كان المدير الفني لمنتخب آيرلندا الشمالية، مايكل أونيل، يبحث دائماً عن لاعبين جدد لضمهم من الدوريات الأدنى من الدوري الممتاز، فقد حضر من قبل مباراة بين بلاكبول وبيتربوره في دوري الدرجة الثانية الإنجليزية من أجل متابعة اللاعب جوردان تومبسون، الذي ضمه بعد ذلك لقائمة منتخب آيرلندا الشمالية، كما ضم العديد من اللاعبين الآخرين بهذا الشكل.
في نفس اليوم الذي شاهد فيه أونيل هذه المباراة، ذهب في المساء لمشاهدة المباراة التي أطاح فيها سيلتك بنادي هيبرنيان من كأس أسكوتلندا، رغم أن الـ36 لاعباً المسجلين في قائمة الناديين لا يحق لأي منهم تمثيل منتخب جمهورية آيرلندا!.
وقد حقق أونيل نتائج جيدة مع منتخب آيرلندا الشمالية، وهو الأمر الذي جعل مسؤولي نادي ستوك سيتي الإنجليزي يرغبون في التعاقد معه لقيادة الفريق. وبالفعل أعلن ستوك سيتي تعاقده رسمياً مع أونيل لتولي مهمة تدريب الفريق، لكن المدير الفني البالغ من العمر 50 عاماً سيظل يقود منتخب آيرلندا الشمالية لحين انتهاء التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2020.
من الواضح أن ستوك سيتي كان يرغب في التعاقد مع أونيل لأنه دائماً ما ينجح في توفير البيئة التي تمكن اللاعبين من تقديم أفضل ما لديهم.
وكان أونيل يتولى من قبل تدريب نادي شامروك روفرز الآيرلندي وحقق معه نتائج جيدة للغاية، لذلك شعر كثيرون بالدهشة عندما ترك أونيل هذا النادي لتولي تدريب منتخب آيرلندا الشمالية، مشيرين إلى أنه كان يستحق تولي قيادة أحد الأندية الإنجليزية. وفي ذلك الوقت، كان منتخب آيرلندا الشمالية يعاني بشدة، حيث تعادل ودياً مع مالطا قبل أن يخسر رسمياً أمام كل من أذربيجان ولوكسمبورغ، وبالتالي كان كثيرون يرون أن أونيل كان مخطئاً عندما تولى قيادة منتخب بلاده في ذلك الوقت.
لكن أونيل سجل اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ كرة القدم في آيرلندا الشمالية، بعدما قاد منتخب بلاده للتأهل لنهائيات كأس الأمم الأوروبية 2016. ليكون هذا أول تأهل لآيرلندا الشمالية لإحدى البطولات الكبرى خلال ثلاثة عقود. وكان منتخب آيرلندا الشمالية قريباً من تحقيق نفس الإنجاز بعد عامين. لقد نسى الذين ينتقدون أونيل أنه نجح في قيادة منتخب آيرلندا الشمالية لتصدر مجموعته في التصفيات المؤهلة لكأس الأمم الأوروبية 2016، كما نجح في الوصول إلى المباراة الفاصلة للتأهل لنهائيات كأس العالم 2018 وظل متعادلاً أمام سويسرا لمدة 180 دقيقة قبل أن يخسر بركلة جزاء مثيرة للجدل.
ومن الواضح أن مسؤولي ستوك سيتي كانوا يتابعون هذه النجاحات عن كثب، لذلك قرروا التعاقد مع أونيل، الذي دائماً ما ينجح في توفير البيئة الجيدة التي تساعد اللاعبين على تقديم أفضل ما لديهم داخل المستطيل الأخضر. لقد ظل الجميع في آيرلندا الشمالية يدعمون أونيل رغم النتائج السلبية في بداية توليه المهمة، وعمل أونيل وبكل قوة على ضخ دماء جديدة في صفوف الفريق وتخلص من الحرس القديم، وبالفعل نجح في تكوين فريق قوي قادر على منافسة المنتخبات القوية. وقبل تولي أونيل مهمة تدريب منتخب آيرلندا الشمالية، كان يُنظر إلى هذا المنتخب على أنه من المنتخبات الضعيفة التي لا يمكنها مجاراة الكبار، لكن أونيل نجح في تغيير هذه النظرة تماماً من خلال تكوين فريق قوي قادر على خلق المشكلات لأي منافس.
