أنقرة تتهم «قسد» بتنفيذ هجمات في منطقة «نبع السلام»

قوات الحكومة تنتشر على الحدود التركية

TT

أنقرة تتهم «قسد» بتنفيذ هجمات في منطقة «نبع السلام»

اتهمت وزارة الدفاع التركية قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية قوامها الرئيسي بمواصلة التحرشات في منطقة عملية «نبع السلام» العسكرية التركية في شمال شرقي سوريا.
وقالت الوزارة في بيان، الأربعاء، إن تحرشات الوحدات الكردية مستمرة ضد منطقة عملية «نبع السلام»، وسط التزام تام للقوات المسلحة التركية بالاتفاق المتعلق بتأسيس المنطقة الآمنة. وأضافت أن أفراد «الوحدات» الكردية الذين وصفتهم بـ«الإرهابيين» نفذوا 11 تحرشا على منطقة عملية «نبع السلام» خلال الأربع والعشرين ساعة الأخيرة، معظمها بقذائف الهاون والصواريخ المضادة للدبابات.
في الوقت ذاته، انتشرت وحدات من الجيش السوري رافعة العلم الوطني على الحدود السورية التركية بطول الشريط الحدودي بين القامشلي والمالكية شرقا. ونشرت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) صورا للجيش في المناطق الحدودية استكمالا لعملية الانتشار التي بدأها في محافظة الحسكة، وذلك في إطار مهامه لإرساء الأمن والاستقرار في المنطقة وتأمين الحماية للأهالي، بحسب الوكالة. وفي الأثناء قال المرصد السوري لحقوق الإنسان إن القوات الأميركية سيرت دورية عسكرية في منطقة مثلث الحدود السورية العراقية التركية، انطلقت من قرية جنيدية بريف رميلان، وصولاً لحقلي السويدية وكرزيرو ومنطقة كاراتشوك.
كان المرصد ذكر، أول من أمس، أن القوات الأميركية تقوم بتحضيرات لإنشاء قاعدة عسكرية جديدة تابعة لها في قرية زغات - ينبوع الواقعة بريف المالكية على طريق معبر سيمالكا عند المثلث الحدودي بين تركيا والعراق وسوريا.
وأضاف أن دورية تابعة للقوات الأميركية تجولت قرب الحدود التركية بالقرب من قرية عين ديوار التابعة لمدينة المالكية «ديريك»، حيث سلكت طريق السياسي المحاذي للحدود التركية، مروراً بمعبر سيمالكا، رفقة سيارة تابعة لقوات قسد.
وانتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان، أول من أمس، قيام الولايات المتحدة بتنفيذ هذه الدوريات، قائلا إن القوات الأميركية لا تزال تنفذ دوريات مشتركة مع الوحدات الكردية في المنطقة التي اتفق على سحبها منها. وشدد على أن بلاده تقوم بتطهير المنطقة من «تنظيم داعش» ومن التنظيمات «الإرهابية» الأخرى، رغم معارضة بعض الدول.
وأضاف إردوغان «نعلم أنه ما زال هناك (إرهابيون) داخل حدود المنطقة الآمنة التي حددناها. هذه المنطقة ما زالت غير مطهرة من الإرهابيين... روسيا تدّعي انسحاب المنظمات الإرهابية (في إشارة إلى وحدات حماية الشعب الكردية) من مناطق في شمال سوريا، وهذا ليس صحيحاً».
وتابع أن «وحدات حماية الشعب» الكردية لم تنسحب من المنطقة الآمنة رغم اتفاقات تركيا مع الولايات المتحدة وروسيا.
وأبرمت تركيا اتفاقين منفصلين مع الولايات المتحدة وروسيا بشأن انسحاب «الوحدات» الكردية التي تعدّها أنقرة تنظيماً إرهابياً، من شمال شرقي سوريا. وفي حين قالت واشنطن وموسكو إن المقاتلين غادروا، أكد إردوغان أنهم ما زالوا في المنطقة.
وأضاف الرئيس التركي أن مقاتلي «وحدات حماية الشعب» ما زالوا في تل رفعت ومنبج (غرب الفرات) وشرق رأس العين (شرق الفرات) وهي المنطقة التي استهدفتها تركيا في عمليتها الأخيرة. وأضاف أن تركيا ستلتزم باتفاقاتها طالما أوفت الولايات المتحدة وروسيا بوعودهما.
وتعهد بأن تواصل تركيا عملية «نبع السلام» العسكرية في شمال شرقي سوريا، حتى يتم إنشاء منطقة آمنة وعودة اللاجئين السوريين إلى مناطقهم.



مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
TT

مقتل المئات جراء إعصار في أرخبيل مايوت الفرنسي (صور)

تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)
تلة مدمَّرة في إقليم مايوت الفرنسي بالمحيط الهندي (أ.ب)

رجحت سلطات أرخبيل مايوت في المحيط الهندي، الأحد، مقتل «مئات» أو حتى «بضعة آلاف» من السكان جراء الإعصار شيدو الذي دمر في اليوم السابق قسماً كبيراً من المقاطعة الفرنسية الأفقر التي بدأت في تلقي المساعدات. وصرّح حاكم الأرخبيل، فرانسوا كزافييه بيوفيل، لقناة «مايوت لا بريميير» التلفزيونية: «أعتقد أنه سيكون هناك مئات بالتأكيد، وربما نقترب من ألف أو حتى بضعة آلاف» من القتلى، بعد أن دمر الإعصار إلى حد كبير الأحياء الفقيرة التي يعيش فيها نحو ثلث السكان، كما نقلت عنه وكالة الصحافة الفرنسية. وأضاف أنه سيكون «من الصعب للغاية الوصول إلى حصيلة نهائية»، نظراً لأن «معظم السكان مسلمون ويدفنون موتاهم في غضون يوم من وفاتهم».

صور التقطتها الأقمار الاصطناعية للمعهد التعاوني لأبحاث الغلاف الجوي (CIRA) في جامعة ولاية كولورادو ترصد الإعصار «شيدو» فوق مايوت غرب مدغشقر وشرق موزمبيق (أ.ف.ب)

وصباح الأحد، أفاد مصدر أمني لوكالة الصحافة الفرنسية بأن الإعصار الاستوائي الاستثنائي خلّف 14 قتيلاً في حصيلة أولية. كما قال عبد الواحد سومايلا، رئيس بلدية مامودزو، كبرى مدن الأرخبيل، إن «الأضرار طالت المستشفى والمدارس. ودمّرت منازل بالكامل. ولم يسلم شيء». وضربت رياح عاتية جداً الأرخبيل، مما أدى إلى اقتلاع أعمدة كهرباء وأشجار وأسقف منازل.

الأضرار التي سببها الإعصار «شيدو» في إقليم مايوت الفرنسي (رويترز)

كانت سلطات مايوت، التي يبلغ عدد سكانها 320 ألف نسمة، قد فرضت حظر تجول، يوم السبت، مع اقتراب الإعصار «شيدو» من الجزر التي تبعد نحو 500 كيلومتر شرق موزمبيق، مصحوباً برياح تبلغ سرعتها 226 كيلومتراً في الساعة على الأقل. و«شيدو» هو الإعصار الأعنف الذي يضرب مايوت منذ أكثر من 90 عاماً، حسب مصلحة الأرصاد الجوية الفرنسية (فرانس-ميتيو). ويُرتقَب أن يزور وزير الداخلية الفرنسي برونو روتايو، مايوت، يوم الاثنين. وما زالت المعلومات الواردة من الميدان جدّ شحيحة، إذ إن السّكان معزولون في منازلهم تحت الصدمة ومحرومون من المياه والكهرباء، حسبما أفاد مصدر مطلع على التطوّرات للوكالة الفرنسية.

آثار الدمار التي خلَّفها الإعصار (أ.ف.ب)

في الأثناء، أعلن إقليم لاريونيون الواقع أيضاً في المحيط الهندي ويبعد نحو 1400 كيلومتر على الجانب الآخر من مدغشقر، أنه جرى نقل طواقم بشرية ومعدات الطبية اعتباراً من الأحد عن طريق الجو والبحر. وأعرب البابا فرنسيس خلال زيارته كورسيكا، الأحد، تضامنه «الروحي» مع ضحايا «هذه المأساة».

وخفّض مستوى الإنذار في الأرخبيل لتيسير حركة عناصر الإسعاف، لكنَّ السلطات طلبت من السكان ملازمة المنازل وإبداء «تضامن» في «هذه المحنة». واتّجه الإعصار «شيدو»، صباح الأحد، إلى شمال موزمبيق، ولم تسجَّل سوى أضرار بسيطة في جزر القمر المجاورة من دون سقوط أيّ ضحايا.