ساد الهدوء، صباح اليوم (الثلاثاء)، ساحات التظاهر في بغداد وعدد من المحافظات العراقية بعد التطمينات التي حصل عليها المتظاهرون بدعم المرجعية الدينية الشيعية العليا لمطالبهم.
وأقام المتظاهرون في ساحة التحرير الليلة الماضية، احتفالية أطلقت خلالها عشرات البالونات البيضاء، وسط هتافات ورفع لأعلام العراق للتعبير عن سلمية المظاهرات والتمسك بمطالب المتظاهرين بإقالة الحكومة وحل البرلمان وتعديل الدستور العراقي.
وشهدت الساعات الماضية حالة من الهدوء في ساحات التظاهر؛ في ساحة التحرير وفي ساحة الخلاني ببغداد ومحافظات الناصرية والبصرة وميسان والسماوة والديوانية وواسط وكربلاء والنجف وبابل، وسط غياب لأصوات الرصاص والقنابل المسيلة للدموع التي كانت تُسمع في الأيام الماضية.
يأتي الهدوء وسط انتشار للقوات العسكرية في جميع الشوارع الرئيسية وقرب الأبنية الحكومية والمدارس.
ومن المنتظر أن يشهد اجتماع الحكومة العراقية الأسبوعي اليوم، الإعلان عن حزمة جديدة من الإصلاحات تضاف إلى الحزم التي صدرت منذ انطلاق المظاهرات الاحتجاجية في العراق مطلع أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.
وفي جنوب البلاد، أغلقت معظم المدارس والجامعات أبوابها، بعدما أعلنت نقابة المعلمين إضراباً عاماً في محاولة لإعادة الزخم إلى الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي تعم البلاد منذ أسابيع.
ورغم دعوات السلطات لـ«العودة إلى الحياة الطبيعية»، واصل المتظاهرون المطالبة بنظام حكم جديد وتغيير الطبقة السياسية في بلد يعد من الأغنى بالنفط في العالم، وبين الدول الأكثر فساداً على حد سواء.
ومنذ الأول من أكتوبر الماضي، أسفرت الاحتجاجات الدامية عن مقتل 319 شخصاً، بحسب أرقام رسمية. ومنذ نهاية أكتوبر، تحول الحراك في جنوب البلاد ذات الغالبية الشيعية، إلى موجة عصيان مدني.
وتظاهر المئات الثلاثاء في مدينة الكوت، وقاموا بجولات لإغلاق المدارس والإدارات الرسمية.
وفي الحلة أيضاً، جنوب بغداد، لم تفتح المدارس أبوابها لغياب المعلمين، في حين قلصت الدوائر العامة عدد ساعات العمل.
وفي الناصرية، حيث قتل متظاهران ليل الاثنين/ الثلاثاء وفق مصادر طبية. وفي الديوانية، وهما المدينتان اللتان تعدان رأس الحربة في موجة الاحتجاجات بالجنوب، أغلقت كل المؤسسات التعليمية أبوابها.
وفي العاصمة بغداد، يواصل المتظاهرون الشبان خوض مواجهات مع القوات الأمنية في الشوارع التجارية المتاخمة لساحة التحرير.
وتحاول القوات الأمنية مجدداً سد كل الطرقات المؤدية إلى التحرير بالكتل الإسمنتية، بعدما أقدم المتظاهرون على إسقاطها أول مرة.
وخلف تلك الكتل، تتمركز قوات مكافحة الشغب التي تواصل إطلاق الغاز المسيل للدموع والقنابل الصوتية، حسبما أفادت وكالة الصحافة الفرنسية.
العراق: هدوء بساحات التظاهر... والمدارس تغلق أبوابها لإعادة زخم الاحتجاجات
العراق: هدوء بساحات التظاهر... والمدارس تغلق أبوابها لإعادة زخم الاحتجاجات
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة