هل يكرر مايكل أونيل مع ستوك نجاحاته مع منتخب آيرلندا الشمالية؟

اشتهر بقدرته على اكتشاف المواهب وتوفير البيئة الجيدة لتقديم اللاعبين أفضل ما لديهم

لاعبو منتخب آيرلندا الشمالية يحملون مدربهم أونيل بعد النجاح في التأهل لنهائيات أمم أوروبا 2016
لاعبو منتخب آيرلندا الشمالية يحملون مدربهم أونيل بعد النجاح في التأهل لنهائيات أمم أوروبا 2016
TT

هل يكرر مايكل أونيل مع ستوك نجاحاته مع منتخب آيرلندا الشمالية؟

لاعبو منتخب آيرلندا الشمالية يحملون مدربهم أونيل بعد النجاح في التأهل لنهائيات أمم أوروبا 2016
لاعبو منتخب آيرلندا الشمالية يحملون مدربهم أونيل بعد النجاح في التأهل لنهائيات أمم أوروبا 2016

كان المدير الفني لمنتخب آيرلندا الشمالية، مايكل أونيل، يبحث دائماً عن لاعبين جدد لضمهم من الدوريات الأدنى من الدوري الممتاز، فقد حضر من قبل مباراة بين بلاكبول وبيتربوره في دوري الدرجة الثانية الإنجليزية من أجل متابعة اللاعب جوردان تومبسون، الذي ضمه بعد ذلك لقائمة منتخب آيرلندا الشمالية، كما ضم العديد من اللاعبين الآخرين بهذا الشكل.
في نفس اليوم الذي شاهد فيه أونيل هذه المباراة، ذهب في المساء لمشاهدة المباراة التي أطاح فيها سيلتك بنادي هيبرنيان من كأس أسكوتلندا، رغم أن الـ36 لاعباً المسجلين في قائمة الناديين لا يحق لأي منهم تمثيل منتخب جمهورية آيرلندا!.
وقد حقق أونيل نتائج جيدة مع منتخب آيرلندا الشمالية، وهو الأمر الذي جعل مسؤولي نادي ستوك سيتي الإنجليزي يرغبون في التعاقد معه لقيادة الفريق. وبالفعل أعلن ستوك سيتي تعاقده رسمياً مع أونيل لتولي مهمة تدريب الفريق، لكن المدير الفني البالغ من العمر 50 عاماً سيظل يقود منتخب آيرلندا الشمالية لحين انتهاء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020.
من الواضح أن ستوك سيتي كان يرغب في التعاقد مع أونيل لأنه دائماً ما ينجح في توفير البيئة التي تمكن اللاعبين من تقديم أفضل ما لديهم.
وكان أونيل يتولى من قبل تدريب نادي شامروك روفرز الآيرلندي وحقق معه نتائج جيدة للغاية، لذلك شعر كثيرون بالدهشة عندما ترك أونيل هذا النادي لتولي تدريب منتخب آيرلندا الشمالية، مشيرين إلى أنه كان يستحق تولي قيادة أحد الأندية الإنجليزية. وفي ذلك الوقت، كان منتخب آيرلندا الشمالية يعاني بشدة، حيث تعادل ودياً مع مالطا قبل أن يخسر رسمياً أمام كل من أذربيجان ولوكسمبورغ، وبالتالي كان كثيرون يرون أن أونيل كان مخطئاً عندما تولى قيادة منتخب بلاده في ذلك الوقت.
لكن أونيل سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم في آيرلندا الشمالية، بعدما قاد منتخب بلاده للتأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016. ليكون هذا أول تأهل لآيرلندا الشمالية لإحدى البطولات الكبرى خلال ثلاثة عقود. وكان منتخب آيرلندا الشمالية قريباً من تحقيق نفس الإنجاز بعد عامين. لقد نسى الذين ينتقدون أونيل أنه نجح في قيادة منتخب آيرلندا الشمالية لتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2016، كما نجح في الوصول إلى المباراة الفاصلة للتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 وظل متعادلاً أمام سويسرا لمدة 180 دقيقة قبل أن يخسر بركلة جزاء مثيرة للجدل.
ومن الواضح أن مسؤولي ستوك سيتي كانوا يتابعون هذه النجاحات عن كثب، لذلك قرروا التعاقد مع أونيل، الذي دائماً ما ينجح في توفير البيئة الجيدة التي تساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. لقد ظل الجميع في آيرلندا الشمالية يدعمون أونيل رغم النتائج السلبية في بداية توليه المهمة، وعمل أونيل وبكل قوة على ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق وتخلص من الحرس القديم، وبالفعل نجح في تكوين فريق قوي قادر على منافسة المنتخبات القوية. وقبل تولي أونيل مهمة تدريب منتخب آيرلندا الشمالية، كان يُنظر إلى هذا المنتخب على أنه من المنتخبات الضعيفة التي لا يمكنها مجاراة الكبار، لكن أونيل نجح في تغيير هذه النظرة تماماً من خلال تكوين فريق قوي قادر على خلق المشكلات لأي منافس.
وكان أونيل يهتم بأدق التفاصيل المتعلقة بتجمعات اللاعبين، كما كان يخصص أكبر وقت ممكن للتحضير والاستعداد للمباريات من أجل إتقان اللاعبين للخطط التكتيكية التي يريد تطبيقها في المباريات. وكان أندي كوسينز - كشاف اللاعبين الآيرلندي الذي كان يلعب دوراً بارزاً في اكتشاف اللاعبين الواعدين لنادي مانشستر سيتي ومنتخب آيرلندا الشمالية في نفس الوقت - يرشح لأونيل اللاعبين الذين يجب متابعتهم، كما كان يمده بأدق التفاصيل المتعلقة بالفرق المنافسة.
ومع ذلك، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام أونيل. وبعد طرد اللاعب كايل لافيرتي بعد وقت قصير من دخوله بديلاً في المباراة الهامة أمام البرتغال عام 2013. انتقد أونيل اللاعب أمام جميع زملائه، وسألهم عن السبب الذي يجعلهم يتسامحون مع هذا السلوك غير المقبول! وتعلم لافيرتي الدرس جيداً وأصبح الهداف الأول للفريق وسجل سبعة أهداف في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016. ويظهر ذلك أن أونيل قد يتسم بروح الدعابة والفكاهة، لكنه حاد وصارم في المواقف التي تتطلب ذلك.
ومن خلال إقامته في العاصمة الأسكوتلندية أدنبرة، كان أونيل متابعاً جيداً لجميع المباريات في كرة القدم الإنجليزية، بما في ذلك دوري الدرجة الأولى. وعلاوة على ذلك، دائماً ما يحترم أونيل العمل المؤسسي في كرة القدم، كما يشارك في دورة تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن تأهيل مديري الكرة، فضلاً عن براعته التكتيكية والخططية، كما يتميز باتصالاته العديدة والمتشعبة.
والآن، يشعر أونيل بأنه قادر على إعادة الهوية إلى نادي ستوك سيتي، الذي انحرف عن المسار الصحيح، لكن هذه الآيديولوجية الحالمة تتناقض مع طبيعته البراغماتية. ومن الواضح أن الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم لن يمانع مطلقاً في أن يحصل على تعويض مناسب بسبب رحيل المدير الفني الذي قدم له الدعم المطلق حتى يصنع لنفسه اسماً كبيراً على المستوى الدولي.
وأعلن أونيل أنه سيستمر في تدريب منتخب آيرلندا الشمالية في المباراتين المقبلتين أمام هولندا وألمانيا - وربما أكثر من ذلك - وهو ما يؤكد على الاحترام الكبير الذي يحظى به هذا المدير الفني. أما على مستوى كرة القدم، فمن المؤكد أن هناك شعوراً بالحزن على قرب نهاية هذه الرحلة الناجحة لأونيل مع منتخب آيرلندا الشمالية. لقد بذل أونيل أقصى ما في وسعه لمساعدة منتخب بلاده على تحقيق نتائج جيدة، وضخ دماء جديدة ستظل تدافع عن قميص منتخب آيرلندا الشمالية بكل قوة خلال السنوات المقبلة لتثبت أن هذا الرجل كان صاحب رؤية ثاقبة وطويلة الأمد. وسيكون من الرائع أن نرى أونيل يحقق نفس هذه النجاحات مع نادي ستوك سيتي خلال المرحلة المقبلة.


