أنقرة تنتقد واشنطن بسبب موقفها من نفط سوريا

TT

أنقرة تنتقد واشنطن بسبب موقفها من نفط سوريا

وجه وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو انتقادات إلى الولايات المتحدة بسبب موقفها من حقول النفط في سوريا، قائلا إن الأميركيين «يعترفون ويقولون صراحة إنهم موجودون هناك بسبب حقول النفط».
وأضاف جاويش أوغلو، في تصريحات أمس: «لا أحد لديه الحق في الموارد السورية... جاءوا إلى هنا قاطعين آلاف الكيلومترات ويقولون: سنعمل على حماية حقول النفط في هذا البلد... هذا مخالف للقانون الدولي».
كان الرئيس الأميركي دونالد ترمب أكد مؤخرا أن أميركا ستحتفظ بقوات لتأمين حقول النفط بالتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية «قسد» في المناطق الخاضعة لسيطرتها، قائلا إن القوات الأميركية انسحبت من الحدود التركية السورية لكنها ستواصل الوجود لحماية حقول النفط.
في السياق ذاته، ذكرت وكالة أنباء الأناضول الرسمية، في تقرير أمس (السبت)، أن الجيش الأميركي أجرى تغييرات في خريطة انتشار قواته في سوريا لتعزيز وجوده قرب حقول النفط، إثر عملية «نبع السلام» التي نفذتها تركيا في منطقة شرق نهر الفرات. وكانت القوات الأميركية أخلت أكثر من نصف قواعدها في سوريا خلال «نبع السلام»، إلا أنها عادت مجدداً إلى بعض تلك القواعد.وأشار إلى أنه رغم إعلان الرئيس الأميركي دونالد ترمب رغبته في سحب الجنود الأميركيين من سوريا، فإن الوجود العسكري لا يزال مستمرا هناك.
وكانت القوات الأميركية منتشرة في 22 نقطة داخل سوريا تستخدمها كقواعد ونقاط عسكرية قبل انطلاق عملية «نبع السلام» التركية في 9 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، تضم نحو ألفي جندي.
وتوزعت القواعد الأميركية بواقع 5 قواعد في محافظة الحسكة في مناطق رميلان، الوزير، تل بيدر، صوامح صباح الخير والشدادي، و4 قواعد في دير الزور منتشرة في مناطق حقل العمر النفطي، حقل كونكو للغاز الطبيعي، وحقلي الجفرة، والتنك للنفط والغاز الطبيعي، و4 قواعد في الرقة منتشرة في مناطق الطبقة، حاوي الهوا، جزرا، معمل السكر وعين عيسى، و5 قواعد في عين العرب التابعة لمحافظة حلب منتشرة في مناطق؛ خراب العشق، السبت، الجلبية، مشتى نور وصرين. كما توجد 3 قواعد أميركية في منبج التابعة لمحافظة حلب في مناطق السعيدية، الدادات والصوامع.
وانسحبت القوات الأميركية من 16 قاعدة ونقطة عسكرية خلال عملية «نبع السلام»، ابتداءً من منبج مروراً بعين العرب والرقة وصولا إلى الحسكة، فيما أبقت على قواعدها في دير الزور الغنية بالنفط.
والنقاط التي انسحبت منها القوات الأميركية، بحسب مصادر، هي: تل البيدر وصوامع صباح الخير والوزير في الحسكة، والطبقة وحاوي الهوا، وجزرا، ومعمل السكر وعين عيسى في الرقة، وخراب العشق والجلبية والسبت، ومشتى نور وصرين في عين العرب، إضافة إلى السعيدية والدادات، والصوامع في منبج. كما أخلت القوات الأميركية قبل عملية «نبع السلام» بأيام 4 نقاط مراقبة على الحدود مع تركيا، إلا أنها عادت إلى 6 قواعد ونقاط عسكرية بعد توقف العملية العسكرية في 17 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي. وبحسب «الأناضول»، عادت القوات الأميركية إلى جميع قواعدها في الحسكة، وقاعدة صرين جنوب عين العرب (كوباني)، مع توقعات بانسحابها من الأخيرة لغموض الوضع حولها، كما عادت إلى قاعدة جزرا في الرقة، وأرسلت عددا قليلا من الجنود من أجل حماية قاعدة معمل السكر، في وقت لم تعد فيه إلى منبج.
والأسبوع الماضي، قالت الوكالة إن القوات الأميركية بدأت بناء قاعدتين في دير الزور، وقامت بإرسال تعزيزات إلى تلك المناطق بلغ قوامها ما بين 250 و300 جندي، إضافة إلى آليات ومصفحات وراجمات صواريخ. كما تواصل القوات الأميركية تسيير دورات في مناطق حقول النفط الواقعة تحت قسد.
واتهمت تركيا قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تقودها وحدات حماية الشعب الكرية بتنفيذ هجمات في منطقة عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا.
وقالت وزارة الدفاع التركية، في بيان أمس (السبت) إن قسد نفذت 8 هجمات وتحرشات في منطقة عملية «نبع السلام» خلال الساعات الأربع والعشرين الأخيرة، وسط التزام تام للقوات المسلحة التركية بالاتفاقات الحالية حيال إنشاء «ممر سلام»، في إشارة إلى اتفاقين مع الولايات المتحدة وروسيا.
وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إن بلاده لن تخرج من سوريا قبل انسحاب الدول الأخرى منها.
إلى ذلك، أجرى المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري، مباحثات في إسطنبول مع المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم كالين أمس سبقتها مباحثات أجراها في أنقرة مع وزير الدفاع خلوصي أكار تركزت حول الاتفاق الأميركي التركي بشأن المنطقة الآمنة شمال شرقي سوريا والعملية السياسية في سوريا.



