بالوتيلي عاد لإيطاليا بالأمل فاصطدم بالعنصرية مجدداً

الأمور تبدو أكثر سوءاً في ظل نفي البعض وجود هذه الهتافات المسيئة بل وأيضاً تبريرها

بالوتيلي يغطي وجهه تأثراً من الهتافات العنصرية التي وجهها إليه جمهور فيرونا (أ.ب)
بالوتيلي يغطي وجهه تأثراً من الهتافات العنصرية التي وجهها إليه جمهور فيرونا (أ.ب)
TT

بالوتيلي عاد لإيطاليا بالأمل فاصطدم بالعنصرية مجدداً

بالوتيلي يغطي وجهه تأثراً من الهتافات العنصرية التي وجهها إليه جمهور فيرونا (أ.ب)
بالوتيلي يغطي وجهه تأثراً من الهتافات العنصرية التي وجهها إليه جمهور فيرونا (أ.ب)

«لا يمكنك أن تقضي على العنصرية. إنها مثل السجائر، فلا يمكنك التوقف عن التدخين إذا لم تكن تريد ذلك من داخلك، ولا يمكنك القضاء على العنصرية إذا كان الناس لا يريدون ذلك».
لقد مرت ست سنوات منذ أن أدلى النجم الإيطالي ماريو بالوتيلي بهذه التصريحات في مقابلة مع مجلة «سبورتس إليوستريتد» الأميركية واسعة الانتشار. وكان بالوتيلي في ذلك الوقت أحد أبرز النجوم في عالم كرة القدم، وكان هو المهاجم الصريح للمنتخب الإيطالي ويقدم مستويات جيدة للغاية مع نادي ميلان الذي كان قد انضم إليه قادماً من مانشستر سيتي في فترة الانتقالات الشتوية السابقة وسجل معه 12 هدفا في 13 مباراة ليقوده إلى المركز الثالث في جدول ترتيب الدوري الإيطالي الممتاز.
ووضعت المجلة الأميركية الشهيرة صورة على غلافها لبالوتيلي وهو يمشي على الماء. لكن حتى عندما بدت كل أبواب المجد مفتوحة أمام المهاجم الإيطالي الذي أحرز هدفين لإيطاليا ليقود المنتخب للفوز على الماكينات الألمانية بهدفين مقابل هدف وحيد في الدور نصف النهائي لكأس الأمم الأوروبية 2012. اعترف بالوتيلي بعجزه عن منع مشجعي كرة القدم في وطنه من الاعتداء عليه عنصرياً بسبب لون بشرته السوداء.
وعندما عاد بالوتيلي إلى إيطاليا خلال صيف العام الجاري، بعدما لعب لكل من ليفربول ونيس ومرسيليا، تساءل عما إذا كانت الأمور تغيرت عن السابق. وقال بعد التوقيع على عقود انضمامه لنادي بريشيا: «آمل من كل قلبي ألا يكون هناك أي تكرار للأشياء التي حدثت عندما كنت هنا آخر مرة. آمل أن تكون إيطاليا قد اتخذت بعض الخطوات للأمام».
لكن بالوتيلي أصيب بخيبة أمل مرة أخرى، حيث شهد الموسم الحالي للدوري الإيطالي الممتاز تعرض عدد من اللاعبين لهتافات عنصرية، بدءا بالمهاجم البلجيكي روميلو لوكاكو في مباراة إنتر ميلان أمام كالياري، مروراً بدالبيرت في مباراة أتلانتا، ووصولاً إلى رونالدو فييرا خلال مباراة سمبدوريا أمام روما.
ويوم الأحد الماضي، تعرض بالوتيلي لهتافات عنصرية عندما قام جمهور فيرونا بتقليد أصوات القردة في كل مرة يلمس فيها بالوتيلي الكرة خلال مباراة بريشيا أمام فيرونا. وفي الدقيقة 55 من عمر المباراة، لم يتمالك بالوتيلي أعصابه عندما كان قريبا من الراية الركنية وانفعل فجأة وسدد الكرة بقوة باتجاه الجمهور.
وعمت الفوضى بعد ذلك، حيث أشهر حكم اللقاء البطاقة الصفراء في وجه بالوتيلي لارتكابه سلوكاً غير رياضي، وهو ما جعل بالوتيلي يهدد بالخروج من ملعب المباراة. وتدخل اللاعبون من كلا الفريقين، وتحدثوا إلى بالوتيلي وهدأوا من روعه، كما أخبروا حكام المباراة بضرورة تسجيل هتافات الجمهور ضد بالوتيلي في تقرير المباراة. وألغى الحكم البطاقة الصفراء وأوقف المباراة، وطلب من المذيع الداخلي للمباراة أن يحذر المشجعين بأنه سيتم إنهاء المباراة إذا استمرت الهتافات العنصرية.
