أسعار النفط تعاود التذبذب بتأثير تباطؤ الاقتصاد العالمي والحروب التجارية

ترقب لاجتماع «أوبك» الشهر المقبل

عادت أسعار النفط للتذبذب مع عودة التركيز على التباطؤ العالمي وحروب التجارة (رويترز)
عادت أسعار النفط للتذبذب مع عودة التركيز على التباطؤ العالمي وحروب التجارة (رويترز)
TT

أسعار النفط تعاود التذبذب بتأثير تباطؤ الاقتصاد العالمي والحروب التجارية

عادت أسعار النفط للتذبذب مع عودة التركيز على التباطؤ العالمي وحروب التجارة (رويترز)
عادت أسعار النفط للتذبذب مع عودة التركيز على التباطؤ العالمي وحروب التجارة (رويترز)

عادت أسعار النفط إلى نطاقها المألوف مع نهاية الأسبوع الأول من نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري، نتيجة المخاوف حول نمو الاقتصاد العالمي، وتحديداً التقدم المتذبذب في المحادثات التجارية الأميركية - الصينية، والمخاوف بشأن زيادة المعروض النفطي. فقد كان آخر تداول لخام برنت، وهو معيار عالمي لأسعار النفط الخام، عند نحو 62.5 دولار للبرميل، أي بارتفاع نسبته 16.2% منذ بداية السنة حتى الآن، متراجعاً عن أعلى مستوى له في أربعة أسابيع في 5 نوفمبر حين سجل 63 دولاراً للبرميل تقريباً. فيما تم تداول خام غرب تكساس، معيار أسعار النفط الخام الأميركي، عند 57.2 دولار للبرميل؛ أي بارتفاع نسبته 26.1% منذ بداية السنة حتى الآن.
وأكد تقرير صادر عن «بنك الكويت الوطني» أن المؤشرات كافة حظيت بالارتفاع لثلاثة أيام بفضل إشارات بشأن التقدم في المفاوضات التجارية الأميركية - الصينية، حيث تشير التقارير إلى إمكانية التوصل لاتفاق تجاري «مرحلة أولى»، وكذلك بفضل أرقام الوظائف الأميركية وبيانات التصنيع التي جاءت إيجابية... ولكن بعد التقارير التي أفادت بأن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، ونظيره الصيني شي جينبينغ «قد لا يتمكنان من توقيع الاتفاق التجاري الجزئي» الذي لطالما سعيا إليه، حتى ديسمبر (كانون الأول) المقبل، إضافة إلى إصدار إدارة معلومات الطاقة الأميركية بيانات تُظهر أن مخزونات الخام الأميركي قد ارتفعت بأكثر مما كان متوقعاً (بزيادة بلغت 7.9 مليون برميل لتصل إلى 446.8 مليون برميل في الأسبوع المنتهي في 1 نوفمبر)، تراجعت الأسعار مرة أخرى.
وقد ساهمت أيضاً التقارير، التي أفادت بأنه من غير المرجح أن تدفع مجموعة دول «أوبك» وحلفائها نحو المزيد من خفض الإنتاج لدى اجتماعها الوزاري المقرر عقده في ديسمبر المقبل، في تراجع السوق. وقد جاء ذلك بعد أن توقعت «أوبك»، في تقرير بعنوان «التوقع العالمي للنفط 2040» أن الطلب على النفط عالمياً سينمو بقدر متواضع يبلغ 1.0 مليون برميل يومياً على المدى المتوسط، بينما سيرتفع إنتاج النفط الصخري الأميركي بنسبة قوية تبلغ 40% بحلول 2025. وقد توقعت مجموعة المنتجين تراجعاً في حصتها السوقية من النسبة الحالية البالغة 35%، إلى 32% بحلول 2025.
وأضاف تقرير «بنك الكويت الوطني» أنه وبعد عودة إنتاج الخام السعودي بسرعة إلى مستويات «طبيعية» نسبياً في أكتوبر (تشرين الأول) الماضي؛ بعد الهجوم الإرهابي بالطائرات المسيّرة على البنية التحتية في منشأتي بقيق وخريص الشهر الماضي، تتراوح أسعار النفط ضمن نطاق أفقي ضيق معظم شهر أكتوبر، حيث اختفت الآثار المتبقية للمخاطر الجيوسياسية بعد الاستعادة الكاملة للإنتاج السعودي. ومع غياب المحفزات من جهة المعروض بشكل كبير، هيمن التوتر بشأن مسار النمو الاقتصادي العالمي مجدداً.
إلى ذلك، خفّض كل من صندوق النقد الدولي والوكالة الدولية للطاقة توقعاتهما لنمو الاقتصاد العالمي والطلب على النفط عالمياً، على التوالي، في أكتوبر. فقد استشهد صندوق النقد بالحواجز التجارية وارتفاع ظروف عدم اليقين الجيوسياسية والتجارية ضمن عوامل تقود إلى تباطؤ عالمي «متزامن»، مما أدى إلى بلوغ نسبة النمو 3.0% في 2019، وهي النسبة الأبطأ منذ الأزمة المالية التي حدثت قبل أكثر من عشر سنوات مضت، ولذلك تم خفض النمو الاقتصادي المتوقع في 2020 بنسبة 0.2% ليصل إلى 3.4%.
من ناحيتها، خفضت الوكالة الدولية للطاقة مجدداً توقعها لنمو الطلب على النفط بمقدار 65 ألف برميل يومياً ليبلغ نحو مليون برميل يومياً في 2019، وبمقدار 110 آلاف برميل يومياً ليصل إلى 1.2 مليون برميل يومياً في 2020 رغم أن الوكالة أقرّت بأن بعض التعديل الذي تم هذه السنة كان بسبب رفع أرقام الطلب على الخام في 2018 بعد المراجعة في أميركا.
وكما يبدو الوضع حالياً، فإن معدل نمو الطلب على النفط في 2019 سيكون على الأرجح هو الأضعف في ثلاث سنوات، الأمر الذي يعكس تراجعاً في استهلاك أوروبا والهند واليابان وكوريا وأميركا، ولكن الاستهلاك النفطي الصيني استمر قوياً.
ويعد التوقف المؤقت لمنشأتي بقيق وخريص (1 إلى 1.2 مليون برميل يومياً) السبب الرئيسي في تسجيل أكبر تراجع شهري حاد في المعروض النفطي (1.5 مليون برميل يومياً) لأكثر من عشر سنوات. هذا بالإضافة إلى انخفاض الإنتاج في النرويج وكندا وكذلك بسبب المزيد من التراجع في إنتاج فنزويلا. ومع ذلك، فإن زيادة معروض الدول من خارج «أوبك»، والذي يدعمه النمو القوي للنفط الصخري الأميركي، يهيمن على توقعات العرض، ويساعد في التعويض عن خفض الإنتاج الذي قامت به دول «أوبك» وحلفاؤها هذه السنة. فقد بلغ إنتاج الخام الأميركي مستوى مرتفعاً قياسياً عند 12.6 مليون برميل يومياً في أكتوبر.
وترى الوكالة الدولية للطاقة أن إنتاج النفط الخام الأميركي وحده سيرتفع بمقدار 1.2 مليون برميل يومياً في 2019 و0.9 مليون برميل يومياً في 2020، ما يشكّل على الأقل 75% من الخام الذي خفضّته «أوبك» وحلفاؤها.
وبفضل خفض الإنتاج في سبتمبر (أيلول)، ارتفع معدل التزام دول «أوبك» وحلفائها بشكل حاد من 120% في أغسطس (آب)، إلى 230% في سبتمبر. ولم تفصح «أوبك» وشركاؤها عن المزيد من خفض الإنتاج، وفضلت الانتظار حتى اجتماعها الوزاري نصف السنوي في ديسمبر المقبل قبل القيام بأي إعلانات. ولكن لطالما استمر بعض منتجي «أوبك»، مثل العراق ونيجيريا، في إنتاج ما يفوق حصتيهما، لا يبدو أن المزيد من الخفض سيكون مرجحاً.



