رسائل دعم لمطرب مصري يفكر في الاعتزال بسبب مرض جلدي

المطرب المصري رامي جمال (إنستغرام)
المطرب المصري رامي جمال (إنستغرام)
TT

رسائل دعم لمطرب مصري يفكر في الاعتزال بسبب مرض جلدي

المطرب المصري رامي جمال (إنستغرام)
المطرب المصري رامي جمال (إنستغرام)

صدم المطرب المصري رامي جمال، متابعيه اليوم (الاثنين)، بإعلانه أنه يفكر في الاعتزال بعد إصابته بمرض البهاق الجلدي.
ونشر المطرب الشاب عبر حسابه الشخصي على موقع الصور «إنستغرام»، تفاصيل إصابته بالمرض وما يعانيه من ردود أفعال محبطة من المقربين من حوله، في التعامل الذي وصل إلى حد الخوف من العدوى كما ذكر.
وكتب جمال: «الحمد لله الذي أحبني فابتلاني وقدرني على الصبر، منذ فترة ظهرت بقع بيضاء في جسمي وبالكشف عرفت أنه مرض البهاق، وجربت أنواعاً كثيرة من العلاج والأطباء لكن دون فائدة، وعلمت أن الحالة النفسية تؤثر، مما جعل البقع تزيد في الظهور وتثير تساؤل المحيطين». وأضاف: «ما يقرب من عام وأنا فعلياً أتعب بشدة أثناء التصوير أو حضور حفلات لإخفاء إصابتي، مما دفع البعض لنصيحتي بترك المجال الفني واختيار مجال آخر للعمل». وأكمل حديثه: «فكرت في الأمر، ووجدت أنى أمام حلين، أولا أن أعتزل وأترك الفن رغم حبي له، أو لا أداري إصابتي وتتقبلوني هكذا، وترحموا كل من ابتلاهم الله من نظرة أن شكله غريب». وأنهى حديثه بشكر عائلته الداعمة له.
وشهدت مواقع التواصل الاجتماعي، حالة من الدعم والتقدير للمطرب الشاب، من قبل الفنانين العرب والمصريين، وكذلك من المتابعين.
وغردت الفنانة اللبنانية إليسا على موقع التغريدات «تويتر»: «ممنوع تغيب وممنوع يكون البهاق عذرا لغيابك، في ناس ابتليت بالكذب والخيانة والسرقة وما هزت، وجودك أساسي ومتل ما أنت بتقول: أصل الحكاية مش حكاية (شكل)... حكاية روح».
ونشر المطرب المصري تامر حسني رسالة دعم موجهة إلى جمال مشبهاً إصابته بالبهاق، بإصابة المطرب العالمي مايكل جاكسون، متمنياً أن يكون «أسطورة» مثله.
وقالت المطربة التونسية لطيفة: «لا تفكر هكذا، دي حاجة حصلت لناس كثيرة، ونحن نحبك لموهبتك وفنك وكل جمهورك وأنا منهم ننتظر جديدك دائماً».
وتصدر وسم #رامي_جمال قائمة أكثر التغريدات تداولا في مصر، وتبادل فيه المستخدمون قصصاً من الدعم ودعوات إلى تغيير نظرة المجتمع المصري والعربي إلى الإصابة بالبهاق على أنه أمر يجب إخفاؤه.
وقالت د. نرمين بدير، استشاري الأمراض الجلدية بكلية الطب جامعة حلوان، إن البهاق مرض تؤثر فيه الضغوط النفسية بشكل كبير، ولكنه لا يؤثر على كفاءة أجهزة الجسم ولا على أداء وظائفها، فلا علاقة للإصابة وترك أي مجال، ولكن الأمر يتعلق بنظرة المجتمع والمحيطين، وترى أن ما عبر عنه المطرب المصري رامي جمال، ربما يكون دافعاً قوياً للآخرين للتعبير عن نفسهم و«مثالاً» يحتذي به مصاب آخر.
وأضافت بدير لـ«الشرق الأوسط»: «البهاق مرض مناعي حيث يهاجم جهاز المناعة خلايا الصبغة بالجلد، مريض البهاق لا يعاني من أي مشاكل صحية عدا تغير لون الجلد، فيمكنه القيام بأي عمل يقوم به الشخص غير المصاب بالمرض، وهو غير معدٍ على الإطلاق ولا ينتقل من شخص لآخر، وفي مصر معدل الإصابة نحو 1.2؜ في المائة».
وأشارت استشاري الأمراض الجلدية إلى أن «الوصمة الاجتماعية التي يجد مريض البهاق تورطاً فيها بعد الإصابة، غير مفهومة ومرفوضة، خاصة مع الأطفال، الذين يعانون بشدة ويدخلون في دوائر مفرغة من الضغط النفسي التي تصل إلى حد العزلة في بعض الوقت».
وترى بدير أن الاهتمام والوعي وتقديم الدعم المستمر لمرضى البهاق أمر مهم في التعامل بشكل طبيعي مع الإصابة، وتوصي بضرورة دعم المبادرات المجتمعية للتوعية بطبيعية مرض البهاق في المدارس والجامعات.
ويعتمد العلاج في البهاق على إيقاف النشاط المناعي ضد الخلايا بالكورتيزون ثم مساعدة الجلد على استعادة الصبغة بالأشعة فوق البنفسجية، ولكن في كل الأحوال يعد البهاق مرضاً مزمناً وقد يستمر لسنوات خاصة لو كانت المناطق المصابة كبيرة.



مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
TT

مصر: اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية من العصر البطلمي بالمنيا

مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)
مجموعة من اللقى الأثرية المكتشفة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أعلنت وزارة السياحة والآثار المصرية، السبت، عن اكتشاف ألسنة وأظافر ذهبية وعدد من المقابر تعود للعصر البطلمي، مزينة بنقوش وكتابات ملونة، بداخلها مجموعة من المومياوات والهياكل العظمية والتوابيت، وغيرها من اللقى الأثرية.

وتوصلت البعثة المشتركة بين مصر وإسبانيا من خلال جامعة برشلونة ومعهد الشرق الأدنى القديم، إلى هذا الكشف الأثري أثناء عمليات التنقيب بمنطقة البهنسا في محافظة المنيا (251 كيلومتراً جنوب القاهرة).

وأكد الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار بمصر الدكتور محمد إسماعيل خالد، أهمية هذا الكشف، واعتبره سابقة في الاكتشافات الأثرية، قائلاً: «للمرة الأولى يتم العثور بمنطقة البهنسا الأثرية على بقايا آدمية بداخلها 13 لساناً وأظافر آدمية ذهبية لمومياوات من العصر البطلمي، بالإضافة إلى عدد من النصوص والمناظر ذات الطابع المصري القديم، والتي يظهر بعضها لأول مرة في منطقة البهنسا؛ مما يُمثل إضافة كبيرة لتاريخ المنطقة، ويسلط الضوء على الممارسات الدينية السائدة في العصر البطلمي»، وفق بيان لوزارة السياحة والآثار.

لوحات ومناظر تظهر لأول مرة في البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وأوضح أستاذ الآثار بجامعة القاهرة ومدير حفائر البعثة المشتركة الدكتور حسان إبراهيم عامر، أنه تم العثور على جعران القلب موجود في مكانه داخل المومياء، في إحدى المقابر المكتشفة، بالإضافة إلى العثور على 29 تميمة لـ«عمود جد»، وجعارين وتمائم لمعبودات مثل «حورس» و«جحوتي» و«إيزيس». في حين ذكر رئيس البعثة من الجانب الإسباني الدكتور أستر بونس ميلادو، أنه خلال أعمال الحفائر عثرت البعثة على بئر للدفن من الحجر المستطيل، تؤدي إلى مقبرة من العصر البطلمي تحتوي على صالة رئيسة تؤدي إلى ثلاث حجرات بداخلها عشرات المومياوات متراصّة جنباً إلى جنب؛ مما يشير إلى أن هذه الحجرات كانت قد استُخدمت كمقبرة جماعية.

وأضاف رئيس البعثة أنه «إلى جانب هذه البئر تم العثور على بئر أخرى للدفن تؤدي إلى ثلاث حجرات، ووجدوا جدران إحدى هذه الحجرات مزينة برسوم وكتابات ملونة، تمثل صاحب المقبرة الذي يُدعى (ون نفر) وأفراد أسرته أمام المعبودات (أنوبيس) و(أوزوريس) و(آتوم) و(حورس) و(جحوتي)».

