لا تزال حالة من القلق تسود بوركينا فاسو أمس (الجمعة)، على مصير العشرات بعد كمين نصب لعمال قرب منجم ذهب تملكه شركة كندية أودى بحياة 37 شخصاً في أسوأ هجوم من نوعه منذ سنوات. وقالت شركة سيمافو، ومقرها كيبيك، إن خمساً من حافلاتها التي يرافقها عسكريون هوجمت يوم الأربعاء بأسلحة نارية على الطريق المؤدية إلى منجمها في بونجو بمنطقة إست بشرق البلاد على بعد نحو 40 كيلومتراً من بونجو.
وقالت السلطات إن 60 آخرين أصيبوا في الهجوم، ولا يزال المهاجمون مجهولين، لكن بوركينا فاسو تواجه عنفاً متصاعداً من جانب المتشددين في المناطق الشرقية والشمالية النائية. وبدأت بوركينا فاسو أمس، 3 أيام من الحداد الوطني على ضحايا هجوم استهدف عمال منجم للذهب تديره شركة «سيمافو» الكندية، وأسفر عن مقتل 38 وإصابة 60 شخصاً، على الأقل، في الهجوم الذي وقع على بعد 40 كيلومتراً تقريباً من منجم بونجو بمنطقة إست. وقالت «سيمافو» إن المعتدين هاجموا موكباً لنقل موظفين من بوركينا فاسو، يعملون لدى الشركة الكندية، ومقرها مدينة مونتريال، مرافقة قوة عسكرية لهم.
وقال شهود عيان إن حصيلة القتلى 98 شخصاً، ولم يتم تأكيد الرقم. وبحسب «سيمافو»، «لا يوجد كنديون بين ضحايا الهجوم». وتعد منطقة شمال بوركينا فاسو، المتاخمة للحدود مع مالي والنيجر، ملاذاً للمتشددين الذين يشنون هجمات على السكان المدنيين. وتقول الأمم المتحدة إن بوركينا فاسو، غرب أفريقيا، ضمن أفقر 10 دول في العالم.
من جهته، قال الرئيس روك مارك كابوريه في كلمة بثها التلفزيون: «شعبنا في حداد مرة أخرى بسبب الجماعات الإرهابية التي يكثر عددها وبسبب أعمال قتل ضد مدنيينا وأجهزتنا الدفاعية والأمنية».
ولا يزال من غير الواضح عدد من كانوا في سيارات الشركة أو جنسياتهم أو عدد المفقودين. لكن مصدرين أمنيين قالا إن عشرات ربما يكونون في عداد المفقودين. وذكرت شركة بيرينتي جلوبال الأسترالية لخدمات التعدين أمس (الجمعة)، أن 19 من موظفيها كانوا بين قتلى الهجوم وأن 20 يعالجون بالمستشفى.
إلى ذلك، أدرجت الولايات المتحدة أول من أمس، على لائحة الإرهاب، المالي أمادو كوفا زعيم جماعة متطرفة في منطقة الساحل الأفريقي موالية لتنظيم القاعدة. ويعدّ كوفا زعيم «جبهة تحرير ماسينا» المنضوية تحت لواء «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي تُعدّ أبرز تحالف للمتطرفين في منطقة الساحل الأفريقي. ويتحدّر كوفا من عائلة فقيرة في منطقة موبتي في مالي، ويعمل منذ سنوات قليلة على جذب أفراد أقلية الفولان التي ينتمي لها، إلى جماعته. وتكررت منذ عام 2015 المواجهات بين الفولان التي تتكون تاريخياً في غالبيتها من الرعاة الرحل وجماعات تعمل في الزراعة من إثنيتي البامبارا والدوغون.
وبحسب وزارة الخارجية الأميركية، فإنّ «جماعة نصرة الإسلام والمسلمين» التي أدرجت العام الماضي على لائحة الإرهاب الأميركية، مسؤولة عن مقتل أكثر من 500 مدني منذ عامين. ويأتي القرار الأميركي بعد يومين من إعلان مقتل أحد قادة الجماعة، المغربي علي مايشو الملقب بـ«أبو عبد الرحمن المغربي»، على يد القوات الفرنسية في مالي بداية أكتوبر (تشرين الأول).