وكان أونيل يهتم بأدق التفاصيل المتعلقة بتجمعات اللاعبين، كما كان يخصص أكبر وقت ممكن للتحضير والاستعداد للمباريات من أجل إتقان اللاعبين للخطط التكتيكية التي يريد تطبيقها في المباريات. وكان أندي كوسينز - كشاف اللاعبين الآيرلندي الذي كان يلعب دوراً بارزاً في اكتشاف اللاعبين الواعدين لنادي مانشستر سيتي ومنتخب آيرلندا الشمالية في نفس الوقت - يرشح لأونيل اللاعبين الذين يجب متابعتهم، كما كان يمده بأدق التفاصيل المتعلقة بالفرق المنافسة.
ومع ذلك، لم يكن الطريق مفروشاً بالورود أمام أونيل. وبعد طرد اللاعب كايل لافيرتي بعد وقت قصير من دخوله بديلاً في المباراة الهامة أمام البرتغال عام 2013. انتقد أونيل اللاعب أمام جميع زملائه، وسألهم عن السبب الذي يجعلهم يتسامحون مع هذا السلوك غير المقبول! وتعلم لافيرتي الدرس جيداً وأصبح الهداف الأول للفريق وسجل سبعة أهداف في تصفيات كأس الأمم الأوروبية 2016. ويظهر ذلك أن أونيل قد يتسم بروح الدعابة والفكاهة، لكنه حاد وصارم في المواقف التي تتطلب ذلك.
ومن خلال إقامته في العاصمة الأسكوتلندية أدنبرة، كان أونيل متابعاً جيداً لجميع المباريات في كرة القدم الإنجليزية، بما في ذلك دوري الدرجة الأولى. وعلاوة على ذلك، دائماً ما يحترم أونيل العمل المؤسسي في كرة القدم، كما يشارك في دورة تابعة للاتحاد الأوروبي لكرة القدم بشأن تأهيل مديري الكرة، فضلاً عن براعته التكتيكية والخططية، كما يتميز باتصالاته العديدة والمتشعبة.
والآن، يشعر أونيل بأنه قادر على إعادة الهوية إلى نادي ستوك سيتي، الذي انحرف عن المسار الصحيح، لكن هذه الآيديولوجية الحالمة تتناقض مع طبيعته البراغماتية. ومن الواضح أن الاتحاد الآيرلندي لكرة القدم لن يمانع مطلقاً في أن يحصل على تعويض مناسب بسبب رحيل المدير الفني الذي قدم له الدعم المطلق حتى يصنع لنفسه اسماً كبيراً على المستوى الدولي.
وأعلن أونيل أنه سيستمر في تدريب منتخب آيرلندا الشمالية في المباراتين المقبلتين أمام هولندا وألمانيا - وربما أكثر من ذلك - وهو ما يؤكد على الاحترام الكبير الذي يحظى به هذا المدير الفني. أما على مستوى كرة القدم، فمن المؤكد أن هناك شعوراً بالحزن على قرب نهاية هذه الرحلة الناجحة لأونيل مع منتخب آيرلندا الشمالية. لقد بذل أونيل أقصى ما في وسعه لمساعدة منتخب بلاده على تحقيق نتائج جيدة، وضخ دماء جديدة ستظل تدافع عن قميص منتخب آيرلندا الشمالية بكل قوة خلال السنوات المقبلة لتثبت أن هذا الرجل كان صاحب رؤية ثاقبة وطويلة الأمد. وسيكون من الرائع أن نرى أونيل يحقق نفس هذه النجاحات مع نادي ستوك سيتي خلال المرحلة المقبلة.
هل يكرر مايكل أونيل مع ستوك نجاحاته مع منتخب آيرلندا الشمالية؟
اشتهر بقدرته على اكتشاف المواهب وتوفير البيئة الجيدة لتقديم اللاعبين أفضل ما لديهم
هل يكرر مايكل أونيل مع ستوك نجاحاته مع منتخب آيرلندا الشمالية؟
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة