إجماع يمني على إيجابية «اتفاق الرياض» لتوحيد الصف ومواجهة إيران

هادي يلتقي وفد «الانتقالي» ويحض على الإسراع في التنفيذ

TT

إجماع يمني على إيجابية «اتفاق الرياض» لتوحيد الصف ومواجهة إيران

حظي «اتفاق الرياض» الذي رعته المملكة العربية السعودية بين الحكومة الشرعية في اليمن والمجلس الانتقالي الجنوبي بمباركة يمنية وعربية ودولية، أملا في أن يقود الاتفاق إلى توحيد كل الجهود لإحلال السلام وإنهاء الانقلاب واستئناف المرحلة الانتقالية التي وأدها المشروع الإيراني عبر أداته الحوثية.
وفي حين أكدت الأحزاب اليمنية الرسمية المؤيدة للشرعية تأييدها للاتفاق باعتباره الرافعة التي ستؤدي إلى توحيد الصف الجمهوري لاستعادة اليمن واستكمال عملية تحرير صنعاء، اعتبرته الجماعة الحوثية مع بعض المكونات الموالية لأذرع إيران في المنطقة تهديدا لها من منطلق استعداء هذه الأذرع للمشروع العربي الذي تقوده السعودية في مواجهة طهران.
وتأكيدا على طي صفحة الخلاف الذي أثارته أحداث أغسطس (آب) الماضي في عدن وأبين ثم في شبوة، وتتويجا للجهود السعودية في لملمة الصف اليمني، استقبل الرئيس عبد ربه منصور هادي في مقر إقامته بالرياض وفد المجلس الانتقالي الجنوبي، الخميس، في سياق التمهيد لبدء تنفيذ «اتفاق الرياض» وإنهاء مظاهر الفرقة بين المكونات اليمنية المجابهة للمشروع الحوثي الإيراني.
وذكرت المصادر الرسمية أن الرئيس هادي أشاد بالجهود التي بذلت في سبيل إخراج الاتفاق إلى حيز الوجود بدعم وإشراف مباشر من قادة السعودية الذين بذلوا جهوداً مخلصة وكبيرة.
وشدد هادي - بحسب المصادر - على المضي في تنفيذ الاتفاق لتحقيق غايات وتطلعات اليمنيين بصورة عامة من خلال توحيد الجهود والطاقات في تحقيق الأهداف والغايات السامية بدعم ومساندة الأشقاء في تحالف دعم الشرعية باليمن لإنهاء انقلاب الميليشيات الحوثية المدعومة من النظام الإيراني.
وأشار هادي إلى تبينه مبكراً للقضية الجنوبية بمفاهيمها العادلة وإنصافها من خلال تصدرها للقضايا الرئيسية في الحوار الوطني الشامل وما أفرزه وتمخض عنه الحوار الوطني من حلول عادلة للقضية الجنوبية باعتبارها مفتاحا لحل تداعيات الصراع في اليمن.
وأكد الرئيس اليمني أهمية المضي قدماً لتنفيذ اتفاق الرياض بكل تفاصيله للوصول إلى حالة الاستقرار التي ينشدها اليمنيون في المحافظات الجنوبية وفي الوطن بشكل عام.
ونسبت المصادر الرسمية اليمنية إلى رئيس «الانتقالي» اللواء عيدروس الزبيدي أنه عبر عن «سروره بهذا الاستقبال واللقاء مع الرئيس هادي»، مؤكداً حرصه وقيادة المجلس الانتقالي على دعم جهود هادي والعمل سوياً وتحت قيادته لترجمة تنفيذ الاتفاق والتنسيق الكامل معه لتحقيق التطلعات والأهداف المنشودة.
من جهته، كان وزير الخارجية اليمني محمد الحضرمي التقى في وقت سابق من يوم الخميس سفراء مجموعة الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن المعتمدين لدى بلاده لمناقشة المستجدات على الساحة اليمنية، لا سيما اتفاق الرياض بين الحكومة والمجلس الانتقالي الجنوبي والتصعيد الأخير للميليشيات الحوثية في الساحل الغربي.
وأوردت المصادر الرسمية أن الحضرمي أطلع السفراء على بنود اتفاق الرياض والجدول الزمني لتنفيذه، والجهود التي بذلتها الحكومة بتوجيهات من الرئيس عبد ربه منصور هادي رئيس الجمهورية للوصول إلى الاتفاق، وثمن الجهود الحثيثة لقيادة المملكة العربية السعودية قائدة تحالف دعم الشرعية التي كان لها الدور الأبرز في توقيع الاتفاق الذي قال الحضرمي إنه «سيساهم في توحيد الصف الوطني ضد المشروع الحوثي الإيراني في اليمن».
واعتبر الحضرمي أن الاتفاق «يعزز الثوابت الوطنية وعلى رأسها أمن واستقرار وسلامة ووحدة الأراضي اليمنية في ظل اليمن الاتحادي الجديد»، وأشاد بالموقف الدولي الداعم لاتفاق الرياض والذي برز من خلال البيانات الدولية ومجلس الأمن التي باركت الاتفاق واعتبرته خطوة إيجابية في تحقيق السلام الدائم في اليمن.
