السلطات المصرية تستعد لإصدار قوانين تشدد قبضتها في مواجهة «الإرهاب»

مسؤول حكومي لـ : المشروع يستهدف تجفيف منابع التمويل

السلطات المصرية تستعد لإصدار قوانين تشدد قبضتها في مواجهة «الإرهاب»
TT

السلطات المصرية تستعد لإصدار قوانين تشدد قبضتها في مواجهة «الإرهاب»

السلطات المصرية تستعد لإصدار قوانين تشدد قبضتها في مواجهة «الإرهاب»

قال محمود فوزي مستشار وزير العدالة الانتقالية في مصر إن لجنة الإصلاح التشريعي التي تشكلت بقرار رئاسي، تسعى حاليا لبلورة قوانين تتعلق بالأمن القومي، مشيرا إلى أن اللجنة انتهت بصورة مبدئية من صياغة قانون «الكيانات الإرهابية»، وتعكف على وضع تصور لقانون «تنظيم الإضرابات وتعطيل المرافق العامة» ضمن حزمة قوانين تستعد سلطات البلاد لإصدارها خلال الفترة المقبلة، في محاولة على ما يبدو لتشديد قبضتها في مواجهة مخاطر الإرهاب.
وأضاف المستشار فوزي في تصريحات خاصة لـ«الشرق الأوسط» أن لجنة الأمن القومي المنبثقة عن لجنة الإصلاح التشريعي انتهت من إعداد قانون «الكيانات الإرهابية»، مضيفا أن هذا القانون يلزم الدولة بوضع لائحتين واحدة لإدراج الكيانات الإرهابية وأخرى تختص بإدراج أعضاء تلك الكيانات أو التنظيمات، مشددا على أن إدراج التنظيمات أو الأشخاص على هاتين اللائحتين لن يتم إلا بموجب حكم قضائي، وتتولى سلطات التحقيق (النيابة العامة) تحريك الدعوى أمام القضاء.
وأصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارا بتشكيل لجنة للإصلاح التشريعي في يونيو (حزيران) الماضي برئاسة رئيس مجلس الوزراء. ووزير العدالة الانتقالية إبراهيم الهندي هو مقرر اللجنة بحكم منصبه، وتتولى وزارته تقديم الدعم لأعمال اللجنة التي تنعقد في مقر مجلس الشورى (الغرفة الثانية في البرلمان والتي ألغيت بموجب الدستور الجديد).
وأشار المستشار فوزي إلى أن لجنة الأمن القومي التي يترأسها المستشار مجدي العجاتي نائب رئيس مجلس الدولة رئيس قسم التشريع والدكتور أحمد عوض بلال عميد كلية الحقوق الأسبق تؤمن أن للإرهاب محورين الأول انحراف الفكر وهذا يتطلب تشريعات لمواجهته أما المحور الثاني فيتعلق بالتمويل، ويستهدف مشروع القانون تجفيف منابع تمويل الكيانات الإرهابية.
وتخوض مصر صراعا مع جماعات إسلامية متشددة كثفت عملياتها ضد أفراد ومنشآت للجيش والشرطة منذ عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين في يوليو (تموز) الماضي، في وقت تمددت فيه التنظيمات المتشددة لتفرض سيطرتها على مناطق واسعة في العراق وسوريا، ومناطق في ليبيا على الحدود الغربية مع مصر.
وقال المستشار فوزي إن إدراج أي تنظيم على لائحة الكيانات الإرهابية يستتبع عدة إجراءات قانونية منها حظر اجتماعات التنظيم وحظر الدعوة إليه وغلق مقاره ومصادرة أمواله، مشيرا إلى أن إدراج الأشخاص على قائمة أعضاء الكيانات الإرهابية يجعلهم مطلوبين للعدالة مع صدور القرار.
وأشار فوزي إلى أن إدراج الأشخاص على قائمة أعضاء الكيانات الإرهابية يستتبعه بعض الآثار المؤقتة مثل تجميد أموال الشخص المدرج ووضعه على قوائم الترقب والوصول، لافتا إلى أن الغرض من تلك الإجراءات الضغط على الشخص المطلوب للمثول أمام سلطات التحقيق.
وأوضح فوزي أن إدراج الكيانات والأشخاص على اللائحتين مؤقت بمدة زمنية، لافتا إلى أن لجنة الأمن القومي لا تزال تفاضل بين مقترح يسمح برفع أسماء المنظمات والأشخاص من هاتين القائمتين بعد مرور عام واحد أو 3 أعوام، مشيرا إلى أن سلطات التحقيق يمكنها طلب تمديد الإدراج لمدد أخرى بعد عرض مبرراتها على القضاء.
وأضاف المستشار فوزي إلى أن المعيار الأساسي لإدراج التنظيمات على لائحة الكيانات الإرهابية هو تنفيذها لعمليات إرهابية داخل مصر، منوها إلى أن هذا التشريع هو الأول من نوعه في البلاد، ويهدف لإعلان الكافة بأن تلك التنظيمات وهؤلاء الأشخاص المنتمين إليه يستهدفون المصالح المصرية ويستخدمون العنف كوسيلة للإضرار بتلك المصالح.
وكانت عدة محاكم مصرية قد أصدرت خلال الشهور الماضية أحكاما تلزم الدولة بإعلان جماعة الإخوان المسلمين، وأنصار بيت المقدس (الذي أعلن مسؤوليته عن معظم الهجمات الإرهابية ضد الجيش والشرطة)، وأجناد مصر (يعتقد أن له صلات بجماعة الإخوان وأعلن مسؤوليته عن استهداف جنود الشرطة) كتنظيمات إرهابية، كما حظرت نشاط حركة شباب 6 أبريل المعارضة.
وشدد فوزي على أن القانون الجديد (قانون الكيانات الإرهابية) في حال إصداره لن يطبق بأثر رجعي، وأن إدراج أي تنظيم على اللائحة يتطلب تحقيقات جديدة من النيابة العامة، التي تتولى تحريك الدعوى أمام المحكمة الجنائية، ويتوجب عليها أن تثبت علاقة الأشخاص المدرجين على قائمة الأعضاء بالتنظيم المدرج على قائمة الكيانات الإرهابية.
وبينما لا تزال الاحتجاجات مستمرة على قانون تنظيم الحق في التظاهر الذي أصدره الرئيس المؤقت عدلي منصور نهاية العام الماضي، قال المستشار فوزي إن لجنة الأمن القومي تدرس حاليا مشروع قانون «تنظيم الإضراب وتعطيل المرافق العامة».
وعما إذا كانت لجنة الإصلاح التشريعي تخشى أن يثير قانون تنظيم الإضراب الجدل في وقت لن تهدأ فيه الاعتراضات على قانون التظاهر، قال فوزي إن أفضل توقيت لإصدار القانون هو في وقت لا يكون هناك حاجة إليه بشكل عاجل، نحن الآن لا نشهد إضرابات وبالتالي القانون لن يكون مجرد رد فعل وإنما سيعالج الأمر بهدوء وبمعزل عن الضغوط وبهدف الصالح العام.
وتناقش لجنة الأمن القومي أيضا مشروع قانوني حرية تداول المعلومات، والهجرة غير الشرعية واختراق الحدود. وأشار المستشار فوزي إلى أن اللجنة تضع تحت بصرها مشروع قانون تداول المعلومات سبق أن أعدته وزارة الاتصالات إلى جانب مشروع آخر أعدته وزارة العدل بالإضافة لخبرات اللجنة للتوصل إلى مشروع قانون لتنظيم حرية تداول المعلومات التي نص عليها الدستور.



