هوية متورط في تفجير طائرة روسية فوق سيناء تُثير اهتماماً مصرياً

أثارت معلومات عن هوية «داعشي» متورط في حادث تفجير طائرة الركاب الروسية فوق سيناء المصرية عام 2015، اهتماماً في مصر، أمس. وقال اللواء ممدوح مقلد، وكيل لجنة «الدفاع والأمن القومي» بمجلس النواب المصري (البرلمان) لـ«الشرق الأوسط»، إن «المعلومات التي توفرت حول الواقعة ستكون بداية انفراجة قوية لكشف حقيقة الحادث»، فيما أكد الخبير الأمني اللواء فاروق المقرحي، مساعد وزير الداخلية المصري الأسبق، لـ«الشرق الأوسط»، أنه «سيتم تدقيق المعلومات من قبل الأجهزة الأمنية بمصر، وحال التأكد منها سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية لضبط المتورط».
ووقع اعتداء في أكتوبر (تشرين الأول) 2015، استهدف الطائرة الروسية «إيرباص – 321»، التابعة لشركة «كوغاليم آفيا»، فوق شبه جزيرة سيناء، بعد ربع ساعة من إقلاعها من مطار شرم الشيخ. وقد أعلن تنظيم «داعش» حينها مسؤوليته عن الحادث، الذي راح ضحيته 224، أغلبهم من الروس، إضافة إلى طاقم الطائرة. وكشفت «هيئة الإذاعة الدنماركية» مساء أول من أمس، هوية أحد المتورطين في تفجير طائرة الركاب الروسية. وذكرت الإذاعة الدنماركية أن «الإرهابي الأسترالي خالد خياط، الذي أدين في وقت سابق من هذا العام بتهمة الإرهاب، كشف عن شخص يدعى باسل حسن، دنماركي من أصل لبناني، وهو أحد المتورطين في تفجير الطائرة الروسية».
وأكد اللواء مقلد أنه «سيتم التحقق من هذه المعلومات وفق إجراءات بحثية قوية جداً وسرية من قبل أجهزة الأمن»، مضيفاً: أن «المعلومات التي بثتها (هيئة الإذاعة الدنماركية) ستكون بداية خيط لدى أجهزة الأمن، خصوصاً أنه لم يتم التوصل لأي نتائج حول الواقعة إلى الآن... وما أُعلن سيكون بداية مُبشرة للكشف عن وقائع هذا الحادث، وحوادث أخرى إرهابية».
بينما قال اللواء المقرحي إن «أي معلومة في هذا الأمر تؤخذ بجدية من قبل الأجهزة المصرية؛ لكن لا يتم التصرف حيالها؛ إلا بعد التدقيق والفحص»، موضحاً أن «هذا الشخص المتورط سيتم التعامل معه وفق ما يتوفر من معلومات»، مضيفاً أن «الدولة المصرية لا تأخذ بأقوال الصحف ووسائل الإعلام على كونها حقيقة؛ لكن سيتم فحص هذه المعلومات ومتابعة هذا الاسم (أي الإرهابي باسل حسن) وعلاقته بالواقعة».
وقالت «هيئة الإذاعة الدنماركية» إن «المتهم خياط كشف خلال الاعترافات التي أدلى بها للشرطة، أن هناك طائرة انفجرت في مصر، وكان وراءها باسل الذي ينتمي لتنظيم (داعش)». وحسب الهيئة فإن «باسل وُلد عام 1987، واسمه الحقيقي محمد باسل الشيخ، وتخرج في كلية الهندسة، وهو شخصية رئيسية فيما وصفته بـ(العمليات الخارجية) لـ(داعش)».
وكان تنظيم «أنصار بيت المقدس» بمصر، قد بايع زعيم «داعش» السابق أبو بكر البغدادي عام 2014، وغيّر اسمه حينها ليصبح «ولاية سيناء»، ومنذ ذلك الحين يُعرف باسم «داعش سيناء»، ولاقى التنظيم خلال الأشهر الماضية هزائم كبيرة على يد قوات من الجيش والشرطة بمصر... وبايع التنظيم أخيراً زعيم «داعش» الجديد أبو إبراهيم الهاشمي القرشي.
وذكرت تقارير دنماركية أن «باسل كان موضوعاً على قائمة المطلوبين منذ فبراير (شباط) 2013». وتقول الشرطة إن «باسل فر من الدنمارك إلى لبنان ومنه إلى سوريا حيث التحق بـ(داعش)، وتردد أكثر من مرة أنه قُتل، لكن ذلك لم يتأكد رسمياً»، وقد ورد اسمه في إطار محاكمة تجري حالياً في كوبنهاغن وتتعلق بمؤامرة إرهابية لـ«داعش» استُخدمت فيها طائرات «درون».
وحاولت «الشرق الأوسط» التواصل مع مصادر رسمية بمصر، أمس، للتعرف على الإجراءات الرسمية التي سيتم اتخاذها حيال هذه المعلومات؛ لكنها لم تحصل على إفادة بهذا الشأن.
فيما أكد اللواء فاروق المقرحي أنه «حال التوصل لمعلومات دقيقة حول الواقعة، سيتم اتخاذ الإجراءات القانونية كافة، للعمل على ضبط هذا الإرهابي والتشكيل المتورط في الحادث، والبحث عن مموله، ومن ساعده لدخول البلاد».
من جهته، قال اللواء ممدوح مقلد إن «الإجراءات التي سوف تُتخذ حيال الواقعة لا يمكن الإفصاح عنها حالياً، وهذه المعلومات ستكون بداية انفراجة قوية لكشف الحقيقة».