وتوقف اللعب لمدة خمس دقائق تقريباً قبل أن يتم استئناف اللقاء. وعزز فيرونا، الذي كان متقدماً بالفعل بهدف دون رد من توقيع إيدي سالسيدو، تقدمه بهدف آخر عن طريق ماتيو بيسينا. ورد بالوتيلي بهدف من تسديدة قوية سكنت شباك الزاوية العليا، لكن هذا الهدف لم يكن كافيا لتعديل النتيجة، حيث انتهت المباراة بفوز فيرونا بهدفين مقابل هدف وحيد.
وازداد الأمر سوءاً بعد صافرة النهاية، عندما نفى المدير الفني لفيرونا، إيفان يوريتش، وقوع أي هتافات عنصرية، حيث قال: «لم يحدث أي شيء. لقد كان هناك صفير وسخرية، لم تكن هناك هتافات عنصرية. لم يكن هناك أي شيء. أنا كرواتي وأسمع في بعض الأحيان عبارات مسيئة، لكن للأسف هذا هو الطبيعي في إيطاليا، لكن اليوم لم يكن هناك أي شيء».
لكن في الحقيقة، لا يمكن معرفة الأسباب التي تجعل المدير الفني الكرواتي يتخذ هذا الموقف الغريب، لكنه على أي حال كان مخطئاً في هذا الموقف. ربما لم يسمع يوريتش تقليد الجمهور لأصوات القردة، لكن العديد من لاعبي فريقه قد سمعه تلك الهتافات، كما كان من السهل للغاية سماع تلك الأصوات في مقطع فيديو للمباراة انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي يوم الأحد.
في الواقع، كان موقف يوفيتش هو الموقف السائد لمسؤولي الأندية التي تُتهم بترديد هتافات عنصرية، حيث يتم نفي وقوع الهتافات العنصرية من الأساس، وربما يتم توجيه انتقادات للاعب الذي تعرض للهتافات العنصرية، قبل أن يتم التراجع والاعتراف بوقوع الهتافات في وقت لاحق. وسار رئيس نادي فيرونا، ماوريسيو سيتي، على نهج المدير الفني للفريق، وزعم أن جمهور فريقه كان ببساطة «ساخراً وليس عنصرياً».
ومن المرجح أن يتعرض فيرونا لعقوبات، حيث سمع المراقب المستقل الذي أُرسل لمراقبة المباراة هذه الهتافات العنصرية وكتبها في تقريره الرسمي - وهو الشيء الذي لم يحدث عندما تعرض لوكاكو ودالبيرت لهتافات عنصرية، وهو ما من شأنه أن يساعد العدالة الرياضية على أن تأخذ مجراها وتفرض عقوبات قاسية على المسيئين.
ومع ذلك، لا تزال هناك حالة من الغموض تجعل من الصعب التنبؤ بالعقوبات. ووفقاً لصحيفة «لا غازيتا ديلو سبورت»، فإن مراقب المباراة نسب هذه الهتافات العنصرية لمجموعة مكونة من نحو 15 مشجعاً. لكن الحقيقة هي أن بالوتيلي قد تعرض لصيحات استهجان وصافرات من قبل عدد أكبر من ذلك بكثير. وبالتالي، فإن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل هناك تهديد للاعب المنافس أكثر من ترديد هتافات عنصرية في كل مرة يلمس فيها الكرة؟
وبغض النظر عن النتيجة، فإن الفكرة المحبطة هي أنه لن يتغير أي شيء. ويوم الأحد قبل الماضي تم إيقاف مباراة روما أمام نابولي بسبب الهتافات العنصرية من رابطة الألتراس بنادي روما، وتم تجاهل التحذير الأولي من المذيع الداخلي للمباراة. ولم يتوقف الجمهور عن ترديد الهتافات العنصرية إلا بعد تدخل اللاعب البوسني إيدن دزيكو.
في الواقع، كان بالوتيلي محقاً عندما قال في تصريحاته التي أشرنا إليها سابقاً بأنه لا يمكن إجبار الناس على التوقف عن ترديد هتافات عنصرية. لكن من ناحية أخرى، لا يمكن أن تعفي كرة القدم الإيطالية نفسها من المسؤولية. وتقوم الأندية في البلدان الأخرى بعمل أكثر فعالية فيما يتعلق بتحديد هوية الأفراد المتورطين في ترديد الهتافات العنصرية وإصدار قرار بمنعهم من الدخول للملاعب بعد ذلك.
إنها عملية بطيئة ولا يمكن القضاء على العنصرية بين عشية وضحاها، ومن الصعب أن نرى كيف سيحدث ذلك في الأندية التي تقوم على الفور بتوجيه الاتهام إلى الضحية بدلاً من فرض عقوبة على الجاني!.