دعم سعودي يساند اليمن في مواجهة الكوليرا

اليمن يكافح تفشي الكوليرا منذ عدة سنوات (الأمم المتحدة)
اليمن يكافح تفشي الكوليرا منذ عدة سنوات (الأمم المتحدة)
TT

دعم سعودي يساند اليمن في مواجهة الكوليرا

اليمن يكافح تفشي الكوليرا منذ عدة سنوات (الأمم المتحدة)
اليمن يكافح تفشي الكوليرا منذ عدة سنوات (الأمم المتحدة)

يساهم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، ومنظمة الصحة العالمية، في مواجهة تفشي الكوليرا والأوبئة الأخرى في اليمن، من خلال مشاريع إنسانية وطبية، بالشراكة مع وزارة الصحة اليمنية، لتخفيف معاناة السكان، وتوفير الرعاية الصحية الأساسية في المناطق المتأثرة.

وذكرت منظمة الصحة العالمية أنها قدمت، بدعم من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إمدادات طبية تتضمن محاليل وريدية، وأدوية أساسية، وعتاداً طبياً، ومستلزمات المياه والصرف الصحي والنظافة، للمساهمة في علاج الإسهالات المائية الحادة وتعزيز خدمات الصحة الطارئة في عدن، متوقعة أن يستفيد منها ما يقارب 1000 شخص خلال الشهر الحالي.

ويكافح اليمنيون منذ سنوات تفشي وباء الكوليرا وأمراض وبائية أخرى. وفي شوارع عدن المزدحمة، حيث تستمر الحياة رغم الظروف المعيشية الصعبة، يمثل مركز معالجة الإسهالات المائية شعلة أمل للعائلات التي تواجه آثار الكوليرا المدمّرة.

مركز علاج الإسهالات المائية تحول إلى شريان حياة لأكثر الناس احتياجاً (إعلام حكومي)

ويقف الطبيب خالد جابر، أخصائي الطب الباطني في مركز المعلّا لعلاج الإسهالات المائية، في مقدمة الصفوف في مواجهة الوباء؛ إذ ساعدت جهوده المدعومة بمشروع الاستجابة للكوليرا الممول من مركز الملك سلمان للإغاثة بمبلغ 3 ملايين دولار، في تحويل المركز إلى شريان حياة لأكثر الناس احتياجاً، من خلال تقديم الرعاية المجانية ونشر الوعي حول الوقاية.

ويعدّ جابر علاج مرضى الكوليرا أكثر من مجرد عمل؛ فهو مهنة إنسانية مليئة بالعاطفة، ويقول: «عندما يتعافى المريض، أشعر وكأن أحد أبنائي قد تعافى».

