اتفاق مصري ـ ليبي لتعزيز التعاون الأمني وتدريب الجيش يثير قلق «المتطرفين»

مصادر لـ {الشرق الأوسط} : يشمل إعادة تأهيل المؤسسات الاستخباراتية

الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري يستقبل عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي وزير الدفاع بالقاهرة أمس (وزارة الدفاع المصرية)
الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري يستقبل عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي وزير الدفاع بالقاهرة أمس (وزارة الدفاع المصرية)
TT

اتفاق مصري ـ ليبي لتعزيز التعاون الأمني وتدريب الجيش يثير قلق «المتطرفين»

الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري يستقبل عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي وزير الدفاع بالقاهرة أمس (وزارة الدفاع المصرية)
الفريق أول صدقي صبحي وزير الدفاع المصري يستقبل عبد الله الثني رئيس الوزراء الليبي وزير الدفاع بالقاهرة أمس (وزارة الدفاع المصرية)

كشفت مصادر ليبية رفيعة المستوى لـ«الشرق الأوسط» النقاب عن اتفاق مصري - ليبي مشترك على ضبط الحدود وتعزيز التعاون الأمني والعسكري، وقيام مصر بالمساعدة في رفع الكفاءة القتالية لوحدات من الجيش الليبي، وهو الأمر الذي أثار قلق الجماعات المتطرفة في ليبيا.
وأوضحت المصادر المرافقة لعبد الله الثني رئيس الحكومة الانتقالية في ليبيا، الذي يزور مصر حاليا، أن الاتفاق شمل أيضا مساعدة مصر في إعادة تأهيل المؤسسات الأمنية والاستخباراتية الليبية، على نحو يمكّنها من مواجهة الجماعات المتطرفة، التي تدعو إلى العنف وإثارة الفوضى في ليبيا.
وأجرى الثني، أمس، محادثات مهمة، في ثاني أيام زيارته إلى القاهرة، حيث بحث مع الفريق أول صدقي صبحي القائد العام للقوات المسلحة المصرية وزير الدفاع والإنتاج الحربي، تعزيز التعاون العسكري ومكافحة الإرهاب بين مصر وليبيا، بينما أجرى وزيرا الخارجية والداخلية الليبيان المرافقان له محادثات مماثلة مع نظيريهما المصريين.
وكان وزير الدفاع المصري قد خص الثني بمراسم استقبال رسمية بمقر الأمانة العامة لوزارة الدفاع المصرية، قبل أن يعقدا جلسة محادثات بحضور الفريق محمود حجازي رئيس أركان حرب القوات المسلحة، وقادة الأفرع الرئيسة، وعدد من كبار قادة القوات المسلحة المصرية، تناولت سبل دعم وتعزيز التعاون المشترك وتبادل الخبرات بين القوات المسلحة لكلا البلدين في مختلف المجالات، خاصة في مجالي مكافحة الإرهاب وتأمين الحدود المشتركة.
وأكد الفريق صبحي على العلاقات الراسخة التي تجمع بين الشعبين المصري والليبي اللذين يرتبطان بوحدة الأرض والمصير، مؤكدا على حرص القوات المسلحة المصرية على «دعم الجيش الليبي الشقيق».
وقال بيان لوزارة الدفاع المصرية إن الثني قدم في المقابل التهنئة باسم الشعب والحكومة الليبية إلى الشعب المصري وقواته المسلحة، بمناسبة ذكرى انتصارات أكتوبر المجيدة، التي كانت رمزا لانتصار الإرادة العربية.
ونقل البيان عن الثني تأكيده على المواقف المصرية الداعمة للحكومة الليبية في ظل ما يواجهها من تحديات كبيرة، لاستعادة وحدة الصف، وتحقيق الأمن والاستقرار لأبناء الشعب الليبي.
