بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب
TT

بين الخطأ والصواب

بين الخطأ والصواب

التوقف التدريجي لأدوية الكورتيزون
> تعتبر مجموعة أدوية «الكورتيكوستيرويدات» (corticosteroids)، ومنها «بريدنيزون» (prednisone) من أقوى مضادات الالتهابات ومثبطات جهاز المناعة. وهي تستخدم كعلاج مهم لمجموعة متنوعة من الأمراض، على سبيل المثال: مرض التهاب الأمعاء (مرض كرون والتهاب القولون التقرحي)، والذئبة، والربو، والسرطانات، وأنواع كثيرة من التهاب المفاصل.
ومن الأخطاء الشائعة في هذا الخصوص أن بعض المرضى لا يلتزمون بتعليمات الطبيب المعالج، ويتوقفون عن تناول الدواء فجأة دون تدرج، فيتعرضون لأعراض الانسحاب المعروفة لهذه الأدوية، ومنها: التعب الشديد، والضعف، وآلام الجسم، وآلام المفاصل، والغثيان، وفقدان الشهية، والدوار. وهناك آثار سلبية أخرى أكثر شدة، قد تحدث مع استعمال هذه الأدوية لمدة طويلة، مثل احتباس السوائل، والغلوكوما، وإعتام عدسة العين، والسمنة، ونمو شعر الوجه، ومرض السكري، وضغط الدم، وهشاشة العظام، وتأخر النمو لدى الأطفال.
تقول أبريل تشانغ ميلر، الحاصلة على الدكتوراه في الطب الباطني والروماتيزم من «جامعة يال» الأميركية في أريزونا، إن عقار «بريدنيزون» مثلاً، يشبه الكورتيزول، وهو هرمون يصنع بشكل طبيعي من الغدة الكظرية. وهذه الغدة سوف تقلل من إنتاج الكورتيزول عند تناول المريض لهذا الدواء لبضعة أسابيع، ولهذا يوصي الطبيب المعالج مريضه بتخفيض الجرعة تدريجياً، كي تُمنح الغدة الكظرية وقتاً لاستئناف وظيفتها الطبيعية مرة ثانية، ولا تحدث تلك المضاعفات. ويعتمد مقدار الوقت الذي يستغرقه الجسم للتخلص من علاج «بريدنيزون» على الجرعة المعطاة ومدة الاستخدام واعتبارات طبية أخرى، وقد يستغرق الشفاء التام من أسبوع إلى أكثر من شهر.
ولتفادي حدوث المضاعفات، ننصح بالتالي:
- عدم تناول هذه المجموعة من الأدوية استجابة لنصيحة الآخرين.
- يُفضل أخذ أقل جرعة ولأقل فترة ممكنة، وعند الضرورة فقط، وباستشارة الطبيب.
- يجب ألا يتم إيقاف الدواء بشكل مفاجئ، وإنما يتم إيقافه تدريجياً، عن طريق تقليل الجرعة بشكل تدريجي على مدار أيام وأسابيع، حسب الجرعة التي يتناولها المريض.
- يجب ألا يتم تقليل الجرعة بحد أكثر من 25 في المائة من الجرعة التي يتناولها المريض، فمثلاً إذا كان يتناول 40 مليغراماً، يتم تقليل 10 مليغرامات، وهكذا حتى يتم إيقافه نهائياً.
- استشارة الطبيب المعالج فوراً عند التعرض لأعراض الانسحاب خلال فترة الإيقاف التدريجي للدواء.
الكحوليات وأمراض القلب الخلقية
> تشير الأبحاث الحديثة إلى أن تناول الوالدين للكحول قبل حدوث الحمل يرتبط بأمراض القلب الخلقية (CHDs) عند نسلهم اللاحق. ويقترح الخبراء ضرورة أن يكون الآباء والأمهات على دراية كافية بهذه العلاقة.
قام عدد من الباحثين بإجراء مراجعة منهجية ثم تحليل تَلَوي، لبيانات أخذت من 55 دراسة شملت 41747 حالة من المصابين بأمراض قلب خلقية، و297587 من المجموعة الضابطة، وفقاً للموقع الطبي «يونيفاديس».
وُجد من نتائج هذه الدراسة، التي نشرت في 2 أكتوبر (تشرين الأول) 2019 في «المجلة الأوروبية لأمراض القلب الوقائية» (Eur J Prev Cardiol)، أن تعرض كل من الأم والأب للكحول كان مرتبطاً بشكل كبير مع خطر الإصابة بجميع أمراض القلب الخلقية في النسل. وأظهرت الرابطة وجود علاقة غير خطية بين الجرعة والاستجابة.
كان شرب الكحول (الذي يُعرَّف بأنه خمس كؤوس أو أكثر في كل جلسة) لدى الآباء والأمهات المستقبلين للطفل، مرتبطاً بزيادة المخاطر بنسبة 52 في المائة و16 في المائة على التوالي.
وقال رئيس فريق الباحثين في هذه الدراسة، الدكتور جيابي تشين، من «كلية شيانغيا للصحة العامة» بـ«جامعة سنترال ساوث» في تشانغشا بالصين، إنه على الرغم من وجود قيود ومحدودية في تحليل البيانات في هذه الدراسة (على سبيل المثال لم يتم تسجيل نوع الكحول) فإن نتائج الدراسة تشير إلى أن الرجال والنساء الذين يخططون لتكوين عائلة وإنجاب أطفال، يجب أن يتخلوا عن الكحول، وأن الآليات الأساسية، في هذه الدراسة، التي تربط بين شرب الوالدين للكحول وأمراض القلب الخلقية، تستدعي إجراء مزيد من البحوث.