مقالات ذات صلة


لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
TT

لقب «فيفا للسلام» «يحرك» ترمب... ورقصته الشهيرة تعود بعد قرعة كأس العالم

الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)
الرئيس دونالد ترمب يرقص رقصته الشهيرة خلال قرعة كأس العالم لكرة القدم 2026 في مركز كينيدي في واشنطن (أ.ب)

لفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب الأنظار بعد انتهاء مراسم قرعة كأس العالم 2026، بعدما ظهر وهو يؤدي رقصته الشهيرة احتفالاً أمام الحضور، في مشهد تناقلته وسائل الإعلام ومنصّات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وجاءت رقصة ترمب تزامناً مع إعلان منحه لقب «فيفا للسلام»، الذي وصفه بأنه «أول تكريم من هذا النوع يحصل عليه»، معبّراً عن «سعادته الكبيرة» بهذا التقدير.

وقدّم رئيس الفيفا، جياني إنفانتينو، إلى ترمب ميدالية تمثل أول تكريم من هذا النوع، مع جائزة ذهبية تحمل شعار «كرة القدم توحّد العالم»، في خطوة وصفها الفيفا بأنها تكريم «لمن يوحّد الشعوب وينشر الأمل للأجيال المقبلة».

وقال إن الجائزة «تمثل بالنسبة إليه إشارة إيجابية إلى دور الرياضة في تخفيف التوترات وتعزيز التقارب بين الشعوب».

واستمر ترمب في تبادل التحيات مع الحاضرين قبل مغادرته القاعة.

اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA (أ.ب)

وليست هذه المرة الأولى التي يلفت فيها دونالد ترمب الأنظار بحركات راقصة في المناسبات العامة. فمنذ حملته الانتخابية عام 2016 ثم 2020، اشتهر ترمب بأداء رقصة قصيرة على أنغام أغنية YMCA خلال تجمعاته الانتخابية، حيث كان يهزّ كتفيه ويرفع قبضتيه بطريقة أصبحت مادة دائمة للتقليد، وأحياناً السخرية، على وسائل التواصل الاجتماعي.

وتحوّلت رقصاته إلى ما يشبه «علامة مسجّلة» في مهرجاناته الجماهيرية، إذ كان يلجأ إليها لتحفيز الحشود أو لإضفاء طابع شخصي على الفعاليات السياسية. وتكررت المشاهد ذاتها في عدد كبير من الولايات الأميركية، وكان الجمهور ينتظرها في نهاية كل خطاب تقريباً.


ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

TT

ترمب يفوز بالنسخة الأولى لجائزة «فيفا للسلام»

إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)
إنفانتينو يمنح جائزة السلام المقدمة من «فيفا» للرئيس الأميركي دونالد ترمب خلال حفل قرعة كأس العالم 2026 (رويترز)

سلّم رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) جياني إنفانتينو، للرئيس الأميركي دونالد ترمب، «جائزة فيفا للسلام» قبل إجراء قرعة كأس العالم، اليوم (الجمعة).

ومنح ترمب أول جائزة سلام يمنحها الاتحاد الدولي لكرة القدم خلال حفل القرعة.

وقال إنفانتينو: «في عالم منقسم بشكل متزايد، يتعين علينا أن نعترف بأولئك الذين يعملون على توحيده».

وحصل ترمب على الجائزة اعترافاً بمجهوداته للسلام في مختلف أرجاء المعمورة.