مقالات ذات صلة

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

الرياضة مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

مورينيو يزرع جهاز تسجيل للحكم خلال تعادل روما

استعان جوزيه مورينيو مدرب روما بفكرة مستوحاة من روايات الجاسوسية حين وضع جهاز تسجيل على خط جانبي للملعب خلال التعادل 1 - 1 في مونزا بدوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم أمس الأربعاء، مبررا تصرفه بمحاولة حماية نفسه من الحكام. وهاجم مورينيو، المعروف بصدامه مع الحكام دائما، دانييلي كيفي بعد المباراة، قائلا إن الحكم البالغ من العمر 38 عاما «أسوأ حكم قابله على الإطلاق». وقال المدرب البرتغالي «لست غبيا، اليوم ذهبت إلى المباراة ومعي مكبر صوت، سجلت كل شيء، منذ لحظة تركي غرفة الملابس إلى لحظة عودتي، أردت حماية نفسي».

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

نابولي يؤجل فرصة التتويج بالدوري الإيطالي بنقطة ساليرنيتانا

أهدر نابولي فرصة حسم تتويجه بلقب الدوري الإيطالي لكرة القدم للمرة الأولى منذ 33 عاماً، بتعادله مع ضيفه ساليرنيتانا 1 - 1 في منافسات المرحلة الثانية والثلاثين، الأحد، رغم خسارة مطارده لاتسيو على أرض إنتر 1 - 3. واحتاج نابولي الذي يحلّق في صدارة جدول ترتيب الدوري إلى الفوز بعد خسارة مطارده المباشر، ليحقق لقبه الثالث في «سيري أ» قبل 6 مراحل من اختتام الموسم. لكن تسديدة رائعة من لاعب ساليرنيتانا، السنغالي بولاي ديا، في الشباك (84)، أجّلت تتويج نابولي الذي كان متقدماً بهدف الأوروغوياني ماتياس أوليفيرا (62). ولم يُبدِ مدرب نابولي، لوتشيانو سباليتي، قلقاً كبيراً بعد التعادل قائلاً: «يشعر (اللاعبون) ب

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

إرجاء مباراة نابولي وساليرنيتانا إلى الأحد لدواعٍ أمنية

أُرجئت المباراة المقررة السبت بين نابولي المتصدر، وجاره ساليرنيتانيا في المرحلة الثانية والثلاثين من الدوري الإيطالي لكرة القدم إلى الأحد، الساعة 3 بعد الظهر بالتوقيت المحلي (13:00 ت غ) لدواعٍ أمنية، وفق ما أكدت رابطة الدوري الجمعة. وسبق لصحيفة «كورييري ديلو سبورت» أن كشفت، الخميس، عن إرجاء المباراة الحاسمة التي قد تمنح نابولي لقبه الأول في الدوري منذ 1990. ويحتاج نابولي إلى الفوز بالمباراة شرط عدم تغلب ملاحقه لاتسيو على مضيفه إنتر في «سان سيرو»، كي يحسم اللقب قبل ست مراحل على ختام الموسم. وكان من المفترض أن تقام مباراة نابولي وساليرنيتانا، السبت، في الساعة 3 بالتوقيت المحلي (الواحدة ظهراً بتو

«الشرق الأوسط» (نابولي)
الرياضة نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

نابولي لوضع حد لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج بلقب الدوري الإيطالي

بدأت جماهير نابولي العد التنازلي ليوم منشود سيضع حداً لصيام دام ثلاثة عقود عن التتويج في الدوري الإيطالي في كرة القدم، إذ يخوض الفريق الجنوبي مواجهة ساليرنيتانا غدا السبت وهو قادر على حسم الـ«سكوديتو» حسابياً. وسيحصل نابولي الذي يتصدر الدوري متقدماً بفارق 17 نقطة عن أقرب مطارديه لاتسيو (78 مقابل 61)، وذلك قبل سبع مراحل من نهاية الموسم، على فرصته الأولى لحسم لقبه الثالث في تاريخه. ويتوجب على نابولي الفوز على ساليرنيتانا، صاحب المركز الرابع عشر، غدا السبت خلال منافسات المرحلة 32، على أمل ألا يفوز لاتسيو في اليوم التالي في سان سيرو في دار إنتر ميلان السادس.

