إحباط هجمات انقلابية في 3 جبهات... وألغام الحوثيين تسقط 3 أطفال شرق صنعاء

القوات المشتركة اليمنية تحرق مخزن أسلحة جنوب الحديدة

TT

إحباط هجمات انقلابية في 3 جبهات... وألغام الحوثيين تسقط 3 أطفال شرق صنعاء

أحبطت قوات الجيش الوطني، المسنودة من تحالف دعم الشرعية بقيادة الرياض، هجوماً واسعاً شنته ميليشيات الحوثي الانقلابية على مواقع الجيش الوطني في قعطبة، شمال محافظة الضالع جنوب البلاد، والملاحيظ التي تتبع إدارياً مديرية الضاهر جنوب غربي صعدة، شمال غربي صنعاء، كما جرى إحباط مماثل لهجوم حوثي في حيس، جنوب الحديدة، حيث تمكنت القوات المشتركة من إحراق مخزن أسلحة تابع للميليشيات.
جاء ذلك في الوقت الذي سجلت فيه مديرية نهم، شرق صنعاء، مقتل طفل وإصابة اثنين آخرين، أحدهما فتاة، الجمعة، جراء انفجار لغم زرعته ميليشيات الحوثي الانقلابية، وخروج المئات من أبناء تعز في مظاهرة تطالب بفك الحصار عن مدينة تعز، المحاصرة منذ 5 سنوات من قبل ميليشيات الحوثي، وإقالة المسؤولين الفاسدين، وضبط أمن مأرب أكثر من 100 ألف حبة مخدر، و775 كيلو حشيش في أثناء تهريبها إلى الميليشيات.
وكعادتها، تلجأ ميليشيات الحوثي الانقلابية، المدعومة من إيران، إلى زراعة معظم المناطق التي تشهد مواجهات عنيفة مع الجيش الوطني، خصوصاً التي يقترب الجيش، بإسناد من تحالف دعم الشرعية في اليمن، من تطهيرها من قبضة الانقلاب، حيث يلجأ فيها الانقلابيون إلى زراعة الألغام في الطرقات والأحياء السكنية والمزارع، مما تسبب في مقتل وإصابة المئات من المدنيين، بينهم النساء والأطفال وكبار السن.
وقتل الطفل مارش ربيع الحنيشي (9 أعوام)، الجمعة، بانفجار لغم حوثي، بينما أصيب شقيقه (7 أعوام)، وطفلة أخرى في السادسة من العمر، وذلك وفقاً لما أفاد به مصدر أوضح أن «اللغم الحوثي انفجر بالأطفال في أثناء رعيهم للأغنام في منطقة يام بمديرية نهم».
وتمكنت القوات المشتركة من الجيش الوطني في محافظة الحديدة الساحلية، المطلة على البحر الأحمر، مساء الجمعة، من إحباط هجوم حوثي واسع على مديرية حيس، جنوباً، وإحراق مخزن أسلحة تابع لميليشيات الحوثي الانقلابية غرب حيس.
ونقل المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة الحكومية، المرابطة في جبهة الساحل الغربي، عن مصادر عسكرية قولها إن «مجاميع مسلحة تابعة للميليشيات شنت هجوماً واسعاً على مواقع القوات المشتركة شمال غربي حيس من عدة اتجاهات، واستخدمت خلاله مختلف أنواع الأسلحة الثقيلة والمتوسطة والقذائف المدفعية بشكل مكثف عنيف»، وإن «القوات المشتركة خاضت اشتباكات عنيفة مع مسلحي الميليشيا الذين هاجموا المواقع، وتمكنوا من التصدي للهجوم، وكسر المجاميع المسلحة بكل بسالة وحزم».
وأكدت المصادر ذاتها أن «القوات المشتركة كبدت ميليشيات الحوثي خلال الاشتباكات خسائر فادحة في العتاد والأرواح، وأوقعوا في صفوفها عشرات القتلى والجرحى، بينما لاذت بقية العناصر الحوثية بالفرار، فيما تقوم القوات بعمليات تمشيط واسعة لملاحقة من تبقى منهم، وتأمين المناطق».
وذكرت «العمالقة» أن «القوات المشتركة تمكنت من تدمير سلاح (م. ط عيار 23)، وإحراق مخزن أسلحة تابع لميليشيات الحوثي في منطقة شعب بني زهير، غرب مديرية حيس، بعملية استهداف ناجحة دقيقة».
وصباح السبت، شنت ميليشيات الانقلاب قصفها على مواقع القوات المشتركة في مناطق متفرقة من مديرية الدريهمي، جنوباً، في إطار خروقاتها اليومية لوقف إطلاق النار، مستخدمة الأسلحة الرشاشة المتوسطة والخفيفة والأسلحة القناصة، بالتزامن مع قصف الأحياء السكنية والأسواق العامة في مديرية التحيتا، جنوباً.
إلى ذلك، أعلن الجيش الوطني في محافظة صعدة إحباط محاولة تسلل والتفاف قامت بها ميليشيات الانقلاب نحو تباب الصبة والمروي والروكية، مما أسفر عن قتل وإصابة عدد من عناصر الميليشيا، واستعادة كمية من الأسلحة الخفيفة والمتوسطة.
ونقلت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ» عن رئيس المركز الإعلامي بمحور مران، الرائد عبد الله المطحني، قوله إن «قوات الجيش الوطني، مسنودة بمروحيات ومقاتلات التحالف، كبدت ميليشيا الحوثي الانقلابية خسائر في الأرواح والعتاد».
وأكد أن «العمليات العسكرية للجيش الوطني لن تتوقف في ظل الانقلاب على الشرعية».
وفي المقابل، جاب المئات من أبناء تعز، السبت، لليوم الثالث على التوالي، شوارع المدينة، في مظاهرة انطلقت من وسط المدينة إلى أمام مبنى المحافظة المؤقت بشارع جمال، للمطالبة بإقالة المسؤولين المتورطين بأعمال الفساد في تعز، حيث المدينة التي حوصرت منذ أكثر من 5 سنوات من قبل ميليشيات الحوثي الانقلابية.
ورفع المشاركون في المظاهرة عدداً من الشعارات، بما فيها: منشاكمش (لا نريدكم)، وشعارات أخرى تطالب بصرف رواتب الموظفين، ومطالبات بسرعة استكمال تحرير المحافظة من ميليشيات الحوثي الانقلابية، وفك الحصار عن المدينة.