15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
TT

15 ألف طالب يمني في تعز تسربوا خلال فصل دراسي واحد

المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)
المعلمون في تعز يواصلون احتجاجاتهم المطالبة بزيادة الأجور (إعلام محلي)

في حين يواصل المعلمون في محافظة تعز اليمنية (جنوب غرب) الإضراب الشامل للمطالبة بزيادة رواتبهم، كشفت إحصائية حديثة أن أكثر من 15 ألف طالب تسربوا من مراحل التعليم المختلفة في هذه المحافظة خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وعلى الرغم من قيام الحكومة بصرف الرواتب المتأخرة للمعلمين عن شهري نوفمبر (تشرين الثاني) وديسمبر (كانون الأول)، فإن العملية التعليمية لا تزال متوقفة في عاصمة المحافظة والمناطق الريفية الخاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية بسبب الإضراب.

ويطالب المعلمون بإعادة النظر في رواتبهم، التي تساوي حالياً أقل من 50 دولاراً، حيث يُراعى في ذلك الزيادة الكبيرة في أسعار السلع، وتراجع قيمة العملة المحلية أمام الدولار. كما يطالبون بصرف بدل الغلاء الذي صُرف في بعض المحافظات.

الأحزاب السياسية في تعز أعلنت دعمها لمطالب المعلمين (إعلام محلي)

ووفق ما ذكرته مصادر عاملة في قطاع التعليم لـ«الشرق الأوسط»، فإن محافظتي عدن ومأرب أقرتا صرف حافز شهري لجميع المعلمين يقارب الراتب الشهري الذي يُصرف لهم، إلا أن هذه المبادرة لم تُعمم على محافظة تعز ولا بقية المحافظات التي لا تمتلك موارد محلية كافية، وهو أمر من شأنه - وفق مصادر نقابية - أن يعمق الأزمة بين الحكومة ونقابة التعليم في تلك المحافظات، وفي طليعتها محافظة تعز.