«الشرق الأوسط» (روما)
الرياضة كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

كأس إيطاليا: مواجهة بين إنتر ويوفنتوس في خضم جدل بسبب العنصرية

سيكون إياب نصف نهائي كأس إيطاليا في كرة القدم بين إنتر وضيفه يوفنتوس، الأربعاء، بطعم المباراة النهائية بعد تعادلهما ذهاباً بهدف لمثله، وفي خضمّ أزمة عنوانها العنصرية. ولا يزال يوفنتوس يمني نفسه بالثأر من إنتر الذي حرمه التتويج بلقب المسابقة العام الماضي عندما تغلب عليه 4 - 2 في المباراة النهائية قبل أن يسقطه في الكأس السوبر 2 - 1. وتبقى مسابقة الكأس المنقذ الوحيد لموسم الفريقين الحالي على الأقل محلياً، في ظل خروجهما من سباق الفوز بلقب الدوري المهيمن عليه نابولي المغرّد خارج السرب. لكن يوفنتوس انتعش أخيراً بتعليق عقوبة حسم 15 نقطة من رصيده على خلفية فساد مالي وإداري، وبالتالي استعاد مركزه الثال

«الشرق الأوسط» (ميلانو)

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
TT

بداية رائعة لليفربول... لكن القادم أصعب

سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)
سلوت رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح صاحب الهدف الثاني (أ.ب)

بدأت حقبة ليفربول تحت قيادة مديره الفني الجديد أرني سلوت، بشكل جيد للغاية بفوزه بهدفين دون رد على إيبسويتش تاون، الصاعد حديثاً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز. كان الشوط الأول محبطاً لليفربول، لكنه تمكّن من إحراز هدفين خلال الشوط الثاني في أول مباراة تنافسية يلعبها الفريق منذ رحيل المدير الفني الألماني يورغن كلوب، في نهاية الموسم الماضي.

لم يظهر ليفربول بشكل قوي خلال الشوط الأول، لكنه قدم أداءً أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وهو الأداء الذي وصفه لاعب ليفربول السابق ومنتخب إنجلترا بيتر كراوتش، في تصريحات لشبكة «تي إن تي سبورتس» بـ«المذهل». وقال كراوتش: «كان ليفربول بحاجة إلى إظهار قوته مع المدير الفني والرد على عدم التعاقد مع أي لاعب جديد. لقد فتح دفاعات إيبسويتش تاون، وبدا الأمر كأنه سيسجل كما يحلو له. هناك اختلافات طفيفة بين سلوت وكلوب، لكن الجماهير ستتقبل ذلك».

لم يستغرق الأمر وقتاً طويلاً حتى أظهر سلوت الجانب القاسي من شخصيته؛ إذ لم يكن المدير الفني الهولندي سعيداً بعدد الكرات التي فقدها الفريق خلال الشوط الأول الذي انتهى بالتعادل السلبي، وأشرك إبراهيما كوناتي بدلاً من جاريل كوانساه مع بداية الشوط الثاني. لم يسدد ليفربول أي تسديدة على المرمى في أول 45 دقيقة، لكنه ظهر أقوى بكثير خلال الشوط الثاني، وسجل هدفين من توقيع ديوغو جوتا ومحمد صلاح، ليحصل على نقاط المباراة الثلاث.

وأصبح سلوت ثاني مدرب يبدأ مشواره بفوزٍ في الدوري مع ليفربول في حقبة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد جيرار أولييه، في أغسطس (آب) 1998 عندما تولى تدريب الفريق بالشراكة مع روي إيفانز. وقال سلوت بعد نهاية اللقاء: «لقد توليت قيادة فريق قوي للغاية ولاعبين موهوبين للغاية، لكنَّ هؤلاء اللاعبين يجب أن يفهموا أن ما قدموه خلال الشوط الأول لم يكن كافياً. لقد خسرنا كثيراً من المواجهات الثنائية خلال الشوط الأول، ولم نتعامل مع ذلك بشكل جيد بما يكفي. لم أرَ اللاعبين يقاتلون من أجل استخلاص الكرة في الشوط الأول، وفقدنا كل الكرات الطويلة تقريباً. لكنهم كانوا مستعدين خلال الشوط الثاني، وفتحنا مساحات في دفاعات المنافس، ويمكنك أن ترى أننا نستطيع لعب كرة قدم جيدة جداً. لم أعتقد أن إيبسويتش كان قادراً على مواكبة الإيقاع في الشوط الثاني».

