الجيش السوداني ينفى تواجد قواته في ليبيا

الجيش السوداني ينفى  تواجد قواته في ليبيا
TT

الجيش السوداني ينفى تواجد قواته في ليبيا

الجيش السوداني ينفى  تواجد قواته في ليبيا

نفى الجيش السوداني تقريراً أممياً يتهمه بإرسال مقاتلين من «قوات الدعم السريع» التابعة له، للقتال في ليبيا إلى جانب قوات قائد الجيش الليبي خليفة حفتر، وندد بالتقرير معتبراً المعلومات الواردة فيه «إشانة لسمعة القوات المسلحة السودانية». ونسبت تقارير صحافية أمس إلى «فريق خبراء لجنة العقوبات الدولية المفروضة على ليبيا»، أن السودان أرسل ألف جندي من قوات الدعم السريع بأوامر من رجل مجلس السيادة الانتقالي القوي الفريق محمد حمدان دقلو «حميدتي»، إلى ليبيا دعماً لقوات حفتر، واعتبرت ذلك خرقاً للعقوبات الدولية المتعلقة بوقف الدعم العسكري لأطراف الصراع الليبي.
وقال المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة السودانية العميد عامر محمد الحسن لـ«الشرق الأوسط» أمس، إن «ما ورد في تقرير لجنة الخبراء عبارة عن معلومات غير صحيحة على الإطلاق وليس للجيش السوداني أي قوات في ليبيا، بل هذه حملة لإشانة سمعة الجيش السوداني».
وأضاف «قواتنا المسلحة لها مسؤوليات جسيمة في المرحلة الانتقالية داخل السودان، ولن تكون جزءاً من صنع الأزمات للبلاد، وفتح جبهات جديدة».
وأوضح العميد الحسن، أن القوات المسلحة السودانية، تحكمها تقاليد راسخة ومعروفة، تقوم على عدم التدخل في شؤون الدول الأخرى، قائلا: «قواتنا ليست شركة أمنية، ولن تكون جزءاً من التعقيدات الليبية. وهذا التقرير مرفوض جملة وتفصيلاً».
وكان الجيش السوداني على عهد حكم الرئيس المعزول عمر البشير، قد اتهم حركات مسلحة دارفورية بالضلوع في الحرب الليبية، والقتال إلى جانب الأطراف المتصارعة في الحرب الدائرة منذ سقوط نظام العقيد معمر القذافي.
ولا يزال الحديث يتردد عن مشاركة أطراف تابعة للحركات المسلحة الدارفورية في الصراع الليبي، وأن بعضها يقاتل إلى جانب الجيش الليبي، والآخر يقاتل إلى جانب قوات حكومة الوفاق الوطني.

وفي أغسطس (آب) 2018 ذكر تقرير خبراء الأمم المتحدة الخاص بليبيا، أن مجموعات متمردة من دارفور، عززت وجودها في ليبيا ووجدت لها موطئ قدم لبناء قواتها والعودة إلى السودان لمواصلة القتال، وأن عدداً منها انضم إلى الجماعات المسلحة الليبية.
بيد أن الحركات الدارفورية المسلحة نفت بشدة ذلك التقرير، ووصفته بأنه «مجحف وفاقد للمصداقية ويفتقر للأدلة»، ونفت أي وجود لها في ليبيا وأي دور في القتال الدائر هناك.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.