مقالات ذات صلة

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

العالم العربي مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

لجأت الجماعة الحوثية إلى مواجهة مخاوفها من مصير نظام الأسد في سوريا بأعمال اختطاف وتصعيد لعمليات استقطاب وتطييف واسعة وحشد مقاتلين

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
TT

«سوريو مصر» يفضلون التريث قبل اتخاذ قرار العودة

لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)
لاجئون سوريون في مصر (مفوضية اللاجئين)

بعد مرور نحو أسبوع على سقوط نظام بشار الأسد في سوريا، يفضل اللاجئون والمهاجرون السوريون في مصر التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة إلى بلادهم التي تمر بمرحلة انتقالية يشوبها الكثير من الغموض.

ويتيح تغيير نظام الأسد وتولي فصائل المعارضة السورية السلطة الانتقالية، الفرصة لعودة المهاجرين دون ملاحقات أمنية، وفق أعضاء بالجالية السورية بمصر، غير أن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين في القاهرة ترى أنه «من المبكر التفكير في عودة اللاجئين المسجلين لديها، إلى البلاد حالياً».

وازدادت أعداد السوريين في مصر، على مدى أكثر من عقد، مدفوعة بالتطورات السياسية والأمنية في الداخل السوري؛ إذ ارتفع عدد السوريين المسجلين لدى مفوضية اللاجئين إلى نحو 148 ألف لاجئ، غير أن تلك البيانات لا تعكس العدد الحقيقي للجالية السورية بمصر؛ إذ تشير المنظمة الدولية للهجرة إلى أن تعدادهم يصل إلى 1.5 مليون.

ولم تغير تطورات الأوضاع السياسية والأمنية في الداخل السوري من وضعية اللاجئين السوريين بمصر حتى الآن، حسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في القاهرة، كريستين بشاي، التي قالت في تصريحات لـ«الشرق الأوسط» إن «السوريين المسجلين كلاجئين لدى المفوضية يتلقون خدماتهم بشكل طبيعي»، مشيرة إلى أنه «لا يوجد أي إجراءات حالية لمراجعة ملف اللاجئين المقيمين بمصر، تمهيداً لعودتهم».

وتعتقد بشاي أنه «من المبكر الحديث عن ملف العودة الطوعية للاجئين السوريين لبلادهم»، وأشارت إلى إفادة صادرة عن المفوضية العامة لشؤون اللاجئين مؤخراً، تدعو السوريين في الخارج لـ«التريث والصبر قبل اتخاذ قرار العودة لبلادهم».

وكانت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين قد نصحت المهاجرين السوريين في الخارج «بضرورة التحلي بالصبر واليقظة، مع قضية العودة لديارهم». وقالت، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إن «ملايين اللاجئين يواصلون تقييم الأوضاع قبل اتخاذ قرار العودة»، وأشارت إلى أن «الصبر ضروري، على أمل اتخاذ التطورات على الأرض منحى إيجابياً، ما يتيح العودة الطوعية والآمنة والمستدامة».