وعرضت مصر تدريب قوات موالية للحكومة تقاتل جماعات مسلحة منافسة في ليبيا، للمساعدة في مواجهة ما قالت إنه تهديد لاستقرارها، وقال مسؤولو أمن مصريون إن انعدام القانون في شرق ليبيا مكّن المتشددين من إقامة مراكز تدريب مؤقتة لا تبعد سوى بضعة كيلومترات عن الحدود مع مصر.
وأعلن بعض المتشددين الإسلاميين بمدينة درنة على ساحل ليبيا ولاءهم لتنظيم «داعش»، الذي سيطر على مساحات كبيرة من العراق.
في غضون ذلك، أعرب عمر السنكي وزير الداخلية الليبي، لدى اجتماعه مع نظيره المصري محمد إبراهيم، عن تطلع بلاده إلى المزيد من الدعم والتعاون الأمني مع مصر لمواجهة ما تفرضه المرحلة الراهنة من تحديات ومخاطر.
وبعدما أكد على ضرورة تكثيف التعاون بين البلدين في مجال ضبط المنافذ الحدودية، أعرب عن رغبته في الاستفادة من خبرات وزارة الداخلية المصرية في مجال تدريب كوادر الأمن الليبية ورفع كفاءتهم، مشيرا إلى ضرورة استمرار التواصل بين وزارتي الداخلية المصرية والليبية لتبادل المعلومات المتصلة بمكافحة الإرهاب وتحديد عناصره، وذلك بهدف إحباط مخططاتهم الرامية لزعزعة الأمن والاستقرار في البلدين.
في المقابل، أعرب وزير الداخلية المصري عن أهمية تنسيق الجهود بهدف السيطرة على الحدود وضبط المنافذ الشرعية لكلا البلدين، للحد من عمليات التهريب التي تضر بالأمن القومي للجانبين.
كما أكد أهمية تبادل المعلومات بشأن العناصر الإرهابية التي تتخذ من بعض المناطق الحدودية ملاذا وقاعدة انطلاق لتنفيذ عملياتها الإرهابية، لافتا إلى ترحيب وزارة الداخلية المصرية بتدريب كوادر الشرطة الليبية على مختلف مجالات العمل الشرطي، انطلاقا من العلاقات الأخوية التي تربط بين شعبي البلدين.
وشدد الوزير المصري على ضرورة توطيد ودعم علاقات التعاون مع وزارة الداخلية الليبية، في إطار التواصل والتنسيق المستمر لمساعدة الشعب الليبي الشقيق على تجاوز الأزمة الحاليـة.
من جهته، أكد سامح شكري وزير الخارجية المصري، لدى لقائه مع نظيره الليبي محمد الدايري، دعم مصر الكامل لتطلعات وإرادة الشعب الليبي ولمؤسساته الشرعية المنتخبة، وعلى رأسها مجلس النواب والحكومة الليبية التي أقرها المجلس.
كما لفت (بحسب بيان رسمي للخارجية المصرية) إلى عزم بلاده تقديم جميع أشكال الدعم الممكنة لبناء مؤسسات الدولة وبناء القدرات وتوفير التدريب اللازم، بما يسهم في تحقيق تطلعات الشعب الليبي الشقيق، ويصون وحدة الدولة الليبية وسلامة أراضيها، فضلا عن تعميق التعاون في جميع القطاعات، خاصة في مجالات البنية التحتية، وتمكين الحكومة الليبية في مواجهة التنظيمات الإرهابية، والحفاظ على وحدة الأراضي الليبية.
وقال البيان إن شكري شدد على أهمية عقد اجتماع للمبعوثين الدوليين إلى ليبيا في القاهرة، لمقابلته ووزير خارجية ليبيا، لمناقشة الأوضاع السياسية والأمنية في ليبيا، والتشاور بشأنها، والاستماع إلى رؤية الوزير الدايري في هذا الشأن.
ورغم أن المؤتمر الوطني العام (البرلمان) السابق والمنتهية فترة ولايته وحكومة عمر الحاسي، المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين في ليبيا، التزما لصمت حيال الزيارة، فقد عنونت غرفة عمليات ثوار ليبيا، عبر صفحتها الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) صورة لقاء الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع الثني، أول من أمس، بحضور الوفد المرافق له، بالإضافة إلى رئيس وأعضاء الحكومة المصرية، بأنه «رئيس لحكومتين».
من جهته، قال محمد صوان رئيس حزب العدالة والبناء الذي يُعد الذراع السياسية لجماعة الإخوان المسلمين، إن مصر لن يكون لها أي دور فعال وإيجابي يجمع الشمل أو يُقبل بوصفه وسيطا بين الأطراف الليبية.
وعدّ صوان في تصريحات صحافية له أن الدور المصري لن يكون مقبولا في المدى القريب إلا من طرف واحد، وهو من استدعاها للتدخل العسكري ومن أيده، على حد زعمه.
إلى ذلك، دعا المكتب الإعلامي لما يُسمى بعملية فجر ليبيا، التي تضم قوات من مصراتة وحلفائها المتشددين، وتسيطر على مقاليد الأمور في العاصمة الليبية طرابلس منذ الشهر الماضي، إلى استمرار التظاهر وتنظيم الوقفات الاحتجاجية في مختلف المدن الليبية لدعم العملية.
وعدّ أن عملية فجر ليبيا نجحت نجاحا مبهرا في مسارها العسكري والسياسي، مشيرا إلى أن بعض من وصفهم بـ«أصحاب الولاءات الحزبية الضيقة» تسللوا بحجة الحوار والتوافق.
وأضاف في بيان له أمس عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك): «عليه، نطالب أبناء شعبنا الكريم بالاستمرار بنفس ذلك الزخم وأكثر في ميادين وساحات الحرية في المدن الكبرى، لإيصال أصواتهم للداخل والخارج ولقطع الطريق أمام المتسلقين.. نحن نعدهم بمواصلة الطريق إلى نهايته».
وفى مدينة بنغازي بشرق البلاد، هدأت حدة المواجهات العنيفة بين قوات الجيش الوطني والمتطرفين، بعد مقتل قيادي إسلامي بارز واثنين من مرافقيه، في معارك اندلعت بمحيط مطار بنغازي، بينما لقي 14 عسكريا مصرعهم في الأيام الـ3 الماضية خلال الاشتباكات مع المسلحين الإسلاميين.
وأعلنت مصادر طبية وعسكرية أن سليم نبوس القائد الميداني في مجلس شورى ثوار بنغازي واثنين آخرين من مقاتلي المجلس لقوا حتفهم، في المعارك الدائرة بمحيط مطار بنينا الدولي.
وقال متحدث باسم القوات الخاصة والصاعقة التي يقودها العقيد ونيس بوخمادة، إن 13 عسكريا آخرين لقوا حتفهم في الأيام الـ3 الماضية، بينما جُرح أكثر من 30 آخرين في معارك الدفاع عن المطار الذي يتقدم نحوه المقاتلون الإسلاميون.
لكن المتحدث أكد سيطرة الجيش على المطار والمنطقة المحيطة به، مشيرا إلى أن غارات المقاتلات والمروحيات والقصف المدفعي نتجت عنها إصابات دقيقة في عتاد وآليات الإسلاميين المتقدمين باتجاه المطار، جنوب شرقي بنغازي.
وكثف سلاح الجو الليبي طلعاته الجوية في سماء مدينة بنغازي ومناطق متفرقة في شرق البلاد، حيث حلقت عدة مقاتلات على ارتفاع منخفض، وسُمع إطلاق نار من المضادات الأرضية في أنحاء متفرقة من مدينة بنغازي.
وتتقدم قوات مجلس شورى ثوار بنغازي باتجاه المطار الذي يضم مدرجا للطائرات المدنية وقاعدة جوية، حيث تسعى، منذ مطلع شهر سبتمبر (أيلول) الماضي، للسيطرة عليه.



