جمهور الإسكندرية يتذكّر حكايات الجاليات الأجنبية وتراث المدينة

عبر النسخة العاشرة من احتفالية «أيام التراث» بمشاركة محلية ودولية

من أعمال الفنانة الشابة سارة زهير في معرض أصوات المدينة
من أعمال الفنانة الشابة سارة زهير في معرض أصوات المدينة
TT

جمهور الإسكندرية يتذكّر حكايات الجاليات الأجنبية وتراث المدينة

من أعمال الفنانة الشابة سارة زهير في معرض أصوات المدينة
من أعمال الفنانة الشابة سارة زهير في معرض أصوات المدينة

احتفالاً بكنوز الإسكندرية التراثية، ومحاولة الكشف عن الذاكرة المنسية بين تفاصيل الكثير من الأمكنة والوثائق والصور، أطلق أمس الجمعة «المركز الفرنسي للدراسات السكندرية»، احتفال «أيام التراث السكندري»، تحت شعار «آخر أخبار الإسكندرية» في نسخته العاشرة بالمدينة الساحلية، ويستمر لمدة أسبوع بمشاركة نحو 100 فرد وجهة ومؤسسة تراثية وثقافية حكومية وخاصة ومحلية ودولية، من بينها وزارة الثقافة المصرية والسفارة الفرنسية والمحافظة وقنصليات فرنسا وإيطاليا وإسبانيا واليونان ومكتبة الإسكندرية والمراكز الثقافية الأجنبية مثل معهد جوته والمعهد الفرنسي.
وتكتسب نسخته هذا العام أهمية خاصة، نظراً للاحتفال بمرور 10 سنوات على إطلاق الاحتفالية، وفق مروة عبد الجواد مسؤول القطاع الثقافي بـ«المركز الفرنسي للدراسات السكندرية»، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»، «أطلق المركز هذه الفكرة استلهاماً من (أيام التراث الأوروبي) الذي يقام في شهر سبتمبر (أيلول) من كل عام، وتقوم على فتح الأماكن غير المعتاد فتحها أمام الجمهور، إلى جانب الأماكن الأثرية مجاناً، لكن تم تطويرها بحيث تشمل بجانب ذلك إقامة أحداث ثقافية وفنية حول تراث المدينة، بهدف جذب أكبر قاعدة من الجمهور باختلاف شرائحهم وأذواقهم».
وتتابع: «عام وراء عام أصبحت أعداد الجماهير التي تحرص على الحضور في تزايد مستمر، حتى وصلت العام الماضي إلى 10 آلاف مشارك، ونأمل هذا العام في المزيد، لا سيما أن الأمر لن يقتصر على الجولات الأثرية والمتاحف وفعاليات مراكز التاريخ والفنون، لكنه يتضمن أيضاً استكشاف وإعادة إحياء الذاكرة المنسية للإسكندرية، وسط المواد المكتوبة والصور والوثائق المرتبطة بالمدينة على مدار قرنين من الزمان من خلال الصحافة السكندرية الناطقة بالفرنسية والعربية عبر ثلاثة معارض توثيقية».
ويتناول المعرض الأول تاريخ الصحافة في مصر عبر صفحات من الصحافة السكندرية التي صدرت بالفرنسية منذ نهاية القرن التاسع عشر وخلال القرن العشرين، ما يبرز تأثير الصحافة الفرنسية على حركة النهضة الثقافية والأدبية الحديثة في مصر والعالم العربي، إلى جانب معرض حول قناة السويس في الصحافة، وذلك بمناسبة أن هذه النسخة من «أيام التراث السكندري» تواكب عام الثقافة المصرية الفرنسية 2019، والاحتفال بمرور 130 عاماً على افتتاح القناة، أما المعرض الثالث فسيدور حول «الإسكندرية في صحافة البلدية»، أي الصحف السكندرية التي كانت تصدر باللغة العربية مثل «الأهرام» في بداياتها قبل انتقالها إلى القاهرة.