مجموعة «أداني»: الاتهامات الأميركية مرتبطة بعقد تجاري واحد

رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)
رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)
TT

مجموعة «أداني»: الاتهامات الأميركية مرتبطة بعقد تجاري واحد

رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)
رجل يسير أمام مكتب شركة «أداني غروب» بمدينة جورجاون بالهند (رويترز)

قال جوجيشيندر سينغ المدير المالي لمجموعة «أداني»، اليوم السبت، إن لائحة الاتهامات التي وجهتها الولايات المتحدة للملياردير الهندي جوتام أداني مرتبطة بعقد واحد لشركة «أداني غرين إنرجي» يشكل نحو 10 في المائة من أعمالها، ولم توجه اتهامات لأي شركات أخرى في المجموعة بارتكاب مخالفات.

ووجه ممثلو ادعاء أميركيون يوم الأربعاء اتهامات إلى جوتام أداني، رئيس مجموعة «أداني» الهندية العملاقة وأحد أثرياء العالم وسبعة متهمين آخرين بالاحتيال لموافقتهم على دفع نحو 265 مليون دولار في شكل رشاوى لمسؤولين حكوميين هنود للحصول على عقود توريد في الطاقة الشمسية.

ونفى أداني جميع الاتهامات ووصفها بأنها «لا أساس لها من الصحة». وسعى المدير المالي للمجموعة لدحض الاتهامات اليوم السبت قائلاً إنها لم تطل أياً من الشركات المطروحة في البورصة التابعة لأداني وعددها 11 أو يتم اتهامها «بارتكاب أي مخالفات» في القضية.

وقال سينغ على «إكس» إن الاتهامات الواردة في لائحة الاتهام الأميركية تتعلق «بعقد واحد لشركة (أداني غرين)، والذي يمثل نحو 10 في المائة من إجمالي أعمال (أداني غرين)».

وتمثل اتهامات الادعاء العام الأميركي أكبر انتكاسة لمجموعة «أداني» الهندية التي تبلغ قيمتها 143 مليار دولار، والتي تضررت العام الماضي من اتهامات شركة «هيندينبورغ ريسيرش» بشأن الاستخدام غير السليم للملاذات الضريبية الخارجية، وهو ما نفته الشركة.

وللاتهامات الأميركية بالفعل تأثير كبير على المجموعة، إذ هوت أسهمها وتدرس بعض البنوك العالمية وقف إصدار ديون جديدة لها مؤقتاً، كما ألغت كينيا صفقتين مع «أداني» بقيمة تزيد عن 2.5 مليار دولار.