ووعدت المفوضية، في بيانها، بـ«مراقبة التطورات بسوريا، مع الانخراط مع مجتمعات اللاجئين، لدعم الدول في مجال العودة الطوعية والمنظمة، وإنهاء أزمة النزوح القسري الأكبر في العالم»، وأشارت في الوقت نفسه إلى أن «الاحتياجات الإغاثية داخل سوريا لا تزال هائلة، في ظل البنية التحتية المتهالكة، واعتماد أكثر من 90 في المائة من السكان على المساعدات الإنسانية».

وحسب مسؤولة العلاقات الخارجية بمكتب مفوضية اللاجئين في القاهرة، يمثل اللاجئون السوريون المسجلون لدى المفوضية نحو 17 في المائة من تعداد اللاجئين في مصر، بواقع 148 ألف لاجئ سوري، من نحو 863 ألف لاجئ من أكثر من 60 جنسية. ويأتي ترتيبهم الثاني بعد السودانيين.

وباعتقاد مدير عام مؤسسة «سوريا الغد»، ملهم الخن، (مؤسسة إغاثية معنية بدعم اللاجئين السوريين في مصر)، أن «قضية عودة المهاجرين ما زال يحيطها الغموض»، مشيراً إلى «وجود تخوفات من شرائح عديدة من الأسر السورية من التطورات الأمنية والسياسية الداخلية»، ورجّح «استمرار فترة عدم اليقين خلال الفترة الانتقالية الحالية، لنحو 3 أشهر، لحين وضوح الرؤية واستقرار الأوضاع».

ويفرق الخن، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، بين 3 مواقف للمهاجرين السوريين في مصر، تجاه مسألة العودة لبلادهم، وقال إن «هناك فئة المستثمرين، وأصحاب الأعمال، وهؤلاء تحظى أوضاعهم باستقرار ولديهم إقامة قانونية، وفرص عودتهم ضئيلة».

والفئة الثانية، حسب الخن، «الشباب الهاربون من التجنيد الإجباري والمطلوبون أمنياً، وهؤلاء لديهم رغبة عاجلة للعودة، خصوصاً الذين تركوا أسرهم في سوريا»، أما الثالثة فتضم «العائلات السورية، وهؤلاء فرص تفكيرهم في العودة ضعيفة، نظراً لارتباط أغلبهم بتعليم أبنائهم في المدارس والجامعات المصرية، وفقدان عدد كبير منهم منازلهم بسوريا».

وارتبط الوجود السوري في مصر باستثمارات عديدة، أبرزها في مجال المطاعم التي انتشرت في مدن مصرية مختلفة.

ورأى كثير من مستخدمي مواقع «السوشيال ميديا» في مصر، أن التغيير في سوريا يمثّل فرصة لعودة السوريين لبلادهم، وتعددت التفاعلات التي تطالب بعودتهم مرة أخرى، وعدم استضافة أعداد جديدة بالبلاد.

وتتيح مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، مساعدات لراغبي العودة الطوعية من اللاجئين، تشمل «التأكد من أن العودة تتم في ظروف آمنة، والتأكد من أن الأوضاع في البلد الأصلي آمنة»، إلى جانب «تقديم دعم نقدي لتغطية النفقات الأساسية والسفر»، حسب مكتب مفوضية اللاجئين في مصر.

ويرى مسؤول الائتلاف الوطني السوري، عادل الحلواني، (مقيم بمصر)، أن ملف عودة المهاجرين «ليس أولوية في الوقت الراهن»، مشيراً إلى أن «جميع السوريين يترقبون التطورات الداخلية في بلادهم، والهدف الأساسي هو عبور سوريا الفترة الانتقالية بشكل آمن»، معتبراً أنه «عندما يستشعر المهاجرون استقرار الأوضاع الداخلية، سيعودون طواعية».

وأوضح الحلواني، لـ«الشرق الأوسط»، أن «حالة الضبابية بالمشهد الداخلي، تدفع الكثيرين للتريث قبل العودة»، وقال إن «الشباب لديهم رغبة أكثر في العودة حالياً»، منوهاً بـ«وجود شريحة من المهاجرين صدرت بحقهم غرامات لمخالفة شروط الإقامة بمصر، وفي حاجة للدعم لإنهاء تلك المخالفات».

وتدعم السلطات المصرية «العودة الآمنة للاجئين السوريين إلى بلادهم»، وأشارت الخارجية المصرية، في إفادة لها الأسبوع الماضي، إلى أن «القاهرة ستواصل العمل مع الشركاء الإقليميين والدوليين لتقديم يد العون والعمل على إنهاء معاناة الشعب السوري الممتدة، وإعادة الإعمار، ودعم عودة اللاجئين، والتوصل للاستقرار الذي يستحقه الشعب السوري».