وتماهياً مع هاتين المناسبتين، يشهد الأسبوع الثقافي أيضاً انعقاد «مؤتمر قناة السويس... مكان الذكريات»، ليعيش الحضور أجواء دافئة عبر الاطلاع على الذكريات الشفهية التي جمعها من 50 شخصية عملت في القناة من كبار المديرين والفنيين والعمال من الجنسيات المختلفة، وكان فريق العمل في البرنامج قد قام بالسفر إلى إيطاليا واليونان وباريس وبورسعيد لجمعها تحت اسم «الذكريات السعيدة».
ومن أبرز النشاطات غير التقليدية التي احتضنها الأسبوع الثقافي، العرض الأول للفيلم الوثائقي «طليان إسكندرية» في حفل الافتتاح بمركز الحرية للإبداع، الذي يستعرض التأثيرات الثقافية والمعمارية والتجارية للوجود الإيطالي في المدينة منذ عصر محمد علي باشا، في حضور السفير الإيطالي وقنصل فرنسا ومحافظ الإسكندرية.
ومن السينما التوثيقية إلى تجربة جديدة هي المسرح الوثائقي، وفيها يقوم الفنانون بنقل الذاكرة الحية عن المدينة، ووضعها على خشبة المسرح، بجانب التعريف بتراث وتاريخ الإسكندرية عبر التقنيات الحديثة، وفي إطار الربط بين التراث السكندري وبلاد الشام يقدم شباب سوري وسكندري عرضاً مسرحياً حول التراث المشترك.
ويقول الدكتور إسلام عاصم مدير جمعية التراث والفنون التقليدية بالإسكندرية، وأحد الشركاء المؤسسين للاحتفالية، «إن التراث السكندري يمثل نقطة محورية في تاريخ مصر؛ لأن الإسكندرية قامت من جديد في القرن التاسع عشر، عندما وجه لها الوالي محمد علي اهتماماً خاصاً ما جعلها ملتقى الجنسيات والحضارات المختلفة، ونقطة اتصال مصر بالعالم، لا سيما أن انتعاش التجارة فيها جذب الفرنسيين والإيطاليين واليونانيين والإسبان، وغير ذلك ممن عاشوا على أرضها، وتعايشوا في سلام، وأبدعوا فيها كُل في مجاله وبثقافته وحضارته، ما أسهم في ترك تراث عظيم نحاول عبر هذا الأسبوع أن نعيد إحياءه، واستلهامه، في دعوة إلى التعايش مع الآخر مثل الأجداد وأبناء المدينة القدامى».
ويلفت: من أهم ما تتميز الاحتفالية هذا العام هو عدم التركيز على المحاضرات المتخصصة التي تهم الدارسين والباحثين وحدهم، فهناك اهتمام واسع بالفنون والجمال، وكل ما يساهم في تغذية الروح من خلال النهل من التراث، وانطلاقاً من ذلك بدأت الاحتفالية بجولات، سيراً على الأقدام منها، جولة في حي رأس التين تم خلالها زيارة مجموعة من الأمكنة المهمة والجوامع التاريخية، وتقديم الشرح المبسط لها، وزيارة المبنى التاريخي للإسعاف الذي يعود إلى عام 1928.
ويمكن للجمهور الاستماع إلى «أصوات المدينة»، والتعرف على آخر أخبارها عبر زيارة المعرض الذي يحمل الاسم نفسه، ويضم 170 صورة فوتوغرافية للفنانة سارة زهير، التي تقول لـ«الشرق الأوسط»: «تعتمد فكرة المعرض على أنه في الماضي كانت الأخبار والحكايات تتداول في الأحياء القديمة على وجه الخصوص عبر المقاهي والأسواق و(البلكونات) و(الترام)، ولا تزال بعض الأحياء تحمل روح المدينة والتراث والحكايات وسير مشاهيرها، وهو ما أحاول نقله عبر صوري التي التقطتها في أحياء عتيقة مثل كوم الدكة والسيالة والأنفوشي». وتوضح: «سيقام المعرض في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) الحالي، في مركز (بسارية)، ويعقب الافتتاح عرض فيلم تجريبي قصير يحتفي بمباني المدينة».



وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
TT

وسط انتشار حوادث الطيران... هل هناك مقاعد أكثر أماناً على متن الطائرة؟

يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)
يعتقد كثيرون أن الجلوس بمؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة (رويترز)

شهد العالم، خلال الأسبوعين الماضيين، تحطم طائرتين؛ إحداهما تابعة للخطوط الجوية الأذربيجانية في كازاخستان، والأخرى تابعة لشركة «جيجو إير»، وهي أكبر شركة طيران منخفض التكلفة في كوريا الجنوبية.

وقُتل في الحادث الأول 38 شخصاً، ونجا 29 راكباً، في حين قُتل جميع ركاب طائرة «جيجو إير»، باستثناء اثنين.

وبعد هذين الحادثين، انتشرت التقارير المتعلقة بوجود أماكن معينة على متن الطائرة أكثر أماناً من غيرها.

فقد أكد كثيرون صحة المعتقد القديم بأن الجلوس في مؤخرة الطائرة أكثر أماناً من الجلوس في المقدمة، مشيرين إلى أن حطام طائرة الخطوط الجوية الأذربيجانية وطائرة «جيجو إير» يؤكد هذا.

فقد كان الناجون التسعة والعشرون من حادث تحطم الطائرة الأذربيجانية يجلسون جميعاً في مؤخرة الطائرة، التي انقسمت إلى نصفين، تاركة النصف الخلفي سليماً إلى حد كبير. وفي الوقت نفسه، كانت المضيفتان اللتان جلستا في مقعديهما القابلين للطي في ذيل الطائرة، هما الناجيتين الوحيدتين من حادث تحطم الطائرة الكورية الجنوبية.

فهل هذا المعتقد صحيح بالفعل؟

في عام 2015، كتب مراسلو مجلة «تايم» أنهم قاموا بفحص سجلات جميع حوادث تحطم الطائرات في الولايات المتحدة، سواء من حيث الوفيات أم الناجين من عام 1985 إلى عام 2000، ووجدوا، في تحليل تلوي، أن المقاعد في الثلث الخلفي من الطائرة كان معدل الوفيات فيها 32 في المائة بشكل عام، مقارنة بـ38 في المائة في الثلث الأمامي، و39 في المائة في الثلث الأوسط.

كما أشاروا إلى أن المقاعد الوسطى في الثلث الخلفي من المقصورة كانت هي الأفضل، بمعدل وفيات 28 في المائة. وكانت المقاعد «الأسوأ» هي تلك الواقعة على الممرات في الثلث الأوسط من الطائرة، بمعدل وفيات 44 ف المائة.

إلا أنه، وفقاً لخبراء سلامة الطيران فهذا الأمر ليس مضموناً في العموم.

ويقول حسن شهيدي، رئيس مؤسسة سلامة الطيران، لشبكة «سي إن إن» الأميركية: «لا توجد أي بيانات تُظهر ارتباطاً بين مكان الجلوس على متن الطائرة والقدرة على البقاء على قيد الحياة. كل حادث يختلف عن الآخر».

من جهته، يقول تشنغ لونغ وو، الأستاذ المساعد في كلية الطيران بجامعة نيو ساوث ويلز في سيدني: «إذا كنا نتحدث عن حادث تحطم مميت، فلن يكون هناك أي فرق تقريباً في مكان الجلوس».

أما إد غاليا، أستاذ هندسة السلامة من الحرائق في جامعة غرينتش بلندن، والذي أجرى دراسات بارزة حول عمليات إخلاء حوادث تحطم الطائرات، فقد حذر من أنه «لا يوجد مقعد سحري أكثر أماناً من غيره».

ويضيف: «يعتمد الأمر على طبيعة الحادث الذي تتعرض له. في بعض الأحيان يكون المقعد الأمامي أفضل، وأحياناً أخرى يكون الخلفي آمن كثيراً».

ويرى مختصون أن للمسافر دوراً في تعزيز فرص نجاته من الحوادث عبر عدة طرق، من بينها الإنصات جيداً إلى تعليمات السلامة، وقراءة كتيب تعليمات الأمان المتوفر بجيب المقعد أمامك، ودراسة مخارج الطوارئ جيداً، وتحديد الأقرب إليك، وتجنب شركات طيران ذات سجل السلامة غير الجيد.