من جهته، قال ترمب بعد حصوله على الجائزة: «إنه حقاً واحد من أعظم الشرف في حياتي. وبعيداً عن الجوائز، كنت أنا وجون نتحدث عن هذا. لقد أنقذنا ملايين وملايين الأرواح. الكونغو مثال على ذلك، حيث قُتل أكثر من 10 ملايين شخص، وكانت الأمور تتجه نحو 10 ملايين آخرين بسرعة كبيرة. وحقيقة استطعنا منع ذلك... والهند وباكستان، وكثير من الحروب المختلفة التي تمكّنا من إنهائها، وفي بعض الحالات قبل أن تبدأ بقليل، مباشرة قبل أن تبدأ. كان الأمر على وشك أن يفوت الأوان، لكننا تمكّنا من إنجازها، وهذا شرف كبير لي أن أكون مع جون».

وواصل ترمب قائلاً: «عرفت إنفانتينو منذ وقت طويل. لقد قام بعمل مذهل، ويجب أن أقول إنه حقق أرقاماً جديدة... أرقاماً قياسية في مبيعات التذاكر، ولست أثير هذا الموضوع الآن لأننا لا نريد التركيز على هذه الأمور في هذه اللحظة. لكنها لفتة جميلة لك وللعبة كرة القدم... أو كما نسميها نحن (سوكر). كرة القدم هي شيء مدهش. الأرقام تتجاوز أي شيء توقعه أي شخص، بل أكثر مما كان جون يعتقد أنه ممكن».

وشكر ترمب عائلته، وقال: «السيدة الأولى العظيمة ميلانيا، فأنتِ هنا، وشكراً لكِ جزيلاً».

وأضاف: «ستشهدون حدثاً ربما لم يرَ العالم مثله من قبل، استناداً إلى الحماس الذي رأيته. لم أرَ شيئاً كهذا من قبل. لدينا علاقة رائعة وعلاقة عمل قوية مع كندا. رئيس وزراء كندا هنا، ولدينا رئيسة المكسيك، وقد عملنا عن قرب مع البلدين. لقد كان التنسيق والصداقة والعلاقة بيننا ممتازة، وأودّ أن أشكركم أنتم وبلدانكم جداً. ولكن الأهم من ذلك، أريد أن أشكر الجميع. العالم أصبح مكاناً أكثر أماناً الآن. الولايات المتحدة قبل عام لم تكن في حال جيدة، والآن، يجب أن أقول، نحن الدولة الأكثر ازدهاراً في العالم، وسنحافظ على ذلك».


قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
TT

قرعة «كأس العالم 2026»: السعودية في مجموعة إسبانيا والمغرب مع البرازيل

مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
مجموعات كأس العالم 2026 بعد إجراء القرعة (أ.ف.ب)
  • شهد حفل سحب قرعة كأس العالم لكرة القدم، الجمعة، رقماً قياسياً بحضور 64 دولة، أي أكثر من 30 في المائة من أعضاء الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا).
  • قام «فيفا» بزيادة عدد المنتخبات المشارِكة في البطولة من 32 إلى 48 منتخباً، وحَجَزَ 42 منتخباً مقاعدهم قبل مراسم القرعة.
  • المنتخبات الـ22 الأخرى التي كانت في حفل سحب القرعة سوف تخوض مباريات الملحقَين الأوروبي والعالمي، في مارس (آذار) المقبل، لتحديد المنتخبات الـ6 التي ستتأهل للمونديال.
  • تُقام 104 مباريات بدلاً من 64 في بطولة كأس العالم التي ستقام بين يونيو (حزيران) ويوليو (تموز) المقبلين، في 16 ملعباً بأميركا الشمالية (في الولايات المتحدة والمكسيك وكندا).
  • حضر الرئيس الأميركي دونالد ترمب القرعة التي احتضنها «مركز كيندي» في العاصمة الأميركية واشنطن.