ونقلت وكالة «سبأ» عن الحضرمي قوله «إن اتفاق الرياض فرصة ثمينة لتوحيد الصفوف ومعالجة جذور ومسببات الأحداث المؤسفة التي شهدتها العاصمة المؤقتة عدن خلال شهر أغسطس الماضي»... موضحاً أن الاتفاق سيعمل على تعزيز دور مؤسسات وسلطات الدولة بما فيها مجلس النواب وتوحيد كل الوحدات العسكرية والأمنية تحت قيادة وزارتي الدفاع والداخلية وتفعيل دور الأجهزة الرقابية ومكافحة الفساد.
ونسبت المصادر اليمنية إلى السفراء الخمسة، أنهم أكدوا أن الاتفاق يمثل خطوة مهمة في تعزيز الأمن والاستقرار في اليمن ويخدم جهود تحقيق السلام الشامل، كما جددوا دعم بلدانهم للحكومة اليمنية في كل ما ستتخذه من خطوات لتثبيت الأمن والاستقرار وتحسين الوضع الاقتصادي والمعيشي للمواطنين.
في سياق متصل، اعتبر وزير الإعلام في الحكومة اليمنية معمر الإرياني خلال لقاء في الرياض مع المؤسسات الإعلامية والصحافية أقيم لشرح مضامين اتفاق الرياض من وجهة نظر قانونية وتشريعية أنه «لا يوجد منتصر أو خاسر في اتفاق الرياض وأن اليمن هو من انتصر».
ودعا الوزير اليمني إلى خطاب إعلامي جديد لا يستجيب لأي خطاب استفزازي، وقال: «نحن بحاجة إلى خطاب وطني وأخلاقي يبرز الصورة الإيجابية ويقدم نموذجا للسلام والوئام».
وفي حين حض الإرياني جميع الصحافيين والمؤسسات الإعلامية المساندة للشرعية إلى إظهار الجانب الإيجابي من اتفاق الرياض لكونه يحقق المصلحة الوطنية ويحافظ على كيان الدولة ووجودها في مختلف المحافظات المحررة، أشار في الوقت نفسه إلى «أهمية تقديم خطاب إعلامي منضبط جامع والابتعاد عن المناكفات السياسية وتوجيه البوصلة تجاه العدو الأول للشعب اليمني المتمثل في ميليشيات الحوثي الانقلابية المدعومة من إيران» بحسب ما نقلته عنه وكالة «سبأ».
وثمن الإرياني الدور الذي لعبته المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمير محمد بن سلمان والمتابعة المباشرة لسمو الأمير خالد بن سلمان من أجل الوصول إلى الاتفاق الذي قال إنه «يعزز من وجود الدولة ويوحد الصفوف لمواجهة المشروع الإيراني في اليمن والمتمثل بالميليشيات الحوثية، إضافة إلى دورهم في مرحلة ما بعد الاتفاق من خلال اللجنة المشتركة المشرفة على تنفيذ الاتفاق».
وعقب توقيع الاتفاق الثلاثاء الماضي في الرياض، أعلن 13 حزبا يمنيا مؤيدا للشرعية تأييد الاتفاق، من بينها أكبر الأحزاب اليمنية، مثل «المؤتمر الشعبي» (جناح الشرعية) وحزب «التجمع» اليمني للإصلاح، والحزب الاشتراكي اليمني والتنظيم الوحدوي الشعبي الناصري واتحاد الرشاد اليمني.
وفي الوقت الذي سارعت فيه إيران عقب توقيع الاتفاق إلى عدم الترحيب به على لسان المتحدث باسم خارجيتها عباس موسوي، الذي زعم أن الاتفاق «لا يساعد في حل مشاكل اليمن» سارعت بعض الكيانات والأصوات اليمنية المناهضة لتحالف دعم الشرعية إلى التماهي مع اللهجة الإيرانية ذاتها.
ومن ذلك التماهي المشبوه مع الموقف الإيراني ما جاء في بيان لجناح الإخوان المسلمين الذي تقوده الناشطة توكل كرمان تحت اسم «مجلس شباب الثورة اليمنية» وكذلك ما جاء في بيان لما يسمى «مجلس الإنقاذ الجنوبي» المدعوم من بعض الدول الإقليمية المناهضة للدور السعودي لدعم الشرعية في اليمن ويترأسه مسؤول محلي سابق في محافظة المهرة يدعى علي سالم الحريزي.
وباستثناء هذه الأصوات المساندة للمشروع الإيراني في المنطقة، لقي «اتفاق الرياض» إجماعا يمنيا وعربيا، كما حظي بمباركة من الأمم المتحدة ومجلس الأمن والاتحاد الأوروبي والدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ويتضمن الاتفاق خطوات وتدابير سياسية وأمنية تتمثل في تشكيل حكومة من 24 وزيرا، وتوحيد القوات العسكرية والأمنية في المحافظات الجنوبية بما يضمن توجيه الجهود لاستكمال تحرير بقية المناطق والاستمرار في عملية إعادة الإعمار وتوفير الخدمات.


مقالات ذات صلة

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني ومحافظ مأرب ورئيس هيئة الأركان خلال زيارة سابقة للجبهات في مأرب (سبأ)

القوات المسلحة اليمنية: قادرون على تأمين الممرات المائية الاستراتيجية وعلى رأسها باب المندب

أكدت القوات المسلحة اليمنية قدرة هذه القوات على مواجهة جماعة الحوثي وتأمين البحر الأحمر والممرات المائية الحيوية وفي مقدمتها مضيق باب المندب الاستراتيجي.

عبد الهادي حبتور (الرياض)

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
TT

الحوثيون يكثّفون حملة الاعتقالات في معقلهم الرئيسي

جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)
جنود حوثيون يركبون شاحنة في أثناء قيامهم بدورية في مطار صنعاء (إ.ب.أ)

أطلقت الجماعة الحوثية سراح خمسة من قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في مناطق سيطرتها، بضمانة عدم المشاركة في أي نشاط احتجاجي أو الاحتفال بالمناسبات الوطنية، وفي المقابل كثّفت في معقلها الرئيسي، حيث محافظة صعدة، حملة الاعتقالات التي تنفّذها منذ انهيار النظام السوري؛ إذ تخشى تكرار هذه التجربة في مناطق سيطرتها.

وذكرت مصادر في جناح حزب «المؤتمر الشعبي» لـ«الشرق الأوسط»، أن الوساطة التي قادها عضو مجلس حكم الانقلاب الحوثي سلطان السامعي، ومحافظ محافظة إب عبد الواحد صلاح، أفضت، وبعد أربعة أشهر من الاعتقال، إلى إطلاق سراح خمسة من أعضاء اللجنة المركزية للحزب، بضمانة من الرجلين بعدم ممارستهم أي نشاط معارض لحكم الجماعة.

وعلى الرغم من الشراكة الصورية بين جناح حزب «المؤتمر» والجماعة الحوثية، أكدت المصادر أن كل المساعي التي بذلها زعيم الجناح صادق أبو راس، وهو عضو أيضاً في مجلس حكم الجماعة، فشلت في تأمين إطلاق سراح القادة الخمسة وغيرهم من الأعضاء؛ لأن قرار الاعتقال والإفراج مرتبط بمكتب عبد الملك الحوثي الذي يشرف بشكل مباشر على تلك الحملة التي طالت المئات من قيادات الحزب وكوادره بتهمة الدعوة إلى الاحتفال بالذكرى السنوية للإطاحة بأسلاف الحوثيين في شمال اليمن عام 1962.

قيادات جناح حزب «المؤتمر الشعبي» في صنعاء يتعرّضون لقمع حوثي رغم شراكتهم الصورية مع الجماعة (إكس)

في غضون ذلك، ذكرت وسائل إعلام محلية أن الجماعة الحوثية واصلت حملة الاعتقالات الواسعة التي تنفّذها منذ أسبوعين في محافظة صعدة، المعقل الرئيسي لها (شمال)، وأكدت أنها طالت المئات من المدنيين؛ حيث داهمت عناصر ما يُسمّى «جهاز الأمن والمخابرات»، الذين يقودهم عبد الرب جرفان منازلهم وأماكن عملهم، واقتادتهم إلى معتقلات سرية ومنعتهم من التواصل مع أسرهم أو محامين.

300 معتقل

مع حالة الاستنفار التي أعلنها الحوثيون وسط مخاوف من استهداف قادتهم من قبل إسرائيل، قدّرت المصادر عدد المعتقلين في الحملة الأخيرة بمحافظة صعدة بنحو 300 شخص، من بينهم 50 امرأة.

وذكرت المصادر أن المعتقلين يواجهون تهمة التجسس لصالح الولايات المتحدة وإسرائيل ودول أخرى؛ حيث تخشى الجماعة من تحديد مواقع زعيمها وقادة الجناح العسكري، على غرار ما حصل مع «حزب الله» اللبناني، الذي أشرف على تشكيل جماعة الحوثي وقاد جناحيها العسكري والمخابراتي.

عناصر من الحوثيين خلال حشد للجماعة في صنعاء (إ.ب.أ)

ونفت المصادر صحة التهم الموجهة إلى المعتقلين المدنيين، وقالت إن الجماعة تسعى لبث حالة من الرعب وسط السكان، خصوصاً في محافظة صعدة، التي تستخدم بصفتها مقراً أساسياً لاختباء زعيم الجماعة وقادة الجناح العسكري والأمني.

وحسب المصادر، تتزايد مخاوف قادة الجماعة من قيام تل أبيب بجمع معلومات عن أماكن اختبائهم في المرتفعات الجبلية بالمحافظة التي شهدت ولادة هذه الجماعة وانطلاق حركة التمرد ضد السلطة المركزية منذ منتصف عام 2004، والتي تحولت إلى مركز لتخزين الصواريخ والطائرات المسيّرة ومقر لقيادة العمليات والتدريب وتخزين الأموال.

ومنذ سقوط نظام الرئيس السوري بشار الأسد وانهيار المحور الإيراني، استنفرت الجماعة الحوثية أمنياً وعسكرياً بشكل غير مسبوق، خشية تكرار التجربة السورية في المناطق التي تسيطر عليها؛ حيث نفّذت حملة تجنيد شاملة وألزمت الموظفين العموميين بحمل السلاح، ودفعت بتعزيزات كبيرة إلى مناطق التماس مع القوات الحكومية خشية هجوم مباغت.

خلق حالة رعب

بالتزامن مع ذلك، شنّ الحوثيون حملة اعتقالات شملت كل من يُشتبه بمعارضته لسلطتهم، وبررت منذ أيام تلك الحملة بالقبض على ثلاثة أفراد قالت إنهم كانوا يعملون لصالح المخابرات البريطانية، وإن مهمتهم كانت مراقبة أماكن وجود قادتها ومواقع تخزين الأسلحة في صنعاء.

وشككت مصادر سياسية وحقوقية في صحة الرواية الحوثية، وقالت إنه ومن خلال تجربة عشرة أعوام تبيّن أن الحوثيين يعلنون مثل هذه العمليات فقط لخلق حالة من الرعب بين السكان، ومنع أي محاولة لرصد تحركات قادتهم أو مواقع تخزين الصواريخ والمسيرات.

انقلاب الحوثيين وحربهم على اليمنيين تسببا في معاناة ملايين السكان (أ.ف.ب)

ووفق هذه المصادر، فإن قادة الحوثيين اعتادوا توجيه مثل هذه التهم إلى أشخاص يعارضون سلطتهم وممارساتهم، أو أشخاص لديهم ممتلكات يسعى قادة الجماعة للاستيلاء عليها، ولهذا يعمدون إلى ترويج مثل هذه التهم التي تصل عقوبتها إلى الإعدام لمساومة هؤلاء على السكوت والتنازل عن ممتلكاتهم مقابل إسقاط تلك التهم.

وبيّنت المصادر أن المئات من المعارضين أو الناشطين قد وُجهت إليهم مثل هذه التهم منذ بداية الحرب التي أشعلتها الجماعة الحوثية بانقلابها على السلطة الشرعية في 21 سبتمبر (أيلول) عام 2014، وهي تهم ثبت زيفها، ولم تتمكن مخابرات الجماعة من تقديم أدلة تؤيد تلك الاتهامات.

وكان آخرهم المعتقلون على ذمة الاحتفال بذكرى الإطاحة بنظام حكم أسلافهم في شمال اليمن، وكذلك مالك شركة «برودجي» التي كانت تعمل لصالح الأمم المتحدة، للتأكد من هوية المستفيدين من المساعدات الإغاثية ومتابعة تسلمهم تلك المساعدات؛ حيث حُكم على مدير الشركة بالإعدام بتهمة التخابر؛ لأنه استخدم نظام تحديد المواقع في عملية المسح، التي تمت بموافقة سلطة الحوثيين أنفسهم