3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
TT

3 مقترحات يمنية أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية

رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)
رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني يلتقي في الرياض الأحد مسؤولين أميركيين (سبأ)

قدمت الحكومة اليمنية عبر سفارتها في واشنطن 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ الأميركي لإسناد الشرعية في مواجهة الجماعة الحوثية المدعومة من إيران، في حين تحدثت الجماعة، الأحد، عن غارة ضربت موقعاً لها في جنوب محافظة الحديدة.

ووصف الإعلام الحوثي الغارة بـ«الأميركية - البريطانية»، وقال إنها استهدفت موقعاً في مديرية التحيتا الخاضعة للجماعة في جنوب محافظة الحديدة الساحلية على البحر الأحمر، دون إيراد تفاصيل عن آثار الضربة.

مقاتلات أميركية من طراز «إف 35» شاركت في ضرب الحوثيين باليمن (أ.ب)

وفي حين لم يتبنَّ الجيش الأميركي على الفور هذه الغارة، تراجعت خلال الشهر الأخير الضربات على مواقع الحوثيين، إذ لم تسجل سوى 3 غارات منذ 12 نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي.

وكانت واشنطن أنشأت تحالفاً بقيادتها سمّته «حارس الازدهار» وبدأت - ومعها بريطانيا في عدد من المرات - في شن ضربات على مواقع الجماعة الحوثية ابتداء من 12 يناير (كانون الثاني) 2024، في مسعى لإضعاف قدرة الجماعة على مهاجمة السفن.

وإذ بلغت الغارات أكثر من 800 غارة غربية استأثرت محافظة الحديدة الساحلية بأغلبها، كانت الجماعة تبنت مهاجمة نحو 215 سفينة منذ نوفمبر 2023، وأدت الهجمات إلى غرق سفينتين وإصابة أكثر من 35 سفينة ومقتل 3 بحارة.

وتزعم الجماعة الموالية لإيران أنها تشن هجماتها ضد السفن إلى جانب عشرات الهجمات باتجاه إسرائيل مساندة منها للفلسطينيين في غزة، في حين تقول الحكومة اليمنية إن الجماعة تنفذ أجندة طهران واستغلت الأحداث للهروب من استحقاقات السلام.

تصنيف ودعم وتفكيك

في وقت يعول فيه اليمنيون على تبدل السياسة الأميركية في عهد الرئيس المنتخب دونالد ترمب، لتصبح أكثر صرامة في مواجهة الحوثيين الذين باتوا الذراع الإيرانية الأقوى في المنطقة بعد انهيار «حزب الله» وسقوط نظام بشار الأسد، قدم السفير اليمني لدى واشنطن محمد الحضرمي 3 مقترحات أمام مجلس الشيوخ لدعم بلاده.

وتتضمن المقترحات الثلاثة إعادة تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية، ودعم الحكومة اليمنية لتحرير الحديدة وموانئها، واستهداف قيادات الجماعة لتفكيك هيكلهم القيادي.

محمد الحضرمي سفير اليمن لدى الولايات المتحدة ووزير الخارجية الأسبق (سبأ)

وقال السفير الحضرمي إن تصنيف الحوثيين منظمة إرهابية أجنبية على غرار تصنيف «حزب الله» و«الحرس الثوري» الإيراني، من شأنه أن يبعث برسالة قوية مفادها أن أفعال الحوثيين (ترويع المدنيين، واستهداف الأمن البحري، وزعزعة استقرار المنطقة) غير مقبولة.

وبخصوص دعم الحكومة اليمنية لتحرير ميناء الحديدة، أوضح الحضرمي في مداخلته أمام مجلس الشيوخ الأميركي أن تأمين هذا الميناء الحيوي على البحر الأحمر، من شأنه أن يمكن الحكومة من حماية البحر الأحمر وإجبار الحوثيين على الانخراط في السلام، وكذلك منع وصول الدعم الإيراني إليهم.

وأكد الحضرمي أن تحرير الحديدة لن يكلف الحكومة اليمنية الكثير، وقال: «كنا على مسافة قليلة جداً من تحرير الحديدة في 2018، وتم إيقافنا من قبل المجتمع الدولي. وأعتقد أنه حان الأوان لتحرير هذا الميناء».

