السودان: البرهان يدعو إلى تفويت الفرصة على «المتربصين بالثورة»

حمدوك إلى بروكسل ومجلس السيادة يتعهد محاربة الفساد والمحسوبية

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك خلال زيارة للفاشر في شمال دارفور قبل أيام (رويترز)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك خلال زيارة للفاشر في شمال دارفور قبل أيام (رويترز)
TT

السودان: البرهان يدعو إلى تفويت الفرصة على «المتربصين بالثورة»

رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك خلال زيارة للفاشر في شمال دارفور قبل أيام (رويترز)
رئيس الحكومة الانتقالية في السودان عبد الله حمدوك خلال زيارة للفاشر في شمال دارفور قبل أيام (رويترز)

دعا رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان إلى مساندة حكومته الانتقالية ودعمها كي تتجاوز البلاد المرحلة «الحرجة جداً» التي تمر بها، وإخراجها من مشاكلها، محذّراً من «متربصين» يقفون ضد الثورة التي أطاحت بحكم الرئيس السابق عمر البشير. وجاء كلامه في وقت يُتوقع أن يغادر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك الخرطوم متوجهاً إلى بروكسل، عاصمة بلجيكا، لحضور اجتماعات وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي استجابة لدعوة المفوضة العليا للاتحاد فيديريكا موغيريني. وسيسعى المسؤول السوداني في هذه الاجتماعات إلى الحصول على دعم أوروبي لحكومته.
وقال البرهان في خطاب بثه التلفزيون الرسمي من مدينة شندي بولاية نهر النيل، شمال البلاد، أثناء مشاركته في صلح قبلي وبرفقته عدد من الوزراء والمسؤولين، إن البلاد تواجه «مشاكل» في الوقود والخبز و«كل شيء»، ما يستلزم العمل سوياً «بيد واحدة وقلب واحد». وأضاف: «ليس عندنا همّ غير إخراج السودان من مشاكله».
وحث المواطنين على مساندة الحكومة الانتقالية في محاربة تهريب الوقود والدقيق. وأضاف: «للجان الأحياء - لجان الثورة - دور كبير في مراقبة حصص الخبر والوقود». وتابع: «أي شخص لا خير فيه لا بد أن تقفوا ضده، لنحمي الثورة».
وحذّر البرهان من «متربصين» لم يسمهم يقفون في وجه عزم حكومته على «إنقاذ البلاد». وقال: «نريد أن ننقذ البلاد؛ لأنها تمر بمرحلة حرجة جداً، لنفوت الفرصة على المتربصين، ونوفر العيش، ونحارب الفساد والمحسوبية والاحتكار، وكل عادة سيئة كانت تُمارس في الماضي».
وقطع بجدية حكومته فيما سماه «إخراج بلدنا من الظلم والفساد». واستطرد: «الثورة السودانية تحتاج جهدكم جميعاً، لذا لا بد أن تلتفوا حول حكومة الفترة الانتقالية».
ووعد رئيس مجلس السيادة بالسعي الجاد إلى تحقيق السلام، ودعا قادة الحركات المسلحة للعودة إلى البلاد والمشاركة في بناء السودان. وقال: «تعالوا، مرحباً بكم، لتشاركوا في بناء السودان».
من جهته، أكد وزير الشؤون الدينية والأوقاف نصر الدين مفرح على الشراكة بين المدنيين والعسكريين في الحكومة الانتقالية، وقال: «نحن أسرة واحدة، مدنيين وعسكريين، ونعمل لصنع مستقبل الوطن». ودعا مفرح «لجان المقاومة» في الأحياء إلى الانتقال من «لجان مقاومة» إلى لجان لـ«الخدمات والتغيير».
ولجان المقاومة هي لجان شعبية تكونت في الأحياء إبان الثورة الشعبية ضد نظام الرئيس المعزول عمر البشير، ولعبت دوراً كبيراً في التحشيد للاحتجاجات والمظاهرات، وشاركت بفاعلية في تنظيم الاعتصام، أثناء مناهضة «نظام الإنقاذ»، وبعد سقوطه، في إسناد «قوى الحرية والتغيير».
من جهة أخرى، من المنتظر أن يغادر رئيس الوزراء عبد الله حمدوك اليوم إلى العاصمة البلجيكية لحضور اجتماع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي، استجابة لدعوة مفوضة السياسة الخارجية للاتحاد فريدريكا موغيريني. وزار السودان الأسبوع الماضي وفد رفيع من الاتحاد الأوروبي لبحث أوجه الدعم الذي يمكن أن تقدمه دول الاتحاد للحكومة الانتقالية، سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
وأعلن الوفد الأوروبي أن دول الاتحاد ستقدم حزمة دعم أولية للسودان، تبلغ 241 مليون دولار أميركي، قبل نهاية العام الجاري، لسد أولويات الحكومة الانتقالية.
ويرافق حمدوك في زيارته كل من وزير الصناعة والتجارة مدني عباس مدني، ووزيرة العمل والتنمية الاجتماعية لينا الشيخ عمر، ووكيل التخطيط بوزارة المالية والتخطيط الاقتصادي مكي ميرغني عثمان.
ونقلت تقارير صحافية عن فريدريكا موغيريني، أن هدف الدعوة هو التعرف على الأوضاع في السودان، وإظهار دعم دول الاتحاد للحكومة الانتقالية، وتحديد أفضل الطرق لدعم السودان سياسياً واقتصادياً واجتماعياً.
من جهة أخرى، قال عضو مجلس السيادة الانتقالي المتحدث باسمه، محمد الفكي سليمان، في تصريحات أمس، إن تحقيق السلام الشامل خلال الفترة الانتقالية يحتاج إلى جهود كبيرة من كل الأطراف.
وأوضح الفكي أثناء استقباله لأحد قادة التمرد العائدين للبلاد، أن عودة قادة «الكفاح المسلح» للبلاد، ثمرة للمفاوضات التي جرت بين الحكومة الانتقالية والحركات المسلحة في جوبا الشهر الماضي، وتوقيع إعلان مبادئ، لتتواصل المفاوضات من أجل توقيع اتفاق سلام شامل.
ورحب تحالف الأحزاب الحاكمة (قوى إعلان الحرية والتغيير) بعودة رئيس «الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة» الأمين داؤود، للبلاد، واعتبر عودته بشارة نجاح المفاوضات المقبلة.
وقال المتحدث باسم «تحالف الحرية والتغيير»، وجدي صالح، إن قرار عودة قادة الحركات المسلحة قبل توقيع اتفاق السلام النهائي، يؤكد أن إرادة الجميع تتجه نحو السلام.
وتعهد القيادي العائد الأمين داؤود، من جهته، بالعمل مع السلطة الانتقالية لحل مشاكل البلاد، وبالتركيز على قضايا شرق السودان. وأضاف: «لم نأت من أجل السلطة، بل نسعى إلى بناء سودان يسع الجميع».
وأصدر مجلس السيادة، الشهر الماضي، عفواً عاماً عن قادة الحركات المسلحة، والمحكومين في قضايا سياسية، والمحظورين من دخول البلاد، لتهيئة الأجواء للتفاوض. وعاد إلى البلاد في 26 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، وفد من «حركة-جيش تحرير السودان» بقيادة مني اركو مناوي، ولحق به وفد «الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة» أمس، وذلك تمهيداً لمفاوضات السلام التي ترعاها دولة جنوب السودان، وتعقد أولى جولاتها في العاصمة جوبا في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) الجاري.



اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
TT

اليمن يطالب بتوسيع التدخلات الأممية الإنسانية في مأرب

نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)
نقص التمويل أدى إلى خفض المساعدات وحرمان الملايين منها (إعلام حكومي)

طالبت السلطة المحلية في محافظة مأرب اليمنية (شرق صنعاء) صندوق الأمم المتحدة للسكان بتوسيع تدخلاته في المحافظة مع استمرار تدهور الوضع الاقتصادي والإنساني للنازحين، وقالت إن المساعدات المقدمة تغطي 30 في المائة فقط من الاحتياجات الأساسية للنازحين والمجتمع المضيف.

وبحسب ما أورده الإعلام الحكومي، استعرض وكيل محافظة مأرب عبد ربه مفتاح، خلال لقائه مدير برنامج الاستجابة الطارئة في صندوق الأمم المتحدة للسكان عدنان عبد السلام، تراجع تدخلات المنظمات الأممية والدولية ونقص التمويل الإنساني.

مسؤول يمني يستقبل في مأرب مسؤولاً أممياً (سبأ)

وطالب مفتاح الصندوق الأممي بتوسيع الاستجابة الطارئة ومضاعفة مستوى تدخلاته لتشمل مجالات التمكين الاقتصادي للمرأة، وبرامج صحة الأم والطفل، وبرامج الصحة النفسية، وغيرها من الاحتياجات الأخرى.

ومع إشادة المسؤول اليمني بالدور الإنساني للصندوق في مأرب خلال الفترة الماضية، وفي مقدمتها استجابته الطارئة لاحتياجات الأسر عقب النزوح، بالإضافة إلى دعم مشاريع المرأة ومشاريع تحسين سبل العيش للفئات الضعيفة والمتضررة، أكد أن هناك احتياجات وتحديات راهنة، وأن تدخلات المنظمات الدولية غالباً ما تصل متأخرة ولا ترقى إلى نسبة 30 في المائة من حجم الاحتياج القائم.

وحمّل وكيل محافظة مأرب هذا النقص المسؤولية عن توسع واستمرار الفجوات الإنسانية، وطالب بمضاعفة المنظمات من تدخلاتها لتفادي وقوع مجاعة محدقة، مع دخول غالبية النازحين والمجتمع المضيف تحت خط الفقر والعوز في ظل انعدام الدخل وانهيار سعر العملة والاقتصاد.

