفي مسعى للتأثير على المتواجدين في بناية «المطعم التركي» وإرغامهم على مغادرته ذكر اللواء خلف، أن «بعض الجهات المشبوهة داخل (المطعم التركي) وسط بغداد، قامت بتصنيع ما يشبه المتفجرات؛ ما قد يؤدي في حال انفجارها إلى انهيار المبنى بأثره كما من شأنها أن تحصد أرواح الكثير من المتواجدين في المبنى». ولفت إلى أن «الكثير من الجرائم تجري داخل هذا المطعم».
كما طالت الحملة تصريحات خلف التي ذكر فيها، أن «القوات العراقية لم تستخدم أي غاز سام إنما فقط مسيل للدموع، وهو ما تلجأ إليه الولايات المتحدة وبريطانيا».
وجاءت أغلبية المنشورات والتغريدات الساخرة التي ارتبطت بوسم «غرد مثل خلف»، في سياق اختراع أحداث وأخبار كاذبة ومستحيلة، ولا يمكن تصديقها. فالناشط أمجد كريم غرد عبر «تويتر» قائلاً: «تصنيع أول غواصة نووية في المطعم التركي». وغرد ناشط آخر قائلاً: «أنباء عن وصول الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى ساحة التحرير للوقوف مع المتظاهرين ومساعدتهم في تحقيق مطالبهم». كذلك غرد صمد الشطري: «ابتعدوا عن الجسور لأنها مهددة بالسقوط جراء قيام أحد المتظاهرين بشرب سيكارة أسفل الجسر».
وكتب الناشط حيدر محمد: «المتظاهرون في المطعم التركي يصنعون قنبلة ذرية لغرض ضرب المنطقة الخضراء». وختمها بوسم «غرد مثل خلف». وكتب ناشط آخر «يوجد جناح خاص للعوائل في المطعم التركي».
وكتب الناشط والشاعر أحمد عبد الحسين: «مدحت المحمود (رئيس المحكمة الاتحادية): السجن المؤبد لكل من يرفع (هاشتاك غرد مثل خلف)».



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.