إلى جانب ذلك، تم تزيين السقف برسم للمعبودة «نوت» (ربة السماء)، باللون الأبيض على خلفية زرقاء تحيط بها النجوم والمراكب المقدسة التي تحمل بعض المعبودات مثل «خبري» و«رع» و«آتوم»، حسب البيان.

مناظر عن العالم الآخر في مقابر البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وكان اللافت للانتباه، وفق ما ذكرته البعثة، هو «وجود طبقة رقيقة من الذهب شديدة اللمعان على وجه المومياء التي يقوم بتحنيطها (أنوبيس)، وكذلك على وجه (أوزوريس) و(إيزيس) و(نفتيس) أمام وخلف المتوفى». وأوضحت أن «هذه المناظر والنصوص تمثل صاحب المقبرة وأفراد أسرته في حضرة معبودات مختلفة، وهي تظهر لأول مرة في منطقة البهنسا».

وقال الخبير الأثري المصري الدكتور خالد سعد إن «محتويات المقبرة توضح مدى أهمية الشخص ومستواه الوظيفي أو المادي»، مضيفاً لـ«الشرق الأوسط» أن «مصر وجدت الكثير من الدفنات المماثلة من العصرين اليوناني والروماني، وكانت الدفنة سليمة؛ لم يتم نبشها أو العبث بها».

ويوضح الخبير الأثري أن «الفكر الديني في ذلك الوقت كان يقول بوضع ألسنة ذهبية في فم المومياوات حتى يستطيع المتوفى أن يتكلم كلاماً صادقاً أمام مجمع الآلهة».

ألسنة ذهبية تم اكتشافها في المنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

أما بالنسبة لتلابيس الأصابع (الأظافر الذهبية)، فهذا تقليد كان ينتهجه معظم ملوك الدولة الحديثة، وتم اكتشافها من قبل في مقبرة «توت عنخ آمون»، وكانت مومياؤه بها تلابيس في أصابع اليد والقدم، وفي البهنسا تدل التلابيس والألسنة الذهبية على ثراء المتوفى.

وتعدّ قرية البهنسا (شمال المنيا) من المناطق الأثرية الثرية التي تضم آثاراً تعود للعصور المختلفة من المصري القديم إلى اليوناني والروماني والقبطي والإسلامي، وقد عثرت فيها البعثة نفسها في يناير (كانون الثاني) الماضي على عدد كبير من القطع الأثرية والمومياوات، من بينها 23 مومياء محنطة خارج التوابيت، و4 توابيت ذات شكل آدمي.

مناظر طقوسية في مقابر منطقة البهنسا بالمنيا (وزارة السياحة والآثار المصرية)

وفسّر الخبير الأثري العثور على مجموعة من الأواني الكانوبية في المقابر بأنها «تحفظ أحشاء المتوفى، وهي أربعة أوانٍ تمثل أربعة من أولاد (حورس) يرفعون أطراف الكون الأربعة، وفقاً لعقيدة الأشمونيين، ويتمثلون في ابن آوى والقرد والإنسان والصقر، ويوضع في هذه الأواني المعدة والأمعاء والقلب والكبد، وكانت على درجة عالية من الحفظ، نظراً للخبرة التي اكتسبها المحنّطون في السنوات السابقة».

وأشار إلى أن «اللقى الأثرية الأخرى الموجودة بالكشف الأثري مثل الأواني الفخارية والمناظر من الجداريات... تشير إلى أركان طقوسية مرتبطة بالعالم الآخر عند المصري القديم مثل الحساب ووزن القلب أمام ريشة (ماعت)؛ مما يشير إلى استمرارية الديانة المصرية بكافة أركانها خلال العصر اليوناني والروماني، بما يؤكد أن الحضارة المصرية استطاعت تمصير العصر اليوناني والروماني».

بدورها، أشارت عميدة كلية الآثار بجامعة أسوان سابقاً الدكتورة أماني كرورة، إلى أهمية منطقة البهنسا، واعتبرت أن الكشف الجديد يرسخ لأهمية هذه المنطقة التي كانت مكاناً لعبادة «الإله ست» في العصور المصرية القديمة، وفق قولها، وأضافت لـ«الشرق الأوسط»: «هذه المنطقة كانت تضم العديد من المعابد والمنشآت العامة، فهناك برديات تشير إلى وجود عمال مكلفين بحراسة المنشآت العامة بها؛ مما يشير إلى أهميتها».