استشاري في طب المجتمع
مدير مركز المساعدية التخصصي ـ مستشفى الملك فهد بجدة
[email protected]



لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
TT

لماذا لا يستطيع البعض النوم ليلاً رغم شعورهم بالتعب الشديد؟

لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)
لا يستطيع بعضنا النوم في بعض الأحيان رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين (رويترز)

أحياناً، لا يستطيع بعضنا النوم، رغم شعورنا بالتعب والإرهاق الشديدين، الأمر الذي يعود إلى سبب قد لا يخطر على بال أحد؛ وهو الميكروبات الموجودة بأمعائنا، وفقاً لما توصلت إليه دراسة جديدة.

وكل ليلة، ومع غروب الشمس، تبدأ بعض ميكروبات الأمعاء، المعروفة بميكروبات الليل، التكاثر والازدهار، بينما تموت ميكروبات أخرى، وتتغير المواد الكيميائية التي تفرزها هذه الميكروبات أيضاً، مما يسهم في النعاس، وفق ما نقله موقع «سايكولوجي توداي» عن مؤلفي الدراسة الجديدة.

ويصل بعض هذه المواد الكيميائية إلى منطقة تحت المهاد، وهي جزء من دماغك يساعدك على البقاء هادئاً في أوقات التوتر.

وقال الباحثون في الدراسة الجديدة: «من المدهش أن الميكروبات التي تحكم أمعاءك لها إيقاعات يومية، فهي تنتظر الإفطار بفارغ الصبر في الصباح، وفي الليل تحب أن تأخذ قسطاً من الراحة، لذا فإن تناول وجبة خفيفة، في وقت متأخر من الليل، يؤثر إيجاباً بشكل عميق على ميكروبات الأمعاء لديك، ومن ثم على نومك ومدى شعورك بالتوتر».

وأضافوا أن عدم التفات الشخص لما يأكله في نهاية يومه ربما يؤثر بالسلب على نومه، حتى وإن كان يشعر بالتعب الشديد.

كما أن هذا الأمر يزيد من شعوره بالتوتر، وهذا الشعور يؤثر سلباً أيضاً على النوم.

ولفت الفريق، التابع لجامعة كوليدج كورك، إلى أنه توصّل لهذه النتائج بعد إجراء اختبارات على عدد من الفئران لدراسة تأثير الميكروبيوم على الإجهاد والإيقاعات اليومية لديهم.

وقد حددوا بكتيريا واحدة على وجه الخصوص؛ وهي «L. reuteri»، والتي يبدو أنها تهدئ الأمعاء وتؤثر إيجاباً على الإيقاعات اليومية والنوم.

ويقول الباحثون إن دراستهم تقدم «دليلاً دامغاً على أن ميكروبات الأمعاء لها تأثير عميق على التوتر وجودة النوم».

ونصح الباحثون بعدم تناول الأطعمة والمشروبات السكرية ليلاً، أو الوجبات السريعة، وتلك المليئة بالدهون، واستبدال الأطعمة الخفيفة والمليئة بالألياف، بها.