حفتر يدعو إلى «القضاء على الميليشيات» وقواته تتقدم جنوب طرابلس

حكومة السراج تعترف مجدداً بشراء أسلحة من تركيا

TT

حفتر يدعو إلى «القضاء على الميليشيات» وقواته تتقدم جنوب طرابلس

شدد المشير خليفة حفتر، قائد «الجيش الوطني الليبي»، على ما وصفه بـ«الدور المهم لبعثة الأمم المتحدة إلى ليبيا ورئيسها غسان سلامة»، مؤكداً ضرورة القضاء على «المجموعات الإرهابية وتفكيك الميليشيات ونزع سلاحها»، وهو الموقف الذي ورد في بياني قيادة الجيش المتعلقين باجتماعي نيويورك وبرلين الخاصين بليبيا.
وأفاد مكتب حفتر بأنه التقى سلامة خلال اليومين الماضيين في مقره بالرجمة، خارج مدينة بنغازي بشرق البلاد، وتمسك أمامه بضرورة إيجاد سلطة شرعية يرتضيها الشعب الليبي وترتكز على أساس دستوري. وقال البيان إن زيارة سلامة لحفتر كانت إيجابية للغاية في إطار طرح الأفكار وتبادل الرؤى ومساعدة البعثة في القيام بعملها في إطار المصلحة الوطنية لليبيا، مشيراً إلى أن الزيارة تندرج في إطار التشاور المستمر بين الجانبين حول مستجدات الأحداث بليبيا، حيث أطلع المبعوث الدولي المشير حفتر على ما وصلت إليه المباحثات بشأن مؤتمر برلين المزمع عقده خلال الشهر المقبل، كما استمع إلى وجهة نظر القيادة العامة للجيش حياله.
وكان مكتب إعلام غرفة عمليات الكرامة التابع للجيش الوطني قد أعلن، مساء أول من أمس، أن قواته نجحت في اختراق دفاعات الميليشيات الموالية لحكومة «الوفاق» التي يرأسها فائز السراج في العاصمة طرابلس، مؤكداً فرض الجيش سيطرته الكاملة على بلدية سوق الخميس - أمسيحل التي تقع على بعد نحو 40 كيلومتراً جنوب طرابلس. وقال المركز في بيان مقتضب إنه «تم دحر الميليشيات والسيطرة الكاملة لقواتنا على منطقة سوق الخميس - أمسيحل ومصنع الإسمنت».
وسيطرت الميليشيات الموالية لحكومة السراج على هذه المنطقة منذ شهور، وهي تُعد إحدى النقاط الرئيسية التي تسهم في إحكام السيطرة على مناطق جنوب طرابلس.
ويأتي هذا التطور عقب هدوء حذر ساد محاور القتال في الأيام الماضية، حيث لم تسجل أي اشتباكات عنيفة باستثناء تكثيف الغارات الجوية لقوات «الجيش الوطني» على مواقع وتمركزات القوات الموالية لحكومة «الوفاق».
في المقابل، نقلت وسائل إعلام محلية موالية لحكومة السراج عن ناصر عمار القائد الميداني في عملية «بركان الغضب» التي تشنها القوات الموالية لـ«الوفاق»، أنها تصدت لمحاولات «الجيش الوطني» التقدم في محاور اليرموك والخلة والخلاطات، ودمرت 6 آليات مسلحة.
إلى ذلك، اعترف مسؤولون كبار في حكومة السراج بخرق الحظر الذي يفرضه مجلس الأمن على تصدير الأسلحة إلى ليبيا، عبر صفقات مع تركيا، التي اعتبر فتحي باشاغا، وزير الداخلية، أنها لم تخترق أي قوانين محلية أو دولية. وقال في تصريحات تلفزيونية، مساء أول من أمس، إن من حق حكومته أن تتعامل مع أي دولة للدفاع عن نفسها ومواطنيها باعتبار ذلك حقاً مشروعاً.
وقال خالد المشري، رئيس المجلس الأعلى للدولة الموالي لحكومة «الوفاق»: «نتلقى أسلحة ندفع ثمنها من بعض الدول وعلى رأسها تركيا التي اشترينا منها أسلحة عن طريق حكومة الوفاق بطرق قانونية وبعقود مسجلة»، مشيراً إلى أن الميليشيات الموالية للحكومة لا تتلقى أي دعم مجاني من حلفائها.
وطبقاً لما أعلنه مسؤولون في حكومة السراج، بدأ أمس وزيرا الداخلية والخارجية في حكومة «الوفاق»، زيارة للولايات المتحدة، للمشاركة في مؤتمر للتحالف الدولي لمكافحة الإرهاب سيُعقد بمدينة نيويورك.
إلى ذلك، نفت السفارة الليبية في مالطا وجود أي اتفاق سرّي مع فاليتا لإعادة المهاجرين، وذلك رداً على تقارير صحافية أكدت أن الجيش المالطي يتعاون مع جهاز خفر السواحل التابع لحكومة السراج لإعادة المهاجرين، في إطار اتفاق سري. ورفضت الحكومة في فاليتا التعليق مباشرةً على التقرير الذي نشرته صحيفة «صنداي تايمز أوف مالطا» لكنها أبلغت وكالة «رويترز» أنها تعمل مع حرس السواحل الليبي منذ سنوات طويلة وأنها تعمل دائماً وفقاً للقانون.



اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
TT

اعتقالات الحوثيين وتسليح الاقتصاد يهيمنان على إحاطة غروندبرغ

المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)
المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ (الأمم المتحدة)

تصدرت اعتقالات الحوثيين للموظفين الأمميين والإغاثيين، وتسليح الاقتصاد في اليمن، الإحاطة الشهرية للمبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، أمام مجلس الأمن، الأربعاء، مع تأكيد المبعوث أن الحلّ السلمي وتنفيذ خريطة طريق تحقق السلام أمر ليس مستحيلاً، على الرغم من التصعيد الحوثي البحري والبري والردود العسكرية الغربية.

وقال المبعوث الأممي إنه من الضروري أن تقتنص الأطراف المعنية، والمنطقة، والمجتمع الدولي «اللحظات المحورية»، وألا تفوّت الفرصة لتحويلها إلى خطوات واضحة نحو تحقيق السلام المنشود في اليمن.

آثار مسيرة حوثية انفجرت في مبنى سكني في تل أبيب (أ.ف.ب)

ومع انهيار الاقتصاد وتدهور مستويات المعيشة، رأى غروندبرغ أنه لا يوجد أي مبرر لهذه المعاناة، وأن إنهاء الحرب في اليمن هو خيار حقيقي ومتاح، ويبقى ضمن متناول الأطراف، داعياً جميع الأطراف للانخراط بجدية مع الجهود التي يقودها لتنفيذ خريطة الطريق، والتي تهدف إلى تحقيق وقف إطلاق النار، وتنفيذ تدابير اقتصادية، تشمل دفع الرواتب بشكل مستدام، والتمهيد لعملية سياسية شاملة.

وحضّ غروندبرغ على اتخاذ الإجراءات اللازمة، وتقديم التنازلات، والتركيز الصادق على اليمن، باعتبار ذلك أمراً ضرورياً «إذا كانت الأطراف تسعى لتخفيف معاناة اليمنيين وإعادة الأمل في مستقبل يسوده السلام».

اعتقالات تعسفية

أشار المبعوث الأممي إلى اليمن في إحاطته إلى مرور 6 أشهر على بدء الحوثيين اعتقالات تعسفية استهدفت موظفين من المنظمات الدولية والوطنية، والبعثات الدبلوماسية، ومنظمات المجتمع المدني، وقطاعات الأعمال الخاصة.

وقال، رغم الإفراج عن 3 محتجزين، إن عشرات آخرين، بمن فيهم أحد أعضاء مكتبه لا يزالون رهن الاحتجاز التعسفي، «بل إن البعض يُحرم من أبسط الحقوق الإنسانية، مثل إجراء مكالمة هاتفية مع عائلاتهم». وفق تعبيره.

الحوثيون انخرطوا في ما يمسى محور المقاومة بقيادة إيران (إ.ب.أ)

ووصف المبعوث الأممي هذه الاعتقالات التعسفية بأنها «تشكل انتهاكاً صارخاً للحقوق الإنسانية الأساسية، وتسبب معاناة عميقة لأسرهم التي تعيش في حالة مستمرة من القلق والخوف على سلامة أحبائهم»، وشدّد على الإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع المعتقلين، مع تعويله على دعم مجلس الأمن لتوصيل هذه الرسالة.

وأوضح غروندبرغ أن مكتبه ملتزم بشكل كبير بإطلاق سراح جميع المحتجزين على خلفية النزاع في اليمن، وقال إن هناك من قضى 10 سنوات رهن الاعتقال، داعياً الجميع إلى الوفاء بالتزاماتهم بموجب اتفاق استوكهولم، ومواصلة العمل بروح من التعاون الصادق للوفاء بهذا الملف الإنساني البالغ الأهمية، وأن تسترشد المفاوضات بالمبدأ المتفق عليه، وهو «الكل مقابل الكل».

