إردوغان: سأطلب من ترمب تنفيذ اتفاق شمال شرقي سوريا

TT

إردوغان: سأطلب من ترمب تنفيذ اتفاق شمال شرقي سوريا

قال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن الولايات المتحدة لم تنفذ بشكل كامل اتفاقاً تم التوصل إليه مع تركيا في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي بشأن وقف عملية «نبع السلام» العسكرية مقابل إخراج مسلحي وحدات حماية الشعب الكردية من منطقة شمال شرقي سوريا وإقامة منطقة آمنة للسماح بعودة اللاجئين وسكان المنطقة الأصليين إليها.
وأضاف إردوغان، في مؤتمر صحافي أمس (الثلاثاء) قبل توجهه إلى واشنطن في زيارة لأميركا تستغرق يومين، إنه سيبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترمب أن على الولايات المتحدة أن تقوم بمزيد من الخطوات لتطبيق اتفاق وقف إطلاق النار، الذي توصلا إليه لإنهاء العملية العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.
وتابع: «سأبلغه بالوثائق أن الاتفاق الذي توصلنا له بشأن العملية لم يتم تطبيقه بشكل كامل وسأوضح له بالوثائق، الفعاليات الإرهابية لفرحات عبدي شاهين الملقب بـ(مظلوم عبدي كوباني) القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية (قسد) الحليفة لأميركا في الحرب على (داعش)»، والتي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية التي تعتبرها تركيا «تنظيماً إرهابياً». وأضاف إردوغان: «سنوضح للأميركيين بالوثائق أن فرحات عبدي شاهين (إرهابي)، وأن تواصلهم معه أمر خاطئ». وكانت تركيا علقت في 17 أكتوبر الماضي عملية «نبع السلام» العسكرية التي كانت تقوم بها مع فصائل سورية مسلحة موالية لها في شمال شرقي سوريا ضد «وحدات حماية الشعب» الكردية بعدما توصلت لاتفاق لوقف إطلاق النار مع واشنطن تبعه اتفاق مع روسيا في 22 من الشهر ذاته. وتمحور الاتفاقان حول إبعاد الوحدات الكردية لمسافة 30 كيلومترا من الحدود التركية.
وقال إردوغان: «للأسف من المستحيل القول إن المنظمات الإرهابية (الوحدات الكردية) خرجت من المنطقة الحدودية... لم تتمكن روسيا ولا أميركا من تطهير المنطقة في الساعات والأيام التي وعدتا بها، نريد أن نبدأ حقبة جديدة بشأن القضايا المتعلقة بأمن البلدين (تركيا وأميركا)».
وفيما يخص مسألة إنشاء المنطقة الآمنة في شمال شرقي سوريا، قال إردوغان: «نرغب في مواصلة الجهود الصادقة التي قمنا بها مع الولايات المتحدة وروسيا حتى الآن، الولايات المتحدة وروسيا لم تتمكنا من تطهير الشمال السوري من الإرهابيين، وسنقيّم هذا الأمر مع ترمب وبوتين».
كما دعا إردوغان الاتحاد الأوروبي إلى إعادة النظر في مواقفه تجاه تركيا، قائلاً: «عليكم إعادة النظر في مواقفكم تجاه تركيا التي تحبس عناصر (داعش) في سجونها وتضبطهم في الجانب السوري».
وحث الرئيس التركي حلف شمال الأطلسي (ناتو) على إعادة النظر في موقفه تجاه مجريات الأحداث في الشمال السوري، وتبني دور فعال هناك، قائلاً: «سأتحدث مع الزعماء الذين سيشاركون في قمة الناتو التي ستعقد في بريطانيا مطلع الشهر المقبل عن الأوضاع في الشمال السوري ومكافحة الإرهاب ومسألة إنشاء المنطقة الآمنة هناك».
في غضون ذلك، سقط عدد من القتلى والجرحى خلال احتجاجات على دخول دورية تركية قرية «عليشار» شرق رأس العين السورية أمس.
وقالت مصادر كردية إن «الأهالي قاموا برشق العربات التركية في الدورية التركية الروسية المشتركة بالحجارة لدى دخولها القرية، وإن الدورية المشتركة ردت على احتجاجات الأهالي بإطلاق النار وقنابل الغاز المسيل للدموع في قرية (كوربينكار) جنوب شرقي مدينة كوباني (عين العرب)، الأمر الذي أسفر عن سقوط قتلى وجرحى».
وتعرضت العربات التركية في الدوريات الروسية التركية المشتركة، ولا سيما الدورية التي تم تسييرها يوم الجمعة الماضي، لاعتداءات متكررة من محتجين أكراد، فيما وصفته الإدارة الذاتية الكردية بأنه «موقف عفوي» ناجم عن فظائع تركيا ومرتزقتها (الفصائل السورية المسلحة الموالية لها) في المناطق التي تحتلها بالشمال السوري.
واعترفت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس، بتعرض عناصرها العسكرية لما سمته «استفزازات من قبل محرضين» أثناء قيامها بالدورية المشتركة الخامسة مع القوات الروسية في الشمال السوري.
وأضافت الوزارة، في بيان، أن عناصرها العسكرية واصلت إجراء الدورية المشتركة مع القوات الروسية في منطقة رأس العين رغم الاستفزازات، وسط حرص على أمن سكان المنطقة. وأشار البيان إلى أن الدوريات المشتركة، تُسيّر بموجب الاتفاق التركي الروسي الموقع في سوتشي في 22 أكتوبر الماضي.



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.