وأصبح صلاح أكثر مَن سجَّل في الجولة الافتتاحية للدوري الإنجليزي الممتاز، وله تسعة أهداف بعدما أحرز هدف ضمان الفوز، كما يتصدر قائمة الأكثر مساهمة في الأهداف في الجولات الافتتاحية برصيد 14 هدفاً (9 أهداف، و5 تمريرات حاسمة). وسجل صلاح هدفاً وقدم تمريرة حاسمة، مما يشير إلى أنه سيؤدي دوراً محورياً مجدداً لأي آمال في فوز ليفربول باللقب. لكن سلوت لا يعتقد أن فريقه سيعتمد بشكل كبير على ثالث أفضل هداف في تاريخ النادي. وأضاف سلوت: «لا أؤمن كثيراً بالنجم الواحد. أؤمن بالفريق أكثر من الفرد. إنه قادر على تسجيل الأهداف بفضل التمريرات الجيدة والحاسمة. أعتقد أن محمد يحتاج أيضاً إلى الفريق، ولكن لدينا أيضاً مزيد من الأفراد المبدعين الذين يمكنهم حسم المباراة».

جوتا وفرحة افتتاح التسجيل لليفربول (أ.ب)

لم يمر سوى 4 أشهر فقط على دخول صلاح في مشادة قوية على الملأ مع يورغن كلوب خلال المباراة التي تعادل فيها ليفربول مع وستهام بهدفين لكل فريق. وقال لاعب المنتخب الإنجليزي السابق جو كول، لشبكة «تي إن تي سبورتس»، عن صلاح: «إنه لائق تماماً. إنه رياضي من الطراز الأول حقاً. لقد مرَّ بوقت مختلف في نهاية حقبة كلوب، لكنني أعتقد أنه سيستعيد مستواه ويسجل كثيراً من الأهداف». لقد بدا صلاح منتعشاً وحاسماً وسعيداً في فترة الاستعداد للموسم الجديد. لكنَّ الوقت يمضي بسرعة، وسينتهي عقد النجم المصري، الذي سجل 18 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي، خلال الصيف المقبل. وقال سلوت، الذي رفض الخوض في تفاصيل مستقبل صلاح: «يمكنه اللعب لسنوات عديدة أخرى». ويعد صلاح واحداً من ثلاثة لاعبين بارزين في ليفربول يمكنهم الانتقال إلى أي نادٍ آخر في غضون 5 أشهر فقط، إلى جانب ترينت ألكسندر أرنولد، وفيرجيل فان دايك اللذين ينتهي عقداهما خلال الصيف المقبل أيضاً.

سيخوض ليفربول اختبارات أكثر قوة في المستقبل، ويتعيّن على سلوت أن يُثبت قدرته على المنافسة بقوة في الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا. لكنَّ المدير الفني الهولندي أدى عملاً جيداً عندما قاد فريقه إلى بداية الموسم بقوة وتحقيق الفوز على إيبسويتش تاون في عقر داره في ملعب «بورتمان رود» أمام أعداد غفيرة من الجماهير المتحمسة للغاية. وقال كول: «إنه فوز مهم جداً لأرني سلوت في مباراته الأولى مع (الريدز). أعتقد أن الفريق سيتحلى بقدر أكبر من الصبر هذا الموسم وسيستمر في المنافسة على اللقب».

لكنَّ السؤال الذي يجب طرحه الآن هو: هل سيدعم ليفربول صفوفه قبل نهاية فترة الانتقالات الصيفية الحالية بنهاية أغسطس؟

حاول ليفربول التعاقد مع مارتن زوبيمندي من ريال سوسيداد، لكنه فشل في إتمام الصفقة بعدما قرر لاعب خط الوسط الإسباني الاستمرار مع فريقه. وقال كول: «لم يحلّ ليفربول مشكلة مركز لاعب خط الوسط المدافع حتى الآن، ولم يتعاقد مع أي لاعب لتدعيم هذا المركز. سيعتمد كثير من خطط سلوت التكتيكية على كيفية اختراق خطوط الفريق المنافس، وعلى الأدوار التي يؤديها محور الارتكاز، ولهذا السبب قد يواجه الفريق مشكلة إذا لم يدعم هذا المركز».