عواقب وخيمة

وفي ما يخص الوضع الاقتصادي في اليمن، قال المبعوث الأممي إن الأزمة تتفاقم مجدداً، مع التنبيه إلى «العواقب الوخيمة» التي تترتب على الانكماش الاقتصادي، وتجزئته، واستخدامه كأداة في الصراع.

وأكد غروندبرغ أن الفشل في دفع رواتب ومعاشات القطاع العام أدّى إلى زيادة الفقر بشكل واسع، بينما أسهم التضخم المتزايد في جعل كثير من الأسر عاجزة عن تلبية احتياجاتها الأساسية، بما في ذلك الغذاء.

تدهور الاقتصاد وانقطاع الرواتب في اليمن تسببا في جوع ملايين السكان (أ.ف.ب)

وفي شأن مساعيه، أفاد المبعوث الأممي بأن مكتبه من خلال زيارات صنعاء وعدن أوضح مفترق الطرق الحاسم الذي تواجهه الأطراف، وهو إما الاستمرار في «المسار الكارثي من النزاع غير المحسوم وتسليح الاقتصاد الذي سيؤدي بلا شك إلى خسارة الجميع، أو التعاون لحلّ القضايا الاقتصادية لتمهيد الطريق نحو النمو وتحقيق مكاسب السلام الممكنة».

وأشار إلى أن العمل جارٍ على استكشاف حلول عملية وملموسة تهدف إلى استعادة الاستقرار وتعزيز الحوار بشأن الاقتصاد اليمني، بما يشمل دفع الرواتب واستئناف صادرات النفط والغاز، بما يخدم مصلحة الشعب اليمني وترجمة الالتزامات التي تعهدت بها الأطراف في يوليو (تموز) الماضي إلى خطوات ملموسة تعود بالفائدة على جميع اليمنيين.

التصعيد العسكري

في شأن التصعيد العسكري، قال غروندبرغ إن انعدام الأمن في البحر الأحمر لا يزال يتفاقم نتيجة أعمال الحوثيين، إلى جانب الهجمات على إسرائيل، والغارات الجوية التي شنّتها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة رداً على تلك التطورات.

وأشار إلى أن هذه الأحداث التي استمرت طوال العام، قلّصت الحيز المتاح لجهود الوساطة التي يقودها. وحضّ جميع الأطراف المعنية على اتخاذ خطوات جادة لتهيئة بيئة مناسبة، تمهد الطريق لحل النزاع في اليمن، وحذّر من أن الفشل في تحقيق ذلك لن يؤدي إلا إلى تعزيز دعوات العودة إلى الحرب.

طائرة حوثية من دون طيار في معرض أقامه الحوثيون في صنعاء بمناسبة الأسبوع السنوي لذكرى قتلاهم (رويترز)

وأوضح أن الأوضاع الهشّة في اليمن لا تزال مستمرة على عدة جبهات، مع تصاعد الاشتباكات بشكل متكرر في مناطق، مثل الضالع، الحديدة، لحج، مأرب، صعدة، شبوة، تعز. ما يؤدي مراراً إلى خسائر مأساوية في الأرواح.

وتصاعدت الأعمال العدائية في المناطق الشرقية من تعز - وفق المبعوث الأممي - مع ورود تقارير عن وقوع انفجارات وقصف بالقرب من الأحياء السكنية.

وفي الأسبوع الماضي فقط، أورد المبعوث في إحاطته أن طائرة من دون طيار استهدفت سوقاً مزدحمة في مقبنة بمحافظة تعز، ما أسفر عن مقتل 6 أشخاص على الأقل، وإصابة آخرين بجروح خطرة.

ودعا غروندبرغ أطراف النزاع اليمني إلى التقيد الجاد بالتزاماتهم، بموجب القانون الإنساني الدولي، لضمان حماية المدنيين والبنية التحتية المدنية. وقال إن هذه الحوادث تسلط الضوء على الحاجة الملحة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

ولدعم جهود التهدئة، أفاد المبعوث بأن مكتبه يتواصل مع المسؤولين العسكريين والأمنيين من الطرفين، لتسهيل الحوار حول الديناميكيات الحالية، واستكشاف سبل تعزيز بناء الثقة.