ظروف صعبة

وفق بيانات وزعتها مؤسسة «ألف» لدعم وحماية التعليم، فإنه وفي ظل الظروف الصعبة التي يمر بها قطاع التعليم في مدينة تعز وعموم مناطق سيطرة الحكومة الشرعية المعترف بها دولياً، ازدادت تداعيات انقطاع الرواتب والإضراب المفتوح الذي دعت إليه نقابة المعلمين، مع إحصاء تسرب أكثر من 15 ألفاً و300 حالة من المدارس خلال النصف الأول من العام الدراسي الحالي.

وقال نجيب الكمالي، رئيس المؤسسة، إن هذا الرقم سُجل قبل بدء الإضراب المفتوح في جميع المدارس، وتعذر استئناف الفصل الدراسي الثاني حتى اليوم، معلناً عن تنظيم فعالية خاصة لمناقشة هذه الأزمة بهدف إيجاد حلول عملية تسهم في استمرار العملية التعليمية، ودعم الكادر التربوي، حيث ستركز النقاشات في الفعالية على الأسباب الجذرية لانقطاع الرواتب، وتأثيرها على المعلمين والمؤسسات التعليمية، وتداعيات الإضراب على الطلاب، ومستقبل العملية التعليمية، ودور المجتمع المدني والمنظمات المحلية والدولية في دعم قطاع التعليم.

المعلمون في عدن يقودون وقفة احتجاجية للمطالبة بتحسين الأجور (إعلام محلي)

وإلى جانب ذلك، يتطلع القائمون على الفعالية إلى الخروج بحلول مستدامة لضمان استمرارية التعليم في ظل الأزمات، ومعالجة الأسباب التي تقف وراء تسرب الأطفال من المدارس.

ووجهت الدعوة إلى الأطراف المعنية كافة للمشاركة في هذه الفعالية، بما في ذلك نقابة المعلمين اليمنيين، والجهات الحكومية المعنية بقطاع التعليم، ومنظمات المجتمع المدني المحلية والدولية.

آثار مدمرة

كانت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف) قد ذكرت منتصف عام 2024، أن أكثر من 4.5 مليون طفل في اليمن خارج المدرسة بسبب تداعيات سنوات من الصراع المسلح. وأفادت بأن شركاء التعليم يعيدون تأهيل وبناء الفصول الدراسية، ويقدمون المساعدة التعليمية للملايين، ويعملون على إعادة الآخرين إلى المدارس، وعدّت أن الاستثمار في التعليم هو استثمار في مستقبل الأجيال.

وتقول المنظمة إنه منذ بداية الحرب عقب انقلاب الحوثيين على السلطة الشرعية، خلفت الهجمات التي تعرض لها أطفال المدارس والمعلمون والبنية التحتية التعليمية آثاراً مدمرة على النظام التعليمي في البلاد، وعلى فرص الملايين من الأطفال في الحصول على التعليم.

1.3 مليون طفل يمني يتلقون تعليمهم في فصول دراسية مكتظة (الأمم المتحدة)

وأكدت المنظمة الأممية أن للنزاع والتعطيل المستمر للعملية التعليمية في جميع أنحاء البلاد، وتجزئة نظام التعليم شبه المنهار أصلاً، تأثيراً بالغاً على التعلم والنمو الإدراكي والعاطفي العام والصحة العقلية للأطفال كافة في سن الدراسة البالغ عددهم 10.6 مليون طالب وطالبة في اليمن.

ووفق إحصاءات «اليونيسيف»، فإن 2,916 مدرسة (واحدة على الأقل من بين كل أربع مدارس) قد دمرت أو تضررت جزئياً أو تم استخدامها لأغراض غير تعليمية نتيجة سنوات من النزاع الذي شهده اليمن.

كما يواجه الهيكل التعليمي مزيداً من العوائق، تتمثل في عدم حصول أكثر من ثلثي المعلمين (ما يقرب من 172 ألف معلم ومعلمة) على رواتبهم بشكل غير منتظم منذ عام 2016، أو انقطاعهم عن التدريس بحثاً عن أنشطة أخرى مدرة للدخل.