سلفيو مصر يشكون من هجوم وشائعات يتعرضون لها بسبب الانتخابات البرلمانية

متحدث «الدعوة السلفية» نفى لـ {الشرق الأوسط} لقاءهم مسؤولين أميركيين وأعضاء من {الإخوان}

الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية» في مصر
الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية» في مصر
TT

سلفيو مصر يشكون من هجوم وشائعات يتعرضون لها بسبب الانتخابات البرلمانية

الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية» في مصر
الشيخ عبد المنعم الشحات المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية» في مصر

شكا ممثلو أكبر تجمع للسلفيين في مصر، من تعرضهم لهجوم وشائعات متعددة في الآونة الأخيرة، مع اقتراب انتخابات مجلس النواب (البرلمان)، ودخولهم في منافسة قوية مع باقي الأحزاب المدنية. وقال الشيخ عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم «الدعوة السلفية» بمصر، لـ«الشرق الأوسط»، إن «استهداف (الدعوة السلفية) وحزب النور مستمر ويزداد دائما في فترة الانتخابات».
ونفت «الدعوة السلفية» لقاءها مسؤولين أميركيين، وأعضاء من جماعة الإخوان المسلمين في الإسكندرية أخيرا، لحث شباب «الإخوان» على المشاركة في العمل السياسي خلال الفترة المقبلة. وأكد الشحات أن «الدعوة وذراعها السياسية، حزب النور، لم يلتقيا أعضاء جماعة الإخوان.. وأن خطاب الدعوة يوجه لجماعة الإخوان بشكل غير مباشر.. للعودة إلى السلمية والابتعاد عن العنف».
وكانت مصادر قريبة الصلة من «الدعوة السلفية» أكدت أمس، أن القنصلية الأميركية في الإسكندرية، تنظم لقاءات دورية في مقر «القنصلية» مع شباب الدعوة وحزب النور. وأوضحت المصادر أن اللقاءات ناقشت حث الشباب السلفي على احتواء شباب جماعة الإخوان المسلمين، التي أعلنتها السلطات تنظيما إرهابيا، والمشاركة في العمل السياسي.
لكن المتحدث باسم «الدعوة السلفية» نفى عقد لقاءات بين «النور» و«الدعوة السلفية» ومسؤولين أميركان، بقوله: إن «هذا غير صحيح وغير منطقي بالنسبة لنا وللولايات المتحدة الأميركية». وتساءل الشحات: «عندما تحلل هذا الكلام.. تجده غير دقيق».
وشارك حزب النور، في صياغة خارطة المستقبل، عقب عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي في 3 يوليو (تموز) من العام الماضي، وهو الموقف الذي أشعل الوضع بين «الدعوة السلفية» وحزبها، وقوى إسلامية مؤيدة للجماعة، واتهمت جماعة الإخوان، «الدعوة السلفية»، بخيانة التجربة الإسلامية. كما كان «النور» السلفي عضوا أصليا في لجنة الـ50 التي أعدت الدستور المصري، مطلع يناير (كانون الثاني) الماضي.
وقالت مصادر في «الدعوة السلفية»، عبر عدد من المواقع إلكترونية أمس، إن اللقاءات مع المسؤولين الأميركيين بدأت منذ ثورة 25 يناير (كانون الثاني) عام 2011، وكانت تعقد بشكل مكثف، ثم توقفت فترة بعد ثورة 30 يونيو (حزيران) عام 2013. ومع تنامي ظاهرة العنف الجهادي في شبه جزيرة سيناء، استؤنفت اللقاءات مجددا، وهي عبارة عن محاضرات يجري خلالها تبادل الآراء.
وأكدت المصادر نفسها، أن لقاءات مسؤولي القنصلية الأميركية مع شباب الدعوة وحزب النور تجرى بناء على طلبهم لا طلب الحزب، وأن اللقاء الأخير، كان في الإسكندرية لرغبة القنصل الأميركي في التعرف على حزب النور، وآرائه وتوجهاته.
وفي تعليقه على ذلك، نفى الشحات لقاءات الحزب و«الدعوة السلفية» مسؤولين أميركيين وأعضاء من شباب جماعة الإخوان المسلمين في الإسكندرية، قائلا إن «هذا غير صحيح وغير منطقي أن نلتقي أميركيين خلال الوقت الراهن»، لافتا إلى أن «الدعوة السلفية» لها خطاب إسلامي عام موجه ككل لجماعة الإخوان المسلمين وليس لشبابها فقط.
وقال الشحات لـ«الشرق الأوسط» إننا «نذكر جماعة الإخوان في خطاباتنا ببدايتهم الأولى.. وكيف كانت دعوتهم سلمية بعيدا عن العنف»، مضيفا: «نذكرهم في محاولة لمنع أي دوافع قد تصيب شباب (الإخوان) بالإحباط وتدفعهم لأي أعمال غير متوقعة»، مشيرا إلى أن «الدعوة السلفية» من خلال أبنائها توجه خطاب النصح للجميع، خاصة شباب الجامعات.
وعن لقاءات جرت بالفعل مع قيادات من «الإخوان» أو شبابها مع «الدعوة السلفية» في الإسكندرية، قال الشيخ الشحات: «خطابنا الذي جرى توجيهه لـ(الإخوان)، إعلامي من خلال مواقع (الدعوة السلفية)، ومن خلال الصحف التي يكتب فيها مشايخ الدعوة، وليس خطابا مباشرا مع (الإخوان) وشبابها»، مؤكدا أن استهداف «الدعوة السلفية» وحزب النور متوقع ومستمر ويزداد دائما في فترة الانتخابات، وذلك في مجمل رده على وجود محاولات لتشويه «النور» قبل انتخابات البرلمان المقبلة.
وحل «النور» ثانيا في الانتخابات البرلمانية التي جرت أواخر عام 2011، ونجح في الحصول على 25 في المائة من مقاعد المجلس التشريعي، وستجري الانتخابات المقبلة وفقا للنظام المختلط (ثلثان للفردي، وثلث للقائمة)، وفي ظل غياب جماعة الإخوان، أكبر كتلة في البرلمان السابق، يأمل «النور» حصد مقاعد في البرلمان المقبل، لترسيخ وجوده في السنوات المقبلة في الحياة السياسية المصرية.
وعن وجود مخاوف من تأثر حزب النور والدعوة شعبيا في الشارع المصري خلال الانتخابات المقبلة، قال الشيخ الشحات، إن «القاعدة الدعوية لـ(الدعوة السلفية) متماسكة جدا في الشارع».
وتبرأ حزب النور، أكبر الأحزاب السلفية في مصر، سبتمبر (أيلول) الماضي، من علاقته بجماعة الإخوان، وذلك عبر فيلم تسجيلي أنتجه «النور» يتحدث عن علاقة الحزب بـ«الإخوان» منذ ثورة 25 يناير وحتى الآن، وقال الحزب وقتها إن «الفيلم محاولة لوقف ما يقوم به (الإخوان) وبعض القوى السياسية من هجوم على (النور) و(الدعوة السلفية)».
عن استعدادات «الدعوة السلفية» لخوض انتخابات البرلمان المقبل، قال القيادي بـ«الدعوة السلفية»: «تفاصيل التحالفات الانتخابية ونحو ذلك، مختص بها قيادات حزب النور أكثر من قيادات الدعوة».



إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.