وفيما يتعلق باستهداف قيادات الحوثيين لتفكيك هيكلهم القيادي، شدد السفير اليمني في واشنطن على أهمية هذه الخطوة، وقال إن «محاسبة قادة الميليشيات الحوثية على جرائمهم ستؤدي إلى إضعاف عملياتهم وتعطيل قدرتهم على الإفلات من العقاب».

وأضاف: «ستعمل هذه التدابير على تعزيز أمن البحر الأحمر، وحفظ دافعي الضرائب وهذا البلد (الولايات المتحدة) للكثير من المال، ومحاسبة الحوثيين على أفعالهم، وتوفير الضغط اللازم لإجبار الجماعة على الانخراط في المفاوضات، مما يمهد الطريق لسلام دائم في اليمن».

ورأى السفير اليمني أن الدبلوماسية وحدها لا تجدي نفعاً مع النظام الإيراني ووكلائه، وقال: «حاولنا ذلك معهم لسنوات عديدة. (السلام من خلال القوة) هو المجدي! وأنا واثق بأن الشعب اليمني والإيراني سيتمكنون يوماً ما من تحرير أنفسهم من طغيان النظام الإيراني ووكلائه».

اتهام إيران

أشار السفير الحضرمي في مداخلته إلى أن معاناة بلاده كانت النتيجة المتعمدة لدعم إيران للفوضى وعدم الاستقرار في المنطق، وقال: «منذ أكثر من 10 سنوات، قامت إيران بتمويل وتسليح جماعة الحوثي الإرهابية، وتزويدها بالأسلحة الفتاكة لزعزعة استقرار اليمن وتهديد خطوط الملاحة الدولية في البحر الأحمر».

وأوضح أنه من المأساوي أن الدعم الإيراني مكّن الحوثيين من أن يصبحوا خطراً ليس فقط على اليمن، بل على المنطقة والعالم، إذ يعدّ البحر الأحمر ممراً مهماً للشحن التجاري، حيث يمر منه أكثر من 10 في المائة من التجارة العالمية و30 في المائة من شحن البضائع السنوي، لافتاً إلى أن الولايات المتحدة وحدها تنفق مليارات الدولارات للتصدي لهجمات لا تكلف إيران إلا القليل.

صاروخ وهمي من صنع الحوثيين خلال تجمع في صنعاء دعا له زعيم الجماعة (إ.ب.أ)

وخاطب الحضرمي أعضاء مجلس الشيوخ الأميركي بالقول: «يجب إيقاف الحوثيين، ويمكن لليمنيين إيقافهم! فنحن نمتلك العزيمة والقوة البشرية لمواجهة الحوثيين والتهديد الإيراني في اليمن والبحر الأحمر. ولكننا لا نستطيع أن نفعل ذلك بمفردنا؛ نحن بحاجة لدعمكم».

وأشار السفير اليمني إلى أن الحوثيين يحصلون على النفط والغاز مجاناً من إيران، وباستخدام الأسلحة الإيرانية يمنعون اليمن من تصدير موارده الطبيعية، مما أعاق قدرة الحكومة على دفع الرواتب، أو تقديم الخدمات، أو شن هجوم مضاد فعال ضد الجماعة. وقال: «يمكن أن يتغير ذلك بدعم الولايات المتحدة».

وأكد الحضرمي أن اليمنيين لديهم العزيمة والقدرة على هزيمة الحوثيين واستعادة مؤسسات الدولة وإحلال السلام، واستدرك بالقول إن «وجود استراتيجية أميركية جديدة حول اليمن يعدّ أمراً بالغ الأهمية لمساعدتنا في تحقيق هذا الهدف».

ومع تشديد السفير اليمني على وجود «حاجة ماسة إلى نهج جديد لمعالجة التهديد الحوثي»، أكد أن الحوثيين «ليسوا أقوياء بطبيعتهم، وأن قوتهم تأتي فقط من إيران وحرسها الثوري، وأنه بوجود الاستراتيجية الصحيحة، يمكن تحييد هذا الدعم».