آليات العمل

استعرض مدير برنامج الاستجابة في صندوق الأمم المتحدة للسكان خلال لقائه الوكيل مفتاح آليات عمل البرنامج في حالات الاستجابة الطارئة والسريعة، إلى جانب خطة الأولويات والاحتياجات المرفوعة من القطاعات الوطنية للصندوق للعام المقبل.

وأكد المسؤول الأممي أن الوضع الإنساني الراهن للنازحين في المحافظة يستدعي حشد المزيد من الدعم والمساعدات لانتشال الأسر الأشد ضعفاً وتحسين ظروفهم.

النازحون في مأرب يعيشون في مخيمات تفتقر إلى أبسط مقومات الحياة (إعلام محلي)

وكانت الوحدة الحكومية المعنية بإدارة مخيمات النازحين قد ذكرت أن أكثر من 56 ألف أسرة بحاجة ملحة للغذاء، وأكدت أنها ناقشت مع برنامج الغذاء العالمي احتياجات النازحين وتعزيز الشراكة الإنسانية في مواجهة الفجوة الغذائية المتزايدة بالمحافظة، ومراجعة أسماء المستفيدين الذين تم إسقاط أسمائهم من قوائم البرنامج في دورته الأخيرة، وانتظام دورات توزيع الحصص للمستفيدين.

من جهته، أبدى مكتب برنامج الأغذية العالمي في مأرب تفهمه لطبيعة الضغوط والأعباء التي تتحملها السلطة المحلية جراء الأعداد المتزايدة للنازحين والطلب الكبير على الخدمات، وأكد أنه سيعمل على حشد المزيد من الداعمين والتمويلات الكافية، ما يساعد على انتظام توزيع الحصص الغذائية في حال توفرها.

خطط مستقبلية

بحث وكيل محافظة مأرب، عبد ربه مفتاح، في لقاء آخر، مع الرئيس الجديد لبعثة المنظمة الدولية للهجرة في اليمن، عبد الستار يوسف، الوضع الإنساني في المحافظة، وخطط المنظمة المستقبلية للتدخلات الإنسانية خصوصاً في مجال مشاريع التنمية المستدامة والتعافي المجتمعي والحاجة لتوسيع وزيادة حجم المساعدات والخدمات للنازحين واللاجئين والمجتمع المضيف، وتحسين أوضاع المخيمات وتوفير الخدمات الأساسية.

وكيل محافظة مأرب يستقبل رئيس منظمة الهجرة الدولية في اليمن (سبأ)

وطبقاً للإعلام الحكومي، قدّم الوكيل مفتاح شرحاً عن الوضع الإنساني المتردي بالمحافظة التي استقبلت أكثر من 62 في المائة من النازحين في اليمن، وزيادة انزلاقه إلى وضع أسوأ جراء تراجع المساعدات الإنسانية، والانهيار الاقتصادي، والمتغيرات المناخية، واستمرار النزوح إلى المحافظة.

ودعا الوكيل مفتاح، المجتمع الدولي وشركاء العمل الإنساني إلى تحمل مسؤولياتهم الأخلاقية في استمرار دعمهم وتدخلاتهم الإنسانية لمساندة السلطة المحلية في مأرب لمواجهة الأزمة الإنسانية.

وأكد المسؤول اليمني أن السلطة المحلية في مأرب ستظل تقدم جميع التسهيلات لإنجاح مشاريع وتدخلات جميع المنظمات الإنسانية، معرباً عن تطلعه لدور قوي وفاعل للمنظمة الدولية للهجرة، إلى جانب الشركاء الآخرين في العمل الإنساني في عملية حشد المزيد من الموارد.

حريق في مخيم

على صعيد آخر، التهم حريق في محافظة أبين (جنوب) نصف مساكن مخيم «مكلان»، وألحق بسكانه خسائر مادية جسيمة، وشرد العشرات منهم، وفق ما أفاد به مدير وحدة إدارة المخيمات في المحافظة ناصر المنصري، الذي بين أن الحريق نتج عن سقوط سلك كهربائي على المساكن المصنوعة من مواد قابلة للاشتعال، مثل القش والطرابيل البلاستيكية.

مخيم للنازحين في أبين احترق وأصبح نصف سكانه في العراء (إعلام محلي)

وبحسب المسؤول اليمني، فإن نصف سكان المخيم فقدوا مساكنهم وجميع ممتلكاتهم، بما فيها التموينات الغذائية، وأصبحوا يعيشون في العراء في ظل ظروف إنسانية قاسية. وحذر من تدهور الوضع الصحي مع زيادة انتشار الأوبئة وانعدام الخدمات الأساسية.

وطالب المسؤول السلطات والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية بسرعة التدخل لتقديم الدعم اللازم للمتضررين، وفي المقدمة توفير مأوى طارئ ومساعدات غذائية عاجلة، إلى جانب المياه الصالحة للشرب، والأغطية، والأدوية.