تعزيز النظم الصحية

عزّز مشروع مركز الملك سلمان للإغاثة بشكل كبير قدرة مركز المعلّا على تقديم الرعاية لمرضى الكوليرا، من خلال ضمان توفر العلاجات الأساسية وأدوات التشخيص والرعاية اللاحقة. ويؤكد الدكتور جابر أن هذا الدعم أحدث فرقاً كبيراً؛ إذ تمكن المرضى من الوصول إلى رعاية مجانية لم تكن متوفرة سابقاً، مما خفف العبء المالي عن الأسر، وأتاح للمركز تقديم العلاجات الفعالة في الوقت المناسب.

37 % من أطفال جزيرة سقطرى لم يحصلوا على أي جرعة من اللقاحات (الأمم المتحدة)

وأطلقت منظمة الصحة العالمية برنامجاً شاملاً لمكافحة سوء التغذية في محافظة أرخبيل سقطرى، بالشراكة مع حكومة الإمارات العربية المتحدة، وبالتنسيق الوثيق مع وزارة الصحة العامة والسكان اليمنية، وحذرت المنظمة من أن الجزيرة المدرجة على قائمة التراث الإنساني، تواجه تحديات خطيرة بسبب انعدام الأمن الغذائي، إضافة إلى موجات متكررة من تفشي الكوليرا والحصبة وحمّى الضنك.

وأوضحت المنظمة أن مرافق الرعاية الصحية والتغذية في الجزيرة تعاني من نقص حاد في الموارد، مما يعرّض الحوامل والمرضعات والأطفال دون سن الخامسة لمخاطر كبيرة، مثل الوفاة أو الإصابة بأمراض يمكن الوقاية منها.

وأشارت إلى أن الجزيرة التي يزيد عدد سكانها على 83.000 نسمة، لا تضم سوى 32 مرفقاً صحياً، تعمل جميعها تحت ضغط هائل، ولا يتوفر فيها مختبر مركزي للصحة العامة، ولا مستودع فعّال للأدوية، ولا نظام لتخزين المستلزمات الطبية مسبقاً، وهي عناصر أساسية للاستجابة لحالات الطوارئ وضمان استمرارية الرعاية الصحية.

دعم مركز الملك سلمان يساهم في مواجهة الكوليرا باليمن (إعلام حكومي)

ووصفت منظمة الصحة العالمية، في بيانها، النظام الصحي في سقطرى بأنه «هشّ»؛ إذ يعاني من نقص في العاملين الصحيين المهرة، والأدوية الأساسية، ونظم التأهب للطوارئ. وأظهرت مؤشرات صحة الأمهات أن 92.7 في المائة من الحوامل يعانين من فقر الدم، إضافة إلى تدني نسب الحصول على الرعاية السابقة للولادة أو الانتظام فيها.

هشاشة في سقطرى

وبحسب البيانات، فإن 37 في المائة من أطفال الجزيرة لم يحصلوا حتى الآن على أي جرعة من اللقاحات. ويبلغ معدل سوء التغذية الحاد العام 10.9 في المائة، في حين يصل معدل سوء التغذية الحاد الوخيم إلى 1.6 في المائة؛ ما يشير إلى حالة طوارئ صحية عامة خطيرة.

وقالت فريما كوليبالي زيربو، القائمة بأعمال منظمة الصحة العالمية في اليمن، إن هذا البرنامج يعكس التزاماً مشتركاً من جانب المنظمة والإمارات بتحسين صحة السكان المعرّضين للخطر، وخاصة الأمهات والأطفال، وتعزيز نظم الرعاية الصحية في المناطق المتضررة من الأزمات.

«الصحة العالمية» تعمل على إنشاء خدمات أكثر عدالة واستجابة لاحتياجات سكان سقطرى (الأمم المتحدة)

وأضافت أن المنظمة، بالشراكة مع السلطات الوطنية، تعمل على إنشاء خدمات صحية أكثر قدرة على الصمود، وأكثر عدالة واستجابة لاحتياجات سكان سقطرى، بهدف إرساء أساس للأمن الصحي طويل الأمد في الجزيرة. وتعهدت ببناء «يمن أقوى وأكثر صحة».

ويهدف المشروع إلى تقليص الوفيات الناتجة عن سوء التغذية والصحة العامة بنسبة 20 في المائة خلال العامين المقبلين، من خلال تطبيق نهج متكامل لتعزيز النظم الصحية، وتوسيع نطاق التغطية بالخدمات الصحية للأمهات والأطفال لتشمل 80 في المائة من المرافق الصحية خلال 24 شهراً.

كما يهدف المشروع إلى تعزيز التأهب للفاشيات والحد من مخاطر الكوارث، من خلال تجهيز مرافق الرعاية الصحية وبناء قدرات الكوادر الصحية للاستجابة الفعالة للأمراض والأوبئة والطوارئ المرتبطة بالأعاصير، إضافة إلى إنشاء منصة تنسيق متعددة القطاعات للصحة والتغذية تُعقد من خلالها اجتماعات ربع سنوية للتخطيط الاستراتيجي.